وأخيرا..فرنسا (عرابة الحل) في الأزمة بين بغداد وأربيل!!
حامد شهاب
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حامد شهاب

لم تعد الولايات المتحدة (حليفا) يمكن الوثوق ، لا من التحالف الوطني ، ولا حتى التحالف الكردستاني ، لأن العراقيين إكتشفوا (اللعبة)، وايقنوا بعد 14 عاما من التعامل معها، أن مسؤوليها ، يقولون في العلن مالا يقولونه في الخفاء.. حتى ان التحالفين الوطني والكردستاني لم يضع الأمريكيون في حساباتهم بعد الان، أن امريكا ستكون (حليفا ستراتيجيا ) لهم في يوم من الأيام!!
كان المتحدث بإسم الدكتور حيدر العبادي سعد الحديثي، وقبل سفر السيد العبادي الى باريس بساعات، (يحلف بأغلظ الإيمان) أن لاعلاقة لزيارة رئيس الوزراء الدكتور العبادي الى باريس بموضوع الاستفتاء الذي أجري بكردستان، ولا علاقة له بإقامة (حوار) بين بغداد وأربيل.. وكنت في وقتها قد قلت مع نفسي، ان الحديثي يبدو انه يريد ان ( يستغفل) العراقيين ، وهو لا يدري ربما على من يضحك ، في تصريحاته تلك؟؟!!
اليوم، فرنسا، أصبحت الدولة القادرة على لعب دور (الوساطة) بين بغداد وأربيل، وهي من تسعى لوضع (خارطة طريق) في محاولة لـ (فك الطلاسم) في الأزمة المستعصية بين بغداد وأربيل!!
فرنسا كانت قد لعبت ادوارا مهمة في ترتيب عقد الصفقات بين الاطراف اللبنانية لحل ازمة رئاسات الجمهورية والبرلمان في لبنان، عبر عقود من السنين، منذ ان كان سياسيوها على مستوى رفيع من المكانة ، وبخاصة في عهد شيراك وميتران ، وقد وفقت في مساعيها منذ عقود من الزمان، لما لها من تأثير كبير على هذا البلد ، إضافة الى ان فرنسا قد لعبت دورا في ترتيب عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينين ، ولها دور كبير في الأزمة السورية، لكن الرئيس الجديد ماكرون مايزال شابا في مقتبل العمر ويحاول إكمال مسيرة من سبقوه عن طريق أجهزة حكومية ومؤسسات لديها الخبرة في التعامل مع أزمات من هذا النوع!!
ما نريد ان نقوله، أن بإمكان فرنسا ( حلحلة) الأزمة بين بغداد وأربيل فعلا، والتهيئة لحوار جدي، بعد (ترتيبات) يجري الاعداد لها تحت الخفاء بمشاركة أطراف كردية، موجودة في باريس حاليا، ويمكن ان تكون هناك في الأفق القريب، ما يعيد صفو العلاقة بين بغداد وأربيل في القريب العاجل..لكن الحليب الفرنسي يبقى له الصدارة ، ويأتي لبن أربيل في المرحلة الثانية!!
المناوشات الكلامية ، عن الاستفتاء والقرارات التي رافقته، لابد وان تحل عبر الحوار، وإذا ما وفقت فرنسا هذه المرة فسيكون لها (حظوة كبيرة) لدى العراقيين ، وتكون فرنسا قد دخلت على (خط الأزمة) إذا ضمنت تليين مواقف الطرفين، وبالتالي إنهاء توترات تلك الازمة، لكي لايكون بمقدور دول الجوار أن تلعب بذيلها ، مرة أخرى وتكون ارض العراق وكردستان مسرحا لتدخلات من إيران وتركيا ، والتي قد لا يخرج العراق سالما منها هذه المرة!!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat