صفحة الكاتب : عمار طلال

مصر تنتخب أياكم والذي لا تؤمن غوائله
عمار طلال

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
خير ما ابتدئ به عمودي هذا حديثان للرسول محمد (ص) واسوأ ما اختتم به رغدة!
 
(1)
 
الغوائل
 
حذر الرسول محمد (ص) من التعامل مع الكائن الذي لا تؤمن ردود فعله، في حديث نبوي شريف، جاء في نصه: "إياكم والذي لا تؤمن غوائله" واقترب من انسنة التحذير في حديث لاحق محذرا من "غائلة الاعين".
 
الغائلة.. لغة هي كل ما ينطوي على خطر مباغت.. غير واضح للعيان ولا مرصود، فيتمكن المقصود من اتقائه، يظهر فجأة فيجهز على دبيب الحياة.
 
وفي المعجم الوسيط الصادر عن مجمع اللغة العربية في مصر، كلمة (غائلة) تعني: الداهية. وغاله.. غولا: أخذه من حيث لا يدري فاهلكه و(اغتاله) اخذه من حيث لا يدري فاهلكه.
 
لذا اشار الرسول الكريم في حديثه الى اخذ الحيطة الدائمة من كل ما تؤمن غوائله، فالغدر رابض بين جوانحه، قد يتفجر هلاكا على الاخرين في اية لحظة.
 
واذ يطلق محمد (ص) في حديثه هذا، فهو لايبغي ان يعيش الناس في قلق متوتر.. يتوجسون خيفة من عود قريب يتربص بهم الواهي، كامن في المحيطين البيئي والاجتماعي، من ناس ودواب وجبال وصحارى وسهول ومياه؛ فقد قال الرسول في حديثه الشريف (الذي) وهي اسم موصول يشار به الى العاقل وغير العاقل من بشر ونبات وحيوان وجماد.
 
ما يوجب على الاشقاء المصريين وضع ثقتهم في من هو اهل لها ولم يسبق لتوجهاته ان جرت ويلات على الشعب، فمن يرتكب فعلة ما مرة واحدة، مستعد لتكرارها مهما اعتذر.
 
الحذر يوجب التحوط لبركان قد ينبجس فجأة وسط صخور جبل يفسرها شظى او بحر يهدر صحراء تعصف ودمار يحيق من دون ان يوترنا هذا الشعور او يبعث فينا خوفا مقيما، والخوف كل الخوف ان تندفع الانتخابات باتجاهت عاطفية وليست عملية في مصر وتتداعى باتجاه الهاوية لا سمح الله.
 
اما في حديثه.. عليه وآله والسلام.. "اياكم وغائلة الاعين" فانه انسن القضية حصرا بالبشر على وجه التحديد؛ لان الناس وحدهم الغمازون الذين يقولون ما يطمئن الاخرين وهم يستغفلونهم بغمزة تدعو لتضامن في (النصب) والشعبان العراقي والمصري اكثر شعوب العالم عاشوا النصب وعانوه وترجموه الى واقع كابدوه على ايدي انظمة تسقط واخرى تقوم متفقة على مبدأ اضعاف الشعب قوة للحكومة، بدل تقوية البلد كاملا بشعبه وحكومته وارضه ومائه وسمائه.
 
واشارة العين في غفلة من المرء تضادا مع ما سمعه وخلاف ما اتفق عليه، وتلك هي (غائلة الاعين) التي يعنيها الرسول عليه الصلاة والسلام، محذرا ممن يجيد ايصال الفكرة ونقيضها.. ثقول كلاما ما لشخص ويغمز بخلافه لشخص آخر.. وهذا ليس غريبا على فلكلور الشعوب فالسيدات الارستقراطيات في اوربا يقبلن ازواجهن وهن يخلفن الاصبع السبابة على الوسطى دلالة الكره.
 
ما يمكن لقساوسة المسيحية ان يحذروا من (غائلة الاصابع).
 
اقول هذا ليس من باب الدعوة للتشكيك بالمرشحين لقيادة مصر بعد محمد حسني مبارك، لكن اتمنى الحرص والحيطة وتوخي الحذر كي لا يتعثر المصريون بالحجر ذاته الذي ما زال العراقيون ملتاصين في ازاحته عن طريق الديمقراطية الحقة بسبب المندسين في العملية السياسية التفافا عليها.
 
(2)
 
 رغدة
 
ما سقط طاغية في الدول الثلاث والتسعين بعد المائة الاعضاء في الامم المتحدة، الا وانكشفت علاقة سرية لـ (رغدة) به.. رغدة وما ادراك ما رغدة، انها كل الحسان الشهيرات على الاطلاق وليست واحدة بعينها. انها تعرف نفسها والناس يعرفونها؛ اذ انهار الطغاة شهوة تحت قدميها، فوظفت جمالها في املاء شروطها على الطغاة المنبهرين؛ فمعظم طغاة التاريخ من اصول عرقية وضيعة!
 
وفرت رغدة اللذة والدعم الاعلامي للطغاة نظير مكاسب مالية خرافية بلغت ارقاما فلكية ناتجة عن آبار نفط ومناجم فحم وزارع موز ومتاجرة بالآثار والنساء.
 
فبعد سقوط صدام حسين ظهرت صلات لتلك الـ (رغدة) مع صدام حسين وانكشفت كوبونات النفط التي امضاها بتوقيعه فظلت تدافع عنه.. حيا وميتا.. ومثلها انكشفت لـ (رغدة) علاقات مع حسني مبارك ومعمر القذافي واولادهما وكاسترو وبشار الاسد وآخرين ما زالوا باتظار انهيار عروشهم التي تخفي تحتها آلاف الـ (رغدات) أخوات رغدتنا.. زميلاتها في النوم تحت ظل عروش الطغاة. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار طلال
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/12/04



كتابة تعليق لموضوع : مصر تنتخب أياكم والذي لا تؤمن غوائله
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net