صفحة الكاتب : احمد جابر محمد

لا تلوموه بحبها...
احمد جابر محمد

منها وهمس بأذنها، بصوت لم ترتعد منه، لان انفاسه كانت ولاتزال كبصمة لحن وجواز دخول لبلد السمع في أذنيها،اعتادت الروح عليه، ونبض في سويداء قلبها، حاورها ببلاغة شعر،لكن بصمت مطبق، وكأن هنالك لغة مستحدثة، يتخاطبون همسا بلا حديث ولا أشارة، عجيبة بحروفها، وعميقة بمعانيها لكنهم فقط فقهائها.

 

كان حجم حبهم أزليا، ولايحد بحدود او يقاس بتوقيت، أخبرها انه جاء طالباً يدها، لان الهيام لأوصال قد قطعه، فزعت من مكانها خجلة، وكل من حولها ينظر لها بعين الدهشة، مابالها ياترى؟ اليس هذا عاشقها الاسمر الذي ثقبت عقولنا برصاصة الحديث عنه؟، رافقتهم التساؤلات لربما يجدوا منها الاجابة،لكن دون جدوى، لملمت خجلها مغادرة بصمت ، ورفعت عباءتهاعلى راسها و هربت، حاملة معها خجلها بقلب ينبض عشقا، فلاحقتها منه ابتسامة فخر بالاختيار، فلا تلوموه بحبها لانها فخرٌ لكل فتاة.

 

لم تكن كباقي النساء، جميلةً بعينيها السومريتين، يعانقهما سيفان اسودان، ينهيان النقاش اول اللقاء، وتكتم بحديثها الافواه، تتبارى مع القادة حينما تبتسم، وينهل من نظراتها النهران، وخال لها كانه مركز الكون، يأخذنا لحيث اللامكان، تموج بخصرها على ضفاف الارواح حين المسير، كموج البحر عند الهيجان، ويختل بطولها نظام جيش من التناسق والتنظيم، وشعرها بات للناظر حجاباً، واصابعها نخيل اثمرت في شهر لهاب، تتزين بأساور وقلائد من الصفات.

 

جمالها ممزوج بحياء، يجعل النفوس تهفوا اليها، تلوح لهم كالشمس باطلالتها، ولايعرف لها مطلقا غياب، النظرة الاولى لك انتفضوا عليها، وباتت رؤيتهم لها زاد وشراب، تناظر العلماء بثقافتها وحضورها فاضاف لجمالها سمات، تكاد ان تكون الى الكمال اقرب ؛ لولا انه في ديننا أشراك، لايطرق الهرم بابها ابدا، فعلى عكس النساء كلما كبرت؛ كلما أزدادت رونقا وجمالا، وكانها تخاطب زليخة بالمعجزة في كل آن، لكن بفرق كبير بالهيئة والازمان.

 

نعتوها ببلد الرشيد ظلما وهي رشيدة بلا رشيد، منارة علم وفكر و ابداع ودين، تنحني تحت اقدامها احتراما كل الهامات، انها ابنة سومر واكد واشور وحمورابي ، ولا تلومونا بحبها أيضا لانها بغداد وقلوبنا لها مسكن ودار،اختارها العراق عشيقةً، ولم يتوان بحبه عن الهيام، واسردت قصتهم في صفحات المتيمين، وتغنى بحبهم الكثيرين، وتنفس من امتزاجهم العاشقين.

أغار على عفتها اشباه الرجال، في ليل حالك دون ضياء، فأبت الخضوع واختارت اللثام، ثارت عليهم كالبطل الهمام، بجولة اولى حاملة بيدها سيف وبالاخرى تنثر السلم والامان، وتركتهم طعاما لحيوانات تقتات على الجيف،فهذا ردها عليهم وهذا مصيرهم حينما سولت لهم انفسهم التطاول على الاسياد.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد جابر محمد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/07/18



كتابة تعليق لموضوع : لا تلوموه بحبها...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net