كتاب (الالحاد والاغتراب) تأليف باتريك ماسترنسن هو بحث في المصادر الفلسفية للإلحاد المعاصر، من إصدار المركزالاسلامي للدراسات الاستراتيجية في العتبة العباسية المقدسة، إن البحث عن الإلحاد قديم ومتنوع بتنوع المنشأ، السؤال الذي طرحه المركز:
ـ هل ظاهرة الإلحاد ظاهرة عامة أم حالة عابرة؟
يطلقون المصطلح على من تركوا بعض الطقوس الدينية، أو تهاونوا فيها جراء ضغوط نفسية
يبحث مؤلف الكتاب في الجذور الفلسفية للإلحاد ويستعين بعلم نفس الدين، ليصل إلى جذور الإلحاد المعاصر، تنتهي عند جدلية المحدود والمطلق، الإنسان والله سبحانه تعالى
كان العرض الأول لسيرة فيور باخ الذي بدأ مسيرته الأكاديمية تلميذا في اللاهوت البروتسنتانتي في جامعة هيديبرغ بعد ذلك انتقل إلى جامعة برلين،
جاء في كتاب نقد الدين عند فيورباخ للأستاذ / خشعي عبد النور / استاذ تربوي حاصل على الماجستير في الفلسفة، إن فلسفة فيور باخ كلها دين، والدين عنده هو معرفة الإنسان لذاته، أكد فيورباخ أن جميع كتاباته تهدف إلى غاية واحدة وموضوع واحد هو (الدين واللاهوت) يرى باتريك ماسترسن، لم يتعمق أحد من فلاسفة عصره في الوضع الحالي للدين بنفس الفاعلية كما تعمق فيه فيورباخ، السؤال الذي يشغل بال المتلقي هو ما علاقة فيورباخ بفلسفة الاغتراب الديني عند هيجل؟
أراد هيجل أن يضع الديانة الشعبية اليونانية مقابل المسيحية الوضعية، الدين عند هيجل قوة حية تنمو في الحياة، ويرى عدم جواز تعلم الدين من الكتب ولا أن يفتقر على العقائد الجامدة، أن يجب ألا يكون الدين صوفيا، بل يكون قوة حية تزدهر في الحياة الواقعية للشعب، أي في عاداته وتقاليده وأعماله واحتفالاته يجب أن يكون شعبيا عاما، ولا كهنوتيا ـ خاصا.
هو يبحث عن الدين المؤثر في الحياة وفي الإنسانية كافة، يمجد الفرح والسعادة، يرى أن هناك دين موضوعي ودين وجداني، ويبحث في ذاتية الوجدان بأنها ناتج عن القلب والعواطف والمشاعر ويتحول إلى أفعال، كل التنظيرات والمشاعر التي يطرحها هؤلاء الفلاسفة هي تخص الكنيسة بجمودها، بوصفها أقوال.
جاء فيورباخ في تبني نظريته على حواشي فلسفة هيغل، ليرى أن سر الطبيعة الإلهية يكمن في الطبيعة الإنسانية، فهو يرى أن المسيحية التي سعى هيجل لإعادتها، إعادة غزو العقل كما يسميها فيور باخ / الدين عند هيجل تجلي للمطلق الواقعي ينبثق من المقدس، يرى أن التضاد بين الطبيعة الإنسانية بشكل عام والفرد الإنساني والدين المسيحي ومحتوياته إنسانية، لذا يرى باتريك ماسرستن ينبغي البحث عن أساس الدين في الاختلاف الجوهري بين الإنسان والبهائم لأنها لا تمتلك دينا، الاختلاف يكمن في وعي الإنسان بذاته، طبيعته الفكرية تمتلك من التسامي ما هو فوق قيوده الفردية وبالتالي يحرز وعيا بالمطلق
يمكن القول الدين هو الميزة الفارقة في الإنسان، ينبغي فيهم الدين الذي يوصف بشكل عام كوعي بالمطلق، العناصر الملائمة التي تكون الطبيعة الجوهرية للإنسان هي الخصال المطلقة تتألف من العقل والارادة والحب ليست قوى يمتلكها الانسان، أن لا شيء دونها وأنه صار إنسانا من خلالها، العناصر المكونة للطبيعة التي لا يمتلكها ولا يصنعها لأنها القوى الإلهية المطلقة التي لا يمكن التصدي لأي مقاومة إزائها.
يرى الأستاذ عبد اللطيف الخميس في دراسة فلسفة الدين وجدل اللاهوت، قد يصنف البعض فيور باخ في صنف الملحدين وميزة خطابه حول الدين هي البناء المفاهيمي، فهو ينتقد الكنيسة، لأنها دمرت الأخلاقيات الأصلية للمسيحية، العقل والأخلاق مع المعنى الحقيقي للإنسان، نقده للمعتقد الديني المسيحي هو بناء جديد لأخلاق النزعة الإنسانية
غالبا ما يخلط الفكر المسيحي بين فكرة الفضيلة وفكرة التعويض، الكنيسة ترى أن الرب ضحى من أجل الإنسان وعلى الإنسان أن يعطي روحه للدين.
شخص الباحث الفلسطيني غازي الصوراني فلسفة فيور باخ، هو يرى إذا كان الدين يعد الإنسان بالنجاة بعد الموت، فإن الفلسفة مدعوة لتحقق على الأرض ما يعد به الدين في عالم الآخرة
مرتكزات السيرة العلمية:
الف كتاب (أفكار حول الموت والخلود) نشر في عام 1830 م تحت اسم مستعار، طرد على أثره من الجامعة وأمضى السنوات الأخيرة من حياته في قرية نائية، لم يقبل بالماركسية ورفضها تماما وأكد على الرابطة بين المثالية والدين.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat