رد على تكذيب الأستاذ اسماعيل الحامدي لمقالي حول سفراء السعودية
د . حامد العطية
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . حامد العطية

انت خالفت القرآن الكريم في تكذيبك لما ورد في مقالي المنشور في هذا الموقع الأغر وبقية المواقع ، والذي ضمنته أمثلة على تفاهة وانحطاط عدد من سفراء السعودية، ولنفترض أسوء الظن هنا بي وهو أن أكون فاسقاً، والفاسق هو المتجرد من القيم والاخلاق الرادعة للكذب وغيرها من الصفات المذمومة، ويأمرنا المولى في كتابه العزيز: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات: 6]. وهنا نلاحظ بأن القرآن الكريم لم يأمر المؤمنين بتكذيب الفاسق – والمقصود هو الوليد بن عقبة - لمجرد كونه فاسقاً بل قال (تبينوا) أي تبينوا صحة الخبر، وأوصيك بمراجعة تفاسير السنة لتعرف منها تفسير الآية واسباب نزولها، وبما يتطابق مع كلامي هنا. وهذا في تقديري وكما بينت في كتابي حول النظام المعرفي في القرآن الكريم اعجاز قرآني، فلو أمر الله بتكذيب الفاسق بالمطلق لنتج عن ذلك ما يسميه المختصون بمناهج البحث العلمي تحيز التعميم، وكذلك تحيز المصدر، وبالنتيجة افتراض أن كل ما يرويه الموصوف بالفسق كذب، وقد بينت انواع التحيزات في كتابي (دليل الباحثين في الإدارة والتنظيم) المطبوع في السعودية، ومن المؤسف بأن الكثير من علماء السنة وقعوا في هذا التحيز عندما حكموا على بعض رجال الحديث والمؤرخين بأنهم "شيعة أو رافضة كاذبون"، ورفضوا كل أحاديثهم ومروياتهم بدلاً من اتباع الأمر القرآني الذي يفرض التبيان والتمحيص لا الرفض على أساس حكم مسبق.
في الآية الكريمة شهادة ربانية على فسق الوليد بن عقبة، ومع ذلك لم يأمر بتكذيبه بالمطلق، وأنت لا تملك مثل هذه الشهادة أو دليلاً على فسقي حتى تظن بأني اختلقت القصص حول سفراء مملكة الوهابية، وباستطاعتك التثبت من سمعتي العلمية من خلال البحث في محرك جوجل عن مؤلفاتي باللغة الإنكليزية تحت اسمي:
Hamid Atiyyah أو H.S. Atiyyah
ومن غير المنطقي أن افرط بسمعتي في اختلاق قصص حول سفراء هم تافهون سواء كتبت أم لم أكتب عنهم، ولكني أقدمت على ذلك ومن باب الحرص على الوقوف مع العدل والحق دائماً، كما علمنا القرآن الكريم والرسول الأعظم وأهل بيته الطاهرون.
أما بالنسبة للروايات عن السفراء المذكورين في مقالي فهي مستقاة من أفراد عوائلهم واناس قريبين منهم، لذا فهي شهادات وبيانات لا يرقى لها الشك، والله أعلم، وقد حفزني تكذيبك على استحضار شهادات عن آل سعود من الذاكرة، أنوي نشرها قريباً إن شاء الله.
16 تشرين الثاني 2011م
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat