يحمل الخطاب الإعلامي في أي مقال خبري مقومات بناءه المرتكزة على عدة أمور منها اللغة والحبكة التي يصاغ بها الخبر وسير الجملة الخبرية بمرادفات المعاني التوافقية كي لا تفرز النقائض وتكشف حيل الكتابة وبالمقابل الذي يجهله الإعلام العربي بما يمتلك من آليات ضخمة وإمكانيات تقنية وبشرية عالية من أن ثمة حقيقة إيمانية اكبر منه ومن إمكانياته وهي أن (حبل الكذب قصير) ولذلك نلاحظ أن معنى تطور الأعلام الغربي يكمن في نقل نسب عالية من الحقيقة واللعب بباقي النسب القليلة المتبقية بإجادة مشهودة تصل إلى حد أن يترك المواطن العربي عشرات الإذاعات والفضائيات ويستمع إلى إذاعة لندن مثلا ورغم التطور الذي تدعيه بعض الفضائيات مثل ( الجزيرة) وسواها إلا أنها بقيت أسيرة كذبها ودجلها وطراوة عودها فلذلك نجد الكثير من التناقضات داخل الموضوع الخبري الواحد .. مثلا ايراد خبر يقول ( عشرات القتلى العراقيين والفلاني يدعو فصائل المقاومة إلى الحوار مع الجيش الأمريكي) ويبدأ تفصيل الخبر مقتل 13عراقيا وإصابة العشرات من المواطنين العراقيين في انفجار قرب المطار بواسطة انتحاري ومقتل ثلاثة مواطنين عراقيين وإصابة العشرات من العراقيين في تفجير عبوة ناسفة ومن بينهم نساء وأطفال في الدورة وعشرات القتلى العراقيين في العامرية وإصابة العشرات من العراقيين في انفجار في السعدون ومثل هذه الأخبار ستمنحنا طرح السؤال الشرعي أين هم قتلى الأمريكيين ؟ لم نلاحظ في هذه الاعداد من القتلى احدا من العراقيين
وهل هذه المقاومة ضد الأمريكان أم ضد الشعب العراقي؟ وماذا يفعل الأمريكان في بيت عراقي مهجر قسراً ؟أو في سوق مزدحم بالناس؟ أو في مدرسة ابتدائية ؟أو في حسينية ومسجد عبادة ؟ . وما هو دور الاحتلال ليجلس مع فصائل الإرهاب للتفاوض ؟
ولتأخذ اللعبة مسعاها الطبيعي تتصدر إخبار الجزيرة في اليوم الثاني مباشرة تصدر خبراً يقول ( خمسة فصائل ترفض دعوة الفلاني للحوار مع الأمريكيين وهي كتائب العشرين ـ والجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية وجيش الراشدين والحركة الإسلامية لمجاهدي العراق وعصائب أهل العراق وسرايا التمكين ).
وكثيرة هذه الأسماء التي لا تعني للفعل الحقيقي شيء أبدا مادام الشعب هو المهدد الوحيد من قبل هذه الفصائل ولو كانت كل تلك التفجيرات على الجيش الأمريكي لما بقى جندي أمريكي واحد في العراق وهذا يكشف هوية هذه العصابات المسيسة من قبل المخابرات الأمريكية نفسها والمجندات الإسرائيلية وعصابات التكفيريين وبقايا فلول العبثيين وأعمدة المخابرات الدولية لأغلب أنظمة دول الجوار خشية إنجاح تجربة العراق الديمقراطية التي تعني نهاية هذه البنى الديكتاتورية جميعها لذلك تعتبر دعوة االفلاني جزء من الدعاية الإعلامية التي لا تنطلي بكل تأكيد على هذا الشعب صاحب التجارب الكبيرة .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat