"غارات جوية تقتل مئات المدنيين"
اطلقت البي بي سي الخبر اعلاه وسط جفاف انساني لبيئة يعيش بها ملايين البشر. فلا استغراب يواجه هذه الكارثة التي عصرت قلوب الحيوانات المفترسة, فمن مناقب الاسد انه لا يأكل فريسةً منعزلة.
هذا النبأ ليس الاول ولا الاخير من نوعه, ومن السذاجة ان نقف عنده باكين او منكوبين, هنالك ثمة فواجع اكبر, فهل ينسى التأريخ ما حل بالجزائر؟ وما حدث لاهلنا في فلسطين؟ ام هل ستنسى الذاكرة البشرية القتل الجماعي للعراقين بعد الاحتلال الامريكي للعراق.
كل ذلك ليس بفواجع حقيقية, ولا اظن اننا واطفالنا سنذكر ذلك لاحقاً, انه امر ابسط من ان تحتفظ به الذاكرة العربية, فالاعتياد على الشيء يفقد قيمته, وهنا نحن فقدنا القيمة العظمى للحياة وهي الانسانية.
فببساطة نحن بحاجة الى دروس في الانسانية, ومتخصصين لمعالجة الالم العربي الوافر, ومعلمين لتدريس مادة الانسان. فما تمر به شعوبنا هو خواء انساني, واضطراب اخلاقي متزايد. لكن من سيوفر هذه الدروس ومعلميها؟ اذا عولنا على الساسة, فسيجلبوا لنا معلمين مستوردين لا طعم لهم ولا رائحة كالفاكهة التي يأكلها الشعب العربي بكل دوله المتحاربة مع بعضها.
اما اذا اتكلنا على قادة حكوماتنا, فأنهم سيقدمون لنا حبوب هرمون السيروتونين لتزيد من نسبة السعادة اثناء مشاهدتنا الاخبار العربية الحمراء, كما قدم البعض من قادة العراق المخدرات الى الشباب العراقي الثائر حتى استبدلت ثورته الى شذوذ جنسي وادمان للاركيلة واسفاف في التفاهة, بعد ان كان الشاب العراقي رمزاً للثقافة والقوة والبسالة.
لكن هذا لا يعني ان الجيل المثقف الباسل لا يمتلك قوة القرار, بل يمتلك ذلك كله وما ينقصه هو جزءاً من الانسانية, وحبوب زيادة الانسانية متوفر في الضمير بحجم لا يصدق.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat