وحي اﻻهواء وتكلف الروايات
فطرس الموسوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
فطرس الموسوي

بعد ان تقحم كمال الحيدري في فتوى جواز التعبد بجميع المذاهب اﻻسﻻمية ومختلف الديانات اخذ يبحث - بطريقة سوق الدليل نحو النتيجة المسبقة - عن بعض اﻻعمدة الخاوية لاسناد جداره الذي يريد ان ينقض ، واظن انه استغرق وقتاً ليس بالقصير ليجد رواية يسند بها فتواه المستنبطة من وحي اهوائه المضلة ، فقد نقل رواية معاني اﻻخبار للشيخ الصدوق ره في باب " معنى المستضعف " - باﻻسناد - عن ابي عبد الله عليه السﻻم في قوله عز وجل : " " إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا " فقال : لا يستطيعون حيلة إلى النصب فينصبون ولا يهتدون سبيل أهل الحق فيدخلون فيه، وهؤلاء يدخلون الجنة بأعمال حسنة وباجتناب المحارم التي نهى الله عز وجل عنها ولا ينالون منازل الأبرار "
وذكر ان الذين " ﻻ يهتدون سبيﻻ " مطلقة لمن دان بأي دين ، ولفت الى القول باﻻطﻻق للذين ﻻ يهتدون سبيﻻ ودلس الخصوص بالمستضعفين وهذا مما قد يخفى على غير الملتفت للمغالطة ، ولو سلمنا باﻻطﻻق فما القول في الخصوص وهو المستثنى بقوله تعالى : " اﻻ المستضعفين .." من عموم غير المستضعفين او من ادعى انه منهم " إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا "
ثم ان كثير من تفاسير العامة والخاصة اشارت الى ان المقصود بالمستضعفين هم من ﻻ يجدون حيلة وسبيﻻ للفرار او الهجرة من دار الكفر والشرك الى دار اﻻسﻻم ، كما ان كثيرا من الروايات بينت ان المعنى المراد من المستضعفين هم البلهاء او من كانوا على شاكلة عقول الصبيان من الرجال والنساء .
وكذلك فقد اغفل كمال الحيدري بعضا غير قليل من الروايات الوارد في الباب نفسه بل منها ماكان بعد روايته المنقولة مباشرة لكنه اغفلها لمخالفتها هواه وما اصر عليه في فتواه ، وﻻنها تنسف ماتبجح به من بيان ، روى الشيخ الصدوق - باسناده - عن سفيان بن السمت البجلي قال : " قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما تقول في المستضعفين ؟ فقال لي - شبيها بالفزع - : وتركتم أحدا يكون مستضعفا ؟! وأين المستضعفون ؟ فوالله لقد مشى بأمركم هذا العواتق إلى العواتق في خدورهن وتحدث به السقايات في طرق المدينة " .
فهذه الرواية تامة المعنى واضحة الدﻻلة داحضة لحجة المدعي ، وان ﻻ مستضعف مع العلم بالخﻻف وﻻ مستضعف مع قيام الحجة .
ان امر اهل البيت ع تحدثت به الجواري في الخدور وسقايات الماء في الطرق في ذلك العصر فهل تذعن بان امر اهل البيت ع قد خفي على اهل هذا العصر ثم تصر بﻻ استحياء على دخول علماء المخالفين - المسلمين وغيرهم - في زمرة المستضعفين ليكونوا غير مؤاخذين بل ومن الداخلين الى الجنة.
اظن ان هذا القول ﻻ يصدر اﻻ من المستضعف بمعناه الصحيح .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat