هل يحقق الصبي كوشنر حلم المخضرم كيسنجر ؟
د . جابر سعد الشامي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . جابر سعد الشامي

أمريكا دولة المتناقضات , كيان امبراطوري وخليط يحير العقول , ففي الوقت الذي تبكي أم امريكية من اجل حيوان باندا صغير ظل طريقه في زحمة حرائق كالفورنيا يقوم ابنها في عصابة ( بلاك ووتر ) بقتل 14 عراقي في ساحة النسور وبدم بارد .
وفي ذات الوقت الذي تحتفل عائلة امريكية بكاملها بعودة قطهم (الهر ) بعد فقدان سنتين في عين الوقت يقوم ابن تلك العائلة بسحق سيارة عائلة عراقية رماها الزمن الرديء في طريق هذا المتوحش ( الرامبوي ) ويسحقها بدبابته ويضيع دم الابرياء , كما ضاع ( ابتر بين البتران ) مثلما يقول المثل العراقي.
امريكا فيها كسنجر وزبينغو برجنسكي ومادلين اولبرايت وترسل ( كوشنر) وهو الذي لا يعرف حتى شكل خارطة البلاد . لحل او على اقل تقدير حلحلة قضية الشرق الاوسط الرئيسية (فلسطين ) العصية على الحل منذ وساطة الكونت السويدي (فولك برنادوت ) والذي أغتيل في 17 / سبتمبر عام 1948 الى ( سايروس فانس ) عام 1977 الى مؤتمر مدريد 1991 الى أتفاق أوسلو عام 1993 الى حربين بين العرب وأسرائيل كادت أحداهما ان تتحول الى حرب نووية . الى ....... الى ....
أمريكا ابرع لاعب عرفته أروقة السياسة في خلط الاوراق وتوريط اللاعبين , أمريكا كما وصفها ذات مرة رئيس عربي وقال عنها {صداقة امريكا ورطة .. ومعاداتها دمار }الا انها أستطاعت ان تورط بلده بحرب اكلت الاخضر واليابس وما زالت مشتعلة بأسم كذبتها الكبرى ( الحرية ) وبعقيد عسكري واحد أنشق عن الجيش السوري فجعلته (جيشاً حرا) , ذاك هوبشار الاسد الرئيس السوري .
أمريكا يا سادتي تنتخب ترامب لتنسف كل ما ألتزم به سلفه اوباما مما لا ينسجم مع اللعبة , من الاتفاق النووي مع ايران الى تهدئة الاوضاع مع كوريا الشمالية وصولاً الى سور الصين ومغازلة العملاق الاقتصادي الآسيوي .
امريكا ترسل كوشنر بعد وزيرها تلرسون ليلعب بالاوراق التي رتبها من جاء قبله للمنطقة , امريكا تجعل بنت الرئيس تتباحث مع رؤساء افريقيا وابوها يأكل المعجنات في كافتريا مكان الاقامة .
ترامب امريكا يقلب الطاولة على من لم يدفع في مؤيمر الرياص المشؤوم ويفجر (قضية قطر ), ثم يضغط على الدول المقاطعة لقطر للتخلي عن 7 سبعة مطالب لها ضد الحكومة القطرية ويوعز لحاكم الكويت أن يكون هو خط الرجعة في تلك (المقاطعة اللعبة )
وأخيراً فهو يعطي كل الصلاحيات لزوج ابنته ومستشاره ( كوشنر) لترتيب الاوضاع في بلدان الشرق الاوسط والتي أتعبت اشد المفكرين والسياسين في الغرب وفي المنطقة , فهل (يصلح كوشنر ما أفسد الدهر ) . ثم اذا تخاصم يوماً مع ( ايفانكا ) سيلعن ابو ابوه وقد يلفق له تهمة الاتجار بالمخدرات وتذكروا يا سادتي الكرام الرئيس البنمي الاسبق { دانييل نوريغا }.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat