التوكل على الله تعالى ـ الجزء الثاني
محمد جعفر الكيشوان الموسوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمد جعفر الكيشوان الموسوي

نجا المتوكلون على الله سبحانه مما قد أصاب سواهم من الجزع واليأس والإحباط عند الشدائد وتعسر الأمور. وفاز بالمراتب العالية من كان الله حسبهم ونعم الوكيل، وخسر هنالك الذين "نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُم". ماإنفك البعض يرمي المتوكلين على ربهم بشرر شكوكه التي لامحل لها في المنطق السليم والعقل السوي، يظن أن التوكل لايعني السعي والإجتهاد ولايعني "فاسعوا في مناكبها وكلوا من رزقه" حتى الذي ليست العربية لغته الأم فليراجع الترجمة للقرآن المجيد ليرى أن الحق سبحانه قدّم السعي في طول الأرض وعرضها قبل أكل الرزق الحلال. كما خفي عن المشككين أن التوكل هو للقلوب وليس للجوارح، الأعضاء والجوارح عليها أن تنفذ الأوامر الصادرة إليها من القلب دون أدنى تمرد. اذا اردنا ان نأكل لنسد جوعنا فهل بإمكان اليد أن تتمرد وتأبى أن تضع الطعام في الفم، أو هل يكفي أن نتوكل دون أن نتناول الطعام وندخله في الفم ومن ثم نمضغه، فنبلعه حتى أذا وصل بحول الله وقوته الى المعدة لتستكمل عملية الهضم التي بدأت من المضغ بالأسنان بمساعدة اللعاب، هل يكفي أن نقول: توكلنا على الله فنشعر بالشبع دون أن نأكل!!! هذا ضرب من الجنون والخبل. التوكل هو ان نتناول الطعام ونطلب من الله ان ييسر لنا ذلك. لأن التوكل هو السعي والحركة، وحتى السعي والحركة هو بمشيئة الله وإرادته وتدبيره. ومعنى ذلك أن الأسباب نفسها قد تعجز، فاليد التي تتنناول الطعام قد تتشنج أو تشل وان الطعام قد يفسد أو يتعفن فلم يعد صالحا للأكل.
نخرج للعمل او لطلب العلم صباح كل يوم وعند الشروع بالخروج من الدار يقدّم المتوكل على الله رجله اليمنى ويقول: بسم الله آمنت بالله لاقوة إلاّ بالله توكلتُ على الله، اللهم ارزقني وارزق عيالي من فضلك ياكريم ولاتردني خائبا ياأرحم الراحمين، اللهم زدني علما ونورا وفهما وارزقني لبا راجحا وادبا بارعا وادفع عني بحولك وقوتك كا ماأخاف واحذر ومايهمني ومااهتم به من امر الدنيا والآخرة ياكريم، ونتوكل ونخرج. قد نستعمل كل أسبابنا ثم نعجز فنرجع الى الله تعالى نستمد منه العون والمدد والمساعدة لخيرٍ عجزنا ان نصيبه أو لمكروهٍ تعذر علينا أن ندفعه، أن تستعمل أسبابك وتعجز ليس كمن يجلس متكئا لايعمل وينتظر الفرج بالتمني. من اساء فهم معنى التوكل فهو يتحمل التبعات والنتائج المترتبة على هذه المقدمات الخاطئة. وليس أيضا من التوكل في شيء ان تأخذ بالأسباب ولاتتوكل على الله. ونكرر للتوكيد مرة تلو أخرى، ذلك ان المتوكل على الله الحيّ القيّوم يستعمل أسبابه وحينما تعجز يرجع الى الله القادر المقتدر الذي توكل عليه حينما قدّم رجله اليمنى وخرج، يرجع الى المحامي الذي أمره بين الكاف والنون، كن فيكون، ولايخيب من توكل عليه، وفوّض أمره إليه وإستعان به على أمر الدنيا والآخرة، فكيف يسلمه اذن وهو يحب المتوكلين، هل يستوي مثلا هو ومن لايتوكل على الله وقد استعمل أسبابه فعجزت، إلى من يرجع هذا المخلوق ياترى ليجبركسره ويسد نقصه ويفرج همه ويكشف كربه؟! كثيرا مانسمع أن فلانا قد إنتحر لأنه خسر في البورصة وآخر مرض لأنه خسر وظيفته وثالث ورابع إلى إنقطاع النَفَس. قبل عدة أيام سمعت أن أحد التجّار شرب السم وانتحر لانه خسر مئات آلاف من الدولارات. مهما كانت الخسارة كبيرة ولكن التوكل على الله تعالى سوف يمتص الصدمة ـ إن وجدت ـ وهذا المبلغ الكبير كان سيراه ذلك التاجر قروشا ودراهم معدودات لو توكل على الله بصدق وثقة، ثم ان الدنيا هي دنيا واسمها يدل عليها فبلاشك ستكون العليا افضل من الدنيا، ومهما كان الأمر " إنّما تقضي هذه الحياةَ الدنيا". المتوكل على الله إن مرّ بهكذا خسارة لاينتحر ولايمرض وإنما يرجع إلى من وكلّه وفوّض أمره إليه ليجبر كسره، يصلي ركعتين، يرفع يديه للدعاء: لاكربَ وأنت رب. الله الله على حلاوة التوكل وعذوبة الإيمان تقشعّر الجلود وتدمع العيون ويأتي الفرج من السماء، يواصل التاجر المتوكل على الله التذلل بين يديّ الخالق السبحان: أنت لها ولكّ عظيمة فنجني، يامخلِّص يونسَ بن متى من بطن الحوت خَلِصْني. وأمنّ يجيب المضطر.
أمّن يجيبُ المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ..
توكلّ إعرابي على الله سبحانه وركب ظهر بعير محملا ببضاعة يبغي بيعها ليحصل على الرزق الحلال لزوجته وأولاده. في منتصف الطريق توقف للراحة وقضاء الحاجة وكان الوقت ليلا موحشا، فداهمته عصابة من السرّاق وقطّاع الطرق. سلّوا سيوفهم ووجهوها إلى نحره: إن تحركت قطعنا أكثركَ شَعْرا ـ رأسك ـ ورميناك جثة هامدة تنهشها وحوش هذه الفلاة. وقف الإعرابي المؤمن بالله تعالى وهو خائف من أن يقتلوه بعدما سلبوه كلّ شيء. قال الإعرابي لهم: إن كان ولابد أن تقتلوني فأمهلوني دقائق أصلّ بها ركعتين لربي وإفعلوا بي بعدها ماشئتم. وافق اللصوص وأمهلوه قليلا. شرع الأعرابي في الصلاة، ومن شدة خوفه من هؤلاء المجرمين نسي سورة الفاتحة، بل نسي كل سور القرآن ولم يتذكر إلاَ الآية الشريفة أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء. قرأها بدل الفاتحة وبدل السورة الأخرى بعد الفاتحة، وكررها في ركوعه وسجوده، في السجدة الأخيرة قالها وهو منقطع إلى الله تعالى أيما إنقطاع: أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويشكف السوء، رفع رأسه من السجود وانهى صلاته ليجد أمامه فارسا قويا شاهرا سيفه لحمايته وبجانبه بضاعته قد رُدَتْ إليه دونما نقص او ضرر. سأل الإعرابي الفارسَ بعد أن إطمأن له: من تكون أيها الفارس الشجاع وما قصتك؟ قال الفارس: بعثني الذي يجيب المضظر اذا دعاه ويكشف السوء لأكشف السوء عنك وسوف ارافقك في رحلتك حتى عودتك سالما لأهلك وعيالك. هذا الأعرابي لو لم يتوكل على الله فإلى من يرجع وهو لوحده في الصحراء وسط الظلمات، ظلمة الليل وظلمة إنكار الله وعدم التوكل عليه وظلمة الخوف من اللصوص وتهديدهم إيّاه بالقتل. ربما قتله اللصوص بعدما سلبوه بضاعته وان بقي حيّا فسوف يكون محطما نفسيا ومنهارا لشدة وهول المصيبة التي حلت به على حين غرة، وعلى أقل تقدير كان سيلطم وجهه ويندب حظه.
هذه ثمرة من ثمرات التوكل على الله تعالى وقس على ذلك كل حركة من حركات الحياة. ولمن يسأل عن ثمار التوكل ومتى يقطفها فنجاة الأعرابي من السرقة ومن الهلاك هي أحدى ثمار التوكل في الحياة الدنيا وأجر الآخرة خيرٌ عند ربك ثواباً. إذن القلوب هي التي تتوكل وهي التي تصدر الأوامر أما الجوارح والأعضاء فهي سلطة تنفيذية لاغير. وحتى هذه فهي بمشيئة الخالق الباريء المسَبِبُ لكل سبب. خلق الله الإنسان من عدم وخلق له الأسباب ليستفاد منها وسخرها لخدمته، والآية الشريفة: "وما رميتَ إذ رميتَ ولكنَّ اللهَ رمى". تفصّل الأمرَ تفصيلا، فالرامي يحضر القوس ويضع السهم فيه ويسدد الرمية فيصيب بسهمه ويقتل إن أراد الله وشاء، ودون مشيئة الله تعالى ينحرف السهم أو يتقيه المُسْتَهدَف. فكم من سهم أخطأ الهدف وكم من صاروخ دقيق وذكي تفجر في جوّ السماء فلم يصب الهدف ولم تصبه المضادات مهما كانت فعّالة ومتطورة. وكم من حجر صغير رماه طفل حافٍ لاخبرة له في فن الرماية على دبابة فأحترقت بمن فيها وبما فيها. الله رمى!!!
أبعدَ كل الذي قدمناه يُتَّهَمُ التوكل أنه يدعو للتراخي وعدم السعي!!! وقد جاء في الخبر: " أبى اللهُ أن تجري الأمور بأسبابها". أيتهم التوكل وقد جاء على لسان نبيّ الرحمة وإمامها: " إعقرها وتوكل" والقصة معروفة سيدي الكريم . المتوكل على الله هو الذي وكّل الله تعالى جميع أموره حتى تلك التي يكون فيها مخيرا. لكن التوكل على الله بلقلقة لسان فقط لاينفع ولايدفع. القلب يجب ان يكون عامرا بالإيمان واللسان يترجم ويعبّرعما فيه.
صادق العترة الطاهرة عليه السلام في الميقات..
عن انس بن مالك: حججتُ مع الصادق عليه السلام سنة، فلما أستوت به راحلته عند الإحرام كان كلما همّ بالتلبية إنقطع الصوت في حلقه وكاد يخر من راحلته، فقلت: قل يا بن رسول الله! ولابد من أن تقول، فقال ع: يا بن أبي عامر! كيف أجسر أن أقول لبيك الله لبيك، وأخشى أن يقول عزوجل (لي): لالبيك ولاسعديك.
وآخر أدهشني في الميقات..
لبيك اللهم لبيك على لسان الإمام الصادق صلوات الله عليه هي ليست ذات التلبية عندنا وأنا أولهم. شاهدت العجائب والغرائب في الميقات. نلبس ثوبي الإحرام ونأخذ الصور التذكارية ونحاول ان نبتسم، نتذكر كل شيء يضحكنا ولانتذكر الأمر المهم والذي أحرمنا من أجله وهوأننا بين يدي الله تعالى وقد تجردنا من كل متعلقات هذه الدنيا فحتى الخاتم ان لبسناه للتزين فلا بد ان نخلعه بل حتى الساعة اليدوية كذلك ان كانت للتزين، نتذكر اللطائف والمزح وننسى البكاء او التباكي من هول المطلع، أمّا أنا وما أدراك ماأنا!!! صاحب الدواهي العظمى الذي يرى غيره ويغفل عن نفسه، فلاأنفكُ عن البحث عن ـ كاسة شاي ـ تعينني على تغلب النعاس، وبعدها انضم للمجموعة التي تستعد للتلبية بعدما جاءت بكل ماهو بعيد عن الحج وقصد البيت الحرام!!! بشكل مفاجيء نعقد الإحرام ونلبي: لبيك اللهم لبيك، نقولها بثقة عالية جدا ونحن نأكل الأيس كريم وانا بيدي كاسة الشاي!!! وإن كان بيننا من يختنق بعبرته ويذكر الموقف غدا بين يدي الله وقد تجرد من كل متعلقاته، تراه يتوارى وينزوي عن المجموعة ويذهب الى حيث لايراه الناس ويكفكف دموعه... لاأريد التوسع في قصص الحج والعمرة والميقات والإحرام والطواف والسعي فهنا ليس محله ومقامه وربما كتبت عنه مفصلا ان شاء الله. جدير بالإشارة أن أحد الأصدقاء أشار علي ان لاابوح بموضوع سأكتب عنه لأن هناك من يأخذ الفكرة ويبادر لكسب السبق. إبتسمتُ وقلت: أيها المحترم هذا رائع ان أكون سببا في الكتابة وان كان الكاتب غيري. الدال على الخير كفاعله، هذه أولا واما ثانيا فالسبق محفوظ في كتاب لايضل ربي ولاينسى، ونية المرء خير من عمله، فليس كل من سبقني للكتابة في امر بُحتُ به ونَوهث اليه يعني أنه يريد بذلك السبق، مافكرت بذلك يوما قط ولا خطر ببالي مثل هذا. وان أراد السبق فقد سبقني الى الخير ولمثل هذا فليتنافس المتنافسون. ومن أراد السبق فلم أمنعه بل أعينه على ان يسبقني وكم من مرة أمسكت قلمي وحجرته في جيبي كي افسح لغيري من المحترمين ان يفيدنا بغزير علومه وجميل أسلوبه ورفيع خلقه، وهؤلاء الـ (غيري) هم واقعا ساداتي واساتذتي واتقى مني واعلم وافهم وافصح وابلغ. واصدق دليل هو اننا نكتب في موضوع التوكل على الله وليس في موضوع التنافس على السلطة او اني التقيت الوزير الفلاني والرئيس الفلاني.... نحن ـ انا وأمثالي ـ من العوام او كما يسمينا البعض دراويش لم ننم على سرير مهما كان بسيطا ولازلنا نفترش الأرض كما ان والدي رحمه الله ورحم والديكم لم يجلس على كرسي حتى في بيته لأنه كان يرفض ان يكون مائزا حتى عن أولاده رغم انه كان يعاني من وجع في رجليه ونصحه الطبيب ان يجلس على كرسي لكنه كان يأبى ذلك، اشرنا عليه ان يجلب لنا جميعا الكراسي كي لايكون مميزا عنا فقال: وهذه اعظم من تلك، انا الذي بلغت من الكبر عتيا وأقف الآن على عتبة الدنيا أخشى على نفسي من التكبر والغرور فكيف لااخشى عليكم وانتم لازلتم أحداثا، ثم قال: اذا كان ولابد فسوف اضع مخدتين واجلس عليهما وكفى. وانا الإبن لازلت اكتب والحاسوب في حضني وقد سبب لي بعض الأوجاع في الكتف فنصحتني الزوجة العزيزة الكريمة ان اضع المخدة تحته ليكون بمستوى النظر ففعلتُ ونفعني ذلك وكفى. أقول هل مثلي الدرويش يطمح للسبق وان يكون اسمه في الأوائل، وان كنت يوما كذلك، ثم ماذا!!! شهرة مثلا؟؟؟ ان تكون معروفا عند الملائكة خير من ان تكون مشتهرا بكتابة مقال او تأليف كتاب. الخلاصة اني إن شعرت بأن من يريد ان يكون له السبق والله سوف اتخلف حتى يسبقني بل ارشده الى كيف يسبقني فكلما سبقني الى الخير كلما عمني خيره وكلما عظم شأنه كلما اشفق علي.
السيد سعيد العذاري في المسير الى كربلاء..
أيام زمان كتب سيدي ومولاي واستاذنا الكبيرالمفكر المتألق السيد سعيد العذاري رعاه الله ـ انقل هنا بتصرف ـ : كنت مع صاحبي في المسير من النجف الأشرف الى كربلاء المقدسة قاصدين زيارة المولى أبي عبد الله الحسين عليه السلام في زيارة الأربعين. في الطريق سألني صاحبي ورفيق الطريق: سيدنا هاي الناس كلها أخذلوها صوّر بس أني وياك محد صورنا ولا كاميرا توجهت صوبنا؟! يقول السيد: قلت لصاحبي: بالعكس نحن في مقدمة من أخذت لهم الصور ولكنها بعدسات كاميرات الملائكة!!!! كلام أقل مايقال عنه أنه اكثر من راقٍ وعظيم جدا وله مدلولات لاتسع المجلدات لشرحه وبيان أهميته العقدية والأخلاقية وحتى النفسانية والإجتماعية. من كان توكله على الله لايهتم اين يوضع وكيف يوضع وفي أي صف يجلس وماذا يفعل به، وووو.... سأقول قولا مهما: أصلا الذي يتوكل على الله ينسى كل شيء وينقطع لله وحده، فلايرى إلاّ الله الواحد الأحد الفرد الصمد واليه المصير. وتلك قمة التوكل، أما التوكل بلسان دون إنعقاد ذلك في القلب فضرره اكثر من نفعه إن كان فيه نفع.
لسان الشيخ وقلب الصبي..
كان أحد الصبية يعشق تعلم تلاوة القرآن وحفظه وكان من عادته أن يحضر إلى الدرس متأخرا في كلّ الأحيان مما أثار إنتباه الشيخ الذي يتعلم الصبي بين يديه، سأل الشيخ ُ الصبيَ عن سبب تأخره عن الدرس صباح كل يوم فقال الصبي: ياحضرة المعلم الكريم أن بيتنا يكون على الجهة الأخرى للنهر ـ عبرالشط ـ وكلما خرجت للمجيء اظطر ان انتظر بعض الوقت لغاية ان يأتي صاحب القارب لاركب معه، فالأمر ليس بيدي ياشيخ. قال الشيخ: في المرة القادمة لاتحتاج الى قارب يوصلك الينا، فقط توكل على الله وقل بسم الله وامشي على الماء فتصل في الوقت ولاتتأخر وكأنك تمشي على اليابسة بمشيئة الله. قال الصبي المؤمن: سأفعل أن شاء الله تعالى. في اليوم القادم خرج الصبي من منزله وقدّم رجله اليمنى وقال: بسم الله آمنت بالله توكلت على الله، مشى على الماء ونسي الماء والنهر وكان مشغولا بذكر خالق الماء وخالق النهر وخالق كل شيء. وصل الصبي مبكرا الى الدرس فاثار انتباه الشيخ مرة أخرى فقال له: ماسِرُّ وصولك باكرا اليوم ياولدي؟! فقال الصبي: عملت بما علمتني فتوكلت على الله ومشيت على الماء بحول الله وقوته. تعجب الشيخ وسأل: مشيت على الماء دون ان تغرق؟! ولم تخف وانت تمشي على الماء يابني؟! قال الصبي: لاأبدا، لاهذا ولاذاك. عندها قال الشيخ سأجرب وأمشي مثلك، وما أن وضع رجله على الماء حتى خطفه الموج وألقى به في عرض النهر فغرق! أين لسان الشيخ من قلب الصبي؟! سئل نبي الرحمة ص: "أكان عيسى عليه السلام يمشي على الماء؟ قال: نعم ولو ازداد يقيناً لمشى على الهواء". قال رسول الله ص: "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا".
آمنا بالله لاقوة إلاّ بالله توكلنا على الله وهو حسبنا ونعم الوكيل.
نسأل الله العافية
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat