صفحة الكاتب : امل الياسري

حشد العراق المقدس ولعنة السحرة!
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

حلت لعنة على قرية في أقصى الأرض، جاءت بسبب محاولة الناس تقليد بعضهم البعض، حتى أصبح الوضع مملاً للغاية، فغضب أحد السحرة، وألقى برماد على تراب البلدة وغادرها، وفي اليوم التالي لمغادرة الساحر إختفى رجلان، وفي اليوم الذي تلاه إختفى رجلان وإمرأتان، ثم بدأ العدد يزيد حتى خشيت القرية إندثارها، من شدة الخوف بدأ الناس يجلسون في بيوتهم ولا يغادرونها، ويتصلون ببعضهم بإستخدام الهاتف، لعل وعسى أن يتوصلوا إلى حل.

إتفق رجلان على زيارة رجل حكيم في القرية، ليقترحوا عليه ما وجدوه من حلول قدمها أهل القرية، وصل الرجل الأول فإستقبله الحكيم وأجلسه في الغرفة، وعندما وصل الرجل الثاني خرج أيضاً وإستقبله، وعندما نظر القادم الثالث إلى الرجل الأول حدثت المفاجأة! إختفيا فجأة كأنهما لم يكونا من قبل، فنظر الحكيم مندهشاً مرعوباً، لكن هذه المواقف تحتاج رجالاً ولا تحتاج مترددين.

جلس الحكيم يفكر ويقرأ في الكتب، وحاول الإتصال بساحر القرية لكنه لم يرد، فأدرك أن الأمر لعنة منه، وضعها في القرية وهرب، وقضى أياماً يقرأ كتباً قديمة عن اللعنات وأشهرها، فوجد أن سبب المشكلة لعنة المقلدين! وهي لعنة تجعل كل شخص، يحاول أن يقلد شخصاً أخر يختفي مباشرة عندما يراه، وهذا سر إختفاءهم لأنهم يقلدون بعضهم، ولأن القرية تعيش على التقليد فقد تختفي نهائياً! المصيبة أن لا حل لهذه اللعنة.

لا يوجد حل سوى أن يغير الناس أنفسهم، فإتصل الحكيم بكل بيت من بيوت القرية وأبلغهم بالحل، فإنقسم الناس إلى مصيرين، فالذين رفضوا وواصلوا التقليد إختفوا ولم يعد لهم وجود، والذين عاشوا شخصيتهم الطبيعية ما زالوا على قيد الحياة، والحكمة من هذه القصة، أنكَ تختفي عندما تحاول أن تكون شخصاً آخر، كن أنتَ شيئاً بدلاً من أن تكون لا شيء!

تناول الرجل المسن قنينة ماء بارد، ليسترجع قواه بعد أن نزح عبر الممرات الآمنة، في شارع النجفي بالساحل الأيمن، وقد أنهى قصته ليؤكد لي، بأن ثلة من أهالي الموصل، قلّد بعضهم البعض فإختفوا، لأنهم باتوا من بقايا دولة الخرافة الداعشية، التي سقطت على يد غيارى العراق العظيم، وعادت الحدباء لحضن الوطن، أما الذين رفضوا أن يكون أتباعاً لهؤلاء الشياطين، فإنهم ما زالوا على قيد الحياة، وسيريوي بعضهم قصص البطولة والفداء.

جميل جداً ما يقوم به أبطال قواتنا المسلحة العسكرية، والأمنية، والحشدية، في أنها كانت شموعاً تنير درب الهاربين من بطش الدواعش، وتأخذ بأيديهم لتقودهم الى بر الأمان، متجاوزين بهم كل أمواج الخيانة، والتآمر، والتقصير، الذي رافق عملية إحتلال أم الربيعين، لكن بشائر النصر لاحت قريبة جداً، ذاكرين وصايا مرجعيتهم الرشيدة، حيث أعلنت منها بداية النهاية، والخلاص من لعنة السحرة الدواعش.

(القدر حكاية رائعة لا يتذوقها إلا مَنْ يرسمها)، فها هم رجال الحشد والجيش الميامين، قد رسموا نصراً خالداً بفتواهم الجهادية، فكتبوا قصة موصل حدباء أرادها الدواعش، مرمية على ضفاف النسيان، لكنهم حولوا المحنة الى منحة، عمقت من وحدة العراقيين كافة، نعم إنتصر الحق كله على الباطل كله، عندها نهض الشيخ وحمل صناديق الماء، ليقدمها الى أبنائه من القوات المسلحة ليقول:لا تكن سنياً، وشيعياً، وصابئياً، وأيزيداً، وتركمانياً، بل كن عراقياً فقط!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/07/09



كتابة تعليق لموضوع : حشد العراق المقدس ولعنة السحرة!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net