صفحة الكاتب : د . عباس عبد السَّادة شريف

افتتاح السفارة السعودية في العراق قنبلة موقوتة….
د . عباس عبد السَّادة شريف

منذ قرابة اثنتي عشرة سنة والعراق يقاسي هجير الإرهاب الذي تعددت أساليبه وأشكاله ومراحله، وكثرت ضحاياه، ولا يخفى على المتتبع المنصف الدور الفاعل لأمراء دولة آل سعود في دعم الإرهاب وتمكينه من البطش بالعزل الأبرياء، مما أثار حفيظة طوائف كبيرة من الشعب العراقي، فأصبحت السعودية عدوا لهم تنهال الشتائم عليها وعلى رؤوس الحكم فيها متى وأين ما ذكرت وذكروا.

وفي ظل الأحداث الراهنة وتسارع وتيرة التوتر، زيادة على التصعيد الطائفي الذي تمارسه جهات دخيلة من كل الأطراف باتت السعودية دولة منبوذة توجه إليها أصابع الاتهام في كل قضية تقع في المنطقة تستهدف جهة أو مذهبا تعاديه الأجندة المتحكمة بالقرار السعودي.

بعد كل هذا فوجئت اليوم بخبر افتتاح السفارة السعودية في بغداد، فتساءلت في نفسي ماذا وراء هذا?

هل فعلا لدى السعودية نية لفتح صفحة دبلمواسية جديدة معنا?

هل يرغب أمراء الرمال بالكف عن ألاعيبهم الدموية والعمل على ترسيخ التعايش السلمي في المنطقة?

لا أعتقد أن مكتويا بنار الإجرام السعودي يصدق ذلك، لكن يبدو أن صناع السياسة السعودية ومن يقف وراءهم أرادوا الظهور بمظهر الشاة الوديعة التي تخفي تحت جلدها المزيف ذئبا غادرا، ففتح السفارة في هذه الظروف التي تنشط فيها ماكنات التصعيد الطائفي ذات الدفع الرباعي، وتنامي الحنق الشعبي على الدولة السعودية التي تصنف بأنها  الراعي  الأول للإرهاب في المنطقة ومصدرا فاعلا لإثارة الأزمات، كل ذلك سيجعل السفارة الجديدة عرضة للاعتداء من قبل جماعات غاضبة من السياسات السعودية، أو متضررة من إرهابها، أو جهات تريد إثارة الفتنة، أو جهات ينفعها تصعيد التوتر السياسي بين العراق والسعودية إذا ما  تعرضت السفارة لتهديد أو اعتداء ما، أو تعرض بعض منتسبيها، ومما تجدر الإشارة إليه أن الجانب السعودي الماكر قد وضع الحكومة العراقية في الزاوية الحرجة إذ ليس في وسعها اتخاذ ما يعارض ذلك لما يثيره من ذرائع للسعوديين لاتهام العراق بعرقلة التقارب المدعى.

وأختم تساؤلاتي البريئة بأخرى قد تفارقها البراءة قائلا: 

ماذا سيقدم افتتاح السفارة للعراق?

ماذا سيحصل لو تعرضت السفارة لاعتداء ما?

هل سوف تستهدف السعودية سفارتها من أجل أن تحدث إجابة السؤال الثاني?

قد يقول قائل السفارة في المنطقة الخضراء المحصنة ويصعب استهدافها، فأقول له يبدو أن صورة المشهد لم تتضح عندك بعد.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . عباس عبد السَّادة شريف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/12/16



كتابة تعليق لموضوع : افتتاح السفارة السعودية في العراق قنبلة موقوتة….
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net