صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

أبقار حلوب وأمة تلوب!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الأبقار العربية الحلوبة أصبحت في عهدة حلاّبة مهرة متمرسين ومشهود لهم بتجفيف الأضرع المدرارة.

وقد بدأ الحلب المروع الفظيع في مؤتمر التوقيع على أساليب الحَلب الوفير فجنى الحلاب ما لا يخطر على باله من المليارات,  فقرر أن يلعب لعبته ويوهم الأبقار بأنها ذات حليب متميز ,  وعليها أن تجتمع  وتتكاتف وتنطح بقرة مدرارة نافرة من القطيع.

وصدّقت الأبقار هذه الدعوة أو اللعبة , وقررت أن تحاوط البقرة المدرارة , التي يتحيّن فرصة حلبها الحلاب العتيد , وبعد أن وُضعت في زاوية المساومات وتكالبت عليها الأبقار , جاءها الحلاب وقد أذعنت فاستدرها وربَت على أثدائها فاسترخت وفاض حليبها , واجتمعت ملياراتها في جيوب الساعين لإمتلاكها , وإذا الأبقار من حولها تتجمد في مكانها وتحتار في أمرها.

وما قالته الأبقار إنقلب وبالا عليها , وما فعلته أصابها بمحنة تواصلية وإضطراب تفاعلي , يساهم في التناحر والتنافر والسقوط في أحضان الحلاب الشهم المغوار , الذي شفط نفطها من قبل , واليوم سيستحوذ على أموالها ويجفف ضروعها , ويتركها عجفاء بلا لحم وشحم فالطامعون لا يشبعون من نفظ ومال.

تلك أحوال الأبقار العربية والأمة تتضور من الخراب والدمار والأوجاع والحرمان ,  والفقر والمرض والتلويع بالحاجات والويلات والضراعات الداميات.

أبقار عربية حلوب وأمة تلوب من آلامها وقهرها وظلمها ووجيعها المقيم , فما عادت تعرف الفرح ولا تدرك قيمة الحياة , التي تحولت إلى محنة تعصف بوجود أبنائها وحاضرها ومستقبلها.

وما دامت الأبقار مدرارة والحلابون يتسابقون ويتنافسون بمهارات حلبهم , فأن الواقع العربي سيتحول إلى ركام , فالأبقار العربية إلى هزال وإنخذال , والأمة في مقتل يتولاه مقتل!!

وعاشت الأبقار الحلوبة في مرابع المراعي المحوّطة بأسوار وحرس وذئاب  , ووحوش متأهبة للإنقضاض على أية بقرة ذات ثغاء!!

فهل ستبقى الأمة تلوب وحليب وجودها في أوعية الآخرين سكوب , وهي ترقبه متحسرة حتى النضوب؟!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/07/23



كتابة تعليق لموضوع : أبقار حلوب وأمة تلوب!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net