ضمن المشروع (الغربي – القطري – السعودي) تستعد وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية لإعلان خبر إسقاط الرئيس بشار الأسد ليلحق بقائمة المخلوعين العرب وليفسح المجال لغيره بانتظار السقوط أمثال رئيس اليمن وملك البحرين ولا مانع من ذكر أمير الكويت بعد صدور أوامره - أثناء كتابة المقال – باعتقال المتظاهرين الكويتيين الذين خرجوا للمطالبة بإسقاط الحكومة الكويتية وهي الحادثة الأولى من نوعها التي تتعرض لها الكويت ولم تكن ضمن القائمة الغربية إلا أن التخطيط الإلهي لا يعترف بقوائم وأجندات.
وعودة إلى صاحبنا بشار الأسد الذي لم يستطع التخلص من النزعة البعثية والروح القومية التي تحركه وتفعّل تحركاته، نجد انه مازال يعيش زمن القائد الأوحد والرمز التاريخي والعقل المدبر والضرورة وغيرها . فلم يستطع أن يستغل الظرف العربي ويبدو انه غير قادر على ذلك بعد أن أجمعت الدول العربية على إسقاطه ونظامه إتباعا لأوامر الإدارة الأمريكية في تطبيق مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يستهدف تفتيت (الهلال الشيعي) الممتد من الحدود الإيرانية العراقية وصولا إلى الحدود اللبنانية السورية وهو ما تخشاه الحكومة العراقية وتحاول جاهدة الوقوف بوجه أي تحرك دولي ضد سوريا مستخدمة حقها في الامتناع عن التصويت على قرار الجامعة العربية بتعليق عضويتها وهي سياسة مسك العصا من المنتصف حيث أنها لم ترفض القرار ولا صوتت له وهي بذلك أثبتت أنها (بدأت تفكر) ولو كان على حساب استغلال الظرف السوري الصعب حيث يرى مراقبون إن استغلال الوضع الداخلي السوري من قبل الحكومة العراقية للمساومة بين دعم النظام السوري مقابل تسليم البعثيين والصداميين المطلوبين للحكومة العراقية والمتواجدين على الأرض السورية هو صفقة جيدة وبادرة مهمة في العمل السياسي رغم أن وزير الخارجية هوشيار ويباري أشار إلى أن عدم تصويته كان حكوميا ولم يمثل رأي التحالف الكردستاني الذي لا يمانع في إسقاط الأسد تضامنا مع أكراد سوريا تحضيرا لإعلان الدولة الكردية الموحدة.
ولولا إيران وتهديدها عن طريق حزب الله لإسرائيل لكان سقوط الأسد قبل سقوط القذافي، حيث تعتبر إيران يدا ضاربة قوية لكل أعداء سوريا. وفي اعنف تصريح لها على لسان رئيس مجلس الشوري الإسلامي علي لاريجاني قال إن الجامعة العربية تسعى لتنفيذ أجندات أمريكية. ولم ينس الوضع البحريني بقوله «لماذا لا تبدي الجامعة العربية موقفا عندما تهاجم الدبابات بيوت الناس المظلومين في البحرين، في حين تقوم بتنفيذ المخططات الأمريكية ضد سوريا الآن بذريعة الحرص على مصلحة الشعب السوري».
أتصور أن السقوط آت لا ريب فيه ولا تنفع تهديدات إيران أو امتناع العراق عن التصويت لان زمن السعودية وقطر هو الزمن الحالي والتبديل والاستبدال جار على قدم وساق ما دام هناك عملاء وبيع للضمائر من قبل حكام الخليج، كما أنني متاكد أن تلك الدول لابد أن ياتي عليها الدور فلا (جزيرة ولا عربية) تنفعها حينذاك.
Afrawi70@yahoo.com
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat