صفحة الكاتب : فاطمه جاسم فرمان

الزمان : الفكر القديم

المكان : جغرافية نادرة


قل لأحدهم ..

الأنتظار اكل بقايا الليل وانت لم تهز جذع عهدك ، تساقط النعاس على جفني ، وانت على شفا قهوة من السمر ، و أنا انتظرك بعطر اليأس

كتبت منى هذه الحروف و الدمع لؤلؤ يجدع النجم لهبه ، و هي تتأمل بهدوء
فجأة ، تسمع صوتا !
منى ! منى !
أنا هنا لقد عدت ، أين انتِ ؟
_ لم تعرف ماذا تجيب او تفعل ، أخرجت اليأس من روحها و قالت ببشاشة : أنا قرب الورد في آخر الركن .
_ أتجه نحوها ، وكانت خطاه أسرع من الضوء ، ما الخطب يا عزيزتي لماذا انت هنا ؟
_ منى : كنت انتظرك في احضان الياسمين و عيون السهى .
مسك يدها و هي ترجف شوقا !
تاهت العيون في مسافات الصمت و حكاية السراب
نظر الى الورقة التي جنبها و بدأ يقرأ حرفها ، فقال : لمن هذه ؟
أجابته و هي غارقة في بوح حنانه
لقد أشتعل الشوق بقلبي و كتبتها ،
لا تلمني على هذا الهذيان
أبتسم إبتسامة أرق من الإحساس
وقال لها : أنا لم اكن في سمر و لا شربت القهوة ، كنت في السوق أفتش عن هدية لعيد ميلادك الذي سيطرق شمعنا .
منى انا أريد أن اقول لك شيئا !
منى : قل ما تريد فكل روحي أذن لسماع حروفك !
آه يا عزيزتي !! لا تتوتري إنها مجرد آه حب !
منى : علي رضا هل انت مجنون ؟ شغلت خاطري
علي رضا : يا عزيزتي آه أسم من اسماء الله و من يقولها كأنما يستغيث بالله
منى : حقا ، لم اسمع بهذا من قبل !
نظر لها و أبتسم
رددت قائلة و هذه صدقة جارية
أبتسما و كانت الحب يملئ عيونهم
قام علي رضا و هو يقول : قد أرخى الليل سدوله النوم ينتظرنا
منى : وماذا كنت تريد ان تقول !
علي رضا : ألم أقل لك !
منى : لا لم تقل شيئاً !
_ وا عجبا منكِ لقد اخبرتكِ عن معنى " آه " لأنك تكثرين من ترديدها و أحببت أن أخبرك .

علي رضا : لقد بان خيط الفجر و انت نائمة
منى : كم الساعة الآن ؟
_ السادسة صباحا
_ لماذا تركتني غارقة في النوم ؟
علي رضا : أعجبني شكلك و انت نائمة !!!
_ يا إلهي لقد تأخرت كثيرا اليوم لدي موعد مع تينا
_ حسنا يا عزيزتي أذهبي و انا سأبقى هنا
منى يا جميلتي و غاليتي تينا واقفة في الباب تنتظرك
منى : عزيزي أخبرها أنا قادمة لن اتأخر عليها
منى : سلام عليكم عزيزتي تينا أقدم لك باقات من الأعتذار تأخرت عليكِ
تينا : و عليكم السلام ورحمه الله وبركاته لا بأس عليك يا عزيزتي ،
أخيتي الغالية اليوم لدينا موضوع مهم في الصحافة حول المرأة و مواقع التواصل الإجتماعي وتحديدا ما ينشر على هذه المواقع من منشورات " بوستات " من قبل الشباب تظلم المرأة و تقلل من قيمتها و كيانها.

منى : فعلا يا عزيزتي تينا ، لقد أعجبني الموضوع و كل جوارحي في أشتياق لسماع هذا المحور و هو مهم أجل تعزيز الثقة بالمرأة كونها فرد من المجتمع و ايضا ثقة المرأة بنفسها .
تينا : ها قد وصلنا يا منى تفضلي
دعينا نجلس في المقدمة .

بدأت المناقشة من قبل الإستاذ جواد ، من بعد السلام و المقدمة تفضل قائلاً : ( المرأة في كل زمان تعاني من الظلم و الإجحاف في حقها ، حتى أصبح شباب اليوم يجعلون بعض مواضيع التي تنشر في مواقع التواصل مسخرة بالمرأة ، بالآضافة الى الواقع ... لكني أستغرب كما أستغرب قبلي الشاعر نزار القباني عندما قال "مضمون قوله " : انا أتعجب من المرأة التي تحارب حرية المرأة !

قاطعته منى قائلة : ما قلته أستاذ جواد صحيح ، لكنّي أخالفك الرأي و أخالف نزار ، المرأة لا تحارب حرية المرأة ! لكن هناك عادات وتقاليد خاطئة رسخت في الآذهان ، وبعض النساء بل حتى المجتمع ينظر لها بعين الصواب ! و منها و اعتذر على هذه المقولة لكنها موجودة ، البعض عندما يذكر أسم المرأة يقول : ( تِكرم ) !!! هذه المقولة التي شمأز منها ضمير الإنسانية و الأسلام الذي كرم الإنسان سواء أكان ذكرا أم أنثى !
قال أستاذ طاهر : صدقتِ و هذا موجود للأسف ! و أحب ان أشير أيضا إلى مسألة آدم و حواء " عليهما السلام " و خروجهما من الجنة و أكل التفاحة ! اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي ، هذه القصة أخذت حيزا كبيرا و خصوصا عندما انتشر ان حواء هي سبب نزول آدم من الجنة ! ألا أنهم فهموا القصة مفهوما خاطئ ، لو تمعنوا النظر في القران الكريم لوجدو في الآيات كل اللوم على آدم !
لكن القصة كما قال أستاذ جواد : هدفهم التقليل من شأن المرأة و جعلها مسخرة و زعزعة قدراتها و اهميتها في المجتمع .
أبتسمت مبتهجة تينا و أصفقت راحتيها وقالت : أحسنت أستاذ طاهر فعلا فعلا هو هذا هدفهم ، و نسوا أيضا إن المرأة هي الريحانه و هي الأم و الاخت و الزوجة و الحبيبة ، و إنها ليس نصف المجتمع بل إنها كل المجتمع ، لقد جاء في خاطري قول الشاعر فكتور هيجو : أذا الله لم يكن قد خلق المرأة فلم يخق الزهرة ، قوله إشارة ضوء إلى الأفق الذي يرى المرأة ترافة و إحساس و مشاعر و رقة وعطر و جمال و كل ما هو جميل في هذه الحياة ...
أعقب بعد ذلك أستاذ جواد قائلا : أحب أن أذكر رد على بعض الشبهات حول المرأة ، منها تقدم المرأة في التشرف بالتكليف ، لو تسائل المرء فينبغي القول على أقل تقدير أن المرأة مساوية للرجل ، و ألا فلو أبدى رأيه حسب الظاهر لوجب عليه القول أن المرأة أرقى من الرجل و أكمل ؛ ذلك لأن المرأة يتلقاها ربها قبل ما يناهز ست سنوات من تكليف الرجل ؛ فما ان تتجاوز المرأة سن التاسعة من عمرها وتدخل العاشرة حتى يستقبلها الله و يكلمها ويوجب عليها الصيام ويسمع مناجاتها التي تحلب منها في تلك المرحلة كمستحب شرعي ، هذا في وقتٍ لا يزال فيه الرجل منشغلا باللعب بأعتباره يافعا ، بينما المرأة منشغلة بالدعاء و الأبتهال و الصلاة .
وايضا أحب ان أعطر هذا الموضوع ببعض شذى الحكماء، يقول أحد العلماء : المرأة كالقران كلاهما موكلان لصنع الرجل . العالم هنا يريد أن يبين مدى أهمية المرأة في دور التربية هي التي أنجبت وربت كل عظيم من عظماء هذا الكون ، أذ يقول السيد هادي المدرسي : سر عظمة الشمس إنها مؤنث ... من هذا القول نستطيع ان نقول ان المرأة هي العظيمة في هذا الكون و محوره كالشمس ...

جاء الليل ومنى لم تعد الى المنزل و كان علي رضا وحده في المنزل ويفكر بها كتب لها رسالة ناعمة كحنانه :
أيتها النائمة على اجفان الليل ، لقد تعب حواري و جزت حكاياتي حدود الاوهام ، أما آن لوقتك أن يشرع سفنه على بحرنا ؟
و بعث رسالة أخرى و كل قلبه شوق : حدقي نحو السماء ، كي يثبت النجم ..

قرأت منى الرسالة وهي في الحلقة النقاشية ، قالت لها تينا ما الامر عزيزتي ؟ ردت منى : إنه سيزار في فضاء الإنتظار !
تينا ...دعينا نذهب ...

 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فاطمه جاسم فرمان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/12/27



كتابة تعليق لموضوع : منى و تينا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net