سفارتنا في القاهرة بين عهدين
ماجد الكعبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لا غروَ بان أي سفارة في العالم الحر الديمقراطي هي محطة وزورق إنقاذ للجالية العراقية في أي بلد , وان السفارة في العهد الصدامي هي مصدر رعب وتجسس ورصد لأي مواطن عراقي هارب من التعسف والإرهاب والتنكيل والمطاردة , فكانت سفاراتنا في العهد المقبور هي إسعاف فوري لعملاء السلطة ومخبأ أمين للعناصر الشاذة المريبة والذين هم ركائز مخفية للعصابة الإرهابية . فكان أخشى ما يخشاه العراقي عندما يمر أمام أبواب أية سفارة عراقية في الخارج لأنه يعرف جيدا بان هذه السفارة هي نقطة تفتيش ومضايقة واعتقال وتصفية لكل عراقي ملتزم بالوطنية الحقة الملتصقة بإرادة الشعب المضطهد .
اجل أن سفارتنا في القاهرة إبان الحكم الهمجي الإجرامي , كانت اليد الضاربة والشرطي الراصد والمصفي لكل النماذج الوطنية التي تعاكسه وتخالفه في الرأي والموقف , فان الشرف الاسنى والالتزام الأكيد للسفارة بان تكون وبحق وجدارة زورق إنقاذ للجالية وتحقق لها كل ما تبتغي وتريد حتى وان كانت على خلاف مع النظام , لان السفارة الحقيقية هي ملك للشعب وليس للسلطة , وقد طرق سمعي بان السيد المالكي رئيس الوزراء قد عمم بلاغا على كل السفارات العراقية في الخارج أن تسعف وتنفذ كل ما يبتغيه المواطن العراقي حتى وان كان له رأي وموقف مخالف للدولة وللعراق الجديد فيجب التعامل معه كمواطن من الدرجة الأولى , فهذه هي المسؤولية المثالية للسفارة التي تعكس وجه البلد وهذا ما عشته أنا في سفارتنا في مصر الشقيقة , فقد انبهرت وفرحت بما وجدته من رعاية وعناية واحتضان من لدن سفير دولتنا السيد نزار الخير الله , والذي كان وبحق أبا عطوفا وأخا متفانيا وصديقا مخلصا وراعيا متواصلا مع كل عراقي في مصر العروبة , وهذا الرجل كان وبجدارة وسيظل الوجه المشرق لسفارتنا المرموقة علاوة على تمتعه بالتواضع الجم والخلق الرفيع والسلوك النظيف , فطوبى لهذا المثال الأمثل الذي يمثل الواقع الاثيل والمشرق لعراقنا الجديد , ولا يفوتني ولم أنسَ أن اذكر بالشكر والتقدير والثناء والإطراء القنصل اللبيب الحبيب الأديب عصام البرام هذا الإنسان الخلوق الوديع الدمث الأخلاق والذي يوزع ابتساماته على كل من يطرق بابه , فأنست بلقائه وسررت بثقافته العالية وأسلوبه المتسامي ومؤلفاته الأخاذة التي يفوح منها مسك القيم والثقافة والجمال وحب الوطن والالتزام التام بما يبتغيه شعبنا الأصيل , كما إنني أجد نفسي غريق طيبة وعفوية ومتابعة الأخ الزميل المعزز المستشار الإعلامي عبد الرحيم الشويلي , لأنه قد غمرني بعواطف محببة وبمشاعر طيبة , كما إنني مدين بالحب والعرفان لعزيزي الأخ هاتف مجلي لأنه كان وبحق مثالا للإنسان الرائع المتألق ببساطته واعتزازه بكل من يجالسه فانه يمتلك أسلوبا يضفي على المقابل الثقة والاطمئنان والانشراح .
لقد عشت في سفارتنا المحببة ساعات لن أنساها مادمت حيا , لأنني قد نسيت نفسي بها لما لقيته من حفاوة بالغة وضيافة عروبية عالية , فهذه هي السفارة التي تظل مزروعة في سويداء القلب , وأين هذه السفارة التي ما تزال تفتح رحاب قلبها وأبوابها للعراقيين من تلك السفارة الصدامية العاتية التي كانت مصيدة كريهة وشبكة مخابراتية قذرة تصطاد بقذارة كل وطني مخلص وغيور . فكانت بؤرة سمجة للإرهاب , في حين سفارتنا الجديدة واحة للأحباب وللمحبين ولكل العراقيين الاصلاء والشرفاء وشتان ما بين الاثنين وبين الأمس واليوم .
مدير مركز الإعلام الحر
Majidalkabi@yahoo.co.uk
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
ماجد الكعبي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat