صفحة الكاتب : عباس ساجت الغزي

حديث في حب الوطن
عباس ساجت الغزي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أصبح الإنسان العراقي محلل في كل المجالات وخصوصا السياسية منها نتيجة تسارع الأحداث والكم الهائل من الأزمات التي مر بها البلد والمعانات التي رافقت تلك التغيرات على مر السنين العجاف من تاريخ العراق .
أينما تتواجد تجد الحديث في حب الوطن تارة من منطلق المسؤولية الوطنية في بناء وطن امن مستقر يعيش فيه أبناءه بسلام ومحبة ويتقاسم الجميع ثرواته وخيراته بالتساوي لينعموا بها ، وأخرى من باب العتب من الذين لم تمسسهم يد الحنان نتيجة عظم التحديات التي يمر بها البلد من عمليات إرهابية ومسؤولية إعادة الأعمار والحفاظ على حدود البلد من التدخلات الخارجية التي ساهمت في تأخر عجلة التقدم والنهوض .
وهنالك من يتحدث بحديث غير ذي جدوى ونفع كونه يصدر عن أناس ليس لديهم وطنية ولا عقيدة ولا شخصية واضحة المعالم فتجدهم تارة مع هذه الجهة وفي ظرف ما مع الجهة الأخرى يميلون حسب رغباتهم وشهواتهم بعيدا عن المصلحة الوطنية الكبرى للبلد الذي تربوا في أحضانه ونهلوا من معينه العذب .
وقبل أيام دار حديث في حب الوطن بيني وبين احدهم ، شخص التقيت به عن طريق الصدفة وكان الحديث على عجالة حتى أني نسيت أن اسأله من أي المحافظات أنت  ؟   
كان اللقاء في سيارة أجرة والحديث كان موضوع الساعة عن اعتقال عدد من المواطنين قيل أنهم من تنظيمات الحزب البائد ، كان الرجل يتحدث بطريقة واثقة بان الذين تم اعتقالهم كانوا يرمون القيام بعملية انقلاب على الحكم وتدمير كل الجهود التي تسعى إلى بناء البلد وجعله في مصافي الدول المتقدمة  وكانت هنالك خطط مرسومة لهم في الخارج ومن قياداتهم العليا . أعجبني أسلوبه في الحديث وكان مظهره أيضا يدل على انه يعمل في جهاز امني مهم في الدولة . 
رأيت أن حواري معه قد يكون مثمر وفيه فائدة يستنفع منها من كان معنا في السيارة وهما شخصان احدهما كان برفقته وأيضا سائق السيارة الذي كان يتداخل بأسلوب هزلي من اجل تلطيف الأجواء  .
فسألته : (رغم علمي بالإجابة مسبقا من الإعلام باتجاهاته المختلفة ) ، وكيف تم كشف هذا المخطط ومعرفة كل هذه الأسماء ؟ فأجابني : تم الكشف عن تلك المؤامرة من خلال معلومات وصلت من الحكومة السورية ومن ليبيا بعد الإطاحة بنظام ألقذافي الذي كان يمول الإرهاب على حد قوله .
فسألته : وأين كان دور الأجهزة الأمنية وخصوصا الاستخباراتية منها في كشف مثل هكذا مخططات تهدد امن الدولة ولماذا لم ترصد تحركات هذه العناصر التي اعتبرت اليوم خطرة حد الإرهاب ؟ وأين دور المخابرات العراقية في الخارج من كشف المعلومات التي تهدد آمنهم وسلامة مواطنيهم ؟ .
أجابني : يا أخي بصراحة الوضع الأمني كان صعب طيلة السنوات الماضية وأنت تعلم بان التحديات كبيرة جدا فقد أصبح العراق ساحة لكل من يرغب في الانتحار من خلال تنفيذه عملية  وخصوصا من دول الجوار ، وأيضا مسرحا لتصفية الحسابات بين المواطنين أنفسهم من جهة وبين الأحزاب التي بدا يهمش بعضها الأخر ويحاول إقصاءه من جهة أخرى ، وكل ذلك يلقي بضلاله على الوضع الأمني .
أما عن دور جهاز المخابرات فقد افشل العديد من المخططات التي تهدف إلى تقسيم العراق وزعزعة أمنه من خلال سوقه إلى حرب أهلية وكذلك من خلال إرسال الإرهابيين للقيام بعمليات داخل البلد وكثيرة هي المؤامرات الخارجية اذكر لك منها:
 قيام إحدى دول الجوار بإرسال قناني دم سعة اثنين لتر مصابة بفيروس الايدز لغرض القضاء على العراقيين وتم إفشال المحاولة وإتلاف القناني ، ومحاولة أخرى وهي قيام نفس الدولة بإدخال أغنام مصابة بمرض التّدرن لغرض تسريبها بين قطعان الأغنام وبالتالي تفشي المرض وتدمير اقتصاد البلد . 
ولا اخفي بان دور الجهاز ضعيف فنحن لا نمتلك الخبرة والمهارة الكافية كون الذين يعملون فيه من الكوادر الجديدة ولا يمكن الاستعانة بالكوادر السابقة التي كانت تدين بالولاء للنظام السابق وأكثرهم من البعثّين . واعتقد أن مسالة الولاء للوطن مهمة جدا خصوصا في الأجهزة الأمنية .
 
سألته : أنا مثلك أيضا اعتقد أن روح الوطنية بحاجة إلى إعادة أعمار في داخل الجسد العراقي الذي فقدها نتيجة الظروف المعيشية الصعبة وتوالي الحكومات التي غيبت المواطن عن المشهد المصيري لبلده والتركيز على تنفيذه الأوامر دون معرفة واجباته وحقوقه .
 ومن هذا المنطلق أما كان الأجدر بالأجهزة الأمنية والمخابراتية ومن مبدأ حرصها على بناء قاعدة سليمة لعملها المستقبلي أن تتقدم بطلب لمنظمات المجتمع المدني العاملة بهذا المجال من اجل دعمها بدورات توعية للعاملين في تلك الأجهزة ، أو تقديم تقارير أو استشارات لمؤسسات الدولة ذات العلاقة ومنها التربوية والإعلامية والثقافية من اجل النهوض بوطنية الإنسان العراقي من خلال المناهج التربوية والتعليمية لمختلف المراحل الدراسية ووسائل الأعلام المقروءة والمسموعة والمرئية لنضمن مستقبل فيه الولاء للوطن والشعب .
 
فقال لي : والله أتمنى أن أقبلك في جبينك فأنت شخصت الداء والدواء ولست بحاجة إلى إجابتي ولو حمل كل واحد منا هموم الوطن بهذا المستوى من الحرص والتفكير والمعرفة لعشنا بسلام ونعّمنا  بثرواتنا التي تهدر ..  بارك الله في سعيك . 
قلت له : بارك الله في جهود الجميع فالعراق وطن الجميع وهو بيتنا الذي يستحق أن يبقى عامرا بالخير والحب والعطاء .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس ساجت الغزي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/11/02



كتابة تعليق لموضوع : حديث في حب الوطن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net