صفحة الكاتب : مرتضى المشهدي

« غدير دم »: الهجوم العثمانيّ على كربلاء 1258 هـ / 1843 م
مرتضى المشهدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

شنَّ الوالي العثمانيّ محمّد نجيب باشا هجوماً عسكريّاً على مدينة كربلاء المقدّسة؛ بحجّة القضاء على المتمرّدين (عصابات اليرماز)، فحاصروها أكثر من 20 يوماً، وبدأوا بإطلاق المدافع على البلدة وسورها، حتّى أحدثت ثغرة واسعة جهة باب النجف، ودخلوا المدينة بتاريخ (الجمعة 11 ذي الحجة)، واستباحوها، فبدأوا بالقتل والفتك بالمؤمنين، ولجأ الأهالي إلى الحرمين المقدَّسين، فأمر القائد بملاحقتهم وقتلهم، فاقتحموا البوّابات وفتكوا بكلّ مَن لاذ بالحرمين الشّريفين، وقد وُجدَ في سرداب الصحن العباسيّ ما يزيد على 300 قتيل، وانتهك الوالي حرمة المرقد العباسيّ فدخله وهو يمتطي فرسه. 

وهكذا أُبيحت المدينة بكاملها للجنود العثمانيّين، فقتلوا الكبار والصغار، الرّجال والنساء، وسرقوا ونهبوا الأرزاق والأثاث والمجوهرات والمخطوطات، ولم يخلِّفوا وراءهم سوى جثامين القتلى البالغ عددهم 24 ألف قتيل، وأصيب الحرمين المقدّسين بوابل نيراهم، وتطايرت أعلى منارة العبد ـ احدى المنارات الثلاث للحرم الحسيني ـ، بل تعرّضت المساجد إلى الخراب والتدمير، فظلّت آثار القنابل والشظايا واضحة للعيان في قبابها وجدران البلدة، ولم يسلم النخيل في البساتين من آثار القصف.

وقد أرَّخ بعضُهم هذه الفاجعة بكلمتي « غدير دم » ويقابل ذلك بحساب الجمل (1258هـ/1843م).

 

وقد قال ابن الآلوسيّ - وهو قاضي عسكر العثمانيين - بعد وقوع الحادثة:

احسين دنس طيب مرقدك الألى * رفضوا الهدى وعلى الضّلال تردّدوا

حتى جرى قلم القضاء بطهرها * يوماً فطهّرها النجيبُ محمّد

فردّ عليه الشيخ عزيز بن شريف النجفيّ: 

اخسأ عدوّ الله إنّ نجيبَكم * رفض الهدى وعلى العمى يتردّد

ولئن به وبك البسيطة دُنسَت * فابشر يطهّرها المليكُ محمّد

 

والحاج ملا محمّد التبريزيّ قائلاً:

اخسأ عدوّ الله إنَّ نجيبَكم * كيزيدكم شربَ الدّماء تعودوا

هذا ابن هند والمدينة والدم * المهراق فيها والنبيّ محمّد

وقال أيضاً: 

تباً لأشقى الأشقياء نجيبكم * نصب الحسين وفي لضى يتخلّد

لا تعجبوا ممّا أتى إذ قد أتى * بصحيفة ملعونة يتقلّد

وللشاعر عبد الغفّار الأخرس خذله الله قصيدة في ديوانه، يمجّد فيها الأفعال الشنيعة التي ارتكبها نجيب باشا، مليئة بأبشع ألوان التشفي، وفي آخرها مؤرّخاً: 

ولا زال في عيد جديد مؤرّخاً * « فقد جاء يوم العيد بالفتح والنصر » 1258هـ.

الصورتان:

1ـ صورة منارة العبد وقد أصيب أعلاها ويظهر عليها آثار التداعي.

2ـ صورة للوالي العثماني محمد نجيب باشا الذي ارتكب المجزرة المروّعة.

مرتضى المشهدي


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مرتضى المشهدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/09/04



كتابة تعليق لموضوع : « غدير دم »: الهجوم العثمانيّ على كربلاء 1258 هـ / 1843 م
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net