وزارة الدولة لشؤون المرأة .. أول من يكذب على المرأة العراقية ويستغلها !!!
مها عبد الكريم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بتاريخ الخامس والعشرين من نيسان الماضي عممت وزارة الدولة لشؤون المراة اعلان (1) يتلخص بعزم الوزارة على دعم مشاريع متوسطة وصغيرة ومتناهية الصغر تتقدم بها النساء عبر بريد الكتروني خاص بالوزارة. وان هذا الدعم سيكون من خلال تقديم منح تتراوح بين (200- 100000) دولار. وان اقدام الوزارة على هذه الخطوة جاء للحد من ظاهرة البطالة، لهذا فان الاولوية في هذه المنح ستكون للمشاريع المدروسة والمتكاملة والتي تضمن تشغيل اكبر عدد من النساء العاطلات عن العمل ومعيلات الاسر. وعليه دعت الوزارة النساء الى تقديم مشاريعهن خلال فترة محددة.

الاعلان تم تعميمه عبر المجموعة البريدية الخاصة بمنظمات المجتمع المدني وربما تم نشره عبر مواقع او وسائل اخرى، ومن وصله او وصلها الاعلان قامت باعادة ارساله الى كل اقربائها ومعارفها وصديقاتها اضافة الى تناقل اخبار هذه المنح بين كل من سمع بها. وحسبما عرفت فأن مئات المشاريع ارسلت الى وزارة المرأة حسب هذا الاعلان، بل ان عدد من الرجال تقدموا بمشاريعهم للحصول على المنحة وبالفعل تم قبولها ابتداءاً بعدها رُفضت لان المنح مخصصة للنساء فقط.

عدد من النساء اللاتي كتبن مشاريعهن واعددن لها دراسة مالية متكاملة وقمن بارسالها على العنوان البريدي المرفق مع الاعلان، اجمعن على انهن وبعد انتهاء فترة التقديم على المشاريع، تلقين اتصالات من قبل موظفة في وزارة المرأة تطلب فيها من صاحبة المشروع الحضور الى مقر الوزارة لمناقشة مشروعها وبالتالي تقليل ميزانيته المالية، او ان الاتصال كان مباشرة  لطلبت تعديل الميزانية المالية وتقليلها الى النصف.

السيدات اللاتي التقيتهن وتحدثن لي عن اعلان منح وزارة المرأة، اكدن انهن التزمن- وحسب الاتصال الهاتفي من قبل الوزارة- بتعديل الدراسة المالية للمشروع وقللن مبالغها النهائية الى النصف او اقل من ذلك لضمان قبول المشروع وتقديم المنحة.

وبعضهن قمن بعمل اكثر من تغيير بعد ان تلقين اتصال ثاني لطلب تقليل ميزانية مشاريعهم، وبالرغم من اعتراضهن على طلبات التقليل هذه الا انهن عدن لاجراء تعديلات وقللن المبلغ الى اقل من ربع المبلغ الابتدائي ..

احدى السيدات قالت انها سمعت من مصدر غير مؤكد بأن وزارة المرأة تراجعت بعد مدة عن مبلغ المنحة وتم تقليل الحد الاعلى الى عشرة الاف دولارفقط بدل مئة الف دولار، وحين اتصلت بها موظفة وزارة المرأة لتطلب منها تقليل مبلغ مشروعها وجهت لها سؤال عن هذا الموضوع فأكدت الموظفة الخبر وابلغتها ان عليها ان تجعل مشروعها بحدود هذا المبلغ لتضمن قبوله، فقامت بتغيير المشروع الى مشروع اصغر وارسلته لكنها لم تتلق بعد ذلك اي اتصال جديد كما لم يتم الرد على اتصالاتها برقم الموظفة التي كانت تتصل بها..

السيدات الاتي تقدمن للحصول على منحة المشاريع ، بيّن انهن بنين امال كبيرة على هذه المنح وبعضهن قدمنّ مشاريع بافكار ممتازة وخلاّقة نالت اعجاب اللجنة التي قامت بمقابلتهن في وزارة شؤون المرأة، لكن امالهن انتهت على لاشيء فمعظمهن مللن الانتظار ويأسن اساسا منها. فقد مضت اكثر من سبعة اشهر منذ الاعلان عن هذه المنح وحتى الان، لم يسمعن خلالها بمن استلمت مبلغ المنحة لتبدا مشروعها. وها هو عام 2011 يوشك على الانتهاء فمتى ستوزع مبالغ المنح التي يفترض انها ضمن موزانة هذا العام ؟!

مضت عدة سنوات على تأسيس وزارة المرأة، وقبل اعلانها عن المنح معظم النساء اللاتي وصلهن الاعلان لم يكنّ قد سمعن بها الا بشكل عابر وحتى من سمعت فهي مؤمنة ان هذه الوزارة هي مجرد واجهة سياسية اعلامية ليس الا، لغرض اظهار ان الحكومة العراقية الجديدة تهتم بالمرأة فخصصت لها وزارة بأكملها، وان هناك وزيرة للمرأة تحضر الاجتماعات والمؤتمرات الدولية، فتُظهر ان المرأة في العراق تم اشراكها في العملية السياسية.. والواقع انه لا يوجد اي اهتمام حقيقي بقضايا المرأة في العراق ومشاكلها ، والمرأة العراقية لاتتأمل من هذه الوزارة شيئاً..

فاذا كانت الوزارة مستمرة بوعدها لتقديم هذه المنح فمتى يتم ذلك، وهي مخصصة بالاساس لنساء عاطلات عن العمل ومعيلات لاسر؟ 

واذا كان الاعلان حقيقي والوزارة جادة  في دعم مشاريع النساء لكن حصل ما جعلها تتراجع عن المشروع، فكان الاولى بها وهي الوزارة المعنية بشؤون المرأة ويفترض ان تكون الاحرص على احترامها ، ان تبادر الى نشر اعلان اخر – وعبر ذات الوسائل التي تم بها نشر الاعلان الاول - تبين فيه تراجعها عن تقديم منح المشاريع مع بيان الاسباب. على الاقل لتشعر المرأة ان الوزارة المعنية بشؤونها صادقة وجادة بالاهتمام بها حتى وان كان هذا الاهتمام شكلي فقط !

لكن ما يبدو بشكل جلي ومن صيغة الاعلان المفتوحة والتي تفتقر لآلية لتحديد النساء العاطلات واعطائهن الاولوية، ان الاعلان كان لغرض التغطية على فشل الوزارة خلال فترة المائة يوم التي منحها السيد رئيس الوزراء لتقييم عمل الوزاراة ، ولابأس ان يتم ذلك بالادعاء ان الوزارة دعمت مشاريع الاف النساء ويمكن عندها تقديم قوائم باسمائهم، كما لن تخسر الوزارة اذا كلفت موظفة او اثنتين فيها للاتصال بالنساء المتقدمات لطلب المنحة او حتى لمقابلتهن، لجعل السيناريو اكثر تصديقاً وتشويقاً، وبعد انتهاء مدة التقييم يمكن ان تعود الوزارة الى سيرتها الاولى المعروفة !!

اعتدنا ان يظهر بين الحين والاخر من يستغل قضايا المرأة في العراق لتحقيق اهداف سياسية وشخصية، وهؤلاء لم تعد وعودهم وادعاءاتهم تخدع المرأة. لكن ان تكون وزارة المرأة على رأس من يستغل المرأة ويكذب عليها بشكل قبيح وسافر وكل هذا من اجل اجتياز فترة المائة يوم، فهذا ما لا يجب ان تسكت عليه المرأة العراقية وكل من ينتصر بحق لقضاياها ..!

-----------------------------------------------------------------

(1)-اعلان وزارة المرأة الذي ارسل بتاريخ 25-نيسان- 2011

 

اعلان من وزارة الدولة لشؤون المرأة

ايمانا منها بأهمية خلق مناخ تنموي تستقطب الايدي العاملة وتحد من ظاهرة البطالة ستقوم الحكومة العراقية عبر الموازنة الاتحادية للعام 2011 بدعم مشاريع صغيرة ومتوسطة ومتناهية الصغر وستقوم وزارة المرأة باستقبال المشاريع الخاصة بالنساء على بريدها الالكتروني

Iraqiwomanministry@yahoo.com

وستعطى الاولوية للمشاريع المدروسة دراسة متكاملة من حيث دراسة الجدوى والكلف

والتي تضمن تشغيل اكبر عدد من النساء العاطلات عن العمل ومعيلات الاسر

وفي جميع محافظات البلاد

وسيتراوح مبلغ المنحة من 200دولار الى 100000دولار

وستستلم الوزارة المشاريع المقدمة من قبلكم في موعد اقصاه 30/5/2011

وزارة الدولة لؤون المرأة

الموضوع السابق السيد عمار الحكيم والدور المحوري للم الشمل العراقي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat