رسالة إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد علي الأديب: أين الولاء للعراق؟!
عراقي مطعون بوطنيته
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حضرة السيد علي الأديب وزير التعليم العالي والبحث العلمي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد، فقد نشر المركز الاعلامي في جامعة المصطفى في مدينة قم ان مجمع الامام الخميني للدراسات العليا استقبل السيد علي الأديب وزير التعليم العالي والبحث العلمي العراقي وذلك بحضور سماحة الشيخ أعرافي رئيس جامعة المصطفى العالمية وبعض المسؤولين الايرانيين الآخرين.
تحدث في هذا اللقاء الشيخ أعرافي، ثم تحدث السيد علي الأديب الذي أشاد بإيران وتجربة جامعة المصطفى اشادة كبيرة، قائلاً _ وهو وزير التعليم في حكومة عراقية _: (ان ايران تحمل راية مقاومة الركود العلمي في العالم...)، وشدد السيد الأديب (على ضرورة التغييرات الجديدة في الحوزات العلمية العراقية)، وقال: (إنّ الحوزات العلمية العراقية أصابها الجمود بسبب المسائل السياسية، ولابد من معالجة هذه المسألة، وظهور التغييرات اللازمة في نظام التربية والتعليم في الحوزات).
وهنا يحق لكل عراقي أن يتساءل:
1. من خوّلك يا معالي الوزير أن تتحدث عن الحوزة العلمية في العراق، وعن حوزة النجف التاريخية؟ وما شأنك بذلك وأنت وزير تعليم عالي، تشوب شهادتك العلمية أكثر من شائبة!! هل انتهيت من ترتيب نظام التربية والتعليم في الجامعات العراقية حتى بدأت التنظير للتغييرات اللازمة في نظام التربية والتعليم في الحوزة العراقية؟!
2. كيف يُمكن لك وأنت وزير عراقي، أن تسيء إلى الحوزة العراقية وتسدي لها النصائح من بلدٍ آخر؟! أين وطنيتك يا معالي الوزير؟! أنت بذلك تؤكد مصداقية الأصوات التي صدرت من قيادات حزبك والتي طعنت بولائك للعراق، إبان الجدل الذي دار حول تولي منصب رئاسة الوزراء بينك وبين السيد نوري المالكي، مستشهدين بجنسيتك الايرانية، وإخوانك الذين يخدمون لحدّ الآن بالجيش الايراني.
أسألك: ماذا كان حصل لو أن وزيراً إيرانياً انتقد حوزة قم العلمية وهو في زيارة إلى مدينة النجف مثلاً؟! بل هل يمكن تصور ذلك أصلاً؟!
ثم ألم تخشى أن يحاسبك البرلمان العراقي على كلامك هذا الذي يمسُّ وطنية كل عراقي شريف، بغض النظر عن صوابية كلامك أو خطئه... أم أن المقاييس الوطنية اختلّت في عراق اليوم.
ألم تخشى ان يُقيلك المالكي بعد رجوعك إلى بغداد؟! أم اطمأننت لأنكم كلكم تشربون من إناء واحد؟! وا أسفاه على العراق...
3. أذكّرك يا معالي الوزير ان الحوزة العلمية العراقية التي وصفتَها بالجمود، هي التي خرّجت وعبر مئات السنين آلاف الأفذاذ الذين سطروا أروع ملاحم العلم والجهاد وفي كافة الميادين. وعندما كنتَ مسترخياً في شمال طهران عند أسيادك إبان مرحلة النظام السابق كان مراجع حوزة النجف ومجتهديها وأساتذتها وطلبتها يقتاتون على الشوك، ويعلّمون الصبر أساطير جديدة من ألوان الصبر وأشكاله، وهو يتمسكون بالمناهج العلمية الأصيلة التي حفظت الكيان الحوزي وعزته وكرامته. وبُذلت الدماء رخيصة في سبيل هذا الطريق، ولست بحاجة لسرد الأسماء والمعطيات.
بقي ان أذكّرك يا معالي الوزير، ان (جمود الحوزة) الذي أشرت إليه هو الذي أوصلك ورفاقك إلى سدّة الحكم في خلال سنتين بواسطة مشروع الانتخابات الذي قادته المرجعية العليا في النجف الأشرف المتمثلة بسماحة السيد السيستاني. وأذكّرك بأن (حركية حزبكم) هي التي أوصلت عشرات الآلاف من خيرة شباب العراق إلى منصات الإعدام من دون خطة منهجية ولا هدف واضح، وهي التي أخسرتنا عملاقاً كبيراً بمستوى السيد محمد باقر الصدر. هذه (الحركية) التي ابقتكم معارضة فاشلة طيلة أكثر من ثلاثة عقود...
تعساً لهذه الحركية، ومرحى لذاك الجمود.
معالي الوزير، لا يسعني إلا أن أقول: إن لله وإنا إليه راجعون.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
التوقيع
عراقي مطعون بوطنيته
عراقي مطعون بوطنيته

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat