ثورة صفر - زيارة الأربعين - ١٩٧٧ م .
ابن الحسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ابن الحسين

كانت أولى الثورات الجماهيرية لشعبنا البطل عام ١٩٧٧م حيث اعتاد المؤمنون ولسنين مديدة زيارة الحسين عليه السلام يوم الأربعين من شهادة سيد شباب أهل الجنة المصادف للعشرين من صفر ، فيذهبون من سائر محافظات العراق إلى كربلاء مشياً على الأقدام ويشارك في هذه المسيرة الدينية طبقات الشعب كافة بين كبيرهم وصغيرهم وشيخهم وشابهم والعالم الديني والكاسب والطالب الجامعي والرجل والمرأة فلا تختص المسيرة على فئة دون أخرى ، وقد سبق منا القول بمحاربة النظام العفلقي لمثل هذه الشعائر الدينية ، فلذا قام بمنع هذه المسيرة فأنزل الدبابات إلى الشارع الرئيسي المؤدي إلى كربلاء عن طريق النجف وقامت طائراته بتمشيط المنطقة والطيران بشكل منخفض جداً إرهاباً للأطفال والنساء .
لكن إصرار الجماهير -الذين غُرس حبّ الحسين عليه السلام في قلوبهم- على مواصلة الدرب وإتمام المسير إلى كربلاء أدى الى التصادم الدموي بين المواطنين العزل من السلاح وبين رجال الحكومة وأزلام النظام ، واعتقل رجال الأمن والمخابرات أعداداً كبيرة وجرح آخرين ، وقام النظام بإصدار أحكام الإعدام على مجموعة من المجاهدين الحسينين وتم إعدامهم جميعاً وهم :
« السيد وهاب الطالقاني ، جاسم الإيرواني ، صاحب أبو گلل ، يوسف الأسدي ، عباس عجينة ، كامل ناجي مالو ، ناجح محمد كريم ، محمد خوير ، السيد محمد الميالي » .
وإعتقل السيد محمد باقر الحكيم - شهيد المحراب - إثر هذه الأحداث الدامية ، وحكم عليه بالسجن المؤبد باعتباره أحد أهم العناصر المتواجدة بين الجمهور أثناء الحدث .
كما اعتقل أخي السيد احمد وأُفرج عنه بعد شهر من التعذيب القاسي والنفسي والبدني.[١]
أقول : اولاً : ذكر هذه الحادثة الراوي عباس الموسوي «كمال السيد» في روايته « آخر أساطير الحب »[٢] بأسلوبه السردي الجميل والممتع من المفيد الرجوع اليها ومطالعتها ولولا الإطالة لنقلتها .
ثانياً : التأمل في هذه الأحداث والاعتبار منها من إن طريق زيارة الإمام الحسين عليه السلام سفكت لأجله الدماء منذ إستشهاده الى يومنا هذا مما يدل على وفاء الشيعة على طول التاريخ .
ثالثاً : علينا أن نكون على عقيدة راسخة لا تهزها الرياح فقد ذكر صاحب المذكرات من اعتقال اخيه احمد بسبب الزيارة واخيه الآن من رموز الانحراف العقائدي بدعوى « الوجدان » وهو «احمد القبانجي» وقد تبرأ منه حتى اخوته .
وقد حدثنا رجل دين سياسي - في البرلمان العراقي - أنه كان مع احمد القبانجي في هذه الزيارة ويقول كنا نمشي سريعاً لنعود ونشارك مرة ثانية لأجل إكثار السواد ، نسأل الله تعالى حسن العاقبة .
__________________
[١] في غيابت الجب ، مذكرات باقر القبانجي ١٠٣-١٠٥ ، بتصرف بسيط .
[٢] آخر أساطير الحب ، من فصل دجلة ٦ صفحة ١٠٩-١٢٤ .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat