ما هي تطلعات المرجعية الدينية العليا في العراق ؟
محمد عبد الصاحب النصراوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمد عبد الصاحب النصراوي

العراق عرف بأصالة و ثقل مرجعيته الدينية العليا على المستوى المحلي و العالمي و التاريخ يشهد على ذلك ، عند ذكر السلسلة المباركة لزعماء الحوزة العلمية نجد إن هناك عظمة في الإرث الفكري و ما يتضمنه من اسس و مبادئ تعكس وجهاً مشرقاً للإسلام الحقيقي بعيداً عن الانحرافات التي جاء بها البعض ، و نقياً من آراء المستشرقين و الإسرائيليات التي تعتبر هي الاخرى صورة سوداوية في التاريخ الذي يسميه البعض إسلامي و في الحقيقة انه يحتوي في كثير من ابعاده روحا بعيدة عن نبل الاسلام و جوهره الأصيل.
الدنيا تعيد نفسها من جديد و تطرح لنا أنموذجا حيا بحركاته وسكناته ، يعيش آلام المستضعفين و يدرك جيداً المعاناة التي يعيشها هذا الشعب المظلوم من ارهاب و تكالب للدول عليه في نهب خيراته و من سرقات يقوم بها البعيد و القريب ممن طاوعت له نفسه ان يسرق ابناء جلدته و يكون جزءاً من مؤامرة تستهدف قتل الروح العراقية التي تنبض بالحياة و تفيض بحب المصطفى و آل بيته ، و هذه المميزات جعلته لا يموت ، لأن الروح التي تسكن فيها حب الانبياء و الاوصياء تبقى تقارع الظالمين و تفشل مخططاتهم مهما بلغت التضحيات.
إن مرجعنا المفدى السيد علي الحسيني السيستاني يتطلع لإكمال مسيرة أجداده في تقديم المبدأ والهدف على اللذات الزائلة ، يستهدف سماحته ان يعيش الانسان النبل و التضحية مهما بلغ جشع وظلم العدو، الذي يستهدف انتزاع العقيدة الراسخة في قلوب الموالين للمصطفى وآله الاطهار ، فالخطر الحقيقي الذي يهدد الاعداء يكمن في قوة المعتقد الذي يتمتع به أبناء العراق ، فرغم المؤامرات و الحروب نجده يحيا من جديد و تبدأ نبضاته ترهق مسامع الظالمين ، ولا شك إن لهذا التوفيق الالهي اسباب و من اهمها الارتباط بمسبب الاسباب و الذي يعتبر سر حياة الشعوب الحية بالايمان.
البعض يفكر يجب أن يُتخذ موقف و تحرك على كل محنة تلم بالعراق و العراقيين ، و يبدأ وابل من الانتقادات لمواقف المرجعية التي يعتبرها البعض باردة و لا ترتقي لحجم المأساة التي يمر بها الفرد العراقي ، نعتقد ان التفكير بهذه الطريقة يفتقد الى الحكمة و الروية في اصدار الاحكام ، العراق بلد تتعدد به القوميات و الأديان و الانتماءات ، و فيه من التعقيدات ما فرض على قيادتنا الدينية الحكيمة ان تراعي ما يصدر منها من كلم ، فبعض الآراء و التصريحات قد تثير حفيظة البعض مما يدفع البعض لإثارة الفوضى في البلاد ، و الفوضى تعني انعدام الأمن لكل افراد الشعب ، لذلك علينا ان نفكر بالأضرار التي قد تسببها التحركات غير المدروسة و التي تبنى على انفعال طائش قد يجعلنا نخسر الكثير.
لذلك يمكننا ان نلخص أهم تطلعات المرجعية بجملة من النقاط و من أهمها:
1.ترسيخ العقيدة الاسلامية في النفوس و عدم التفريط بها و المساهمة في تقوية دعائمها بالإعتماد على الفكر النقي الذي يخلو من الانحراف و التحريف.
2. التمسك بالأخلاق و الآداب العامة لما لها من أثر في عكس وجهة حضارية لهذا البلد العريق.
3. الاهتمام بالعلم و دوره الكبير في تطوير البلد و النهوض به و الوصول الى مراحل متقدمة من التطور العلمي و التكنولوجي .
4. محاولة التفكير بشكل جدي في اصلاح المنظومة الاجتماعية داخل البلد وبناء الفرد لكي يساهم بشكل فاعل في بناء البلد و يكون ذلك بتركيز مفاهيم الوطنية و الاخلاص و الابداع .
5. التعايش السلمي و أهميته وما يحتويه من مضمون عال يتجسد في تغليب الإنسانية على العرق و الدين.
6. الحذر من التحركات السريعة و الانفعالات الطائشة التي تفتقر الى التفكير المنطقي الذي يحفظ لنا دماءنا و استقرارنا المستهدف.
7. الابتعاد عن اثارة الخلافات العقائدية التي تشق الصف العراقي و التمسك بالوحدة وجعلها الخيار الأول.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat