صفحة الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي

بالهدف/ عندما يكذب الكاتب
اسعد عبدالله عبدعلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من اكبر مصائب الأمم أن تكون نخبها المثقفة كاذبة, فهي تكذب عن قصد للوصول لشهواتها ورغباتها, فكيف من الممكن أن نأتمن الأمة من أقلام امتهنت الكذب وسيلة للكسب, وهل من المعقول أن يصدر الحق من قلما تمرس الكذب, ألان الساحة الإعلامية تضج بأجيال من الكذابين, ممن تسلقوا الأكتاف بالحيل والكذب والنفاق وأقصى درجات التملق.

أجيال تلو الأجيال تبتعد عن العدل, وتقترب من أصنام الدينار, فجيل تغذى من حليب البعث, تبعه جيل أدمن شرب حليب بريمر, وأجيال أخرى تغذى من فتات موائد الأحزاب, فكيف لنا أن نتعجب بعد ألان من شطحات بعض الأقلام, وكفر اسطر البعض, وحقارة كلمات آخرين.

قيل سابقا لا يصدر الحق من حنجرة الباطل, وهذا ميزان للإنسان الواعي كي يعرف أين الحق وأين الباطل في ساحة الأقلام.

 

نحاول هنا أن نشخص مكامن الخلل, كي يمكن تدارك الخطر قبل أن يستفحل.

 

● المؤسسات الإعلامية هي السبب

عندما نشخص الخلل فأننا نحدده أولا في إدارات المؤسسات الإعلامية, فعندما تكافئ وتجزل العطاء للكاتب الكاذب, فهي أما أن تكون ممن تمرر الكذب عن قصد, بهدف خلق جيل انتهازي من الكتاب, أو هي غارقة في السذاجة, فتكون السبب في تضييع الحقوق وتسفيه وعي الناس.

نلحظ دوما التكريم والعطاء فقط لمن يجيد فن الكذب, ويجند حروفه للتملق والنفاق, عندها يحصل على كل عبارات التبجيل, فقط لأنه يحسن صنعة الكذب, اتسائل كيف يمكن للمؤسسات الإعلامية أن ترتضي لنفسها أن تكون سلما للكذابين, الا تخاف على المجتمع من أقلام تمرست على الكذب, وهل هذا الإعلامي أو ذلك الكاتب سيكون معطاء مستقبلا من دون غنيمة أو عطاء جديد, فكما فاز بالعطاء مقابل كذبة, فهو حتما سيجتهد في صنع كذبة جديدة كي يصل للعطاء.

هنا الادارات الإعلامية تجعل من الكذابين مثال يقتدى, فعندما يشاهد الكاتب المبتدئ كيف تسير الأمور في المؤسسات الإعلامية, عبر الكذب, فسيلجأ للكذب مقلدا الكتاب الكبار الكذابين, كي يصل لما وصلوا له من مجد حقير, أسس على الكذب والباطل.

في العراق ضاع الحابل بالنابل, بسبب فوضى كبيرة جعلت مقاييس التقييم العادلة تختفي ليحل محلها مبادئ التحايل والغش والكذب والتملق والعلاقات ليحقق الهدف, مع انه لا يستحق, لكن يصل لمبتغاه.

 

● الكتاب الكذابون هم السبب

عندما يكذب الكاتب ليصل لغاية حقيرة, أو للحصول على العطاء, الا يخجل مستقبلا من أن ينكشف للجمهور, من أن كاتبهم الهمام يستجدي العطاء حتى بالكذب, وكيف سيصدق الناس كاتبا يكذب مقابل شيء بسيط,, الا يكدرك انه أصبح كالعواهر بل يمكن أن تكون العاهرة اقل خطرا منه على المجتمع, بل انه ما أن يكذب الكذبة الأولى, ويحقق الهدف منها وإلا وقد تحول لسنخ جديد وحقير, فهو لن يتوقف وسيكون خادما ذليلا لكل من يعطيه درهما, وتموت القيم والمبادئ والمواقف العادلة, فهو عبد للدينار وليس قلما للحقيقة, وهذا الصنف من الكتاب هو أكثر ما نخشاه على مجتمعنا وبلدنا.

 

 

● غياب موازين التقييم العادلة هو السبب

ما يحصل سببه غياب القوانين والموازين, التي على أساسها يكون التقييم, مما جعل أشباه الكتاب وقافلة الدجالين والدواعر يتقدمون, ومن يكتب بضمير ودوافع إنسانية ووطنية يتأخرون, غياب التقييم يفرض الظلم, مما يجعل المؤسسات الإعلامية في مهب الريح, لأنها خضعت لقانون الفوضى الذي لا عدل فيه.

لذلك على المؤسسات أن تتبنى قوانين عادلة للتقييم, كي لا تضيع جهود من يجتهد ولا يصعد أي منافق أو كاذب, وتضمن لنفسها عمرا طويلا, وجمهورا واسعا, وجيل من الكتاب المحترمين, فالفوضى لا تنتج الا قيحا.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبدالله عبدعلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/07/10



كتابة تعليق لموضوع : بالهدف/ عندما يكذب الكاتب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net