صفحة الكاتب : رغد حميد خضران 

النهضة الحسينية تطهير للذات الانسانية
رغد حميد خضران 

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 قال الله (جل وعلا): ((وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا)). (سورة الإسراء: آية ٧٠).

الكرامة من شأن الإسلام، فقد سعى الإسلام لكل ما يصون النفس الإنسانية بما يوفر العيش الرغيد والطمأنية والرضا للإنسان، ودور الإنسان الحفاظ على كرامته ومعرفة النفس ما لها وما عليها، فالملذات والرغبات يستطيع الإنسان تحقيقها بشكل سليم دون الزلل.
 ومن هذا المنطلق، الإنسان لديه حقوق وحريات بما هو ليس محرماً، وفي أغلب الأحيان يتوارد لأذهان الكثيرين حين تُذكر الحرية معاني صور كثيرة: حرية الملبس، المأكل، المسكن، السفر والتنقل، حرية الشراء والبيع، حرية التحدث، أنت حر فيأخذك الغرور لـيحطمك..!
لكن، هل فكر أحدهم بحرية الفكر، حرية تغذية العقل، الحرية التي تحفظ كرامة الإنسان وتعزز مكانته، الحرية التي تسمح لك باتخاذ قرار حاسم قد ينهي حياتك، ولكن الثمن لا يُضاهى..؟
وهذا ما لا يفهمه أصحاب العقول المحدودة (الفكر الدنيوي) حيث كل ما في الحياة الدنيا زائل، والحياة زائلة، طالما توجد نهاية فهي محدودة. 
قال الإمام الحسين(عليه السلام): "إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً إنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي أريد أن امر بالمعروف، وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب(عليه السلام) فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد عليّ هذا، أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين".
فالحرية ليس فيما أقول، وما لا أقول، ليس في حبي لك أو كرهي لك، فيما أسمع وما لا أريد سماعه، تلك مستويات محدودة جداً جداً من الحرية، وهي ليست الشذوذ عن القواعد تحت مبرر الحرية.
 من هنا، نجد أن ثورة الامام الحسين(عليه السلام) رسالة لتوضيح بعض المخالطات، وإعادة صياغة بعض المفاهيم، ولتسليط الضوء على أن الحرية لا تتجزأ عن الكثير من الأخلاقيات.
فالمعنى الحقيقي والرسالة الراسخة التي يرسمها الإمام هي كلمة حق في وجه الباطل، هي تضحية من أجل الحق، موقف راسخ، قرار نابع من ضمير، فالحرية نقية خالصة لا غبار عليها، الحرية التي أرادها لنا تحمي الإنسانية لا تُدمرها، تجمع البشرية تحت مُسمى الإنسانية لا تُشتتها، تبني نفساً عزيزة لا ذليلة، الحسين أرادنا أقوياء لا ضعفاء، موقف منه أثبت لنا ومنحنا آلاف الدروس والعبر، فبقوته سار بطريق لا يخشى لومة لائم، فكل الأسباب كافية لرضا سبحانه وتعالى، فخياره‍ لم يكن الجنة بل الخالق وهذا هو المعنى الحقيقي للسمو، فموقفه كان صريحاً جداً وواضحاً لإنقاذ الإنسانية، حيث الإسلام يُقوّم المجتمع.
"إن ملحمة كربلاء هي ملحمتي الذاتية كفرد إنساني" بولس سلامة.
فالإمام سعى إلى ثقافة فكرية ناصعة تحفظنا من كل شائبة.
"إن كان الإمام الحسين قد حارب من أجل أهداف دنيوية، فإنني لا أدرك لماذا اصطحب معه النساء والصبية والأطفال؟ إذن، فالعقل يحكم أنه ضحى فقط لأجل الإسلام". 
وقال: "الإمام الحسين وعصبته القليلة المؤمنة عزموا على الكفاح حتى الموت، وقاتلوا ببطولة وبسالة ظلت تتحدى اعجابنا وأكبارنا عبر القرون حتى يومنا هذا" الكاتب الإنجليزي كارلس السير برسي سايكوس ديكنز.
فالحسين شمس معطاءة ونهر يرتوي منه كل عَطِش إلى العدالة والإنصاف، الحسين جبل، ويبقى جبلا لا يهتز بأي مؤثر، جبل يخترق السماء لا يفهم فلسفته إلاّ الراسخون في العلم المفكرون، والأحياء العقول والذي يفهم الذات الإنسانية وصراعاتها، فلسفة الحسين إلى كل لا منتمٍ يريد الخلاص من عذابات النفس وصراعها، فلسفة الحسين سامية بهدفها الانساني.
مما تقدم نجد أن الثقافة المنشودة وملخص الثورة الحسينية ليس التخلي عن المبادئ وليس في التخلي عن الدين، فعليك التحرر بحرص شديد ما يضمن بأن يترتب عليه نمو الايجابيات في النفس، وهذا ما على الإنسان أن يدركه ويفهم معالمه، وأود أن أختم بعبارتي التي أكررها دائماً: "الحسين أعظم مما قِيل عنه وما سَيُقال".


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رغد حميد خضران 
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/04/25



كتابة تعليق لموضوع : النهضة الحسينية تطهير للذات الانسانية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net