صفحة الكاتب : عباس الكتبي

وتستمر مظلومية الحشد الشعبي
عباس الكتبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قال الشاعر الكبير المتنبي: أن انت أكرمت الكريم ملكته، وان انت أكرمت اللئيم تمردا.
كلنا يعلم إن الحشد الشعبي تشكّلت فصائله وألويته، أثر فتوى المرجع الديني الأعلى الإمام السيد السيستاني"دام ظله المبارك"، الصادرة يوم 13/6/2014، ضد تنظيمات داعش الإرهابية، بعد ان سيطرة على محافظتي نينوى وصلاح الدين، وإعلانها أنها تستهدف بقية المحافظات، ومن ثم أصبح الحشد مؤسسة عسكرية حكومية تحت إشراف رئاسة الوزراء.
لولا الفتوى المباركة، لأصبحت المحافظات السنيّة إقليماً لتنظيمات داعش الإرهابية، ولكانت بغداد تحت الخطر المرعب، ولكان شعب كردستنان العراق نازحين ومشردين إلى دول الجوار، ولأحتاجت القوى العظمى كأمريكا وحلفائها إلى سنينٍ طويلةٍ للتخلص من داعش والقضاء عليها.
قال تعالى:( هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ)، هذه آية تخاطب العقل البشري، فمن يقدم لك معروفاً أو إحساناً أو جميلاً، من العيب جداً عند عقلاء البشر أن لا ترد إليه هذا الصنيع الجميل، والأعيب منه أن تقابله بالأساءة.
الحشد الشعبي، جيش عقائدي ولد من رحم الدين، يحمل المبادئ الإسلامية الأصلية المأخوذة من أهل البيت"عليهم السلام"، قدّم التضحيات الكبيرة والعظيمة حتى حرّر المدن، وصان الأرض والعرض، وحمى الوطن والمقدّس، وبدل ان يرد له الجميل، أتهم بشتى أنواع التهم من بعض القوى السياسية، بسبب بعض سلوكيات فردية سيئة صدرت من مقاتلين في الحشد.
الأغرب من هذا كله هو ظلم الأقارب، وأول من بدأ بذلك الحكومة السابقة عندما قامت بتوزيع التمور الفاسدة غذاءاً للحشد الشعبي! وأما في هذه الحكومة نسمع منها منذ فترة طويلة، بأنها ستقوم بأعطائهم مستحقاتهم المالية حيث إن مقاتلين الحشد بقوا سنة تقريباً بدون مرتبات شهرية، كما أننا نسمع من الحكومة أنها ستحسن من رواتبهم، أسوة بأخوانهم في الجيش والشرطة، ولم يحصل شيء من ذلك، في البدءِ اعطوهم "500"ألف ثم رفعوها إلى "750" ألف، في حين تتراوح رواتب الجيش والشرطة من" "900" ألف إلى "1250000"دينار.
دعك عن هذا كله، وأنظر إلى العجبِ كل العجب، تقوم مديريات الشرطة المحلية بإرسال مجموعة من الشرطة بين الحين والآخر، كأتمام واجب في المناطق الساخنة، أَتعلمون كم تصرف لهم زيادة على الراتب، بعنوان الخطورة في المناطق الساخنة؟ تصرف لهم"500"ألف دينار! ولست أدري أَكان الحشد يخدم في مناطق آمنة مطمئنة؟!.
زيادة في الطين بلّة، فالحشد لم يسلم حتى على"750" ألف الراتب الشهري، أنا أعرف بعض قادة الحشد، لديه ألف جندي في لوائه، يستقطع من كل جندي شهرياً "100" ألف بعنوان مصروفات للغذاء، وبذلك يجمع "100"مليون دينار، في حين مصرف الأكل الشهري يكلّف "25"مليون حسب مصادر موثقة لدينا، وعندما يحاجج بعض آمر اللواء على ذلك، يقول لهم لديّ حجة شرعية، وأنا أصرف الزيادة رواتب للشهداء وعوائلهم وبناء الدور السكنية لهم، ولكن ليس على حساب المجاهد المسكين، وفعلك هذا كمن يسرق ليتصدّق به، يا حضرة الآمر أَلم تقرأ قوله تعالى:(إنّما يتقبل الله من المتقين)، ربما لا أجازف بالقول إذا قلت: إن غالبية أمراء الحشد هكذا يفعلون، بأستثناء لواء علي الأكبر.

كلمة إلى رئيس الوزراء: رد الجميل والإحسان إلى الحشد وأكرمه.
كلمة الى قادة الحشد: أتقوا الله في حقوق المجاهدين.
كلمة إلى الذين يظلمون الحشد بالقول والفعل : لا تجعلوا منبتكم منبت لؤم وبخل، ما هكذا يجازى الكريم!.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس الكتبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/01/07



كتابة تعليق لموضوع : وتستمر مظلومية الحشد الشعبي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net