الزمان : الفكر القديم
المكان : جغرافية نادرة
قل لأحدهم ..
الأنتظار اكل بقايا الليل وانت لم تهز جذع عهدك ، تساقط النعاس على جفني ، وانت على شفا قهوة من السمر ، و أنا انتظرك بعطر اليأس
كتبت منى هذه الحروف و الدمع لؤلؤ يجدع النجم لهبه ، و هي تتأمل بهدوء
فجأة ، تسمع صوتا !
منى ! منى !
أنا هنا لقد عدت ، أين انتِ ؟
_ لم تعرف ماذا تجيب او تفعل ، أخرجت اليأس من روحها و قالت ببشاشة : أنا قرب الورد في آخر الركن .
_ أتجه نحوها ، وكانت خطاه أسرع من الضوء ، ما الخطب يا عزيزتي لماذا انت هنا ؟
_ منى : كنت انتظرك في احضان الياسمين و عيون السهى .
مسك يدها و هي ترجف شوقا !
تاهت العيون في مسافات الصمت و حكاية السراب
نظر الى الورقة التي جنبها و بدأ يقرأ حرفها ، فقال : لمن هذه ؟
أجابته و هي غارقة في بوح حنانه
لقد أشتعل الشوق بقلبي و كتبتها ،
لا تلمني على هذا الهذيان
أبتسم إبتسامة أرق من الإحساس
وقال لها : أنا لم اكن في سمر و لا شربت القهوة ، كنت في السوق أفتش عن هدية لعيد ميلادك الذي سيطرق شمعنا .
منى انا أريد أن اقول لك شيئا !
منى : قل ما تريد فكل روحي أذن لسماع حروفك !
آه يا عزيزتي !! لا تتوتري إنها مجرد آه حب !
منى : علي رضا هل انت مجنون ؟ شغلت خاطري
علي رضا : يا عزيزتي آه أسم من اسماء الله و من يقولها كأنما يستغيث بالله
منى : حقا ، لم اسمع بهذا من قبل !
نظر لها و أبتسم
رددت قائلة و هذه صدقة جارية
أبتسما و كانت الحب يملئ عيونهم
قام علي رضا و هو يقول : قد أرخى الليل سدوله النوم ينتظرنا
منى : وماذا كنت تريد ان تقول !
علي رضا : ألم أقل لك !
منى : لا لم تقل شيئاً !
_ وا عجبا منكِ لقد اخبرتكِ عن معنى " آه " لأنك تكثرين من ترديدها و أحببت أن أخبرك .
علي رضا : لقد بان خيط الفجر و انت نائمة
منى : كم الساعة الآن ؟
_ السادسة صباحا
_ لماذا تركتني غارقة في النوم ؟
علي رضا : أعجبني شكلك و انت نائمة !!!
_ يا إلهي لقد تأخرت كثيرا اليوم لدي موعد مع تينا
_ حسنا يا عزيزتي أذهبي و انا سأبقى هنا
منى يا جميلتي و غاليتي تينا واقفة في الباب تنتظرك
منى : عزيزي أخبرها أنا قادمة لن اتأخر عليها
منى : سلام عليكم عزيزتي تينا أقدم لك باقات من الأعتذار تأخرت عليكِ
تينا : و عليكم السلام ورحمه الله وبركاته لا بأس عليك يا عزيزتي ،
أخيتي الغالية اليوم لدينا موضوع مهم في الصحافة حول المرأة و مواقع التواصل الإجتماعي وتحديدا ما ينشر على هذه المواقع من منشورات " بوستات " من قبل الشباب تظلم المرأة و تقلل من قيمتها و كيانها.
منى : فعلا يا عزيزتي تينا ، لقد أعجبني الموضوع و كل جوارحي في أشتياق لسماع هذا المحور و هو مهم أجل تعزيز الثقة بالمرأة كونها فرد من المجتمع و ايضا ثقة المرأة بنفسها .
تينا : ها قد وصلنا يا منى تفضلي
دعينا نجلس في المقدمة .
بدأت المناقشة من قبل الإستاذ جواد ، من بعد السلام و المقدمة تفضل قائلاً : ( المرأة في كل زمان تعاني من الظلم و الإجحاف في حقها ، حتى أصبح شباب اليوم يجعلون بعض مواضيع التي تنشر في مواقع التواصل مسخرة بالمرأة ، بالآضافة الى الواقع ... لكني أستغرب كما أستغرب قبلي الشاعر نزار القباني عندما قال "مضمون قوله " : انا أتعجب من المرأة التي تحارب حرية المرأة !
قاطعته منى قائلة : ما قلته أستاذ جواد صحيح ، لكنّي أخالفك الرأي و أخالف نزار ، المرأة لا تحارب حرية المرأة ! لكن هناك عادات وتقاليد خاطئة رسخت في الآذهان ، وبعض النساء بل حتى المجتمع ينظر لها بعين الصواب ! و منها و اعتذر على هذه المقولة لكنها موجودة ، البعض عندما يذكر أسم المرأة يقول : ( تِكرم ) !!! هذه المقولة التي شمأز منها ضمير الإنسانية و الأسلام الذي كرم الإنسان سواء أكان ذكرا أم أنثى !
قال أستاذ طاهر : صدقتِ و هذا موجود للأسف ! و أحب ان أشير أيضا إلى مسألة آدم و حواء " عليهما السلام " و خروجهما من الجنة و أكل التفاحة ! اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي ، هذه القصة أخذت حيزا كبيرا و خصوصا عندما انتشر ان حواء هي سبب نزول آدم من الجنة ! ألا أنهم فهموا القصة مفهوما خاطئ ، لو تمعنوا النظر في القران الكريم لوجدو في الآيات كل اللوم على آدم !
لكن القصة كما قال أستاذ جواد : هدفهم التقليل من شأن المرأة و جعلها مسخرة و زعزعة قدراتها و اهميتها في المجتمع .
أبتسمت مبتهجة تينا و أصفقت راحتيها وقالت : أحسنت أستاذ طاهر فعلا فعلا هو هذا هدفهم ، و نسوا أيضا إن المرأة هي الريحانه و هي الأم و الاخت و الزوجة و الحبيبة ، و إنها ليس نصف المجتمع بل إنها كل المجتمع ، لقد جاء في خاطري قول الشاعر فكتور هيجو : أذا الله لم يكن قد خلق المرأة فلم يخق الزهرة ، قوله إشارة ضوء إلى الأفق الذي يرى المرأة ترافة و إحساس و مشاعر و رقة وعطر و جمال و كل ما هو جميل في هذه الحياة ...
أعقب بعد ذلك أستاذ جواد قائلا : أحب أن أذكر رد على بعض الشبهات حول المرأة ، منها تقدم المرأة في التشرف بالتكليف ، لو تسائل المرء فينبغي القول على أقل تقدير أن المرأة مساوية للرجل ، و ألا فلو أبدى رأيه حسب الظاهر لوجب عليه القول أن المرأة أرقى من الرجل و أكمل ؛ ذلك لأن المرأة يتلقاها ربها قبل ما يناهز ست سنوات من تكليف الرجل ؛ فما ان تتجاوز المرأة سن التاسعة من عمرها وتدخل العاشرة حتى يستقبلها الله و يكلمها ويوجب عليها الصيام ويسمع مناجاتها التي تحلب منها في تلك المرحلة كمستحب شرعي ، هذا في وقتٍ لا يزال فيه الرجل منشغلا باللعب بأعتباره يافعا ، بينما المرأة منشغلة بالدعاء و الأبتهال و الصلاة .
وايضا أحب ان أعطر هذا الموضوع ببعض شذى الحكماء، يقول أحد العلماء : المرأة كالقران كلاهما موكلان لصنع الرجل . العالم هنا يريد أن يبين مدى أهمية المرأة في دور التربية هي التي أنجبت وربت كل عظيم من عظماء هذا الكون ، أذ يقول السيد هادي المدرسي : سر عظمة الشمس إنها مؤنث ... من هذا القول نستطيع ان نقول ان المرأة هي العظيمة في هذا الكون و محوره كالشمس ...
جاء الليل ومنى لم تعد الى المنزل و كان علي رضا وحده في المنزل ويفكر بها كتب لها رسالة ناعمة كحنانه :
أيتها النائمة على اجفان الليل ، لقد تعب حواري و جزت حكاياتي حدود الاوهام ، أما آن لوقتك أن يشرع سفنه على بحرنا ؟
و بعث رسالة أخرى و كل قلبه شوق : حدقي نحو السماء ، كي يثبت النجم ..
قرأت منى الرسالة وهي في الحلقة النقاشية ، قالت لها تينا ما الامر عزيزتي ؟ ردت منى : إنه سيزار في فضاء الإنتظار !
تينا ...دعينا نذهب ...