صفحة الكاتب : الشيخ عقيل الحمداني

نهر العلقمي ...في كلمات المؤرخين والمؤلفين
الشيخ عقيل الحمداني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ارتبط نهر العلقمي الذي هو فرع الفرات الواصل لكربلاء بالعباس - عليه السلام - كثيرًا حتى لقب العباس - عليه السلام - ببطل العلقمي .ومن المهم أن نقف عند ما نقله أهل التاريخ من وصف للنهر كي نعرف تاريخه وأين هو الآن؟.

أوّلًا ـ فقد ذكر المسعودي في التنبيه والإشراف وكاتب البريد ابن خرداذبه في المسالك :( إذا جاز عمود الفرات هيت والأنبار فتجاوزهما فينقسم على قسمين : منها قسم يأخذ نحو المغـرب قليلاً المسـمى ( بالعلقمي ) إلى أن يصير إلى الكوفـة ) ...

ثانيًا ـ ويقول الشريف محمد بن علي الطباطبائي الشهير بالطقطقي في تاريخه الفخري عند ذكره ترجمة حال أبي طالب مؤيد الدين ابن العلقمي الوزير العباسي على عهد المستعصم وهولاكو الايلخاني أنه سمي بابن العلقمي نسبة إلى جده علقمة الذي قام بحفر نهر العلقمي .

ثالثًا ـ وذكر النويري في كتابه ـ بلوغ الأرب في فنون الأدب ـ أنّ نهر الفرات بعد اجتيازه الأنبار ينقسم على قسمين :( قسم يأخذ نحو الجنوب قليلاً وهو المسمى بالعلقم ، وذلك لكثرة العلقم ( الحنظل ) حول حافتي النهر ) .

رابعًا ـ وجاء في تاريخ آل سلجوق لعماد الدين الأصفهاني المؤرخ الإسلامي الذي عاش في القرن الثامن الهجري :(أنّ جدول العلقمي كان يمر بالمشهديـن أي كربلاء والنجف ).وقد بقي نهر العلقمي حتى عام 697 هـ ثم علته الرمال والأوحال مما عرقل جريان الماء فيه ، وتروي بعض المصادر القديمة أنّ السلطان محمود الغزنوي قد أرسل وزيره علي الجويني إلى كربلاء فأمر بتطهير نهر العلقمي وإزالة الرمال والطمى منه ، وعاد الماء في واديه متدفقاً . وفي عام 915 هـ عادت الرمال تعلو هذا النهر وتوقفه عن الجريان .

ويذكر أنّ مجراه في العصور القديمة كان يتصل ببطائح البصرة، وأنّ سابور( ذو الأكتاف) اتخذ حافتيه قاعدة للذب عن غزو العرب لتخوم المملكة . وشُمل بعناية أخلافه من ملوك الساسانية لموقعه الدفاعي ، وبلغ من ازدهار العمران الذي حف بجانبيه شأواً حتى أن ذكروا :( أفلتت سفينة وانحدرت مع جري الماء يومين فامتلأت بأنواع صنوف أثمار حافتيه) .

خامسًا ـ ذكر هارفي بوتر في التاريخ القديم:( أنّ بخت نصر الملك البابلي حفر نهراً من أعالي الفرات حتى أوصله الى البحر لتقارب الوصف )، ومن الممكن أن يكون هذا النهر هو ( العلقمي )ولنفس الغاية لبعد أمد جريه اختار فوهته من أعالي الفرات لارتفاع مستوى الماء هناك ـ للتدفق وسرعة الجري ـ ولبعد عمود الفرات عن إرواء آخر حدود الريف في العصور القديمة من التاريخ في الدور البابلي أو الكلداني . إذ إنّ مجراه يشق عاصمتهم بابل ، فكان بطبيعة الحال قد ساهم بحفر مثل هذا النهر فمن الضروري ومما لا مناص منه إنجازه لإدامة العمران.

سادسًا ـ ابن الجوزي يحدثنا في المنتظم في حوادث سنة 451 للهجرة فيقول : (خرج البساسيري لزيارة المشهد بالكوفة على أن ينحدر من هناك إلى واسط واستصحب معه .. العمال لحفر النهر المعروف بالعلقمي ويجريه إلى المشهد بالحائر وفاءً بنذر كان عليه ).

ويقول مؤلف تاريخ آل سلجوق في حوادث سنة 479 هـ : (وصل عماد الدولة سرهنك ساوتكين إلى واسط ومنها إلى النيل في شهر رمضان ، وزار المشهدين الشريفين وأطلق بهما للأشراف مالًا جزيلًا ، وأسقط خفارة الحاج وحفر العلقمي وكان خرابا من الدهر ).

سابعًا ـ ويحدثنا السيد الطقطقي عند ذكر مؤيد الدين ابن العلقمي وزير الخليفة المستعصم بالله : (وقيل لجده العلقمي لأنه حفر النهر المسمى بالعلقمي وهو النهر الذي برز الأمر الشريف السلطاني لحفره وسمي بالغازاني)(الآداب السلطانية: ص301.).

ثامنًا ـ و يعتقد الدكتور أحمد سوسه: أنّ العلقمي قد أخذ مجرى نهر مارسس القديم الذي كان قد اضمحل فأعيد إحياؤه زمن العرب(وادي الفرات ،أحمد سوسة :ج2 ص87..)..

تاسعًا ـ وقد قاوم العلقمي كوارث الاعفاء والدروس حتى آخر القرن السابع ، ثم أصبح أثرًا بعد عين . وفي خبر كان يحدثنا العلّامة الحسن بن يوسف في ص 58 عند ذكر عبد الغفار يقول : ( هو من أهل الجازية قرية من قرى النهرين ) .يقول بعض المحققين : وقفت بنفسي على دارس رسوم هذه القرية قبيل الحرب العامة لسنة 1914 م وموقعه يقع في الشمال الشرقي من مدينة كربلاء على آخر حدود ضيعة الوند ، يشاهد بظهر طلولها خزف وبعض زجاج مبعثر ، وفيما يليه آثار حصن على التقريب ينوف أبعاد اعلامه المائة متر في مثله منسوب لبني أسد وبلغني ان آجر هذا الحصن ذراع بغدادي مربع وبين طلول الجازية والحصن أثر مجرى نهر دارس . لم أبحث هل هو نفس العلقمي أو أحد شعبه؟.( جنة فضائل العباس -عليه السلام - الشيخ عقيل الحمداني ج1 ص 403 تحت رقم 117).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ عقيل الحمداني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/11/20



كتابة تعليق لموضوع : نهر العلقمي ...في كلمات المؤرخين والمؤلفين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net