صفحة الكاتب : د . وليد كاصد الزيدي

المخاض العسير لتعديل قانون انتخابات مجالس المحافظات ، ولا بارقة أمل في الأفق
د . وليد كاصد الزيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يتجه مجلس النواب الى التصويت على قانون تعديل قانون انتخابات مجالس المحافظات رقم 36 لسنة 2008 المعدل يوم الاول من آب المقبل بعد أن لم يتوصل الى اتفاق بالتصويت عليه خلال جلستين سابقين في الاسبوع الماضي وذلك بسبب الاختلاف حول المواد القانونية المتعلقة بانتخابات محافظة كركوك وصيغة سانت ليغو لتوزيع المقاعد. وحيث أن العديد من المشروعات لهذا القانون قد قُدمت خلال السنتين الماضيتين ، إلا أن المشروع الأخير الذي سيصوت عليه مجلس النواب هو بحاجة الى أكثر من وقفة.
أهم ما يتضمنه مشروع القانون هو الابقاء على النظام الانتخابي (التمثيل النسبي) ، وصيغة توزيع المقاعد ( سانت ليغو) ، على الرغم من أن هذه الصيغة قد أثبتت عدم عدالتها لدى تطبيقها في انتخابات مجالس المحافظات عام 2013 ، التي تقسم عدد الاصوات للقوائم الانتخابية على الارقام     ( 1، 3، 5، 7...) ، وحتى بعد تجاوزها بالانتقال الى (صيغة سانت ليغو المعدلة)  في انتخابات مجلس النواب 2014 ، وذلك بتقسيم الاصوات الصحيحة للقوائم المتنافسة على الاعداد التسلسلية      ( 1.6، 3، 5، 7، ... ) ، التي تعطي أفضليه للقوائم الكبيرة على حساب القوائم الصغيرة ، ولكن كلا الصيغتين لا تصبان في مصلحة الناخب لأنهما تحرفان إرادته ، فالمرشح ضمن قائمة صغيرة أو يمثل قائمة منفردة لا تمّكنه ( صيغة سانت ليغو) من الحصول على مقعد وإن حصل على سبيل المثال على (20000) عشرون ألف صوت ، في حين تسمح بحصول مرشح ضمن كتلة كبيرة على مقعد رغم عدم تجاوز عدد أصواته على (2000) ألفي صوت فقط أو أقل ، وذلك بمساعدة أصوات قائمته الأكثر من أصوات بقية القوائم ، وليس بسبب اتجاه ارادة الناخب الى اختياره.
وللمحكمة الاتحادية عدة قرارات ألغت بموجبها مواد قانونية في حالات مماثلة لأنها – بحسب المحكمة- تعمل على " تغيير ارادة الناخب" ومن بين أهمها قرار المحكمة المرقم (12 اتحادية) 2010 في 14/6/2010 الذي قضى بعدم دستورية الفقرة (5) من المادة (13 ( من قانون مجالس المحافظات والأقضية والنواحي لسنة 2008 المعدل ، التي كانت تنص على " تمنح المقاعد الشاغرة عند وجودها للقوائم المفتوحة الفائزة التي حصلت على أعلى عدد من الأصوات بحسب نسبة ما حصلت عليه من المقاعد لاستكمال جميع المقاعد المخصصة للدائرة الانتخابية".  ونص قرار المحكمة على عدم اعتمادها في أية انتخابات قادمة مستندا الى "ترحيلها صوت الناخب من المرشح الذي انتخبه إلى مرشح آخر لم ينتخبه أصلا وخلاف إرادته ، وهو ما يخالف منطوق المادة 20 من الدستور بحسب ما أشار إليه قرار المحكمة ".
حينها وصف مجلس القضاء الاعلى القرار بأنه " جاء حفاظاً على أصوات الناخبين وحفاظاً على المبادئ العامة الواردة في الدستور".
ووفقا لهذا القرار ألغي العمل بصيغة (الباقي الاكبر) والانتقال الى صيغة (سانت ليغو) . غلا أنّ هذه الصيغة (سواء الاولية أو المعدلة) ، وكما ذكرت أعلاه ، هي أيضا لم تحقق العدالة للناخب بعد تطبيقها في انتخابات مجالس المحافظات 2013 ومجلس النواب 2014.
 لذا فإنّ وقف العمل بهذه الصيغة يُعد ضروريا في الانتخابات المقبلة التي يمكن اعتبارها أكثرها أهمية لحاضر ومستقبل العراق ، وقد كتبت بهذا الخصوص عدة مقالات منذ منتصف عام 2015.
بالتأكيد سيتبادر الى الذهن سؤال : ما البديل عن هذه الصيغة ؟ 
للإجابة : يوجد خيارين بشأن تغيير النظام الانتخابي أو تعديله كان ينبغي على مجلس النواب أن يناقشهما لدى العمل على تعديل قانون انتخابات مجالس المحافظات رقم (36) لسنة 2008 المعدل ، من أجل تحقيق انتخابات أكثر عدالة في العراق ، أولهما : الابقاء على إعتماد نظام التمثيل النسبي ولكن مع تعديل عددٍ من الاجراءات المعمول بها في الانتخابات الماضية ، مثل إلزام الناخب بالتصويت الى مرشح في القائمة التي يجب أن يختارها وجوبا لدى التصويت للمرشح ، ولا يعطي له حق التصويت للقائمة فقط كما هو الحال في " القائمة المغلقة" التي أُستخدمت في انتخابات الجمعية الوطنية 2005 ، أو " للقائمة والمرشح معا" أو "للقائمة فقط" كما هو الحال في " القائمة المفتوحة المحدودة " التي جرى العمل بها منذ انتخابات مجالس المحافظات 2009. ولعل مقترح التعديل أعلاه يتطلب القيام بالإجراءات الآتية لدى التصويت: 
آ - ترتيب أسماء المرشحين داخل القائمة بحسب عدد الأصوات التي حصل عليها كل مرشح من الأعلى إلى الأسفل.
ب- تُوَّزع المقاعد على المرشحين الفائزين– بعد استقطاع المقاعد المحجوزة للمكونات الاجتماعية- وذلك بتخصيصها من الأعلى إلى الأسفل حسب الأصوات التي حصلوا عليها من بين جميع القوائم المتنافسة، إلى أن يتم إستنفاد كافة مقاعد الدائرة الانتخابية.
ج- يجري التعامل مع كوتا النساء في حالة عدم تحقق نسبة الــ (25 %) التي نص عليها البند رابعا من المادة (49) من الدستور ، من خلال استبدال اَخر مقعد مخصص للرجال بالمرأة الحاصلة على أعلى الاصوات في القائمة لغاية تخصيص كافة المقاعد النسائية المطلوبة.
ولعل من فوائد هذا التعديل هو بعد حصول أي مرشح فائز على مقعده - ومهما بلغت الاصوات التي نالها  حتى وإن تجاوزت المليون صوت - فلا يجوز له توزيع أصواته على بقية المرشحين ضمن قائمته كما كان يحدث في صيغ توزيع المقاعد التي اعتمدت في الانتخابات الماضية ، وهذا الاجراء سوف لن يسمح في الانتخابات المقبلة لمن يحصل على عدة مئات من الأصوات بالحصول على مقعد في حين لم يحصل على هذا المقعد من يحوز على آلاف من الأصوات ولا يفصله عن العتبة الانتخابية سوى أصوات قليلة ، وكما حصل في الانتخابات الماضية.
الخيار الآخر ، يتمثل  باعتماد نظام (الصوت الواحد غير المتحول) الذي يُعَّد من أبسط أنظمة التعددية/الأغلبية ، حيث يمكن استخدامه ضمن دوائر انتخابية متعددة التمثيل، إذ يقوم الناخب في ظل هذا النظام بالتصويت لصالح مرشح واحد فقط في دائرته ، حيث يتم انتخاب أكثر من ممثل واحد عن كل دائرة انتخابية، ويفوز المرشحون الحاصلون على أعلى الأصوات.


 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . وليد كاصد الزيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/07/28


  أحدث مشاركات الكاتب :



كتابة تعليق لموضوع : المخاض العسير لتعديل قانون انتخابات مجالس المحافظات ، ولا بارقة أمل في الأفق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net