صفحة الكاتب : د . عباس عبد السَّادة شريف

كيف نواجه الحرب على الشعائر الحسينية؟
د . عباس عبد السَّادة شريف

ونحن نعيش أجواء استقبال شهر العزاء الحسيني والنهضة الحسينية، شهر البكاء والتعلم، شهر العَبرة والعِبرة، ونحن نستذكر إمامنا الحسين الشهيد عليه السلام الذي ذبح عطشانا بكربلاء، فنبكي لمصابه ونلطم الصدور والرؤوس، ونأخذ منه الدروس والعبر في نصرة الحق والثبات عليه، تطالعنا في جانب آخر أصوات نكرة تحاول زعزعة الثقة بالروح الحسينية العزائية من خلال طرح عدد من المغالطات والتشكيكات بالعزاء الحسيني المقدس، ومراسم إحياء الذكر العاشورائي، ويسعى بعض المؤمنين للرد على المقولات المشككة، وبيان مغالطتها وزيفها ، وفيما يتعلق بهذا الموضوع فإن الرد المباشر قد لا يكون مناسبا لأنه:
1. يسهم في انتشار هذه الأفكار أكثر ويعطيها مساحة.
2. يأخذ وقتا يفترض أن يستثمر في إقامة العزاء ونشر الشعائر وتكثيف وجودها ولاسيما في الأيام العشرة الأوائل من محرم الحرام التي ينبغي أن يكون العزاء فيها مكثفا ولعل من أهداف نشر التشكيكات هو إشغالنا بالرد عليهم عن نشر مظاهر الحزن والعزاء.
3. هنالك كثير من النكرات يريدون أن ينتشروا من خلال طرح التشكيكات والأفكار المبنية على مغالطات منطقية فلا داعي لإعطائهم الفرصة.
وفي الوقت نفسه قد لا يكون السكوت التام مناسبا، خشية انتشار هذه المغالطات والتشكيكات وتأثر ضعاف الوعي والغافلين بها، ولعل من المناسب أن نتخذ حلا وسطا مبنيا على طرح ونشر أفكار مضادة للتشكيكات من دون الرد المباشر عليها مثل:
1. إقامة العزاء على أبي عبد الله عليه السلام ليس لحاجة الحسين عليه السلام له وإنما لحاجتنا نحن للتقرب إليه بالعزاء.
2. الأئمة عليهم السلام يقولون :((أحيوا أمرنا)) وبعض العقول تتفلسف بعدم الحاجة للبكاء وغير ذلك فأيهما نتبع.
3. الحسين عليه السلام عَبرة وعِبرة ولكل منهما مجالها فمجال العَبرة إقامة العزاء ومجال العِبرة أخذ الدروس منه ونشر مبادئه فلا يصح أن نطالب العَبرة بنشر المبادئ الحسينية ونقول ماذا يقدم البكاء لأن هذا ليس مجالها، وإن كان العزاء لا يخلو من نشر للقضية الحسينية لأنه يعرف الناس به من خلال إلفات النظر لمراسم العزاء فيبحث المنصف في أسباب ذلك لبتعرف على النهضة الحسينية المباركة.
4. الشعائر الحسينية والمبادئ الحسينية ليسا نقيضين حتى نطالب بترك الأولى والعمل بالثانية إذ يمكن الجمع بينهما وهذا ما كان يفعله إمامنا الصادق ع ومن سبقه ومن تلاه من الأئمة عليهم السلام.
وفي الختام أذكر الجميع بقول السيدة زينب عليه السلام للإمام السجاد عليه السلام: ((مالي أراك تجود بنفسك يابقية جدي وأبي وإخوتي؟! فوالله إن هذا العهد من الله إلى جدك وأبيك، ولقد أخذ الله ميثاق أناس لاتعرفهم فراعنة هذه الأرض وهم معروفون في أهل السماوات، أنهم يجمعون هذه الأعضاء المقطعة والجسوم المضرجة فيوارونها وينصبون بهذا الطف علما لقبر أبيك سيد الشهداء لايُدرَس أثره، ولايمحى رسمه على كرور الليالي والأيام، وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه، فلا يزداد أثره إلاظهورا، وامره إلا علوا))، فليهنأ الشعائريون وليرعو المشككون والمغالطون.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . عباس عبد السَّادة شريف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/13



كتابة تعليق لموضوع : كيف نواجه الحرب على الشعائر الحسينية؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/10/14 .

ٱلأستاذ عباس عبد الساده .
السلام عليكم ..
ومن يعظم شعائر الله فٱنها من تقوى القلوب ..محاولات البائسين النيل من شعائرنا الحسينية .لاتجد عند شيعة ٱهل البيت .ع. صدى ٱو سبيل الى قلوبهم التي هامت حبا وعشقا .وٱمتلٱت في نفس الوقت حزنا سرمديا .لمصاب عترة النبي الطاهر .ص. في واقعة الطف ٱلآليمة ..فهاهي ذكراها تتجدد بقرب حلول شهر محرم الحرام شهر البطولة والتضحية والفداء والثبات على المبدء .شهر ٱنتصار الدم الطاهر على السيف الغادر ..والله لن تمحو ذكرنا .قالتها مولاتي السيدة زينب بنت علي بن ٱبي طالب بطلة كربلاء .ع. في مجلس الطاغية يزيد عليه لعائن الله واللاعنين الى يوم الدين ...لتكون بيعة في عنق كل موالي ومحب دينا يوفيه من دمه ولحم جسده في ذروة ٱلأنفعال العاطفي ليترجم ذلك الحب في سلوكه وحركته ٱلأنفعاليه الى طقس عبادي يعرج فيه بروحانية الى حيث كربلاء .يتذكر تلك السيوف والرماح الغادرة تنال من جسد ٱبا الاحرار .ع. فيتلقاها بنفسه الذائبة في عشقها لمحبوبها قتيل العبرة والدمعه الساكبة ..في مشهد ضجت بالبكاء منه ملائكة السماء ....فنعيق الغربان السوداء لن يثنينا .عن ٱحياء شعائرنا التي إصبحت هويتنا وروحنا التي بين الاجساد ..لبيك مولاي ياحسين ..ياحسين




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net