كنت ناشطاً في ساحة التحرير
زهير مهدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
زهير مهدي

شاركت في المظاهرات المطالبة بالاصلاح منذ ٢٠٠٨ إلى حين هجرتي في نهاية ٢٠١١ .
كنت اهتف في ساحة التحرير وسط بغداد مع كوكبة من شبابٍ مثابر وكان معي الصديق الملهم فرقان الوائلي و من تحت نصب التحرير كنت اخط لافتات المطالبات .
كنت اتجنب شخصنة الشعارات و المطالب و اشارك في ارشاد المتظاهرين الى التعامل باحترام مع القوات الامنية و احترام الملكيات العامة و الخاصة و تهذيب الشعارات .و كنت من اول المبادرين الى تنظيف الشوارع بعد انتهاء التظاهر .كنت مع الشباب الذين يوزعون الزهور على افراد قوى الامن و اتحدث بإيجابية عن القوات الامنية لمراسلي القنوات الاخبارية باللغتين العربية و الانكليزية و عن مطالبنا المشروعة.
هههه و اتذكر كيف كانت كل القنوات لا تريد بث ما اقول لان كل القنوات كانت تبحث عن من يتكلم بسوءٍ عن القوات الامنية و يظهرهم بمظهر الجلاوزة الجلادين.
ذات مرة ،،، خرج من بين الحشود بعض الشباب الغرباء ( الغير مألوفين ) و بدأوا بمهاجمة القوات الامنية بالسباب و الشتيمة ثم بالرمي بقناني المياه و الاحذية ثم الرمي بالحجارة . وما ان ردت القوات الامنية عليهم بالمياه الرشاشة صدحت اصواتهم النشاز بالنعيق و الصراخ الله اكبر ،،،،، الله اكبر ،،،،، الله اكبر و بدأوا بالاعتداء على الممتلكات العامة و الخاصة بحجة الغضب.
حينها لملمت اوراقي و اقلامي و انصرفت من الساحة الى البيت يأسا محبطاً بعد ان عجزنا نحن الثلة القليلة عن حماية الممتلكات و ضبط الموقف.
انسحبنا ليس بضغط من قوى الامن بل لاجل ان لا نشوه انتفاضتنا بالاندماج مع تلك الاصوات الكريهة و الايادي العابثة المأجورة.
و حسناً فعلنا بإنسحابنا ولم تستمر مظاهراتنا لتتشوه ثانيةً بإنضمام الحمير الناهقة على منصات الغدر و ثوار الفنادق والتي تسببت بدخول داعش . و لكي لا نصبح تدريجيا سلعة تشترى و تباع في بورصة ال سعود و ال خليفة و ال نهيان .
ففي عالمنا الشرقي تنطلق الاحتجاجات صادقة من القلوب و تنتهي بالبيع برُخصٍ في حسابات الجيوب.
يخرج الشرفاء للتظاهر باحترام
و في النهاية ، يسرق انتفاضتهم ابناء الحرام دول تمول ،،، و دول تحرض ،،، و دول تحرف.
هذا ما يحدث الان في ايران و ما حدث من قبل في العراق و سوريا و باقي دول الربيع العربي.
للشعب الايراني العريق كل الحق بالاحتجاج على تردي الكثير من الخدمات و سوء الادارة.
من حقهم ان يرفعوا اصواتهم ضد الغلاء و ضد تركيز الحكومة و ولاية الفقيه على القضايا الخارجية و اهمال الداخل .
لكن ان تاتي المظاهرات متناغمة مع حملة الامير المعتوه ( محمد بن سلمان ) الذي توعد بنقل المعركة الى داخل ايران فتلك اذن خيانة وبيع للذمم.
ان تأتي هتافات الاصلاح متزامنة مع هتافات بعض الخونة من عرب الاهواز ( بالروح بالدم نفديك يا صدام ) فتلك خيانة لدماء ضحايا الحرب من الطرفين مع احترامنا لاهلنا الاحوازيين الاطياب.
ان تستمر الاحتجاجات على الرغم من التدخل الامريكي الاسرائيلي و الشحن الخليجي الواضح و التصريحات و التغريدات الطائفية المحرضة فذلك اصرار غبي و غير مبرر.
ايران قوية و شعب ايران ليس كشعوب اغلب الدول العربية سيما الخليجية مع احترامنا للثلة الواعية.
شعب ايران يحب وطنه ولا يبالي بحكومته
عكس الكثير من العرب يحبون حكوماتهم و امرائهم ولا يبالون باوطانهم.
و حب الوطن كفيل بنزع فتيل الازمة و سيعود شعب ايران متماسكا قوياً فهم يستحقون ان تلبي الحكومة كل مطالبهم و ان تسمع ولاية الفقيه لاصواتهم قليلا و تتخلى عن شيء من هيلمانها العاجي.
شعب ايران ليس بحاجة للانخراط بمهاترات ( اشباه دول مشائخية ) ينهش بعضها لحم بعض .
هم ليسوا بحاجة لتحريضات فتى مخبول كمحمد بن سلمان الذي بات الصديق ينفر من افعاله قبل العدو فلم يبقي له حليفاً، فتركيا و قطر و اليمن اصبحوا من اعداءه بعد الود و الجيرة و الاردن و الجزائر في الطريق.
على شعب ايران ان يصبر قليلا فنهاية تلك الدويلات المشيخية باتت مسألة وقت و سيسقط بعضها بعضا و عندها ستُحل جميع مشاكل ايران و العراق و سوريا و لبنان و اليمن و مصر الاقتصادية و السياسية.
و ستتذوق حينها شعوب الخليج طعم ( حب الاوطان لا حب الامراء) و سيعلمون كم تسبب امرائهم بتدمير اقدم و اعرق الحضارات و تجويع شعوبها بمالهم السحت.
فشعوب الخليج شعوب طيبة واصيلة و إن تعرض الكثير منهم لغسيل مخ
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat