هدايا بابانؤيل الصومال
جواد كاظم غلوم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قرأت موضوعا أصابني بالدهشة والصداع فهاجت سريرتي وتصاعد الدم في عروقي وكأن ما نعيشه من أزمات وتطاحن وصراع يطال بلادنا لايكفينا فهل من مزيد حتى تفيض قلوبنا بالأسى والغضب ، في الصومال التي تعاني الجفاف والقحط مما سبّب المجاعة في صفوف هذا الشعب المبتلى بالنزاعات التي لا تهدأ منذ عدة عقود، وقد نال النصيب الأوفر من هذه النزاعات وحالات الجفاف هم الأطفال...وبدلا من أن تشمّر النخبة المثقفة عن سواعدهم ويخففون العبء الكبير ؛ فقد قامت إحدى الإذاعات المحلية القريبة من مقديشو المسماة / إذاعة الأندلس والتي تديرها حركة الشباب الإسلامية (هكذا تسمي نفسها ) بتنظيم مسابقة لحفظ وتجويد القرآن الكريم للصغار والفتيان بعمر 10 –17 عاماً / إلى هنا والأمر يبدو عاديا ، إلا إن الذي سبّب كل هذا التوتر هو نوع الجوائز الممنوحة للأطفال المتميزين والهدايا للمتسابقين الفائزين.

كانت الجائزة الأولى عبارة عن بندقية كلاشنكوف مع مبلغ/ 700 دولار أميركي أما الجائزة الثانية فقد كانت أيضا كلاشنكوف يضاف إليها مبلغ/500 دولار مع حزمة من الكتب الدينية التي تروج لاتجاهات ومسار حركة الشباب الإسلامية في الصومال على طريقة (وجادلهم بالتي هي أعنف).

يذكر أن هذه المسابقات تنظم للسنة الثالثة على التوالي وكانت هداياها السابقة عبارة عن قاذفة آ ربي جي ورمانات يدوية وكراسات حول طريقة استخدام هذه الأدوات القتالية تسلّم للفتية الصغار والاطفال الفائزين

وكم كانت سعادتي لا توصف لو كانت هداياهم حقائب أو حافظات كتب أو كراريس وأقلاما ملونة علها تلوّن عقول الصبية والأطفال بمسحة من الجمال والفكر النيّر وترسم ملامح لمستقبل زاهر لهذا البلد الغارق حتى أذنيه بالحروب الداخلية والمجاعة والجفاف والقرصنة .

jawadghalom@yahoo.com

الموضوع السابق خراريف وطن مجروح - الجزء الاول

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat