صفحة الكاتب : عمار طلال

العالم يتقدم والعرب واقفون عند الحلال والحرام
عمار طلال

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حققت الامم، في شرقي الارض وغربيها، منجزاتٍ علميةً، بلغت حد الاعجاز، بينما العرب ما زالوا يناقشون اداءات حياتية بديهية، لا تقدم ولا تؤخر، ولا دخل جوهري لها في مجريات الاحداث، انما تستهلك الجهد وتستنفد الطاقة على حافة البناء وليس في اساساته.
الفتاوى ما زالت تتناقض، بين مذاهب الاسلام الخمسة: الجعفري والجنبلي والشافعي والمالكي والحنفي، بشأن الاغتسال من الغائط، هل هو باليد اليمنى أثوب؟ ام باليسرى حرام؟ واي القدمين اقرب الى قضاء الحاجة، عند الله ورسوله والمؤمنين وأولي الامر منكم.. اليمنى ام اليسرى؟
يتجادلون في سبيل اثبات مصافحة المرأة، تدخل الرجل، الى وادي (سقر) يوم القيامة، أم (وادي) ويل، في جهنم؟ والجدل يستحيل قتالاً، تنتظم خلاله احزاب وقوى في صف تلك المملكة وهذه الامارة وسواهما من دول عربية، تتآكل.. كل واحدة تنسف الثانية، وكلما سيطرت دولة لعنت اختها.
ولحين توقف القتال، يكون العالم، من حول العرب، اكتشف علاجات للامراض المستعصية، واخترق اقطاب السماء، بالاسباب التي شرعها الله، في آيات بينات من قرآن المسلمين نفسه، تأمل فيها غير المسلمين.. الذين يسميهم العرب كفاراً انجاساً،...
افاد غير العرب بعقلهم، من آيات قرآنية، أهملها العرب، منشغلون عنها بتنفيذ فهم خاطئ لأحكام الآيات التي تحث على العدوان ومداهمة سلام الآخرين: "إقتلوهم حيثما ظفرتموهم" و"دمروهم تدميراً".
فتصاعد العالم رقيا متحضرا، وانتكس العرب يضيعون الوقت، في تبني ما كان فاعلا في عهد الرسول، ونبذ.. بل قمع ما لم يكن متداولا في عهده.. صلى الله عليه وآله وسلم.
يقحمون ما عفى عليه تطور الزمان، في راهن متسارع الادهاش من حيث الانجاز المريح للانسانية باسرع وادق ما يمطن احتياجاتها.
في حين شرع الاسلام العلم، من خلال قوله تعالى: "وما اوتيتم من العلم الا قليلا" و"فوق كل ذي علم عليم" وحثت احاديث الرسول على الاستزادة من العلم، بدءاً بالمهد وانتهاءً باللحد، ولو في الصين.
حتى بات المقتدرون ماليا من العرب، يشيرون بالضمير (هم) الى كل من يحاول ان يكون ايجابيا، فيوظفون الآيات المبيحة للقتال ضده.. من كان مسلمان او حارج حظيرة الاسلام!
الفتاوى تطلق جزافا، تحت هواجس انفعالية، من على المنابر، واحيانا تساق مع تصاعد الكلام، من دون حسابات جدوى، تتحاشى ان تصيب معطى ما بجهالة.
فتاوى تطلق عفو السياق اللغوي، فتتعطل ميادين معرفية كبرى وتنهار حيوات انسانية راقية، بأثرها يتحول زهو العلم والطبيعة الى بلقع...
موقف المرجعيات الشيعية الاحادية والسنية الرباعية، ما زال غير محسوم، بشأن السينما، والموسيقى والغناء والمسرح والتشكيل والفوتوغراف، وهي موضع تداول.. حرام ام حلال!؟
بينما إسرائيل حققت وجودها وكسبت تعاطف العالم مع حقوقها، من خلال الفنون والآداب والتعامل المتوازن مع الآخر.. تبادل منفعة، ما لله لله وما لقيصر لقيصر، فدالت في اسرائيل، حضارة إنموذجية آن للعرب ان يفيدوا من وجودها بينهم، في سبيل انتشال ذواتهم من تخلفها، الى مراتب راقية، تقترب بهم من اليوتوبيا التي تعدهم بجنة على الارض.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار طلال
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/04/03



كتابة تعليق لموضوع : العالم يتقدم والعرب واقفون عند الحلال والحرام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net