الكراهيه الاسباب والتأثيرات
عبد الحكيم عثمان عبد الحفيظ

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الكراهية شعور من المشاعر الإنسانية مكتسب ولا ينتقل بالوراثة، ولا تلعب المورثات الجينية
أي دور في تكوينه لدى الفرد أو نقله.

والإنسان يكتسب الكراهية من خلال التعامل والاختلاط والاحتكاك مع الآخرين والمعايشة اليومية معهم، وينشأ هذا الشعور أيضا من خلال التوجيه والتعبئة التي يقوم بها الآباء سواء كانت هذه الكراهية نتاج صراع شخصي أو عائلي أو عرقي أو قومي أو ديني أو مذهبي، أو نتاج صراع سياسي.

والكراهية شعور هدام له تأثيرات خطيرة وفتاكة تتجاوز تأثير الآفات والأمراض، وتكاد تكون أخطر وأشد تأثيرا وفتكا منها في المجتمعات الإنسانية، وأدركت الأديان السماوية خطورة هذا المرض "الكراهية" وسعت في محاولات عديدة من أجل القضاء عليه أو الحد من خطورته على المجتمع، ومنها ديننا الإسلامي الحنيف وكثيرة هي الآيات القرآنية التي حثت على إفشاء المحبة بين بن البشر عامة وبين المسلمين خاصة، وأيضا كثيرة هي الأحاديث النبوية الشريفة التي حثت على ذلك، وهناك ممارسات عملية أرساها الرسول الكريم صلوات ربي وسلامه عليه وآله الطيبين الطاهرين ومنها موضوعه المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ومنها أيضا تأكيده على إفشاء تحية الإسلام "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" بين المسلمين سواء كانت بينهم معرفه أو قرابة أو لم تكن هناك بينهم قرابة أو معرفة مسبقة.

والكراهية ليست وليدة اليوم بل أنها بدأت مع بداية التواجد البشري على الأرض بالقصة المعروفة بين ابني ادم عليه السلام، فمنذ بدأت الخليقة وحتى يومنا هذا لازالت الكراهية تنتقل من جيل إلى جيل وبصور مختلفة منها ما تقل حدته وتخف ومنها ما تتصاعد حدته وتقوى تارة أخرى، ولنشوء الكراهية أسباب كثيرة ومنها:

* الفروق الفردية: وتشمل عدة فروق وهي على النحو التالي:

* الفروق في مستوى الذكاء بين شخص وآخر من حيث تقبل المعلومة وسرعة فهمها وتحليلها والقدرة على الاستفادة منها.

* الفروق الجسمانية: ومنها الفرق في الطول أو القصر والضخامة والنحافة وغيرها من الفروق الجسمانية بين الأشخاص .

* الفروق الشكلية: ومنها الفرق في لون البشرة وجمال الوجه أو عدمه ولون العينين واتساعهما، ولون وشكل الشعر خفيف أو كثيف سرح أو أجعد وغيرها من أشكال ونوعيات الشعر.

* الفروق المادية: ومنها الثراء والفقر وحتى الفرق بمستوى الثراء والتدرج فيه صعودا أو هبوطا وأيضا الفرق في مستوى الفقر، فهذا مستور الحال وهذا يعاني من الفقر المدقع.

* الفروق الاجتماعية: وهي الفروق الواردة في ترتيب بني البشر فهذا نخب أول وهذا عكسه وأيضا ترتيب بني البشر درجات من حيث أصالة النسب والعرق وصفائه "غر مهجن" وشرفه وعكس ذلك.

* الفروق العقائدية: ومنها اختلاف بني البشر في الاعتقاد الديني والمذهبي ولا يخفى على أحد تأثيرات هذا الاختلاف وما سببه هذا الاختلاف من صراعات قديما وحديثا بين بني البشر.

الفروق في الفكر السياسي والانتماء الحزبي:ومنا تعدد واختلاف الطروحات السياسية والانتماءات الحزبية بين تجمع بشري وآخر .

* الفروق العرقية والقومية: ومنها الاختلاف في العرق والقومية فهذا عربي وهذا كردي وهذا درزي وهذا تركي وهذا أعجمي وهذا من بني الأصفر وهذا من بني الأحمر وغيرها من القوميات والأعراق .

الفروق البيئية: ومنها الاختلاف في مكان الولادة والنشأة فهذا أمريكي شمالي وهذا جنوبي وهذا إفريقي وهذا أسيوي وهذا أوروبي وهذا استرالي وهذا من المناطق الحارة وهذا من المناطق المتجمدة وهذا من المناطق الصحراوية.

الفروق التربوية: ومنها الفروق في التربية والمعاملة والاهتمام بين أفراد العائلة الواحدة من قبل الأبوين وعملية التميز في التعامل من قبل الأبوين بين فرد وآخر من أفراد العائلة الواحدة، وما قصة يوسف عليه السلام وما حدث بينه وبين إخوته إلا بسبب التمييز بين الأولاد في تعامل الأبوين.



وآخر واهم تلك الفروق الفروق في القناعة والرضا: وتعد القناعة والرضا من الأسباب الرئيسة في تشكيل شعور الكراهية لدى الفرد، فمن كان لديه الشعور بالرضا والقناعة عالي ينعدم لديه الشعور بالكراهية و من كان لديه الشعور بالرضا والقناعة متدني يتصاعد لديه شعور الكراهية.



وشعور الكراهية يتفاوت من شخص لآخر يزداد حدة لدى البعض ويدفعهم للتصادم مع الآخرين، بسبب وبعض الأحيان بدون أسباب، أما تأثيرات الكراهية فلا تخفى على أحد فالأرواح البريئة التي أزهقت والدماء الطاهرة التي أريقت قديما وحديثا والشروخ والانقسامات في جسد الأمة الإسلامية والعربية  إلا وأحد أسبابها الكراهية
بقلم عبد الحكيم عثمان عبد الحفيظ.


 

الموضوع السابق الناصرية ..تدفع ضريبة ولائها للإمام للحسين (ع) جرحى وشهداء

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat