تنويه وخاتمة عن كربلاء ماقبل الفتح
محمد السمناوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بعد مراجعة كتب التأريخ , واحداث ماجرى في تلك الفتوحات في عصر الخلفاء الثلاثة , وجدنا ان هناك في اصل الفتوح هي مادة جدل وأختلاف في وجهات النظر بين المسلمين , وبين الامم والاديان الاخرى , وكذلك بين المسلمين والمذاهب الاسلامية انفسهم يوجد جدل واختلاف في اصل الفتوحات .
بعض الكّتاب والباحثين صرحوا ان جميع الفتوحات الأسلامية مبني على الجهاد الأبتدائي , وهذا لا دليل عليه كما ذكروا , وقالوا هذه لغة الخشونة والقسوة , واصبح الدين الأسلامي في وقت الخلفاء الثلاثة دين الانغلاقات والسدودات لا دين الفتوحات , وهي مخالفة لمنهج القران الكريم و, وسيرة النبي الخاتم محمد صلى الله عليه واله .
وقد قال تعالى : (لَّقَدْ كانَ لَكُمْ فى رَسولِ اللَّهِ أُسوَةٌ حَسنَةٌ لِّمَن كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَ الْيَوْمَ الاَخِرَ وَ ذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً )(1 ).
ومنها الحروب والفتوحات , ولهذا ان الفتوحات تثار حولها تسألات عديدة فهناك من يمدحها ويقول : قد دخل الكثير من الناس في دين الله افواجا , ومنهم من يذمها فيقول : ويقول ان الفتوحات اصبحت سدا منيعا وحاجبا من دخول أوربا للأسلام , ومن الغريب ان أوربا كانت الى القرن الاول الهجري تعبد الاوثان , وقد اعتنقوا الديانة النصرانية في القرن الثاني الهجري وهذا هو القدر المتيقن , وقد سببت تلك الفتوحات الاسلامية في عهد الخلفاء صورة مشوهة للأسلام في قلوب الغربيين , نعم فقد استطاع الدين المسيحي ان يستغل الفرصة , وان يجذب الناس بشعاراته التي تهدف الى الالفة والرحمة وترك العنف , ونشر السلام , وكان الاسلام فتيا في تلك الحقبة من الزمن , فهناك جدل ونقاش من جميع الكتّاب من جميع الطوائف والاديان بدون استثناء فيما يخص الفتوحات , وكذلك النظرة الوسطية المفصلة موجودة في جميع المدارس الاسلامية وغيرها .
وقد أشار الشاعر السيد علي جليل الوردي الحسيني الى هذا المعنى :
شدوت في ملكهم هل أن ملكهم الا ضلال وتدليس وبهتان
من كل محتقر في زي محترم ومبصرين وهم تالله عميان
أهؤلاء يسودون الانام هدى وهؤلاء لدين الله اعوان
انى لهم بأصول الدين معرفة هل يعرف الدين خمار ودنان
الطاس والكأس والطنبور دينهم فجدهم ناقر والاب سكران
فلا الأذان اذان في ديارهم وقد تعالى كما الأذن اذان
وقيل : قد فتح الامصار جيشهم ومتد منهم على الأفاق سلطان
فقلت: واعجبا فتح ولا خلق ومجد سيف ولا عدل وايمان
ماقيمة الفتح إن ساد الفساد به وعم في ظله ظلم وطفيان
ما الفتح أن تخضع الأمصار عن جشع الفتح عدل وأخلاق وعمران (2)
بقي لدينا أمر أخير ومهم , وتسائل حول ماهو موقف الامام علي عليه السلام وولداه الحسن والحسين من تلك الفتوحات الأسلامية خصوصا فتح العراق تحديدا كربلاء ايام الخليفة الاول ؟
في الحقيقة هذا المطلب يحتاج البحث والتنقيب عنه في النصوص , والوثائق التأريخية , والكتب القديمة , ولا شك فانه يوجد الكثير من تلك الحقائق التأريخة والمواقف التدبيرية والتخطيطية للامام علي بن ابي طالب وولداه عليهم الاف التحية والثناء , وهي مبعثرة في بطون الكتب على شكل قصاصات , و الامام في تلك الحقبة لم يكن بعيدا عن الاحداث بأعتباره الامام المعصوم , وهو القائد الحقيقي في قيادة الامة الاسلامية , فله الدور الكبير من الناحية التدبيرية والتخطيطية , ولا علاقة له بتلك الاخطاء التي حدثت في اثناء الفتوح , وقد فقد الكثير من القادة والامراء اهم القواعد الاخلاقية في فتوحات البلدان .
كما انا ننبه الى التعتيم والاخفاء المتعمد لمواقف علي بن ابي طالب عليه السلام في تلك الفتوحات , وتلميع وجوه الخلفاء والقادة والأمراء , امام طمس واخفاء التدبير والتخطيط الناجح لعلي بن ابي طالب عليه السلام , ويمكن ان نعطي عينة ومثال على تدبير الامير عليه السلام , ويكون هذا النص نقطة انطلاقة الكتاب والباحثين والهمم الشيعية في جمع تلك الوثائق التي تتحدث عن موقف الامام علي وتدبيره في تلك الفتوح وهو الوجه المنير والمضيئ فيها .
انظر الى احداث نهاوند , وقد وقع الجيش في شدة كبيرة , , وكان قائد الجيش فيها سارية , وهنا تدخل الامام علي عليه السلام , وقام بأيصال صوت الخليفة عمر الى سارية وهو في نهاوند .
واليك نص الوثيقة من كتاب الفتوح :( وكان سارية بن زنيم الكناني يومئذ على جناح المسلمين فوقعت في أذنه صيحة وهو يقول : ياسارية ! الجبل الجبل ! مرتين , قال : فحمل سارية ومن معه من المسلمين على قوم من الفرس وراء الجبل وقد كانوا عزموا ان يخرجوا على المسلمين كمينا فكشفهم سارية عن مواضعهم وحمل المسلمون من الميمنة والميسرة والقلب , فاحتكموا الأعاجم جملة حتى قلعوهم عن أرض نهوند وبنائها واتبعوهم فرسخين أو اكثر ) ( 3) ,وانتصر المسلمون وهرب الفرس وتشردوا في البلاد , وهذه من التدبيرات الاعجازية الغيبية , وكرامة لامير المؤمنين عليه السلام .
كما انا ان شاء الله سوف نجد الكثير من المصادر التأريخة والوثائق القديمة فيما يتعلق في كربلاء ما قبل الفتح وتدبير الامام علي بن ابي طالب وولداه الحسن والحسين عليهما السلام خصوصا اذا وفقنا لزيارة الخزائن والمكتبات العملاقة في ايران كمكتبة المرعشي والخزانة الرضوية في مشهد , والمكتبة المركزية في تركيا استنبول .
ويمكن ان نقول بكل صراحة هذه الفصول التسعة في هذا البحث المختصر هي عبارة عن جزء من فهرست او خريطة مختصرة عن كربلاء ماقبل الفتح الاسلامي , وهي مشروع في المستقبل القريب عن موسوعة كبيرة , ومن الله التوفيق , وقد تم الفراغ من هذه الوريقات ظهر يوم الثلاثاء في 26 من ذي القعدة 1434هجري والحمد لله اولا واخرا .
المصادر والهوامش :
1- سورة الاحزاب الأية 21.
2- منتخبات من ذاكرتي تاليف الشيخ يوسف الحكيم طبع : منشورات المكتبة الحيدرية قم المقدسة ط1 سنه 1418 هجري .
3- كتاب الفتوح ج2 , ص 307 , لاحمد بن اعثم الكوفي المتوفى 314 , تحقيق علي شيري الطبعة الاولى , تاريخ النشر 1411 ه .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
محمد السمناوي

بعد مراجعة كتب التأريخ , واحداث ماجرى في تلك الفتوحات في عصر الخلفاء الثلاثة , وجدنا ان هناك في اصل الفتوح هي مادة جدل وأختلاف في وجهات النظر بين المسلمين , وبين الامم والاديان الاخرى , وكذلك بين المسلمين والمذاهب الاسلامية انفسهم يوجد جدل واختلاف في اصل الفتوحات .
بعض الكّتاب والباحثين صرحوا ان جميع الفتوحات الأسلامية مبني على الجهاد الأبتدائي , وهذا لا دليل عليه كما ذكروا , وقالوا هذه لغة الخشونة والقسوة , واصبح الدين الأسلامي في وقت الخلفاء الثلاثة دين الانغلاقات والسدودات لا دين الفتوحات , وهي مخالفة لمنهج القران الكريم و, وسيرة النبي الخاتم محمد صلى الله عليه واله .
وقد قال تعالى : (لَّقَدْ كانَ لَكُمْ فى رَسولِ اللَّهِ أُسوَةٌ حَسنَةٌ لِّمَن كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَ الْيَوْمَ الاَخِرَ وَ ذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً )(1 ).
ومنها الحروب والفتوحات , ولهذا ان الفتوحات تثار حولها تسألات عديدة فهناك من يمدحها ويقول : قد دخل الكثير من الناس في دين الله افواجا , ومنهم من يذمها فيقول : ويقول ان الفتوحات اصبحت سدا منيعا وحاجبا من دخول أوربا للأسلام , ومن الغريب ان أوربا كانت الى القرن الاول الهجري تعبد الاوثان , وقد اعتنقوا الديانة النصرانية في القرن الثاني الهجري وهذا هو القدر المتيقن , وقد سببت تلك الفتوحات الاسلامية في عهد الخلفاء صورة مشوهة للأسلام في قلوب الغربيين , نعم فقد استطاع الدين المسيحي ان يستغل الفرصة , وان يجذب الناس بشعاراته التي تهدف الى الالفة والرحمة وترك العنف , ونشر السلام , وكان الاسلام فتيا في تلك الحقبة من الزمن , فهناك جدل ونقاش من جميع الكتّاب من جميع الطوائف والاديان بدون استثناء فيما يخص الفتوحات , وكذلك النظرة الوسطية المفصلة موجودة في جميع المدارس الاسلامية وغيرها .
وقد أشار الشاعر السيد علي جليل الوردي الحسيني الى هذا المعنى :
شدوت في ملكهم هل أن ملكهم الا ضلال وتدليس وبهتان
من كل محتقر في زي محترم ومبصرين وهم تالله عميان
أهؤلاء يسودون الانام هدى وهؤلاء لدين الله اعوان
انى لهم بأصول الدين معرفة هل يعرف الدين خمار ودنان
الطاس والكأس والطنبور دينهم فجدهم ناقر والاب سكران
فلا الأذان اذان في ديارهم وقد تعالى كما الأذن اذان
وقيل : قد فتح الامصار جيشهم ومتد منهم على الأفاق سلطان
فقلت: واعجبا فتح ولا خلق ومجد سيف ولا عدل وايمان
ماقيمة الفتح إن ساد الفساد به وعم في ظله ظلم وطفيان
ما الفتح أن تخضع الأمصار عن جشع الفتح عدل وأخلاق وعمران (2)
بقي لدينا أمر أخير ومهم , وتسائل حول ماهو موقف الامام علي عليه السلام وولداه الحسن والحسين من تلك الفتوحات الأسلامية خصوصا فتح العراق تحديدا كربلاء ايام الخليفة الاول ؟
في الحقيقة هذا المطلب يحتاج البحث والتنقيب عنه في النصوص , والوثائق التأريخية , والكتب القديمة , ولا شك فانه يوجد الكثير من تلك الحقائق التأريخة والمواقف التدبيرية والتخطيطية للامام علي بن ابي طالب وولداه عليهم الاف التحية والثناء , وهي مبعثرة في بطون الكتب على شكل قصاصات , و الامام في تلك الحقبة لم يكن بعيدا عن الاحداث بأعتباره الامام المعصوم , وهو القائد الحقيقي في قيادة الامة الاسلامية , فله الدور الكبير من الناحية التدبيرية والتخطيطية , ولا علاقة له بتلك الاخطاء التي حدثت في اثناء الفتوح , وقد فقد الكثير من القادة والامراء اهم القواعد الاخلاقية في فتوحات البلدان .
كما انا ننبه الى التعتيم والاخفاء المتعمد لمواقف علي بن ابي طالب عليه السلام في تلك الفتوحات , وتلميع وجوه الخلفاء والقادة والأمراء , امام طمس واخفاء التدبير والتخطيط الناجح لعلي بن ابي طالب عليه السلام , ويمكن ان نعطي عينة ومثال على تدبير الامير عليه السلام , ويكون هذا النص نقطة انطلاقة الكتاب والباحثين والهمم الشيعية في جمع تلك الوثائق التي تتحدث عن موقف الامام علي وتدبيره في تلك الفتوح وهو الوجه المنير والمضيئ فيها .
انظر الى احداث نهاوند , وقد وقع الجيش في شدة كبيرة , , وكان قائد الجيش فيها سارية , وهنا تدخل الامام علي عليه السلام , وقام بأيصال صوت الخليفة عمر الى سارية وهو في نهاوند .
واليك نص الوثيقة من كتاب الفتوح :( وكان سارية بن زنيم الكناني يومئذ على جناح المسلمين فوقعت في أذنه صيحة وهو يقول : ياسارية ! الجبل الجبل ! مرتين , قال : فحمل سارية ومن معه من المسلمين على قوم من الفرس وراء الجبل وقد كانوا عزموا ان يخرجوا على المسلمين كمينا فكشفهم سارية عن مواضعهم وحمل المسلمون من الميمنة والميسرة والقلب , فاحتكموا الأعاجم جملة حتى قلعوهم عن أرض نهوند وبنائها واتبعوهم فرسخين أو اكثر ) ( 3) ,وانتصر المسلمون وهرب الفرس وتشردوا في البلاد , وهذه من التدبيرات الاعجازية الغيبية , وكرامة لامير المؤمنين عليه السلام .
كما انا ان شاء الله سوف نجد الكثير من المصادر التأريخة والوثائق القديمة فيما يتعلق في كربلاء ما قبل الفتح وتدبير الامام علي بن ابي طالب وولداه الحسن والحسين عليهما السلام خصوصا اذا وفقنا لزيارة الخزائن والمكتبات العملاقة في ايران كمكتبة المرعشي والخزانة الرضوية في مشهد , والمكتبة المركزية في تركيا استنبول .
ويمكن ان نقول بكل صراحة هذه الفصول التسعة في هذا البحث المختصر هي عبارة عن جزء من فهرست او خريطة مختصرة عن كربلاء ماقبل الفتح الاسلامي , وهي مشروع في المستقبل القريب عن موسوعة كبيرة , ومن الله التوفيق , وقد تم الفراغ من هذه الوريقات ظهر يوم الثلاثاء في 26 من ذي القعدة 1434هجري والحمد لله اولا واخرا .
المصادر والهوامش :
1- سورة الاحزاب الأية 21.
2- منتخبات من ذاكرتي تاليف الشيخ يوسف الحكيم طبع : منشورات المكتبة الحيدرية قم المقدسة ط1 سنه 1418 هجري .
3- كتاب الفتوح ج2 , ص 307 , لاحمد بن اعثم الكوفي المتوفى 314 , تحقيق علي شيري الطبعة الاولى , تاريخ النشر 1411 ه .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat