صفحة الكاتب : ابو تراب مولاي

رد شبهة نفي السيد الخوئي لمشروعية التقليد !!!
ابو تراب مولاي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 🔴 هناك شبهة يروّجُ لها منكرو مشروعية التقليد ، وهي أنّ أستاذ أساتيذ الفقهاء وهو السيد الخوئي يعترف بأنه لم يرد عن أهل البيت (ع) ما يدلّ على صحّة التقليد ، حيث قال في بحثه الذي قرّره الشهيد الشيخ الغروي مانصّه : 

"ثمّ إن التكلم في مفهوم التقليد لا يكاد أن يترتب عليه ثمرة فقهية ، أللّهم إلاّ في النذر ، وذلك لعدم وروده في شيء من الروايات . نعم ، ورد في رواية الاحتجاج «فأما من كان من الفقهاء صائناً لنفسه ، حافظاً لدينه ، مخالفاً على هواه ، مطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلّدوه» إلاّ أنها رواية مرسلة غير قابلة للاعتماد عليها . إذن فلم يؤخذ عنوان التقليد في موضوع أي حكم لنتكلم عن مفهومه ومعناه " التنقيح ج١ ص٦١ .

🔰 و #لكنها فِرية ما فيها مُرية !
حيث إنّ السيد الخوئي (رض) لم يتحدّث هنا عن ورود مشروعية التقليد عن أهل البيت (ع) وعدم ورودها ، وإنما تحدّث عن موضوعة لفظ التقليد - الذي يُحَصّل منه مفهومٌ ما - هل ورد في النصوص الشرعية أو لم يرد ؟ 
فإنّ ورود لفظ التقليد في النصوص وعدم وروده لا يؤثر شيئاً في المشروعية ، لأن مصطلح (التقليد) مصطلحٌ عرفي متوافق مع اللغة ، قد اصطُلح على رجوع عامة الناس إلى الفقيه الجامع للشرائط ، فإن لم يعجبك مصطلح التقليد فسمِّه الرجوع ، فيكون البحث في مشروعيّة "رجوع عامة الناس إلى الفقيه الجامع للشرائط" وهذا الرجوع ( المصطلح عليه فقهياً بالتقليد ) ثابتةٌ مشروعيته عند السيد الخوئي كما سترى .
ففي الأساس كان السيد الخوئي (قدس) يتحدّث عن معنى التقليد عند اختلاف الفتاوى ، وهل يتوقّف التقليد على العمل فقط أو على الإلتزام ؟ وهو بحثٌ تخصّصي عن معنى التقليد ومفهومه لا عن مشروعية التقليد ورجوع عامة الناس إلى الفقيه الجامع للشرائط . راجع التنقيح ج١ ص٦٠ .
إذن هناك تدليس واجتزاء لكلام السيد الخوئي (قدس) .

🔰 ثم إنّ السيد الخوئي (رض) بعد أن ذكر معنى التقليد بحسب اللغة قال :
"ثمّ إن ما ذكرناه في معنى التقليد ، مضافاً إلى أنه المناسب للمعنى اللغوي قد اُشير إليه في جملة من الروايات كمعتبرة عبد الرحمن بن الحجاج قال : «كان أبو عبدالله (عليه السّلام) قاعداً في حلقة ربيعة الرأي ، فجاء أعرابي فسأل ربيعة الرأي عن مسألة فأجابه ، فلمّا سكت قال له الأعرابي : أهو في عنقك ؟ فسكت عنه ربيعة ولم يردّ عليه شيئاً ، فأعاد المسألة عليه فأجابه بمثل ذلك ، فقال له الأعرابي : أهو في عنقك ؟ فسكت ربيعة ، فقال أبو عبدالله (عليه السّلام) : هو في عنقه قال أو لم يقل ، وكل مفت ضامن»"
التنقيح ج١ ص٥٩ .

🔰 السيد الخوئي يستدل على مشروعية التقليد 
قال (قدس) :   
ما دلّ على جواز التقليد ( ومعنى الجواز هنا أي يجوز لك أن تكون محتاطاً أو تتخصص فتكون مجتهداً ) ١
"وأما ما يمكن أن يستدل به المجتهد على جواز التقليد في الشريعة المقدسة فهو اُمور :
منها : السيرة العقلائية الممضاة بعدم الردع عنها وقد تقدمت ، وهي تقتضي جواز التقليد والافتاء كليهما .
ومنها : قوله عزّ من قائل : (فلو لا نفر من كلّ فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدّين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلّهم يحذرون ) فإنها تدلنا على وجوب النفر حسبما تقتضيه (لولا) التحضيضية ، كما تدلنا على وجوب التفقه والإنذار لأنهما الغاية الداعية إلى الأمر بالنفر ، وتدلنا أيضاً على أن مطلوبية التفقه والإنذار ليست لأجل نفسيهما ، بل من جهة احتمال التحذر بواسطتهما ، فالغاية من ذينك الواجبين هو التحذر عند الانذار ، وحيث إن الآية مطلقة فيستفاد منها أن التحذر عقيب الانذار واجب مطلقاً ، سواء حصل العلم من إنذار المنذرين أم لم يحصل "
ويستمر (قدس) في الاستدلال بالآية الكريمة وينتهي إلى دلالتها على مشروعية الاجتهاد والتقليد . راجع التنقيح ج١ ص٦٤ - ٦٧ .
ثم يصل به البحث إلى الاستدلال بالروايات الواردة عن الأئمة (ع) على مشروعية التقليد والإفتاء ويقسّم تلك الروايات إلى طوائف ينتهي فيها إلى إثبات مشروعية التقليد . راجع التنقيح ج١ ص ٦٩ - ٧٢ .
وهذا نقيض ما ادعاه المدلّسون الذين نقلوا كلاماً مجتزأً ادعوا أنه (قدس) ينفي ورود مشروعية التقليد عن أهل البيت (ع) .

🔰 السيد الخوئي (رض) يفتي بلزوم التقليد

لا يخفى على كلّ متتبّع أنّ السيد الخوئي يفتي في كل كتبه الفتوائية كالمنهاج والمسائل وغيرهما بلزوم التقليد أو الإجتهاد أو الاحتياط ، فليراجَع ذلك في أول مسائل التقليد في الكتب المذكورة .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ابو تراب مولاي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/03/15



كتابة تعليق لموضوع : رد شبهة نفي السيد الخوئي لمشروعية التقليد !!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net