صفحة الكاتب : د . ناهدة التميمي

عقدة الدونية لدى القيادات العراقية
د . ناهدة التميمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يفترض بهم ان يكونوا افضل من الاخرين سلوكا وتعاملا وتكافؤا واعتدادا بالنفس والذات .. فهم احفاد تلك الحضارة الاولى التي ارست اسسها في بلاد الرافدين لتُعلِم البشرية اول حرف يزيل ظلام الجهل ويمحو الامية عن وجه الكون .. واول عجلة في التاريخ اسست لكل الصناعات بعدها, واول مكتبة بابلية مازال الالمان الى يومنا هذا يواصلون اكتشاف كتبها الطينية وقد نقشت على جوانبها كل اسرار الحكمة والمعرفة .. فكان اول كل شيء في هذه الارض التي انبت هؤلاء( القادة) الذين لايمتون الى عظمتها بشيء.. 

 فعندما يلتقي احدهم بملك السعودية او الاردن او حسني مبارك سابقا او اي من مشايخ محميات الخليج الامريكية  يبدأ بلعق الايادي ومسح الاكتاف وتبويس اللحى ثم ينحني امامه حتى يكاد ينبطح على الارض فتحسبه قزما والاخرين عمالقة على جهلهم وتخلفهم او قلة مواردهم واعتياشهم على خيرات العراق .... تنط الفرحة من عيونهم لمجرد لقائهم بهؤلاء وكانما ملكوا الارض وماعليها وينسون انهم الى عهد قريب هم الشعب الوحيد في المنطقة والذي فيه اكبر نسبة في العالم من حملة الشهادات العليا حسب احصاءات الامم المتحدة ( طبعا الان تغير الوضع واصبحت اكبر نسبة من الامية والجهل والتخلف ) والفضل للديمقراطيين الجدد وبرلمانهم ( قهوة ابو شكر ) الذي لم ينجز عملا ولم يشرع قانونا في صالح المواطن اويهتم للشعب اصلا.
ومن فضل الله على العراقيين فان كل فئة او شريحة تاتمر بامر دولة او دول من الجوار الاقليمي والعربي او الاجنبي .. ولكن هيهات لاحد منهم ان تكون له الشخصية الاعتبارية والاعتداد بالنفس والذات مثلا ليناقش ملك السعودية او الاردن او حاكم مصر او ليبيا او الجزائر او اية دولة اخرى او حاكم مشيخة  عن الارهاب والارهابيين الذين يتوالون على قتل شعبنا من بلدانهم وعن الفتاوى التي تبيح دمائنا وتقوض الامن والسلم في بلدنا .. او ان يتجرأ احدهم فيسألهم : لماذا تسيئون معاملة العراقي على الحدود وفي مطاراتكم او داخل بلدانكم وتطاردونهم وتهينوهم حتى في مياهنا الاقليمية كما هو الحال مع الصيادين العراقيين الذين تساء معاملتهم بل وحتى يقتلون!!! والخارجية والرئاسات العراقية في واد والناس في واد اخر من العذاب المقيم .. فالخارجية تتصرف وكانها تتكلم باسم كردستان وليس باسم العراق ..والشعب في هرج ومرج مما ال اليه الحال من سوء كل شيء في هذا الوطن .. هذا اذا ماتكلمنا عن القيادات العراقية السنية..
اما الاكراد الذين يستبسلون في الدفاع عن الاراضي ( المتنازع عليها ) ولايسمحون لجندي عراقي بالتقرب من حدودهم ويزبدون ويرعدون في كركوك وغيرها فتراهم انعم من الدخن ولايسمع لهم صوت بينما تدوي على رؤوسهم اصوات المدفعية التركية والايرانية كل يوم .. بل ترى مسعود وجلال يقدمان كل فروض الطاعة والولاء والبشاشة واللطافة عندما يلتقيان باردوغان او اي مسؤول ايراني .. اما اذا كان اللقاء مع الامريكان فحدث ولاحرج عن الانصياع والخضوع والولاء والاستجابة لكل مايؤمرون به 
 
فيما يخص قادة الشيعة .. فماذا احدث عنهم او اقول .. فهم اصحاب الطائفة المذبوحة والمتملقين لذباحيهم والمجاملين على حساب دماء ابنائهم .. وهم اصحاب الثروة والنفط وتعيش طائفتهم في الصرائف والخرائب والجحور والمزابل وبيوت الطين والصفيح .. وهم الموجودين على سدة الحكم ويعيش السواد الاعظم من مواليهم البطالة الخانقة والتهميش .. 
وهم من بينهم الطبيب والمهندس والعالم والوزير او رئيس الوزراء السابق ولكن تراهم في مؤتمر ايران الاخير يقبلون ان يجلسوا في الصف الثالث وليس الاول حيث جلس نجاد ونائبه ولاريجاني وليس الصف الثاني الذي ظل خاليا الا من بعض الشخصيات الايرانية بل جلسوا او اجلسوا في الصف الثالث لتاكيد فروض الطاعة والولاء والاحترام والتصغير من الشأن والحجم والهيبة والقيمة .. حتى رئيس حزب الله السيد حسن نصر الله وقد رايته في مناسبات عدة سابقا لايجلس الا حيث يجلس نجاد او الخامنئي .. وهو رئيس حزب وليس رجل دولة او وزير كما فعل القادة العراقيين في مؤتمرهم الاخير . 
 ليس بينهم من وقف وقال للايرانيين .. انتم عمقنا ويفترض بكم ان تكونوا سندا لنا في العراق ولكنم بدلا من ذلك تقطعون  مياه الانهر علينا وتلقون بمياة البزل على مدننا وتجففون الانهار والاهوار وتمنعون الصيادين من الدخول حتي مياهنا الاقليمية .. ابدا لم يحدث ذلك بل ربما ذهبوا ليقبلوا الايادي فقط ويكتبوا مايملى عليهم كتلاميذ الابتدائية في حضرة المفتش او المدير,, من اكبرهم الى اصغرهم ..خَلِصْتُ الى ان معظمهم ومن كل الفئات والملل والنحل يتبارون في العمل بالضد من مصالح شعبهم ووطنهم .. ليس ادلها تصريحات بعض المسؤولين من ان ميناء مبارك ليس خطرا على اقتصاد العراق ولايضر بموانئه...!!!
 فهل هنالك افضل من هذه الشخصيات القيادية العراقية التي تعاني من عقدة الدونية في حضرة ملوك ورؤساء ومشايخ وقادة ليسوا افضل منهم تعليما او مركزا او منصبا او تاريخا ..!!؟؟

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . ناهدة التميمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/10/01



كتابة تعليق لموضوع : عقدة الدونية لدى القيادات العراقية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net