أكره أولئك الذين يحملقون في وجوه الناس,هكذا فضولاً وسخفا.
اليوم وأنا ذاهبٌ إلى الدوام ضحىً,أمتِّع عينيَّ بمناظر الطريق الجميلة (جري سعدة) تلك الأرض القاحلة بمصاف الشارع المؤدي إلى مستشفى ابن بلال الأهلي,مروراً بالصبَّات الكونكريتية التي حجبت محلات الحيِّ الصناعيّ المتناثرة في الجهة الأخرى من الطريق,عطفاً على (جملونات الغذائية) مقابل الجسر التي تذكرك بسجن الباستيل,إضافةً إلى المناظر التي تبهج الصدر,تربية محافظة النجف الأشرف, التي أقسم بالعَلَم القطري الذي لا أحلف به صادقاً,ما دخلها صاحبُ معاملة إلاَّ وخرج صاحب علة,مروراً بمستشفى الحيِّ القديمة التي يدخلها المريض على نقالة ويخرج منها على تابوت,وبالمحكمة التي يدخلها المواطن بريئاً فيخرج منها متهما,ويدخلها البعض ظلمة,ويخرج منها طواغيت,ورؤية مقر التسفيرات مكان مديرية الأمن القديمة,ناهيك عن الحادث المروري الذي كان على جسر مستشفى الصدر في الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا....
بينما أنا غارقٌ في هذا الجمال والانشراح من نافذة السيارة,وحين حانت مني التفاتة على حين غرة,وجدتُ شخصاً يحدِّق فيَّ...كم أكره هؤلاء,قلتُ لأنشغل عنه بالنظر مرةً أخرى إلى النافذة,ولكن بعد ذلك نظرتُ له بصورةٍ خاطفة فوجدتُه ينظر إليَّ أيضا!
صممتُ على تلقينه درساً قاسياً,قررتُ أن أنظر إليه,بل وأحدِّق في عينيه إلى أن يشيح بهما عني,ولكن ما أن أردتُ أن أجحده بنظرتي القاسية حتى شرقتُ بريقي – وتلك عادةٌ سيئة صارت تكثر عندي هذه الأيام,حتى وأنا نائم استيقظ مختنقاً اثر هذه الشرقة – المهم,دمعت عيناي,واحمر وجهي,ووقف شعرُ رأسي ,فصارت المرأة العجوز التي قربي تقول :اسم الله...اسم الله,شجاك يابيبي؟.... وقد التفت الجميع إليَّ ,ومن الجامعة الدينية تقريباً إلى مجسرات ثورة العشرين كان الجميع ينظرون إلي...
لو باقي على ذاك الشخص الأولاني مو أحسنلي؟
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat