لم يكن فجر اليوم العشرون من شهر نيسان سوى حدثٍ ممتعٍ خلص إلى نهاية مفادها إنني انتهيت من قراءة رواية (الأسود يليق بك) للروائية الكبيرة أحلام مستغانمي ، فعلى مدى اثنين وعشرين شروقاً للشمس وأنا أعيش في نشوة لم أعهدها من قبل .
ليست أحداث الرواية من فعلت ذلك ولا تفاصيلها أثارتني .. بل إن اللغة المتوهجة هي من رسمت ولونت وأضافت الشيء الكثير ، لكأن (أحلام) امتطتها فرساً جامحة تفننت في ترويضها وأصبحت طيعة توجهها حيث تشاء.
نظام السرد كان موضوعياً تقليدياً تميز بأن الكاتبة كانت مطلعة على كل شيء حتى الأفكار السرية للأبطال وكانت سارده مستقلة عن المواقف والوقائع المروية أي ان وصفها كان محايداً مستنبطاً من أذهان الإبطال وقد تم ذلك من خلال استخدام ضمير الغائب (هو).
الحوارات في الرواية كانت عامرة و شجية وممتعة تارة و مخادعة وقوية تارةً أخرى ولقد كانت ايضا ًمليئة بالمفردات والصور و الأفكار ومن الصعوبة أن تجد حاوراً مهما كان حجمه هشاً سرعان ما يتحطم في ذاكرة الذوق .
الصراع الذي دار وعلى مدى (331) صفحة من الرواية كان وسيلة للتعبير عن أفكار الشخصيات ورؤاها المختلفة تميزت بالنضوج والوعي الامر الذي مكنها في رفع الحجب عن العواطف الشخصية تجاه الأحداث التي تعصف بالأبطال عن طريق البوح والاعتراف .
مجموع الحركات التي ابتكرتها للرواية بدل( الفصول ) كانت أربعة حركات ، لكل حركة لغة جديدة ، وثقافة جديدة ، ومعلومات في مختلف الاختصاصات ، وأسلوب يختلف عن الذي قبله في التناول والتعاطي..
لقد أملت عليًََّ (أحلام) في الرواية حفظ نشيد بلدها الوطني
قسماً بالنازلات الماحقات
والجبال الشامخات الشاهقات
نحن ثرنا فحياة او ممات
وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا فأشهدوا.. فأشهدوا
وأشارت لي فيما بعد بسبابتها إلى أناس في هذا الكوكب يعملون كما لو كانوا عبيداً ، ويعودون من إعمالهم ليعشوا بقية نهارهم أمراء ، مباهجهم لا علاقة لها بما في جيوبهم هي توجد في أذهانهم بمن يملك دولار يحتفي به كما كان ملياراً ، ولم تكتف بذلك بدعتني لان ارى الرجال بنظر النساء كيف يأتون عندما تكف النساء عن انتظارهم ويعودون عندما يتأكدون إنهم ما عادوا معنيين بعودتهم ، وان الحب ذكاء المسافات ، ألا تقترب كثيرا فتلغي اللهفة ، ولا تبتعد طويلا فتنسى ، وان أجمل ما في الحب هي قبل الاعتراف به، وكلمة احبك لا تعد تعني شيئاً بعد الاعتراف الأول لذا فقد أوصتني ( أحلام ) بأن لا أضع حطبي دفعة واحدة في موقد من أحب، وان الكبرياء ( ان تقول الأشياء في نصف كلمة ..ان لا تكرر .. ان لا تصر ..ان لا يراك الآخر عارياً.. ان تحمي غموضك كما تحمي سرك ) .
لأول مرة أدرك ان المرأة من سلالة الزئبق وانها تحتاج لأن يسندها مالكها الشرعي بقبلة ،وان الموت زحمة.. لم يحظ فيها الراحلون عن الدنيا بدمع كثير .
وحدهم الموتى كان يمشون في جنازات بعضهم ....
لقد فضحت الرواية شخصيتي كقارئ وكإنسان وقد تبين لي بما لا يقبله سوء الظن إنني رجل قاسي في حوار من أحب ، كنت كمن يحاور شجرة بفأس، وان أحلامي في النهاية لم تكن سوى أحلام منتهية الصلاحية.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
لم يكن فجر اليوم العشرون من شهر نيسان سوى حدثٍ ممتعٍ خلص إلى نهاية مفادها إنني انتهيت من قراءة رواية (الأسود يليق بك) للروائية الكبيرة أحلام مستغانمي ، فعلى مدى اثنين وعشرين شروقاً للشمس وأنا أعيش في نشوة لم أعهدها من قبل .
ليست أحداث الرواية من فعلت ذلك ولا تفاصيلها أثارتني .. بل إن اللغة المتوهجة هي من رسمت ولونت وأضافت الشيء الكثير ، لكأن (أحلام) امتطتها فرساً جامحة تفننت في ترويضها وأصبحت طيعة توجهها حيث تشاء.
نظام السرد كان موضوعياً تقليدياً تميز بأن الكاتبة كانت مطلعة على كل شيء حتى الأفكار السرية للأبطال وكانت سارده مستقلة عن المواقف والوقائع المروية أي ان وصفها كان محايداً مستنبطاً من أذهان الإبطال وقد تم ذلك من خلال استخدام ضمير الغائب (هو).
الحوارات في الرواية كانت عامرة و شجية وممتعة تارة و مخادعة وقوية تارةً أخرى ولقد كانت ايضا ًمليئة بالمفردات والصور و الأفكار ومن الصعوبة أن تجد حاوراً مهما كان حجمه هشاً سرعان ما يتحطم في ذاكرة الذوق .
الصراع الذي دار وعلى مدى (331) صفحة من الرواية كان وسيلة للتعبير عن أفكار الشخصيات ورؤاها المختلفة تميزت بالنضوج والوعي الامر الذي مكنها في رفع الحجب عن العواطف الشخصية تجاه الأحداث التي تعصف بالأبطال عن طريق البوح والاعتراف .
مجموع الحركات التي ابتكرتها للرواية بدل( الفصول ) كانت أربعة حركات ، لكل حركة لغة جديدة ، وثقافة جديدة ، ومعلومات في مختلف الاختصاصات ، وأسلوب يختلف عن الذي قبله في التناول والتعاطي..
لقد أملت عليًََّ (أحلام) في الرواية حفظ نشيد بلدها الوطني
قسماً بالنازلات الماحقات
والجبال الشامخات الشاهقات
نحن ثرنا فحياة او ممات
وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا فأشهدوا.. فأشهدوا
وأشارت لي فيما بعد بسبابتها إلى أناس في هذا الكوكب يعملون كما لو كانوا عبيداً ، ويعودون من إعمالهم ليعشوا بقية نهارهم أمراء ، مباهجهم لا علاقة لها بما في جيوبهم هي توجد في أذهانهم بمن يملك دولار يحتفي به كما كان ملياراً ، ولم تكتف بذلك بدعتني لان ارى الرجال بنظر النساء كيف يأتون عندما تكف النساء عن انتظارهم ويعودون عندما يتأكدون إنهم ما عادوا معنيين بعودتهم ، وان الحب ذكاء المسافات ، ألا تقترب كثيرا فتلغي اللهفة ، ولا تبتعد طويلا فتنسى ، وان أجمل ما في الحب هي قبل الاعتراف به، وكلمة احبك لا تعد تعني شيئاً بعد الاعتراف الأول لذا فقد أوصتني ( أحلام ) بأن لا أضع حطبي دفعة واحدة في موقد من أحب، وان الكبرياء ( ان تقول الأشياء في نصف كلمة ..ان لا تكرر .. ان لا تصر ..ان لا يراك الآخر عارياً.. ان تحمي غموضك كما تحمي سرك ) .
لأول مرة أدرك ان المرأة من سلالة الزئبق وانها تحتاج لأن يسندها مالكها الشرعي بقبلة ،وان الموت زحمة.. لم يحظ فيها الراحلون عن الدنيا بدمع كثير .
وحدهم الموتى كان يمشون في جنازات بعضهم ....
لقد فضحت الرواية شخصيتي كقارئ وكإنسان وقد تبين لي بما لا يقبله سوء الظن إنني رجل قاسي في حوار من أحب ، كنت كمن يحاور شجرة بفأس، وان أحلامي في النهاية لم تكن سوى أحلام منتهية الصلاحية.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat