صفحة الكاتب : محمد حسب العكيلي

قتلوا انسانيتنا
محمد حسب العكيلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

"غارات جوية تقتل مئات المدنيين"

اطلقت البي بي سي الخبر اعلاه وسط جفاف انساني لبيئة يعيش بها ملايين البشر. فلا استغراب يواجه هذه الكارثة التي عصرت قلوب الحيوانات المفترسة, فمن مناقب الاسد انه لا يأكل فريسةً منعزلة.

هذا النبأ ليس الاول ولا الاخير من نوعه, ومن السذاجة ان نقف عنده باكين او منكوبين, هنالك ثمة فواجع اكبر, فهل ينسى التأريخ ما حل بالجزائر؟ وما حدث لاهلنا في فلسطين؟ ام هل ستنسى الذاكرة البشرية القتل الجماعي للعراقين بعد الاحتلال الامريكي للعراق.

كل ذلك ليس بفواجع حقيقية, ولا اظن اننا واطفالنا سنذكر ذلك لاحقاً, انه امر ابسط من ان تحتفظ به الذاكرة العربية, فالاعتياد على الشيء يفقد قيمته, وهنا نحن فقدنا القيمة العظمى للحياة وهي الانسانية.

فببساطة نحن بحاجة الى دروس في الانسانية, ومتخصصين لمعالجة الالم العربي الوافر, ومعلمين لتدريس مادة الانسان. فما تمر به شعوبنا هو خواء انساني, واضطراب اخلاقي متزايد. لكن من سيوفر هذه الدروس ومعلميها؟ اذا عولنا على الساسة, فسيجلبوا لنا معلمين مستوردين لا طعم لهم ولا رائحة كالفاكهة التي يأكلها الشعب العربي بكل دوله المتحاربة مع بعضها.

اما اذا اتكلنا على قادة حكوماتنا, فأنهم سيقدمون لنا حبوب هرمون السيروتونين لتزيد من نسبة السعادة اثناء مشاهدتنا الاخبار العربية الحمراء, كما قدم البعض من قادة العراق المخدرات الى الشباب العراقي الثائر حتى استبدلت ثورته الى شذوذ جنسي وادمان للاركيلة واسفاف في التفاهة, بعد ان كان الشاب العراقي رمزاً للثقافة والقوة والبسالة.

لكن هذا لا يعني ان الجيل المثقف الباسل لا يمتلك قوة القرار, بل يمتلك ذلك كله وما ينقصه هو جزءاً من الانسانية, وحبوب زيادة الانسانية متوفر في الضمير بحجم لا يصدق.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسب العكيلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/04/11



كتابة تعليق لموضوع : قتلوا انسانيتنا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net