المرجعية الدينية وتزييف المعايير ....... (الحلقة الثانية)
د . عباس عبد السَّادة شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . عباس عبد السَّادة شريف

المعايير التي في ضوئها يتم تشخيص الاجتهاد والأعلمية
ذكر الفقهاء معايير محددة يشخص في ضوئها اجتهاد المتصدي وأعلميته، وهي تتوزع على شقين :
أولا/ شهادة الثقات من أهل الخبرة : وهم العلماء الفضلاء المطلعون على أطراف شبهة الأعلمية........ ويحاول البعض التقليل من شأن هذا المعيار من خلال التذرع بأن أهل الخبرة لا يطلعون على بحوث الجميع ويحكمون مع استبعاد بحوث البعض أو أنهم كيف يتسنى لهم قراءة كل كتب الجميع لكي يحكموا بأعلمية فلان على غيره مع كثرة المتصدين، ويمكن الإجابة على هذين التساؤلين من خلال :
1- إن اشتراط الوثاقة في صاحب الخبرة يعني أنه يؤدي تكليفه بالنحو المبريء للذمة وليس من الوثاقة أن يستبعد صاحب الخبرة بحوث شخص من أطراف الشبهة تتوفر فيه المقدمات المؤهلة للاجتهاد والأعلمية، والعدالة.
2- بالنسبة لموضوع الاطلاع على بحوث وكتب الجميع، فهذا لا يحتاجه صاحب الخبرة الخبير العارف بمدارك الأمور الدخيلة بعملية الاجتهاد لأنه يشخص قي ضوء معرفة الركائز والمباني الأساسية التي يستند إليها الفقيه في استنباط الأحكام، ومعرفة سعة اطلاع الفقيه بالمدارك الدخيلة في العملية الاجتهادية، وهذه يستطيع البعض التوصل إليها من خلال بعض الفتاوى لأنه يعرف أن هذا الفقيه عندما أفتى بهذا ما مستند هذا الرأي، وماذا غاب عنه في هذا المستند وحضر عند فقيه آخر ذهب إلى رأي مخالف........ (وفي الحلقة القادمة سيكون الحديث عن كيفية الاطلاع على مستوى الفقاهة لدى المتصدين عند أهل الخبرة) ....
ثانيا/ الاطمئنان الحاصل من مناشيء عقلائية : أي أن المكلف يطمئن من مصدر عقلائي يحكم العقلاء بصحته لا الاطمئنان العاطفي الذي مصدره النفس، وقد ذكر أكثر الفقهاء أن مصاديق هذا الاختبار إذا كان المكلف متمكنا منه وهو يتطلب خلفية علمية واسعة بالعلوم الدخيلة بموضوع القضية، وأضاف آخرون الشياع وهو أن يشيع بين أهل العلم والفضل أعلمية فلان مما يولد الاطمئنان لدى المكلف (والرجاء الالتفات جيدا لقيد أهل العلم والفضل) .....وقد اشكل البعض على دليل الشياع في أعلمية السيد اليسيستاني (دام ظله) بأن السيد لا يقول به مستدلا بقول السيد (دام ظله) : ((العلم الحاصل من مناشيء عقلائية كالاختبار ونحوه)) ....ولا أدري ماذا يفهم الأخ المشكل من عبارة (ونحوه ) وكيف حصر الموضوع بالاختبار مع وجود هذه العبارة أولا تدل هذه العبارة على وجود طريق آخر يولد الاطمئنان ...وقد ذكر السيد السيستاني (دام ظله) الاختبار من باب التمثيل لا التحديد والدليل أنه استعمل كاف التشبيه فقال (كالاختبار) .....
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat