وقفة مع المطالبة بنظام رئاسي....
د . عباس عبد السَّادة شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تنتشر الآن موجة للمطالبة بتغيير النظام في العراق إلى نظام رئاسي، ومن ملاحظتي للمطالبات وجدت أن المطالبين فريقان، فريق من أيتام الولاية الثالثة المتأسفين على مهزوم العصر وهؤلاء بات شغلهم الشاغل العمل على تسقيط الحكومة الحالية وإعادة صنمهم الفاشل المزاح إلى السلطة بأي وسيلة كانت مستغلين سوء الأوضاع وتذمر الناس متناسين أن السبب الرئيس في ويلاتنا هو ذلك الفاشل الذي يعبدونه، وهؤلاء لا نفع من الكلام معهم....
أما الفريق الثاني فهو مجموعة من الأعزاء الذين يريدون تغيير الحال إلى حال أفضل، وقد شخصوا - بحسب رؤيتهم المحترمة - أن المشكلة في النظام البرلماني لذا ينبغي التغيير، وهذه المجموعة المحترمة يحلو الحديث معها وطرح الرأي المختلف، والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية......
وفي الحقيقة لا يوجد اعتراض على النظام الرئاسي من حيث أصل القضية، ولكن الاعتراض على صلاحية هذا النظام للعراق ولاسيما في الوقت الراهن، وذلك للملاحظات الآتية:
1. إن سوء الأوضاع التي نعيشها ليس سببها النظام البرلماني بمبادئه وقوانينه الدستورية، وإنما السبب في ذلك هو ضعف الوعي الانتخابي لدى الناخب العراقي وعدم وجود معايير صحيحة لانتخاب من يمثلنا وقاد هذا إلى وصول شرذمة من شذاذ الآفاق للتحكم بمقدراتنا، وهنا السؤال المهم، أفتغيير النظام إلى رئاسي سيغير الحال ويقضي على سوء الأوضاع التي نعيشها أم أن معاييرنا (الحزبية والفئوية والقبلية والأسرية و....و.... ال[ما أعرف شنهية]) ستقود للنتيجة نفسها يضاف إليها تفرد دستوري بالقرار للشذاذ أنفسهم.
2. في ضوء عدم نضج الوعي الانتخابي لدينا لنتخيل كم شخصٍ سيرشح نفسه لرئاسة الجمهورية؟، ألا يكون العدد بالآلاف؟ وبالتالي سنخوض الانتخابات على شكل مراحل (تصفيات ) لنصل إلى عدد معقول يخوض السباق الانتخابي، وهذا يقود إلى :
أ. حصول حالة من الملل والتذمر لدى الناس من تكرار الانتخابات في كل مرحلة لتقليل عدد المرشحين بالتزامن مع سوء الأوضاع مما يؤدي إلى عزوف كبير عن مواصلة الانتخاب، وهذا قد يودي بالعملية الديمقراطية برمتها.
ب. تتطلب هذه العملية تكاليف مالية عالية لا داعي لهدرها والبلد أحوج لها في مجالات أخرى لو استغلت بنزاهة ومهنية.
ج. يستغرق ذلك وقتا طويلا ومضار ذلك معروفة.
3. إن النظام الرئاسي يحتاج وعيا جماهيريا كافيا يعرف فيه الشعب مسؤوليته وصلاحيات الرئيس، وكيف يطالبه ويأخذ حقه منه، ولا أظن أن هذا الوعي موجود لدى شعب ينظر كثير من شرائحه لمن في الكرسي على أنه إله.
4. النظام الرئاسي يتطلب ثقافة التغيير التي تكفل عدم الاستمرار كثيرا في السلطة لأن هذا مقدمة للديكتاتورية، زيادة على عدم فسح المجال للآخرين في تقديم شيء لبلدهم، وشعبنا بحمد الله لا يؤمن بالتغيير بل إن القاعدة الشهيرة هي: (الموجود باك وشبع أحسن من اليجي ما باي).
5. بلد متعدد الطوائف حد التناحر كالعراق يلف حبل التقسيم على رقبته، لا أعتقد أن النظام الرئاسي ملائم لوضعه.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
د . عباس عبد السَّادة شريف

تنتشر الآن موجة للمطالبة بتغيير النظام في العراق إلى نظام رئاسي، ومن ملاحظتي للمطالبات وجدت أن المطالبين فريقان، فريق من أيتام الولاية الثالثة المتأسفين على مهزوم العصر وهؤلاء بات شغلهم الشاغل العمل على تسقيط الحكومة الحالية وإعادة صنمهم الفاشل المزاح إلى السلطة بأي وسيلة كانت مستغلين سوء الأوضاع وتذمر الناس متناسين أن السبب الرئيس في ويلاتنا هو ذلك الفاشل الذي يعبدونه، وهؤلاء لا نفع من الكلام معهم....
أما الفريق الثاني فهو مجموعة من الأعزاء الذين يريدون تغيير الحال إلى حال أفضل، وقد شخصوا - بحسب رؤيتهم المحترمة - أن المشكلة في النظام البرلماني لذا ينبغي التغيير، وهذه المجموعة المحترمة يحلو الحديث معها وطرح الرأي المختلف، والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية......
وفي الحقيقة لا يوجد اعتراض على النظام الرئاسي من حيث أصل القضية، ولكن الاعتراض على صلاحية هذا النظام للعراق ولاسيما في الوقت الراهن، وذلك للملاحظات الآتية:
1. إن سوء الأوضاع التي نعيشها ليس سببها النظام البرلماني بمبادئه وقوانينه الدستورية، وإنما السبب في ذلك هو ضعف الوعي الانتخابي لدى الناخب العراقي وعدم وجود معايير صحيحة لانتخاب من يمثلنا وقاد هذا إلى وصول شرذمة من شذاذ الآفاق للتحكم بمقدراتنا، وهنا السؤال المهم، أفتغيير النظام إلى رئاسي سيغير الحال ويقضي على سوء الأوضاع التي نعيشها أم أن معاييرنا (الحزبية والفئوية والقبلية والأسرية و....و.... ال[ما أعرف شنهية]) ستقود للنتيجة نفسها يضاف إليها تفرد دستوري بالقرار للشذاذ أنفسهم.
2. في ضوء عدم نضج الوعي الانتخابي لدينا لنتخيل كم شخصٍ سيرشح نفسه لرئاسة الجمهورية؟، ألا يكون العدد بالآلاف؟ وبالتالي سنخوض الانتخابات على شكل مراحل (تصفيات ) لنصل إلى عدد معقول يخوض السباق الانتخابي، وهذا يقود إلى :
أ. حصول حالة من الملل والتذمر لدى الناس من تكرار الانتخابات في كل مرحلة لتقليل عدد المرشحين بالتزامن مع سوء الأوضاع مما يؤدي إلى عزوف كبير عن مواصلة الانتخاب، وهذا قد يودي بالعملية الديمقراطية برمتها.
ب. تتطلب هذه العملية تكاليف مالية عالية لا داعي لهدرها والبلد أحوج لها في مجالات أخرى لو استغلت بنزاهة ومهنية.
ج. يستغرق ذلك وقتا طويلا ومضار ذلك معروفة.
3. إن النظام الرئاسي يحتاج وعيا جماهيريا كافيا يعرف فيه الشعب مسؤوليته وصلاحيات الرئيس، وكيف يطالبه ويأخذ حقه منه، ولا أظن أن هذا الوعي موجود لدى شعب ينظر كثير من شرائحه لمن في الكرسي على أنه إله.
4. النظام الرئاسي يتطلب ثقافة التغيير التي تكفل عدم الاستمرار كثيرا في السلطة لأن هذا مقدمة للديكتاتورية، زيادة على عدم فسح المجال للآخرين في تقديم شيء لبلدهم، وشعبنا بحمد الله لا يؤمن بالتغيير بل إن القاعدة الشهيرة هي: (الموجود باك وشبع أحسن من اليجي ما باي).
5. بلد متعدد الطوائف حد التناحر كالعراق يلف حبل التقسيم على رقبته، لا أعتقد أن النظام الرئاسي ملائم لوضعه.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat