الى من قطعوا اليد .. أعيدوا وصل ماضيكم فأنتم ضائعون
ايليا امامي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ايليا امامي

قبل يومين كنت أقرأ بعض البحوث حول رواية الإمام الباقر عليه السلام ( يقوم القائم بأمر جديد وكتاب جديد )
بمعنى أن الدين والقرآن سيبدو في عصر الإمام وكأنه جديد على الناس .
تتجه جميع الآراء الى تفسير واحد وهو أن شدة الانقلاب في المفاهيم وحدة التشوه في الأفكار ستجعل الدين وكأنه جديد !!
حيث أنهم يعتادون على الأوهام والتحريفات حتى تستقر في نفوسهم كقناعات ثابتة .
وما يثبت ذلك أن الفترة التي تسبق ظهور الإمام عليه السلام تصفها رواية الإمام علي عليه السلام بقوله ( بين يدي القائم سنين خداعة يكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب ) وهذا لوحده كاف لتشويه عقيدة الناس وأفكارها .
وحيث أننا نعيش ذكرى #مئوية_ثورة_العشرين فهذا الأمر جعلني أفكر في بعض الشباب المساكين ممن اعتبروا الاعتداء على تمثال السيد محمد سعيد الحبوبي مسألة طبيعية .. وأن الذي ( يريد وطن ) يجب أن لايقدس الرموز !!
تشوه فظيع في الثقافة الوطنية _ فضلاً عن الدينية _ فالحبوبي الذي حمل السلاح لمقارعة الاحتلال الانكليزي في معركة الشعيبة .. وشاهد انكسار القوات العثمانية المتخاذلة واضطر أن يغادر أرض المعركة منكسراً .
الحبوبي مات حسرة وكمداً في الناصرية قبل أن يصل الى النجف .. مات ولم يتحمل العودة الى النجف وقد ترك خلفه قوات غازية تزحف على أرض الوطن .
لا أحد يحب العراق بحجم الحبوبي .. ولا أحد يدرك حقيقة الوطن مثله .. وهل الوطن وقيمة الوطن إلا بالافتخار بهؤلاء العظماء وجعلهم ( أيقونة ) للأجيال ؟
ماذا لديكم من بديل لتفتخروا به ؟ وماهو ماضيكم وحضارتكم إلا بهؤلاء ؟ إن كان للحضارة وزن عندكم !
هذه صورة بسيطة من انقلاب المفاهيم عبر 106 سنوات .. فكيف بغياب 1180 سنة يابقية الله ؟
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat