صفحة الكاتب : محمد السمناوي

البَنَّاء وَالغَوَّاص
محمد السمناوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
( وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاصٍ ) هذه الآية من سورة ص 37 استوقفتني كثيرا ، وأخذت أتأمل بكيفية ان الشياطين كانوا يبنون له ما شاء من الأبنية، ويغوصون له فيستخرجون اللؤلؤ، وهو أول من استخرج الدر من البحر. وكان يقرن مردة الشياطين بعضهم مع بعض في القيود والسلاسل للتأديب والكف عن الفساد.
وسخرنا له الشياطين من الجن كل بناء منهم يبني له في البر وكل غواص يعمل له في البحر فيستخرج اللئالي وغيرها.
نعم قد سخر الله كل ذلك لنبيه سليمان بن داوود هذه المجموعة من الشياطين لإنجاز الأعمال العمرانية الهامة التي تنفعه في إدارة العباد والبلاد . 
وهذه من النعم الالهية التي أنعمها البارئ عز وجل على عبده سليمان (عليه السلام)،كيف لا تكون نعمة تسخير الموجودات المتمردة ووضعها تحت تصرف الانسان الكامل سليمان لتنجز له بعض الأعمال التي يحتاجها ، فلا عجب من أمر الله عزوجل .
اذن مجموعتان تعمل تحت تصرف هذا النبي والعبد الصالح ( عليه السلام ) المجموعة الاولى منشغلة في البر ببناء ما يحتاج إليه سليمان من أبنية، بأشكالها الهندسية ، واخرى منشغلة بالغوص في البحر.
وبهذا الشكل فإن الله وضع تحت تصرف هذاالنبي المرسل قوة مستعدة لتنفيذ ما يحتاج إليه، فالشياطين - التي من طبيعتها التمرد والعصيان - سُخّرت لسليمان لتبني له، ولتستخرج المواد الثمينة من لؤلؤ ومرجان وغيرها من البحر.
ومسألة تسخير الشياطين لسليمان وتنفيذها لما يحتاج إليه، لم ترد في هذه الآية فقط، وإنما وردت في عدة آيات من آيات القرآن المجيد، ولكن في بعض الآيات - كالآية التي استوقفتني والآية (82) من سورة الأنبياء استخدمت كلمة (الشياطين) فيها، فيما استخدمت كلمة (الجن) في الآية (12) من سورة سبأ.
والذي أريد بيانه في هذا الشأن من ان (الجن) موجودات مخفية عن أنظارنا، ولها عقول وشعور وقدرة، وبعضها مؤمن وبعضها الآخر كافر، ولا يوجد هناك أي مانع من أن توضع - بأمر من الله - تحت تصرف بعض الأنبياء، لتنجز له بعض الأعمال.
وهناك احتمال وارد أيضا، وهو أن كلمة الشياطين لها معنى واسع قد يشمل حتى العصاة من البشر، وقد استخدم هذا المعنى في الآية (112) من سورة الأنعام، وبهذا الترتيب فإن الله سبحانه وتعالى منح سليمان قوة جعلت حتى المتمردين العصاة ينصاعون لأوامره.
هذا ماعطي نبي الله سليمان في أورشليم ، اما سليمان عالم الوجود ، ناموس الدهر الحجة ابن الحسن المهدي عجل الله له الفرج والمخرج اعطي ما هو أكثر من ذلك فقد جمع صفات ومقامات الانبياء جميعا من حضرة النبي ادم عليه السلام الى الخاتم صلى الله عليه واله وسلم ، بل كل ما كان يملكه اي نبي من الانبياء فان الوارث الوحيد له هو بقية الله المهدي من ال محمد صلى الله عليه واله وسلم 
والحمد لله اولا وآخرا وظاهرا وباطنا .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد السمناوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/08



كتابة تعليق لموضوع : البَنَّاء وَالغَوَّاص
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net