صفحة الكاتب : عدوية الهلالي

طرفة انتخابية
عدوية الهلالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

صدر في فرنسا مشروع قانون من أجل اصلاح العمل السياسي من خلال فرض معايير وقوانين اكثر مراعاة للاخلاق في السياسية ..ويمنع هذا المشروع المحاباة وتوظيف النواب والوزراء أعضاء من أسرهم وأقاربهم كما انه يمنعهم من مراكمة المقاعد في المجالس النيابية والبلدية في آن واحد ويمنع ايضا النواب من الترشح لاكثر من ثلاث مرات ..

هذا مايحدث في فرنسا أما مايحدث لدينا ، فلانرى وجوها جديدة عدا نفس الوجوه المستهلكة منذ عدة دورات انتخابية ومازالت تشحذ الهمم لخوض جولات جديدة وكأنها ترفع جميعا شعار ( ماننطيها ) الذي رفعه رئيس الوزراء السابق وكأن السلطة حكرا على فئة دون اخرى وعلى وجوه دون أخرى ..ان كانت هذه الوجوه تعتقد ان السلطة مكافأة لهم على معارضتهم للنظام السابق ان لم يكن بالفعل او بالقول فباضعف الايمان ، فهذا اعتقاد خاطيء لأن كل مرحلة تحتاج الى دماء جديدة والى أفكار مبتكرة ربما تنتشل البلد من مستنقع الخراب الذي يخوض فيه منذ أن تعاقبت على حكمه وجوه لاهم لها الا التمسك بمقاعد السلطة وتصفية حسابات قديمة وجديدة على حساب الشعب الذي ينتظر الفرج فلايرى بصيص أمل منه ..

بعد ان خرجت داعش من الانبار والفلوجة ثم الموصل ، صار من الطبيعي أن نفكر في لملمة مابعثرته الاحداث السياسية فنعمر المدن ونعيد بناء نفوس ابنائها ليحرصوا عليها وتتظافرجهودهم مع جهود الحكومة لانقاذ مايمكن انقاذه ، لكن ملامح المرحلة المقبلة بانت منذ أن بدات نفس الوجوه التي أضاعت تلك المدن تدعو الى اعمارها والهدف من ذلك ليس الروح الوطنية بل تقاسم المكاسب والمنح المالية التي سيتم رصدها لعملية اعمار المدن ..اتساءل ، هل نسي سكان تلك المدن من كان وراء ضياع مدنهم ليسمحوا من جديد بتسليمهم مقاديرهم ، وهل حظي مواطنو المحافظات الاخرى بأية خدمات من نوابهم الذين انتخبوهم ليعيدوا انتخابهم ويسمحوا لهم بتصدر المشهد السياسي من جديد ؟...لو حدث هذا فلاداع للشكوى من نقص الخدمات او شيوع الفساد في البلد فلايغير الله مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم ، وتلك الوجوه لاتسعى لتغيير ماتحمله من ضغائن واهداف شخصية بل تسعى الى التحالف مع الشيطان ذاته ان كان يضمن لها مقعدا في السلطة !!ولاينبغي على المواطن بعد ذلك ان يستغرب صعود اقارب المسؤولين واتباعهم حتى لو كانوا معدومي الشهادات والكفاءات ، فالسياسة في العراق تقوم على المحسوبية والمنسوبية في العمل السياسي التشريعي والتنفيذي والانتخابات تقوم على عمليات تزوير لم تعد تخفى على أحد ، وبالتالي ، واذا ادرك المواطن مايحدث حوله ستتكرر لدينا نفس الطرفة التي رافقت الانتخابات الجزائرية حين حقق حزبان جديدان اعلى نسبة في الانتخابات وهما حزب المقاطعين للانتخابات ، وحزب الاوراق الباطلة !!.لكن المؤلم في الأمر ان هذه الطرفة لو تحققت فعلا فلن تكون مضحكة لأنها ستمنح المرشحين فرصة أكبر للفوز بالتزوير وستخدمهم مقاطعة الانتخابات والاوراق الباطلة ...نحن الان أما اختيارين احلاهما مر ، فنحن نقف بين البحر والعدو كما حدث في زمن طارق بن زياد وعلينا ان نعبر البحر بمهارة لننجو أو نواجه العدو بجسارة لنصمد ..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عدوية الهلالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/07/20



كتابة تعليق لموضوع : طرفة انتخابية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net