قلناها منذ أول تسلم الكابتن باسم قاسم المهمة الصعبة، أننا نسعى نحو رسم مسارات الإعداد والتخطيط لبرنامج متكامل للمنتخب الوطني، الذي برغم كل الإحباطات وسوء الظن وضعف الثقة به طوال المدة الماضية يبقى ملاذا امنا لتطلعاتنا وأحلامنا الكروية، من أجل إعادة الروح لجسده المريض، على أمل تحقيق حضور أكثر ثقة وقوة في الساحة الدولية, حتى مع الإعتراف بثقل وجسامة المهمة طالما نحن سنواجه في مختلف المناسبات منتخبات اسيوية لا ينبغي الإستهانة بها تعكزا على ماض صار مودعا في خانة الذكريات، ومع حاضر أمسينا فيه أسفل كثيرين تطورا في تصنيف - الفيفا - وأصبحنا رقما متواضعا في سلم التفوق العالمي في ترجمة فريدة وعملية لما الت إليه عملتنا الكروية من رداءة وإنحدار في سوق أو بورصة الكرة العالمية التي تنحني إحتراما وتقلد الأبطال نياشين الصدارة في ضوء ما يقدم وما يتحقق من نتائج على الأرض وليس في سياق التمنيات.
قبل تولي قاسم المهمة, فهمنا إن اتحاد الكرة أعتمد توصية لجنة المنتخبات بإختيار باسم قاسم لأنه أفضل وأحسن خيار وإختيار مع منحه كامل الحرية والصلاحيات في إنتقاء من يريد من ملاك تدريبي وإداري, مع مطالبته ببرنامج إعداد متكامل من حيث الاماكن والتوقيتات للمعسكرات التدريبية والمباريات التجريبية من دون تدخلات أو إملاءات، كي يتناغم اتحاد الكرة مع مطالب الشارع الرياضي والاعلام من جهة، وينأى نفسه عن أية تداعيات مقبلة، في ظل ما شاهدنا ورأينا من ضغوط وتأثيرات وتدخلات حدثت في عهد المدربين السابقين من جهة ثانية, طالما إن ما حدث كان قد إتخذ منحنيات وإنعطافات لا علاقة لها بمصلحة المنتخب الوطني وسمعة العراق, وسعدنا لأن باسم قاسم معروف بقوة شخصيته وعدم خضوعه للضغوط، وتحرره من سطوة الخوف وهراوات سماسرة الإبتزاز تحت مختلف المسميات مع حرية التصرف والتعامل مع مختلف التحديات مع تقديم كامل الإسناد الرسمي والاعلامي له ولمهمته الصعبة، كما سعدنا في توقيع عقد رسمي معه بما يحتويه من شروط وحقوق وألتزامات متبادلة, وقلنا في حينه أنه لا خلاف على جدارة - الجنرال - ومهارته وقدراته ولا عتب على اتحاد الكرة في توفير كل ما يمكن وما أمكن ترتيبه من حلقات الإعداد والتهيئة للمنتخب الوطني, وقلنا أيضا أن الرهان يبقى قائما على ذكاء قاسم وفطنته في إختيار طريق الصدق والجدية والحسم في تعاطيه مع ملف المنتخب الوطني الذي يحتاج الكثير من العمل والمعالجات الفنية والبناء النفسي الصحيح، لأن ما ينتظره صعب جدا لكنه لن يكون كذلك إذا تعاملنا مع شؤون هذا المنتخب بإحترافية، ومن دون تدخل وتداخلات من هنا وهناك, كما أكدنا أن بإمكان ياسم قاسم وهو في وسط - معمعة - دوري التأني في إختيار من يريد من أدوات وعناصر تنسجم وقناعاته وتحقق له ما يريد إحداثه من تغيير، وتنفذ له أفكاره طالما ثبت على وجه اليقين فشل خيار الإعتماد على غالبية المحترفين، مع تجديدنا القول إن مباريات دوري الكرة على وفق المستويات الفنية المتواضعة إجمالا لا تنتج لنا سوى القليل من العناصر الجديرة بإرتداء القمصان الدولية بكل صراحة برغم إن هذا الخيار يكاد يكون الأفضل ولا بديل سواه, لكن وبرغم كل تلك التحديات نجح باسم قاسم في أحداث تحولات حقيقية في مسيرة المنتخب الوطني على صعيد الأداء والنتائج، قبل أن تأتي المفاجأة غير المتوقعة بأعلان اتحاد الكرة التعاقد مع مدرب أجنبي، في خطوة ليست محسوبة بحكمة وواقعية أعلن عنها في أول أجتماع رسمي لمجلس أدارة الأتحاد في تشكيلته الجديدة بعد الأنتخابات، وحسبها كثيرون أنها تندرج في سياق النهج الأصلاحي القائم على التغيير كما وعدنا الأخوة في الأتحاد، ونحن نبارك لهم هذا التوجه مع أننا لم نتوقع أن تكون قضية المنتخب الوطني في رأس قائمة التغيير في ظل التحولات الأيجابية التي تحققت في زمن ولاية باسم قاسم، كما أن كل المعطيات المتعلقة بالمدرب الأجنبي لا تفصح عن أمكانية حقيقية في حدوث ما هو أفضل في مسيرة المنتخب، في الوقت الذي كان يجب على أتحاد اللعبة التركيز على ملفات أكثر أهمية وحيوية، وفي مقدمتها هيكلة مسابقاته واهمها مسابقة الدوري الممتاز وأعادة النظر في ملفات المنتخبات الوطنية الأخرى بعيدا عن ملف الوطني، وللحديث تتمة.
السطر الأخير
** أفضل حكومة هي تلك التي يوجد فيها أقل عدد من الأشخاص عديمي ال
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat