صفحة الكاتب : صادق غانم الاسدي

الخروقات الأمنية بين تصريحات السياسيين وتنفيذ عقوبة الإعدام
صادق غانم الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يعيش العراقييون بأمل يتمثل للتطلع نحو مستقبل أفضل يسوده العدل والرفاه والأنصاف والحياة الحرة الكريمة , الذي يراود أمنياتهم وطموحاتهم وإلا لما كان للحياة معنى ولاطعم , في منتصف 2003 وإثناء دخول القوات الأمريكية للعراق أستبشر المجتمع خيراً بتغيّر نظام كان جاثماً على قلوب ورقاب الناس وهو يمارس شتى صنوف وألوان القمع والإرهاب,وخلال تلك الفترة انتشرت في العراق تقاليد وممارسات وثقافات بعضها مكتسبة وتحورت والبعض جاء مع الاحتلال وأخذت تتكاثر في المجتمع مستغلةً الفراغ الأمني والحس التوجيهي وسرعة الانقلاب المفاجئ يصاحب ذلك بروز منظمات وحركات على الساحة استقطبت الكثير من الشباب لما كانت من تبث أصوات ودعايات تسمع لأول مرة في مجتمع عاش عزلة لأكثر من ثلاثين سنة فقسم  منها تحولت إلى منظمات إرهابية وجدت ارض خصبة وبذور قابلة للنمو بسرعة , وأخذت تمارس دوراً تخريبيا مأساويا من الإجرام والقتل تحت غطاء ومسميات عديدة , ونجحت بذلك لفترة قصيرة بعد أن شكلت تنظيمات متجانسة من بقايا النظام السابق وعملائهم القوميين الذين تغذوا من قصع  وأموال الشعب العراقي , تلك الفترة شهدت أيقاف الجهود وتأخر من الوقت وتلكأ أثناء عملية أعادة البنية التحتية وتطوير الجوانب الاقتصادية جراء الحرب وعمليات التخريب يرافقها سقوط أعداد كثيرة من الضحايا الأبرياء بسيارات مفخخة وأحزمة ناسفة ومارست تلك المنظمات أبشع أساليب المكر والخداع ضد المواطنين العراقيين من قتل وتمثيل بجثثهم  وهم لم يروا بعد نور التحولات الحديثة وفرحة انهاء عصر الدكتاتورية , وانتشرت قطع الحزن السوداء التي لاتحصى ولاتعد في أماكن بغداد وبعض المحافظات وخصوصا في المناطق الشعبية التي يقطنها أغلبية فقيرة ويمارسون أعمال بسيطة يعيشون منها بقوتهم اليومي, ما يحدث اليوم في العراق وبعد أن ثبت لنا باليقين قدرات القوات المسلحة في تعقب تلك التنظيمات وقتل العديد من الإرهابيين وتم ألقاء القبض على قسم كبير منهم وإيداعهم في السجون على أمل محاكمتهم لما اقترفوه من جرائم بحق الأبرياء من هذا الشعب وخصوصا أن أكثر هؤلاء قد اعترفوا بقتل عشرات العراقيين بل بعضهم وصل إلى مئات ويتكلم بعين وحشية أمام الأجهزة المرئية , وصدرت بحقهم الأحكام المناسبة من إعدام الى مؤبد , في حين أدمعت عيون الكثير من العوائل العراقية الفقيرة وهي تسمع وتتابع لتلك الشرذمة دون الاقتصاص الفوري محققة ً بها تطبيق الشريعة الإسلامية في الأرض ولردع كل من لديه نية مبيّتة وضعاف النفوس لكي لايعثوا فسادا وقتلا في هذا البلد الذي تعرض لويلات وكوارث وحشية , كما أن القصاص من هؤلاء السفاحين هو بمثابة تشجيع وتعزيز الأجهزة الأمنية وإعطائهم غطاء ودعم معنوي لكي ينهضوا ويتحملوا دورا اكبر في المسؤولية الوطنية ومضاعفة جهودهم لمحاربة التنظيمات الإرهابية , ولكن ما نراه اليوم هو مخيب للآمال وأفشال جهود ومنجزات قواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية وهي في طور البناء والتقدم , بل هي نسف جهود كبيرة ومنجز وطني قد يتسبب في أرباك عمل تلك الأجهزة من خلال ترك العصابات والقتلة بالسجون دون تنفيذ الأحكام ولاسيما أن السجون العراقية خضعت الى تفتيش مستمر من قبل لجان حقوق الأنسان مما جعل المجرم يطمئن ويعيش في وجو هادئ وجميل , وأغرب من ذلك أن لجنة من حقوق الأنسان زارت احد السجون وكتبت تقريرا تؤكد أن هذا السجن لايمكن أن يصلح لإيواء المجرمين بسبب جدرانه القديمة ( الغير مطلية ) وعدم وجود أجهزة تبريد كافية وبعضاً من القاعات مكتظة  بالنزلاء , ما أريد أن أسلط الضوء عليه  أن الخروقات الأمنية وهي تحدث في معظم محافظات العراق بين فترة وأخر وما حدث هو يوم 15/8/2011  في أكثر من سبع محافظات عراقية وبضمنها العاصمة بغداد من تفجيرات دموية مأساوية سقط جرائها أكثر من مائة مابين قتيل وجريح , وتتعلل تلك الخروقات ببعض النقاط أولها هي تلك التصريحات لبعض السياسيين المتكررة وبشدة الحماس من قبل كبار المسؤولين  في الحكومة وهي  تطالب بإطلاق سراح المعتقلين والكف عن الاعتقالات العشوائية في مناطق محدودة وأمام الرأي العام وأن مثل هذه الأقوال محرضه على النظام ومثيرة للفتنة , ومن الجانب الأخر هنالك حملات تشجيعية تقوم بها لجنة حقوق الأنسان للاطلاع على أحوال القتلة والسفاحين والمطالبة بتقديم أفضل الخدمات الانسانية لهم وفسح المجال لممارسة حريتهم , مما يشجع أن بعض السجون التي جرت تلك الزيارات لها أن تقوم بأعمال شغب وأدى الى فرار اخطر الإرهابيين في الوقت الذي لم تكلف لجنة حقوق الانسان بزيارات دورية آو على الأقل مرة واحدة الى عوائل ضحايا الإرهاب والوقوف على احتياجاتهم والاستماع الى مطاليبهم الشرعية فتركت الضحية متضمخة بدمائها وهم يعيشون البؤس والحزن ,ولا يختلف الأمر أن هنالك صفقات سياسية تعلن عنها كل فترة بإصدار عفو عن بعض الإرهابيين , ولكن سرعان ما يتم القبض عليهم متلبسين بجرم أكثر بشاعة كما حدث مع مجموعة تم أطلاق صراحها وقامة بقتل سائق كيا وحرق جثته في منطقة السيدية , أضف الى ذلك أن بعض منظمات المجتمع المدني تشكلت من فراغ امني دون النظر الى خلفياتهم واتجاهاتهم وتمويلهم وهي تقود بعض التظاهرات وترفع صور ولافتات تنادي بإطلاق صراح المسجونين والمعتقلين وليس بإطلاق صراح الأبرياء والذين لم تتلطخ أيديهم بالجرم وأمام أجهزة الأعلام المعادية والمغرضة  لأهداف تشويهية وتحريك الحماس لدى عوائل المسجونين للقيام بأعمال انتقامية ,والنقطة الأخيرة والمهمة هو عدم تطبيق عقوبة الإعدام بحق المدانين في جرائم القتل مما يشجع النفوس الضعيفة والمغرر بهم لارتكاب مجازر بحق المدنيين طالما لايوجد رادع وقطع دابر المجرمين وهم يسمعون بالأعلام أن المجرمين يفرون بين فترة وأخرى ولا احد يصادق على عقوبة الإعدام لتنفيذ الأمر وهنالك أكثر من جهة تطالب لهم بالإفراج ,أن عدم تنفيذ عقوبة الإعدام ربما سيجعل بعض من القوات الأمنية  الكف عن الحماس وتعريض أنفسهم لخطر ملاحقة العناصر الإجرامية , ومع ذلك فان القوات الأمنية تتحمل جزءا قليلا من تلك الخروقات لضعف الدور ألاستخباري آو أن بعض من عناصر هذه الأجهزة لم تخضع للمقابلة وطلب المعلومات الكافية كما تبين أن بعضها كان مرتبطا بخلايا إجرامية , ولأجل عدم تكرار تلك الخروقات وتضيق الخناق على المجاميع الإرهابية بتمرير مخططاتها وهو قتل المواطن العراقي وأحداث حالة من الفوضى وعدم الثقة بالحكومة, يحتاج العراق اليوم بكافة مكوناته الى الخطاب السياسي الموحد وتنفيذ القوانين على المجرمين فورا وأولها عقوبة الإعدام  والضرب من حديد على كل من تسول له نفسه في العبث بمقدرات العراق لدعم خطط الأجهزة الأمنية  وإنجاح جهودها في مواصلة ضرباتها ضد التنظيمات الإرهابية   .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صادق غانم الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/09/26



كتابة تعليق لموضوع : الخروقات الأمنية بين تصريحات السياسيين وتنفيذ عقوبة الإعدام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net