صفحة الكاتب : مصطفى الهادي

من الذي أعدم السيد المسيح ؟!
مصطفى الهادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من البديهي أن مسألة إعدام السيد المسيح ( وصلبه ) عند النصارى تكاد تكون من أهم العقائد التي يؤمنون بها إطلاقا ولربما أهم من مسألة التثليث لأنها تمثل جوهر النصرانية بالنسبة إلى عقيدة الفداء والتضحية ، ولولاها لما كان لمسألة إعدام السيد المسيح أي معنى سوى أن اليهود تآمروا عليه وقتلوه بهذه الطريقة البشعة على حد زعمهم ـ فما يعتقده النصارى حول أسباب صلب السيد المسيح هو أن الله تعالى رأى أن يقدم أبنه الوحيد ذبيحة فداءا عن الخطية أو جريمة عصيان آدم أوامر الرب والتي بسببها دخل الموت إلى الجنس البشري كل ذلك جراء فعلته الشنعاء في الجنة هو وزجته التي خدعته ، فجاءت ذبيحة السيد المسيح قربانا عن الجنس البشري لرفع خطية الموت عن كاهل البشر ، ومنحهم الحياة الأبدية في الفردوس الأرضي أو السماوي وبالتالي فإن هذه التضحية هي التي أعادت البشر إلى الجنة مهما فعلوا في حياتهم الأرضية من جرائم وموبقات ومحرمات ، فقد تحمل عنهم ذلك السيد المسيح ، وما دام النصارى يأكلون لحم السيد المسيح ويشربون دمه في كل قداس فهم معفيون من ضرائب الجرائم التي اقترفوها في حياتهم الأرضية . 
 
على أي حال ، عقيدة بهذه الأهمية يجب أن لا يدور حول فصولها الشك وخصوصا حول أهم فصل من فصولها ( الحاكم الذي حكم على السيد المسيح بالإعدام ) من هو ؟ ما اسمه ما شكله في أي زمن كان ، وكل هذا الاختلاف إنما جاء عبر فصول الإنجيل الذي وحسب رأي أتباعه لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه .؟ 
 
فماذا يقدم لنا الإنجيل ومفسروه من تأويل بهذا الشأن ؟ 
من هو بيلاطس ؟ 
 
بنطيوس بيلاطس شخصية يعتقد أنها تاريخية لها وجود دارت حولها الكثير من التساؤلات . فبعض المفكرين المسيحيين اعتبروه قديسا وضعت تماثيله مع تماثيل القديسين في أروقة الكنائس وبالتالي يجب أن يشمله دعاء القداس كبقية القديسين ! وأن زمنه يعود إلى فترة متأخرة عن فترة السيد المسيح . حيث لازلنا نرى تمثاله في أورقة الفاتيكان تشمله عناية البابا بالدعاء في كل صلاة . 
 
 
وبعض فلاسفة المسيحية يعتبرون بيلاطس غير موجود وإنما هو رمزا إلى الضعف البشري أو مثالا للسياسي الذي يكون على استعداد للتضحية برجل واحد من أجل المحافظة على امتيازاته السياسية . وبالتالي فإن شخصية بيلاطس خيالية حالها حال الأمثال الكثيرة التي توجد في الإنجيل . 
 
 
وفي قاموس الكتاب المقدس يعتبر الكثير من مؤرخي المسيحية أن (بنطيوس بيلاطس) لربما تكون شخصية حقيقية أو وهمية ولكن المهم أن اليهود في زمنه الصقوا به تلك التهمة التي لم يرتكبها على الإطلاق وذلك لأن روايات الرسل الأربعة متى ومرقس ويوحنا عن السيد المسيح إنما جاءت بزمن متأخر بعد وفاة السيد المسيح ، ولكن اليهود نسوا حقيقة أن الذي الصقوا به تهمة قتل السيد المسيح الوارد ذكره في الإنجيل إنما هو وال أسباني حيث يشير اسمه إلى انتمائه إلى قبيلة بونتي وهم نبلاء سمنيون من تلك المنطقة ، أما الوالي الروماني الذي حكم فترة وجود السيد المسيح فهو من الأعيان الرومان عينه الإمبراطور الروماني طيباريوس سنة 26 بعد الميلاد. وكما يُعرف فإن حكّام الولايات الرومانية عادة رجالا من طبقة الفرسان . نبلاء أدنى مرتبة من الأرستقراطيين الذين يحق لهم العضوية في مجلس الشيوخ . وأما بيلاطس المتهم بقتل السيد المسيح ، فهو آمر كتيبة في الجيش متدني الرتبة كان مأمورا بجمع الضرائب غير المباشرة وضريبة الرأس التي كانت تؤخذ على اليهود في تلك المنطقة . وكما هو معروف فإن القضايا التي تستلزم عقوبة الإعدام كانت تحال إلى حاكم الولاية الذي يمثل سلطة الإمبراطور القضائية العليا . 
 
 
الأمر الآخر ـ إذا سلمنا جدلا بأن بيلاطس هو حاكم المنطقة التي أعدم فيها السيد المسيح ـ فإن مسألة إعدامه تبقى لغزا محيرا وذلك لأن كل القضايا التي تستحق فيها عقوبة الإعدام فإنها تحال إلى المفوض الإمبراطوري في سورية، وخذ مثالا على ذلك مسألة إعدام باراباس الذي بقي في السجن أشهرا عديدة حتى جاء أمر إعدامه من والي الإمبراطور في سوريا ، بينما يسرد لنا الإنجيل وقائع محاكمة وإعدام السيد المسيح بأنها جرت في ساعات قليلة من إعدامه في ولاية تابعة لمنطقة المفوض الإمبراطوري ؟! وهذا ما لا يحدث إطلاقا تحت ظل القوانين الرومانية الصارمة التي يرعاها مجلس الشيوخ . 
 
 
ومما يؤكد ذلك وأن السيد المسيح لم يتم اعدامه أو حتى لم يرد أمر بإعدامه ، ورود نص في الطبعة الأمريكانية من ا لإنجيل يقول بأن بيلاطس أرسل السيد المسيح إلى هيرودس ليحكم عليه لأن بيلاطس كان تابعا لهُ : (( وبعد أن تحقق أرسلهُ إلى هيرودس الذي كان هو أيضا في أورشليم في تلك الأيام فازدراه هيرودس مع جنوده الحرس وأرجعهُ إلى بيلاطس )) . هذا النص برمته اختفى من بقية الأناجيل ولم يرد له ذكر إلا في إنجيل لوقاوحده فتدبر ! 
 
 
أغلب الذين كتبوا في تلك الفترة وبعدها ومنهم على سبيل المثال (فيلون و فلافيوس و يوسيفوس) وهم من أهم مؤرخي تلك الفترة وممن عاصر أحداث المسيح وبعدها . لم يذكروا بأن حاكم منطقة اليهودية الروماني بيلاطس قد أعدم شخصا بإسم يسوع أو يسيا أو يسي ، بل ان المؤرخ اليوناني تاسيتوس ـ وهو مؤرخ يهودي ـ ذكر بعد مضي الكثير من الأعوام بأن بيلاطس أعدم رجلا اسمه ( كريستوس ) وهذا هو المرجع الوحيد الذي يعتمده النصارى مع الأناجيل الأربعة ، علما بأن تاسيتوس متأخر عن بقية المؤرخين المذكورين ! وفي طبعة الكتاب المقدس الأمريكانية قال : بأن بيلاطس طلب من اليهود أن يطلق لهم إما (يشوع باراباس) أو (يسوع الملك) ، وهنا اشتبه على النساخ بأن المعدوم هل هو يشوع باراباس أو يسوع حيث أن الكلمتين في العبرانية قريبتان بصورة كبيرة . ويبدو أن الذي أعدمه بيلاطس هو يشوع بارباس الذي قاد تمردا كبيرا على القيصر فتم قمع التمرد والقبض على (يشوع باراباس) وسجنه إلى حين إعدامه ، وأكثر المراجع التاريخية أو من أرخوا لتلك الفترة يؤكدون على أن المعدوم كان يشوع باراباس ، علما أن الإنجيل نفسه يطلق على السيد المسيح اسم يشوع الناصري فتأمل . 
 
 
ولتبرير هذا الاختلاف ادعى النصارى : بأن المؤرخين الرومان خلال القرنين الأولين تجنبوا عموما ذكر يسوع لأن الحكام الرومان في ذلك العصر كانوا يحاولون قمع المسيحية ! . وهذا العذر لو صح فإنه بمثابة الكارثة التي تحل على رأس المسيحية ، حيث أنه يؤكد فترة سبات تمتد لأكثر من قرنين من الزمان لم يدون فيها المؤرخون الرومان شيئا عن السيد المسيح ! ولا حتى الإنجيل لربما وذلك للخوف من الدولة الرومانية التي كانت تقمع الدين الجديد وتحاول القضاء عليه بأي سبيل ، فهل يُعقل أن يترك الرومان الكتاب المقدس ولا يشمله المنع او الاعدام أو التغييب ؟ 
 
وفي مراجعة سريعة لما ورد من تصريحات وردت على لسان بيلاطس نفسه ـ هذا إذا سلمنا جدلا بأن بيلاطس هذا هو المعني ـ نجد أن السيد المسيح لم يرتكب جرما يستحق عليه الإعدام ، فكيف أعدمه الحاكم الروماني خلافا للقانون الذي يمنع من تنفيذ حكم الإعدام من دون الرجوع إلى الوالي الأكبر في سوريا أو توفر الدليل القاطع والجرم المشهود لإعدام أي شخص وفق القوانين المرعية ، فقد ذكر الإنجيل في يوحنا ولوقا بأن بيلاطس بعد التحقيق مع السيد المسيح حول التهم الموجهة ضده من قبل اليهود وجده بريئا ولم يشكل أي تهديدا لروما وهي التهمة الوحيدة التي يستحق فيها المجرم الإعدام كما جاء : (( لا أجد جُرما على هذا الإنسان )) . راجع إنجيل لوقا الإصحاح 23 : 4 
ولابد هنا من وقفة تأمل في النصوص التي وردت في بقية الأناجيل وعلى مختلف الطبعات حول قول بيلاطس هذا والعجب أن تختلف كل هذا الاختلاف والنصوص هي : 
 
في متى قال بيلاطس لليهود : (( وأي شر فعل )) 
 
وفي يوحنا قال بيلاطس لليهود : (( لا أجد سببا للحكم عليه )) . 
 
وفي لوقا قال بيلاطس : (( لا أجد جرما على هذا الرجل )) 
 
وفي يوحنا من الطبعة الأمريكانية قال بيلاطس : (( أنى لا أجد فيه ذنبا))
 
وفي متى من الطبعة نفسها قال بيلاطس : (( وأي أمر رديء فعل )) . 
 
وفي لوقا حسب كتاب الحياة قال بيلاطس : (( لا أجد ذنبا في هذا الإنسان)) .
 
يوحنا أضاف نصا غريبا لم يرد في بقية الأناجيل حول إعدام السيد المسيح حيث قال أن امرأة أرسلت إلى بيلاطس تنصحهُ وتقول له : (( إياك وهذا الرجل الصالح ، لأني تألمت الليلة في الحلم كثيرا من أجله)) . ولكن في كتاب الحياة (الإنجيل) الترجمة التفسيرية أن هذه المرأة كانت زوجة بيلاطس والنص كما جاء: (( وفيما هو جالس على منصة القضاء أرسلت إليه زوجته تقول : إياك وذلك البار فقد تضايقت اليوم كثيرا في حلم بسببه )) متى الإصحاح 27 : 19. 
فيوحنا في هذا النص بدا مترددا وكأنه في شك من شخصية المرأة من هي ولذلك أوردها بصورة مطلقة ! 
 
من المؤكد أن اليهود القوا التهمة برقبة رجل روماني لا ينتمي إليهم وذلك للتخلص من تبعة محاولة قتل السيد المسيح كعادتهم في إلصاق التهم بالآخرين ، وعندما وضعوا ذلك في الإنجيل نسوا مفردات تعامل الرومان مع من يقتلونهم فسردوا الواقعة من وجهة نظرهم فوقعوا في خطأ قاتل فضح العوبتهم ، فقد ذكروا بأن الوالي الروماني بيلاطس عندما حكم على السيد المسيح بالإعدام أمر بجلده وسمح للجنود أن يهزئوا به ويضربوه ويبصقوا عليه ثم (( طلب ماءا وغسل يديه مدعيا أنه برئ من دم يسوع )) إنجيل متى الإصحاح 27لا: 24 . 
 
ولكن لم يكن جلد المحكوم والسخرية منه أو البصاق عليه من عادات الرومان ولاغسل اليدين عادة رومانية ، بل طريقة اتبعها اليهود لإعلان عدم الاشتراك في سفك الدم كما نقرأ في التوراة : (( ويغسل جميع شيوخ تلك المدينة القريبين من القتيل أيديهم ويصرخون ويقولون أيدينا لم تسفك هذا الدم وأعيننا لم تبصر)) سفر التثنية 21 : 6 . 
 
ولم يكن بيلاطس يهوديا أبدا كما يذكر الإنجيل نفسه بل كان (وثنيا ).
 
ومن هنا نرى البابا يوحنا بولص الثاني قام بظلم فادح تجاه بيلاطس ، وذلك برمي تهمة قتل السيد المسيح في عنقه وابراء اليهود من دم السيد المسيح وذلك اتكاءا على أن بيلاطس كان وثنيا يعبد الآلهة الرومانية ولم يكن يهوديا وهو الذي وقع على إعدام السيد المسيح ولذلك فإن بيلاطس هو المسؤول وليس اليهود وهذا مخالف حتى للأناجيل نفسها التي يتعبد بها البابا. 
 
وإذا سلمنا جدلا بأن بيلاطس هذا هو المعني ، فإن أغلب الروايات تقول بأنه أصبح نصرانيا وأنتحر ، ومن هنا رسمه النصارى قديسا وقد ذكر ذلك أفضل المؤرخين منهم أوسابيوس في كتابه الذي وضعهُ في أواخر القرن الثالث واوائل القرن الرابع . فكيف نجمع بين بيلاطس الوثني ، وبين بيلاطس القديس الذي لازالت تماثيله تملأ أروقة الفاتيكان. على ماذا تشمل بيلاطس صلاة الغفران طيلة قرون وإلى يوم الناس هذا حيث أنه جرت العادة على الاستغفار للقديسين في الصلاة . 
 
ولكن لماذا اختار اليهود شخصية بيلاطس لرمي تهمة قتل السيد المسيح في رقبته ؟ 
كان اليهود يكرهون بيلاطس كرها شديدا لأن هذا الحاكم الروماني أوقع بهم في عدة مناسبات وقتل منهم الكثير وكان يسخرهم للعمل في شق القنوات المائية ويصادر أموال الهيكل ـ المعبد ـ فكان من الطبيعي أن يستهدفوه في سهامهم ويجعلوه غرضا لذلك . يضاف إلى ذلك أن بيلاطس هذا كان على راس جامعي الضرائب من اليهود، وكان يتفنن في استخراج الضرائب منهم فكان اليهود يستهدفونه حتى انهم خططوا لاغتياله عن طريق فرقة الخنجريون السيئة الصيت. وهذا من عادات اليهود الذين يزورون تاريخ أي شخصية تسبب لهم الأذى حتى لو كانت تلك الشخصية على حق كما فعلوا مع هتلر حيث نسبوا إليه كل الجرائم وصوروه على صورته القبيحة لكي يخفوا تعاونهم معه في إبادة يهود الشتات العاديين وإرسال يهود النخبة إلى فلسطين وعددهم أكثر من مليون يهودي ولغرض تبرير سبب اختفائهم من أوربا هم وأموالهم اخترعوا قصة المحارق والصقوها بهتلر بعد موته ، حيث انه من المعروف أن في جيش هتلر كان يعمل أكثر من أربعين جنرالا يهوديا ومن المقربين لهتلر ولما كان الإعلام بأيدي اليهود وكان ستالين وبريطانيا وأمريكا تقف معهم استطاعوا أن يشوهوا سمعة الرجل ويضيفوا له الكثير من الموبقات والجرائم التي هو برئ منها ولو شئت اقرأ مذكرات هتلر . 
 
كما أنهم فعلوا ببيلاطس ذلك حيث أن أكثر المؤرخين في ذلك الزمان كانوا من اليهود أمثال يوسيفوس الذي نسب إلى بيلاطس مسألة إعدام السيد المسيح في حين نرى أن الأناجيل تبرئ بيلاطس من ذلك حيث ثبت بالنص أن بيلاطس كان يرى يسوع بريئا من التهمة ولذلك اعدم يشوع باراباس الذي كان حكم إعدامه قد وصل من سوريا. وقد وجه يوسيفوس تهما أخرى إلى الوالي الروماني بيلاطس حيث يروي لنا هذا المؤرخ اليهودي بأن بيلاطس قمع اليهود بشدة عندما اعترضوا على إدخاله الصور والرايات المصورة إلى اليهودية ـ أورساليم ـ : أن الحكام الرومان تجنبوا إدخال الرايات العسكرية التي حملت صور الإمبراطور إلى أورساليم مراعاة لمشاعر اليهود الذين عارضوا صنع الصور والتماثيل . ولأن بيلاطس لم يحذُ حذو هؤلاء الحكام ، ثار غضب اليهود وسارعوا إلى الشكوى عند الوالي الأكبر في سوريا فأمر بيلاطس بتطويق المعارضين وتهديدهم بالإعدام ما لم يتفرقوا . لكن اليهود قالوا أنهم يفضلون الموت على أن تنتهك الشريعة ، فكان هذا أول عداء بين اليهود والحاكم الروماني بيلاطس فتمعن .
 
وذكر يوسيفوس أن بيلاطس بدأ بالعمل على إنشاء قناة لجر الماء إلى أورساليم وقد استخدم أموالا من خزانة الهيكل لتمويل المشروع ، فاحتشد آلاف اليهود للتعبير عن استيائهم فجعل بيلاطس جنوده يندسون في الجميع ويضربون اليهود بالهراوات ويفرقونهم ، فمات جمع كثير من اليهود . 
 
ويذكر هذا المؤرخ بأن آخر ما سجله التاريخ عن حياة بيلاطس المهنية ، هو قمعه لجموع اليهود الذين تجمعوا على جبل جرزيم للعثور على كنوز زعموا أن موسى دفنها هناك فتدخل بيلاطس وقتل جنوده عددا كبيرا منهم . 
 
هذا التاريخ الأسود الذي تمتع به بيلاطس مع اليهود كان حفيا بهم أن يلصقوا به أشنع التهم على الإطلاق وهي مسألة قتل السيد المسيح . 
 
المريب أنه بعد هذه المرحلة لا يأتي التاريخ على ذكر بيلاطس الذي ورد ذكره فيما بعد على أنه شخصية أسطورية ، وآخر من ذكره هو أوسابيوس الذي وضع كتاباته أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الرابع حيث قال بأن بيلاطس انتحر بعد أن عزله حاكم سوريا لوقيوس فيتليوس الذي كان أرفع مقاما من بيلاطس ، وفي رواية أخرى أن هذا الأخير أمر بيلاطس بالذهاب إلى روما لتبرير أفعاله مع اليهود أمام الإمبراطور طيباروس إلا أن الإمبراطور مات قبل وصول بيلاطس إلى هناك ، وهذه الروايات كُتبت بعد أربعمائة سنة من ذهاب السيد المسيح فكيف يُركن إلى دقتها. 
 
من بين كل هذه التراكمات والتشويهات والتباينات التي حفلت بها لأناجيل حول صلب السيد المسيح وقتله والتي تقف ورائها الأصابع اليهودية، جاء القرآن مصححا مفندا لما يزعمه النصارى في أناجيلهم من قتلهم لعيسى بن مريم ومن صلبه بتلك الصورة المشينة التي لا تليق بني جاء يحمل رسالة السلام والمحبة إلى العالم في ذلك الوقت فقال القرآن . (( وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا إتباع الظن وما قتلوه يقينا . بل رفعهُ الله إليه وكان الله عزيزا حكيما)) . سورة النساء آية 158 . 
 
فالقرآن يمارس هيمنته على الكتب السماوية ويصحح التحريف في المسائل المهمة التي علقت في الكتب الموجودة عن قصد أو بدون قصد حيث أن اعتقاد المسلمون هو أن في الكتب السماوية الموجودة هذه الأيام شيء من الصحة ومن ذلك آيات التوحيد وبعض الآيات التي تذكر تواضع السيد المسيح . 
 
فالقرآن هنا يقول : وما قتلوه وما صلبوه فالصلب هنا ينفيه أيضا الكثير من النصارى وقد تعرضنا إلى ذلك في كتابنا ( لمحات من فترة الاضطهاد الديني في أوربا ) حيث أن بعض الحركات الإصلاحية الدينية كانت تنكر على الكنيسة الكاثوليكية الكثير من عقائدها، وقد برزت في القرن العشرين الكثير من المذاهب في أوربا وأمريكا منهم شهود يهوه ، والمورمون وجيش الرب وغيرهم ، ولكنهم لا ينكرون الصلب إنما ينكرون أن يكون السيد المسيح قد صلب بالطريقة التي يذكرها بولص في إنجيله وإنما علق على خشبة تشبه الوتد ، حيث أن الدولة الرومانية في ذلك الزمان كانت تصلب الخارجين على القانون على وتد كما في الصورة المرفقة. وسوف نأتي على ذلك في بحث مفصل بعد هذا البحث إنشاء الله وهو بعنوان : على ماذا صُلب السيد المسيح ؟ 
 
 
 
الإنجيل نفسه ينفي فكرة الصلب من الأساس وعلى لسان السيد المسيح حيث يقول المسيح مخاطبا جموع اليهود الذين كانوا يتآمرون على قتله : ((أنا معكم زمانا يسيرا بعد ثم أمضي للذي أرسلني . ستطلبونني ولا تجدونني وحيث أكون أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا. فقال اليهود فيما بينهم إلى أين مزمع هذا أن يذهب حتى لا نجده.. ما هذا القول الذي قال ستطلبونني ولا تجدونني وحيث أكون أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا)) . أنظر إنجيل يوحنا الإصحاح 7 : 35 . 
 
فالمسيح هنا يؤكد في هذا النص بأنه سوف يذهب ولا يستطيع أحد أن يعثر عليه ولا يستطيع أي أحد كذلك الوصول إليه لأنه سوف يكون في مكان صعب المنال. والسيد المسيح عندما وجه خطابه لليهود فهو بذلك ينبئهم بما في نفوسهم مما سوف يدعونه بأنه قُتل أو صلب وهذا الإنجيل يتكلم بوضوح في النص الآنف الذكر بأن اليهود أنفسهم تساءلوا إلى أين يذهب هذا . فيقول لهم أن الله سيرفعني إلى مكان لا تستطيعون الوصول إليّ فيه لتنفيذ مؤامراتكم وقد أيد هذه الحقيقة المفكر بتراند رسل فقال : كانت طائفة الدوسبين المشبهين قد ذهبوا إلى أن المسيح لم يكن هو الذي صلب ، بل بديل أشبه به ، وقد ظهر رأي مماثل لذلك في الإسلام .. . 
 
وفي قوله تعالى : (بل رفعهُ الله إليه) هناك ما يؤيد ذلك حيث أن النصارى سكتوا على أمر هام جدا وهو مسألة اختفاء يهوذا الاسخريوطي الذي دل على السيد المسيح . فبعد إلقاء القبض على السيد المسيح كما يزعمون أحتار اليهود في من هو الذي اختفى؟ الاسخريوطي ، أو السيد المسيح ! فإذا كان المصلوب أمامهم هو المسيح فأين يهوذا. وإذا كان يهوذا هو المصلوب . فأين السيد المسيح ؟ وقد أشار تعالى إلى ذلك فقال ( بل شبه لهم) ولكنهم في النهاية حسموا الأمر واستسلموا للأمر الواقع وقالوا بأن المصلوب هو المسيح وسرقوا جثة المصلوب من القبر لكي لا تتضح الحقيقة عند انجلاء النهار لأن المعدوم حوكم وأعدم على ضوء المشاعل وسكتوا عن اختفاء يهوذا لأن البحث في هذه المسألة ليس في صالحهم خصوصا إذا علمنا أن يهوذا يشبه السيد الميسح من حيث الشكل . ولكن قول السيد المسيح وهو يشرح عملية صعوده إلى السماء ينفي قول كل من يدعي بأنه صلب ، حتى الرسامون ممن يحملون ثقافة دينية صحيحة رسموا صور السيد المسيح وهو يرتفع إلى السماء من بين أصحابه بعد ليلة العشاء الأخير تحف به الملائكة في مشهد عام . وعنوان اللوحة هو (صعود المسيح للسماء ) . وقد اختار الرسام هذا النص الإنجيلي من بين جميع نصوص الصلب والقتل والقبر وغيرها لأنه وجد أن النص صحيحا ويقبله العقل والمنطق لأنه يعطي قيمة لنبيهم بدلا من تلك الطريقة المزرية التي يصورونها للمسيح ولأن عملية ارتفاع السيد المسيح إلى السماء هو الوحيد الذي جاء على شكل خاتمة للأناجيل : (( ثم أخذ تلاميذه وصعد إلى الجبل وبينما كان يكلمهم رُفع إلى السماء)) إنجيل مرقص الإصحاح 16 : 19
 
 
 
وهنا يتدخل القرآن فيثبت القول الصحيح وينفي ما دونه من أقوال فيقول: وما قتلوه وما صلبوه بل رفعهُ الله إليه.. وما قتلوه يقينا. ويؤيد هذا النص القرآني قول الإنجيل نفسه الذي ينفي قتل أو صلب السيد المسيح حيث يذكر الإنجيل هذه الآيات الغريبة التي غفل عنها النصارى ولو شعروا بها من البداية لرفعوها وهي ما ذكره متى في إنجيله: ((وأما الأحد عشر تلميذا فانطلقوا إلى الجليل ، إلى الجبل حيث أمرهم يسوع ، ولما رأوه ، سجدوا له ، ولكن بعضهم شكوا)) . إنجيل متى الإصحاح 28 : 17هذا ما رواه متى فأين التلميذ الثاني عشر ؟؟ أليس اختفاءه يدل على أنه المعدوم الذي شُبه لليهود فقتلوه بدلا من السيد المسيح ؟ .
 
وهذا ما أكده مرقص في إنجيله أيضا فيقول: (( أخيراً ظهر للأحد عشر وهم متكئون ، ووبخ عدم إيمانهم وقساوة قلوبهم لأنهم لم يصدقوا الذين نظروه)) إنجيل مرقص الإصحاح 16 : 14.إجماع الأناجيل على اختفاء التلميذ ـ الحواري ـ الثاني عشر يدل دلالة واضحة على أنه قد حدث لهذا التلميذ حدث مهم وخطير وإلا بماذا يعللون سبب اختفائه وعدم حضوره؟ صحيح أنهم يقولون بان يهوذا سقط على الأرض وانشق بطنه ومات ، ولكن وقعوا في مصيبة أكبر حيث أن طريقة موته اختلفت فيها الأناجيل اختلافا مريعا فاضحا، فلو أنهم سكتوا لهان الأمر عليهم ولكنهم تخبطوا بشكل مثير للشفقة فبعض الأناجيل يقول بأنه انتحر ندما ، والبعض الآخر يقول بأنه عثر وسقط على الأرض وانشق بطنه ومات . بينما سكتت الأناجيل الأخرى عن ذكر حتى اسمه فلم تورد له موتا ولا حياة ولا نشورا. 
 
نعم لقد كان التلميذ الثاني عشر يهوذا خائنا فعندما حاول خيانة سيده وجاء مع الجنود الرومان لكي يدلهم عليه لأنهم لم يكونوا يعرفونه ، ألقى الله تعالى الشبه على يهوذا فاختلط الأمر على اليهود والجنود فاعتقلوا يهوذا وأعدموه ، ومن هنا نرى عدم حضوره على الجبل وفي أماكن أخرى بل حضر فقط احد عشر تلميذا وهنا يأت القرآن الكريم مصححا فيبين أن الذي قتل ليس السيد المسيح بل شخص آخر ألقى الله تعالى عليه الشبه فقال بصريح العبارة (بل شُبه لهم).    

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى الهادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/09/22



كتابة تعليق لموضوع : من الذي أعدم السيد المسيح ؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 19)


• (1) - كتب : مصطفى الهادي ، في 2011/09/28 .

بعيدا عن تأويلات الأخوة وليهم للنصوص وبترها نأتي على تناول قضية ((شبّه لهم )) وما أثير حولها من شبهات .
نقول :
لم يكن القرآن بعيدا عن الفهم الحقيقي لقضية السيد المسيح عليه وعلى أمه افضل التحية والسلام .
والقرآن لم يذهب بعيدا عن الكتب الأربعة للنصارى المتداولة الآن ولو كان الإنجيل الصحيح موجودا لما رأينا القرآن يختلف في قضية السيد المسيح .
الشبهة او الشك الحاصل في شخصية السيد المسيح لم ينفرد بها القرآن ، بل أن كتب مذكرات التلاميذ الأربعة اكدت بأن هذه الشبهة موجودة وان الذين ارادوا قتل المسيح لم يعرفوه وإنما استعانوا بدليل من أقرب الناس للمسيح ذلك هو تلميذه يهوذا الاسخريوطي . فماذا يقول النص تعال معي وانظر :
(( وفيما هو يتكلم اذا يهوذا واحد من الاثني عشر قد جاء ومعه جمع كثير بسيوف وعصي من عند رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب. 48والذي اسلمه اعطاهم علامة قائلا الذي اقبله هو هو.امسكوه. 49فللوقت تقدم الى يسوع وقال السلام يا سيدي.وقبله. 50فقال له يسوع يا صاحب لماذا جئت.حينئذ تقدموا والقوا الايادي على يسوع وامسكوه)) أنظر متى الإصحاح 26 : 47
فإذا كان اليهود وهذا الجمع الكثير وشيوخ الشعب والكنهة كلهم لا يعرفون يسوع حتى استعانوا بدليل يعرفه جيدا ومن تلاميذه فلماذا نلوم القرآن عندما يقول :
وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وان الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم الا اتباع الظن (آية:157):
هل رأيت عزيزي القارئ المحترم كيف أن القرآن يقول ان هؤلاء لم يكونوا يعرفون المسيح وليس لهم به علم إلا اتباع الظن . وهذا القول لا يخرج عن قول متى في أن كل هذه الحشود مع رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب والجنود الرومان لم يعرفوه حتى استعانوا بدليل .
ثم أن النص يوحي لنا بأنه لربما أن يهوذا كذب عليهم عندما اعطاهم علامة قائلا لهم الذي اقبّله القوا الأيادي عليه . فما يدرينا أن يكون يهوذا قد ضحى من أجل انقاذ سيده فوضع يده على شخص فيه شبه من السيد الميسح خصوصا وأن النص يخبرنا بأنهم لا يعرفوه ، فألقوا القبض عليه بدلا من المسيح واعدم . هذا الاحتمال وارد تحت ظل قول متى في أن كل تلك الحشود لم تكن تعرف السيد المسيح . وأنا أميل إلى هذا الرأي من أن يهوذا وبتدبير من السيد المسيح اتفقا على ذلك وصور يهوذا نفسه خائنا من أجل انقاذ سيده ، وأن الذي أعدم مكان السيد المسيح نال الشهادة والجنة كما تنقل لنا رواية سنذكرها فيما يأتي . وما الفرق فقد نال قبله الشهادة التلميذ استفانوس الذي قتله بولص رجما بالحجارة ولم يتنازل عن مبادئ السيد المسيح .
نحن المسلمون عندنا رواية جدا جميلة تؤيد هذا النص ننقلها هنا تعميما للفائدة ليس إلا .

جاء في تفسير الطبري طبعا الراوي وهب ابن منبه وكان من علماء النصارى .
8571ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا يعقوب القميّ, عن هارون بن عنترة, عن وهب بن منبه, قال: أتـى عيسى ومعه سبعة عشر من الـحواريـين فـي بـيت, وأحاطوا بهم, فلـما دخـلوا علـيهم قال عيسى لأصحابه: من يشتري نفسه منكم الـيوم بـالـجنة؟ فقال رجل منهم: أنا. فخرج إلـيهم فقال: أنا عيسى , فأخذوه فقتلوه وصلبوه. فمن ثمّ شُبّه لهم وظنوا أنهم قد قتلوا عيسى, وظنت النصارى مثل ذلك أنه عيسى, ورفع الله عيسى من يومه ذلك.
طبعا الرواية طويلة ولكننا اختصرناها وكما قلنا فإن الراوي هو من علماء النصارى الذين اسلموا وهو وهب ابن منبه .
إذن فإن هذه الرواية ، ورواية متى المذكورة تؤكد بأن من جاؤوا لقتل السيد المسيح لم يكونوا يعرفونه على الرغم من عددهم الكبير وشخصياتهم الدينية والعشائرية والعسكرية إلا أنهم شبه لهم في أمره ولذلك استعانوا بدليل ليدلهم عليه .
فماذا بعد الحق إلا الضلال .


• (2) - كتب : مصطفى الهادي ، في 2011/09/28 .

في البدء أقول : الشكر كل الشكر لإدارة الصحيفة الموقرة على هذا الصبر والمثابرة في نشر كل ما من شأنه أن يخدم الحقيقة .
السلام على من اتبع الهدى .
طبعا ابتدأ الأخ جورج رده بهذا القول :
بإستحالة تحريف الكتاب المقدس حتى هذه الساعة، ما قبل الإسلام وفي عهد الإسلام ولغاية الآن،

كيف تريدني أن أناقشك وانت منذ بداية مداخلتك ، تطلق على هذه الترجمات لمذكرات الرسل وأقوالهم وآرائهم الشخصية ورسائلهم فيما بينهم ـ كما سترى ـ تطلق عليها كتاب مقدسا ، ولا أدري هل تعني أن الكتاب المقدس المعني هنا هو كتاب الإنجيل الذي تركه مثلا السيد المسيح مكتوبا ومطبوعا أو غيره . لا تقل لي قال القرآن لأن القرآن عندما يذكر شيء إنما يقصد الصحيح وليس هذه المذكرات فكل ما ذكره القرآن حول التوراة والإنجيل إنما يقصد بهما الأصليتين . إين هما أين اصولهما التي كتبت باللغة الأصلية . لا يوجد إنما الذي يوجد هو الإنجيل بحسب متى ، أو بحسب لوقا ،أو بحسب يوحنا . فأين الإنجيل بحسب يسوع المسيح ؟

ثم تقول :
آمن المسيحيون منذ البدء بصلب المسيح!
لم يؤمن المسيحيون كلهم بصلب المسيح ، وبما أنكم لم تحسبوا النصارى من المسيح فهؤلاء لم يؤمنوا بالصلب . وبعض الحركات الإصلاحية في هذا ا لوقت أيضا بدأت تنكر صلب المسيح . وقد أوردت أنت بعضا من هؤلاء المنكرين لعملية الصلب .

وتقول : ((وماقتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم))
الآية المذكورة اعلاه : آية وحيدة ونصّ غير واضح:
وماذا في ذلك وأن أمة عظيمة من الناس تعتقد بأنه سوف يظهر ميسحان في آخر الزمان . المسيح الدجال والمسيح بن مريم ، فيُقتل الأول ويبقى الثاني .

بالنسبة لكم وحيدة وغير واضحة لأنكم تعودتم على ما جاء في كتب المذكرات الأربعة أو سمها الترجمات حيث الاختلاف والتضارب للجملة الواحدة او أن متى يأتي على ذكر الجملة ثم ينقضها لوقا أو ينفيها يوحنا وهكذا ، والقرآن هنا يذكر نصا واحدا يخاطب به العقول التي تفهم على قدر مستوياتها فيعطيها المجال للتحرك ولا يقيدها بتكرار النص ، وكلمة شبه لهم واضحة لا غبار عليها .


وأما قولك :وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ. أن اليهود لو اعترفوا بأنه رسول الله لآمنوا به ،

فهذا من تفسيراتك أنت لأن المعنى في هذه الآية أن اليهود كانوا يسخرون من عيسى بأنهم قتلوا رسول الله الذي لم يقدر ربه على حمايته . وكثيرا ما كانوا يستهزأون بالرسل مثل قولهم : أهذا الذي بعث الله رسولا . وهكذا

وتقول :
- " وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَ فَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمْ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُون

لا تكن انقائيا تختار ما يناسب هواك ، فقوله ((وقفينا من بعده بالرسل)) ، ولم يقل بالرسول حتى تجر المعنى إلى عيسى فتقول بأن اليهود كذبوا موسى وقتلوا عيسى . وقوله ((وفريقا تقتلون)) يشير إلى عملية ابداة جماعية للرسل وليس عيسى وحده . وكما جاء في الروايات فإن اليهود قتلوا اكثر من سبعين نبيا . ولا زالوا إلى هذا اليوم يقتلون كل من لم يسير في هواهم من العلماء والمفكرين وهم مثل الأنبياء في هذا الزمان نظرا لأفكارهم الخلاقة . ولو ظهر عيسى في آخر الزمان حسب ما نعتقده نحن فإن اليهود والمسيحيين سوف يُقاتلونه أشد قتال واشرسه ، ولا يؤيده غير ((النصارى والمسلمين)) الذين ذكروه بكل خير وحفظوا له كرامته هو وأمه . فأنتم المسيحيين اول ما يقاتل عيسى حال نزوله من ا لسماء وانتم جنود ياجوج وماجوج الذين اشار إليكم بوش قبل احتلال العراق في حديثه مع الرئيس الفرنسي . فتمعن

أنظر يا سيدي أنا جئت على نقد ما دونه اصحاب الكتب الأربعة في مذكراتهم وبينت اختلافهم في عملية الصلب ومن هو الذي صلبه . وكيف أن المسيح سوف اذهب إلى مكان لن تقدروا أن تصلوا إليه حتى أن اليهود تساءلوا عن هذا المكان المزمع أن يذهب إليه بحيث أنهم لا يقدروا ان يصلوا إليه وفعلا ذهب ارتفع إلى مكان بعيد في السماء . ولذلك تخبط كتبت الكتب الأربعة في عملية الصلب فزعموا بأن الجثة سرقت ، أو اختفت ووضعوا ملاكا على باب المغارة ثم ظهر بعد ثلاث أيام ثم رفعوه من بين تلاميذه ، يا اخوان قولوا ارتفع واتركوا عملية الصلب والفداء التي لا يقبلها العقل وتسيء للمسيحية ـ وليس النصرانية ـ ولا تنفعهاالله لا يُعالج الخطأ بالخطأ فلا يرفع خطايا الناس بارتكاب جريمة قتل انسان برئ . وإذا كانت عملية قتل المسيح جزئ من التخطيط الإلهي فلماذا يُعاقب قتلة السيد المسيح ويصفهم بالقتلة . المفروض أن اليهود والرومان هم ادوات لتنفيذ مشيئة ا لله في قتل المسيح الذي خطط الله لقتله ، فعلى ربكم أن يكرمهم لا يعاقبهم لأنهم فعلوا ذلك بمشيئته وتخطيطه لتتم عملية الضحية الفدائية الخروف الفادي من اجل رفع خطية ا لموت بالموت الذي هو بقتل المسيح وازهاق روحه وتعذيبه بتلك ا لصورة المخزية البشعة التي لا داعي لها ، والله انها شوفينية لا مثيل لها أن يُمثل بإنسان وهو حي ويُتفل في وجهه ويُهان ويُسقى خلا ووووووو من أجل ماذا رفع خطية واحدة .

واقول :
انصحك أن تترك ما تنتقيه من تفسيرات للقرآن لأن ما تأت به ، هناك ما يغايره من رأي لدى المفسرين فلماذا اخترت الذي يناسبك ، ولم تذهب للذي يخالفك .

تقول :
كما فعل بعد ذلك بحوالي ألف سنة الذين زوروا كتاب إنجيل برنابا الخرافي المزيّف!!!!
واقول :
وهل برنابا خرافي ومزيف أيضا أم موجود في الكتب الأربعة ؟؟ ثم لماذا لا يكون له إنجيلا اسوة بمن سبقه ممن كتب واطلق عليه الانجيل فهناك انجيل متى ولوقا ومرقص ويوحنا فلماذا لا يكون هناك انجيل برنابا على الأقل اسوة ببولص الموحى له بالروح القدس !! ؟؟

دعنا أيها القارئ العزيز نناقش هذا الأمر من عدة جوانب بحكمة وروية دون انفعال أو تسرع، حتى نستكشف بواطن الأمور.
سبحان الله بواطن الأمور مرة واحدة !!! ولماذا تترك ظواهرها .

تقول :
أولاً لقد تضاربت أقوال علماء المسلمين بخصوص تفسير هذه الآية

لا عليك من ا ختلاف المفسرين المسلمين فهذا من اعجاز القرآن الذي له وجوه عديدة ، كما قال زميلك صباح بأنه حمال وجوه , ولكن عليك بالكتبة الأربعة وما لحقها من كتب ورسائل ، هل اتفقت هي على شكل واحد لعملية الصلب أم اختلفت ؟ اذهب هناك وناقش الاختلاف . وزميلك صباح كان يُناقشني على أني لم أفهم جوهر الإنجيل . وأنت الآن تريد أن تناقشني ببواطن الأمور !!!

يقول الشاعر : سبحت ابحر إنجيلك وباطن ـــ تناقشني على الجوهر وباطن ـــ إذا الظهر ما تعرفه وباطن ـــ تريد اتفسر إنجيلك عليه ..

وأما قولك : لماذا ينكر الإسلام أن اليهود قد قتلوا المسيح؟ ألم ينسب القرآن لليهود أنهم قتلة الأنبياء؟

وأنا قلت لك فيما سبق أن اليهود لا زالوا مستمرين في قتل المصلحين والعلماء وهم بمثابة الأنبياء في هذا الزمان ، لأن هؤلاء العلماء والمصلحين واصحاب الافكار المبدعة لم يسيروا في ركاب اليهود . وقد قتلوا في العراق وحده ما يقارب من خمسة آلاف عالم ومفكر . لأنهم يُريدون أن يفرغوا الساحة من حصانتها ، ويبقى العالم مثل البهائم فيتسيد اليهود عليهم . وجريمة قتل المسيح ثابتة عليهم وإن لم يرتكبوها في شخصه . مثل شخص خطط لقتل رجل ، ولكنه اشتبه في رجل آخر فقتله . فهل تسقط عنه جريمة القتل ؟؟

ثم تقول وتقع في الخطأ القاتل الذي يقع فيه النصارى فتتضح من خلاله نواياهم :
1ـ سورة البقرة (87): "ولقد آتينا موسى الكتاب .… وآتينا عيسى ابن مريم البينات، وأيدناه بروح القدس، أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم، ففريقا كذبتم، وفريقا تقتلون"
لاحظ المقابلة بين موسى وعيسى في هذه الآية، فاليهود قد كذبوا موسى ولكنهم قتلوا عيسى.

وأقول :
أنظر هنا كيف حذفت بقية الآية ووضعت بدلا منها نقاط لتخدم غرضا معينا في نفسك ، هل رأيت الأمانة العلمية التي دعوتني لها منذ البداية . فتأتي بالآية شوهاء عرجاء فتنقل منها ما يحلو لك وتترك الباقي . اليست هذه هي نفسها طريقتكم في كتابة الكتب الأربعة حيث يذكر متى نصا ، فيحذف منه لوقا ما لم يعجبه ، ويقوم مرقص بحذفه كله ، وينكره يوحنا .

انظروا يا اخوان لقد حذف الأخ (جورج مراد ) الآيات التي تذكر بأن كثير من الرسل أرسلهم الله ما بين موسى وعيسى وقتلهم اليهود . والنص الذي حذفه هو : (( وقفينا من بعده بالرسل )) فقد حذف الأخ جورج هذا النص لكي تخلو الآية من كلمة الرسل وتكون حصرا على موسى وعيسى ثم يقول : (((لاحظ المقابلة بين موسى وعيسى في هذه الآية، فاليهود قد كذبوا موسى ولكنهم قتلوا عيسى))).

طبعا وهذا ما يريده الأخ جورج . وليس ما يريده الأخوة القراء .
واتمنى أن يلتفت القارئ العزيز إلى أن هذه هي طريقة المسيحيين في تدوين ما يُسمى إنجيلهم ، فهم يحذفون ما لا يناسبهم .
اتوقف معك عند هذا الحد لأنك غير أمين ومزوّر اذهب واقنع الافارقة الجوعى المساكين بدينك اعطهم قطعة خبز فوقها إنجيلا .

لا تكابروا في أشياء لا أصل لها أنا قلت منذ البداية لا اناقشك في هذه الترجمات الأربعة لمذكرات الرسل وخواطرهم . اليس لوقا يقول في مقدمة كتابه : اذ كان كثيرون قد اخذوا بتاليف قصة رأيت انا ايضا اذ قد تتبعت كل شيء من الاول بتدقيق ان اكتب على التوالي اليك ايها العزيز ثاوفيلس .
فهنا يعترف لوقا بأن كثيرين قد اخذوا بتأليف قصص وهو أيضا سيفعل مثلهم ويكتب لصديقه ثاوفيلس رسالة فيها مذكراته فقط . فهي رسائل يا أخي كتبها بعضهم لبعض كما فعل بولص فذكر بأنها رسائل منه إلى رومية وتسالونيكي وروما وغيرها وإلا بماذا نفسر قول بولص لصديقه : وإذا مررت بصديقي العزيز فأجلب معك القميص والازار والملابس التي نسيتها عنده ... ههههه
فهل هذا كلام وحي أدرجتموه في الكتاب ثم اطلقتم عليه الانجيل ؟؟؟
ثم هل سمعت بكفن تورينو الكفن الذي تزعم الكنيسة الكاثوليكية الرومانية والموجود في الفاتيكان حيث يزوره الملايين من الناس المخدوعين الذين لم يقرأوا الإنجيل ليروا بأن ا لسيد المسيح قد كُفن في لفائف وليس كفن قطعة قماش فلا زالت الكنيسة ورجالاتها يخدعون الناس إلى يوم الناس هذا ويجنون الملايين من عملية الحج إلى رداء ترير المقدس أو الحد إلى كفن تورينو . وقد كتبت بحثا أنا عن ذلك سوف أنشره على هذا الموقع إنشاء الله .

سبحان الله ثم تأت لي بهذا الموضوع الطويل العريض الذي يحتاج شهورا للرد عليه . طبعا هذه طريقتكم في مناقشة الآخرين ، تُكثرون عليهم الأسئلة وتنوعون المواضيع لكي يضيع الهدف بين هذا الركام .
على الأقل افعل مثلي فقد ناقشت وناقضت أنا فقرة واحدة من كتب المذكرات وهي : من الذي أعدم المسيح .
فهل يدل تطويلك للرد إلا على التردد . فأكثرت واكثرت وطولت وطولت ، لكي يحتار المجيب على ماذا يُجيب .
يا أخي أنا من البداية قلت لك إذا تريد أن تناقشني وتقنعني اذهب وآتني بالإنجيل الذي تركه عيسى مكتوبا ، فتأت وتناقشني بكتب المذكرات الأربعة ، ثم تطلق عليها إنجيل ربنا يسوع المسيح . هذا خداع يمشي على البسطاء من الناس .
كما وأقول لأخي العزيز صباح : أن النجدة التي طلبتها لم تستطع أن تسعفك لأنها وقعت في الحيرة ولجأت إلى بتر الآيات القرآنية لتخدم اغراضا معينة والنسخ من الأنتر نت واللصق ولذلك جاء الرد غير مفهوم ومضطرب وهو على قول المثل من كل قطر أغنية .
تحياتي .
انتهى الحوار والسجالات بعد أن قام الأخ ببتر الآيات .

ملاحظة : اللي يريد يناقش عليه أن يبذل الجهد العقلي والوجداني ويعتمد على خبرته في ذلك ، فلا يلجأ للقص واللصق من المنتديات ثم يعتبر نفسه مناقشا عن دينه . وإذا تحب الصق لك روابط ردك من أين جئت بها . أنا مو فاضي للرد على القص واللصق .

• (3) - كتب : اكرم ، في 2011/09/28 .

الشيخ مصطفى
جزاكم الله خير الجزاء
الظاهر الاخ المسيحي لا يفقه قولا :)


• (4) - كتب : مهند البراك ، في 2011/09/28 .

من المتابعين بشغف لهذا الحوار

شكرا للاخ العزيز مصطفى الهادي على تبيان الحقائق التي خفيت عن الاخوة

• (5) - كتب : جورج مراد ، في 2011/09/28 .

السيد مصطفى ، سلام الله معكم
المقدمة
اود بكل محبة واحترام ان اشارك في هذا الحوار بعدما اطلعني عليه اخي الحبيب صباح ابراهيم، انني أُحييه بسلام المسيح، والذي كفّى ووفّى برده الكتابيّ على شكوكك وإدعائك بعدم صلب المسيح ، الذي اورده من الكتاب المقدس، الذي يشهد ويصدق القرآن على صحة وحيه وهو الذكر والفرقان المحفوظ من الله تعالى الحجر 9 ، وسآتيك بشواهد عديدة من آيات قرآنية والحديث والتاريخ وغيره بإستحالة تحريف الكتاب المقدس حتى هذه الساعة، ما قبل الإسلام وفي عهد الإسلام ولغاية الآن، وعلى هذا الأساس يجب على كل إنسان في هذا الزمان ان يعقله ويعمل به ليخلص من عذاب الهوان لأنه في الآخرة سيعطي حساب امام الرب الديان .
ولكنني في بادئ الأمر وبنعمة الرب سأرد على آخر جملة ذكرتها حضرتك وهي: " " وهنا يأت القرآن الكريم مصححا فيبين أن الذي قتل ليس السيد المسيح بل شخص آخر ألقى الله تعالى عليه الشبه فقال بصريح العبارة (بل شُبه لهم).
الرد: اتى اعتراضك هذا من منطلق الآية القرآنية المذكورة في:
سورة النساء آية157 "وقولهم (يقصد اليهود) إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله. وما صلبوه ولكن شبه لهم… "
توحي هذه الآية في ظاهرها بأن المسيح لم يصلب ولكنه شبه لهم.
أرجوك سيد مصطفى ان تعطي من وجدانك بكل ما ساشرحه وتمعن جيداً بضمير حي وعقل واسع امام الله فاحص الضمائر والقلوب لتعرف الحق والحق ينجيك من كل ظلم وشك وتكون من الرابحين.
- الآية المذكورة اعلاه : آية وحيدة ونصّ غير واضح:
آمن المسيحيون منذ البدء بصلب المسيح، وشرح كتاب الإنجيل بأوجهه الأربعة وبقية أسفار العهد الجديد حادثة الصلب تفصيليًا، بل كانت قصة الصلب هي أول من كرًز به تلاميذ المسيح ورسله وقدّموه للعالم أجمع وأوّل ما كُتب في الإنجيل، كما سبق أنْ تنبّأ عنه أنبياء العهد القديم تفصيليًا، وعرف ذلك العالم عنهم ولم يقل أحد بعدم صلب المسيح حتّى جاء نص الآية القرآنية المذكور. وبعد انتشار المسيحية بأكثر من 600 سنة. وهذه الآية غير واضحة ولنا عليها عدة تساؤلات:
(1) فهي تقول: " وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ "!! ولو افترضنا أنّ اليهود آمنوا فعلاً بأنّ المسيح هو رسول الله لما فكروا في قتله وصلبه بل لكانوا قد آمنوا به مثل بقية من آمن به منهم وصاروا مسيحيين(1)!!
(2) كما تقول " وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ "!!! ولم يشك أحد لا من اليهود ولا من المسيحيين ولا من الرومان أو غيرهم في حقيقة أنّ الذي كان مصلوبًا ومعلقًا على الصليب هو المسيح، ولا في
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) ويري البعض أنّ الآية تتكلم بأسلوب العبرة وليس بأسلوب التاريخ والتأريخ، فيقول أ. محمد أحمد خلف الله " وبَان للعقل الإسلامي أن وصف عيسي عليه السلام بأنّه رسول الله في قول اليهود الذي حكاه عنهم القرآن في قوله تعالي ( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ )، لا يمكن أنْ يُفهم علي أنّه قد صدر حقًا من اليهود فهُمْ لم ينطقوا بهذا الوصف وإنما القرآن هو الذي أنطقهم به. ذلك لأنّ وصفه بالرسالة ليس إلا التسليم بأنّه رسول الله وهم لم يسلموا بهذا، ولو سلموا بهذا لأصبحوا مسيحيين، ولما كان بينهم وبينه أي لون من ألوان العداء، ولما كان قتل وصلب، إنّ اليهود إنما يتهِمُون عيسي بالكذب، ويُنكرون عليه أنّه رسول الله، ويذكرونه بالشرّ، ويقولون إنّه ابن زنا وأنّ أمّه زانية. يقول اليهود كل هذا وأكثر منه، ومن هنا لم يستطع العقل الإسلامي أن يُسلم بأنّ وصف عيسي بأنّه رسول الله قد صدر حقًا من اليهود" القصص القرآني مع شرح وتعليق خليل عبد الكريم (ص66و67).
ــــــــــ
حقيقة موته على الصليب أو دفنه في القبر، ولم يقل أحد بشيء مثل ذلك في أى كتاب من كتب المسيحيين أو اليهود أو الرومان أو غيرهم!!!
(3) وعبارة " وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ " لا تقول صراحة إن كان المقصود هو لإلقاء شبه المسيح على آخر كما يقول أصحاب نظرية الشبه أم أنها تقصد شيئ آخر:
يقول كل من الإمام الفخر الرازي في تفسيره، وابن كثير في كشافه: " شُبِّهَ " مُسند إلى ماذا؟ إنْ جعلته إلى المسيح فهو مشبّه به وليس بمشبّه، وإنْ أسندته إلى المقتول، فالمقتول لم يجرَ له ذكر؟ "( التفسير الكبير ج 3، ص35؛ والكشاف ج1، ص 580).
(4) إنّ كل الضمائر الموجودة بالآية والخاصّة بالمصلوب تعود جميعها على المسيح وليس على آخر يُمكن أنْ يُفترض أنّه المقصود!!!
(5) ولم تقل من هو المصلوب صراحة؟ سواء كان المسيح أو غيره؟.
(6) ولا من هو الذي ألقى عليه الشبه، إنْ كان هناك من ألقى الشبه عليه؟.
(7) ولا من هو المُشبّه
(8) ولا من هو المُشبّه به؟.
(9) ولا كيف نجا إنْ لم يُصلب؟.
(10) ولا كيف تمّ ذلك؟.
(11) ولا متى تمّ ذلك؟.
(12) ولا تقول لنا أي تفاصيل توضّح المعنى المقصود في الآية؟.
(13) ولا يوجد في القرآن آية غيرها توضّح ما جاء بها؟ بل على العكس توجد ست آيات قرآنية تتكلّم عن موت المسيح ووفاته قبل رفعه وتلمّح لقتله، وهي:
1و2- فقد قيل عن لسان المسيح " وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا " ( مريم 33). وهذا نفس ما قيل عن يوحنا المعمدان، يحيى بن زكريا " وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا " ( مريم 15). والمعروف في المسيحية والإسلام أنّ يوحنا المعمدان أو يحيى بن زكريا مات قتيلاً علي يد هيرودس الملك (2).

3- " وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَ فَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمْ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُون " (البقرة87) . والآية هنا تؤكد على تكذيب اليهود لفريق من الرسل وحقيقة قتلهم لفريق آخر ، وفي نفس الوقت لا تذكر من الفريقين سوى موسى وعيسى ، ومن ثم فأحدهم من الفريق الذين كذبوه والآخر من الفريق الذي قتلوه!!!
- " الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ " (آل عمران183). والمسيح هو أكثر من أتى بالمعجزات وبالبينات بحسب ما ذكر القرآن وهو الذي أنزل الله عليه مائدة من السماء بناء على طلب الحواريين

5- " إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ " (سورة آل عمران 55)
_______________________________
(2) فقد أورد الحافظ ابن كثير في كتابه البداية والنهاية ج2: ص53 و54 " بيان قتل يحيي بن زكريا عليه السلام. وذكروا في قتله أسبابًا أشهرها أن بعض ملوك ذلك الزمان بدمشق كان يريد أن يتزوج ببعض محارمه أو من لا يحل له تزويجها فنهاه يحيي عليه السلام عن ذلك، فبقي في نفسها منه، فلما كان بينها وبين الملك ما يحب منها استوهبت منه دمّ يحيي فوهبه لها فبعثت إليه من قتله وجاء برأسه ودمه في طشت إلي عندها".
ــــــــــ

6 - " وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ . مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ " (سورة المائدة 116و117). وهذه الآية تتحدّث عن الوفاة قبل الرفع أيضًا!! ولكن للإخوة المسلمين تفسيرات عديدة لقوله " مُتَوَفِّيكَ " و " فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي "، وأيضًا في زمن الموت المقصود في قوله " وَيَوْمَ أَمُوتُ ‏".

وباختصار فنصّ آية الشبه لا يُوضّح للمفسّر أي شيء يخصّ نهاية المسيح على الأرض. ومن الصعب جدًا أنْ نقول أنّه ينفي صلب المسيح لأنّه لو كان يقصد أن المسيح لم يُصلب حقيقة، وقد ملأت عملية صلبه أكثر من ثلث العهد الجديد، كما ملأت آلاف الكتب التي كتبها آباء الكنيسة في نهاية القرن الأوّل الميلادي وما بعد ذلك، لكان القرآن قد شرح عملية عدم صلبه وإلقاء شبهه على آخر بالتفصيل، كما فعل بعد ذلك بحوالي ألف سنة الذين زوروا كتاب إنجيل برنابا الخرافي المزيّف!!!!
فقد كان مبيتًا في نيّة من كتبوا هذا الكتاب المزيّف أن يؤكدوا النظرية القائلة بعدم صلب المسيح فألفوا قصة إلقاء شبهه على يهوذا!!! وأقول أنّه لو كان في نيّة القرآن القول بعدم صلب المسيح لكان قد فعل ما فعله من كتبوا هذا الكتاب المزيّف!!! ولكنه لم يفعل، فماذا نفهم من ذلك؟؟؟!!!!

والعجيب، بل والغريب، أنّه عند ترجمة قوله " وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ " إلى الإنجليزية، كما جاء في ترجمة القرآن المعتمدة من مجمع البحوث الإسلامية، لا يعطينا أي

معني واضح سوى قوله: " SO IT WAS MADE TO APPEAR TO THEM "، أي ظهر لهم هكذا، أو بدا لهم هكذا!! وهذا الكلام في حدّ ذاته لا ينفي وقوع الصلب على المسيح مطلقًا، وسنوضّح ذلك في الفصول التالية.

والخلاصة، فنصّ الآية لا يقول أي شيء يُمكن أن ينفي حقيقة قصّة وحادثة صلب المسيح، بل على العكس جعلت المفسّرون يتخبّطون ويروون روايات تتنافي مع المنطق والعدل وتمتلىء بالخرافة!!!

دعنا أيها القارئ العزيز نناقش هذا الأمر من عدة جوانب بحكمة وروية دون انفعال أو تسرع، حتى نستكشف بواطن الأمور.

أولاً

لقد تضاربت أقوال علماء المسلمين
بخصوص تفسير هذه الآية

نذكر بعضا من هذه الأقوال كما جاءت في كتاب جامع البيان (ص12ـ16) فقد قيل:
(1) أن الله ألقى شبه المسيح على أحد الحواريين ويدعى سرجس:
إذ قيل: "حدثني رجل كان نصرانيا وأسلم أن عيسى حين جاءه من الله أني رافعك إليَّ، قال: يا معشر الحواريين، أيُّكم يحب أن يكون رفيقي في الجنة، على أن يُشبَّه للقوم في صورتي، فيقتلوه مكاني؟
فقال سرجس: أنا يا روح الله.
قال له عيسى: فاجلس في مجلسي. فجلس فيه، ورُفع عيسى، فدخلوا عليه فأخذوه فصلبوه وشبه لهم، إذ راوا الوجه وجه عيسى والجسد ليس جسده، ولكن آخرون قالوا هو هو"

(2) وقيل أن الله ألقى شبه المسيح على يهوذا الذي أسلمه لليهود.
فقد جاء في نفس المرجع السابق "قال آخرون: نافق أحد تابعي عيسى (أي يهوذا) وجاء مع اليهود ليدلهم عليه، فلما دخل معهم لأخذه، أَلقى الله عليه شبهه، فأُخذ وقتل وصلب"
(3) وقيل أن الله ألقى شبه المسيح على أحد جنود الرومان:
فنقرأ في ذات المرجع "أن اليهود حين اعتقلوا عيسى، أقاموا عليه حارسا. ولكن عيسى رفع إلى السماء بأعجوبة، وألقي شبهه على الحارس، فأخذ وصلب وهو يصرخ ويقول: أنا لست بعيسى"
(4) وذكر الإمام البيضاوي: أنه قيل دخل طيطاوس اليهودي بيتا كان عيسى فيه فلم يجده، فألقى الله عليه شبه عيسى. فلما خرج ظنوا أنه عيسى فأخذوه وصلبوه.
(5) وقيل "إن الله ألقى شبه عيسى على إنسان آخر، فصلب هذا الإنسان بديلا عنه"
(كتاب جامع البيان ص12ـ16)

فقل لي أيها القارئ العزيز: من نصدق من هؤلاء الرواة؟ وماذا نصدق من تلك الروايات؟؟
هل الذي وقع عليه شبه المسيح فصلب عوضا عنه هو: سرجس؟ أم يهوذا؟ أم الحارس؟ أم طيطاوس اليهودي أم إنسان آخر؟ أم من؟؟؟؟
ونحن نعلم جيدا القاعدة القانونية التي تقول أنه إذا تضاربت أقوال الشهود كان ذلك برهانا على بطلان الادعاء أساساً!!!
أليس هذا كافيا للرد على هذا الاعتراض؟

ولكنني أود هنا أن أورد للقارئ الكريم هذا المقطع من مقالة إقتبستها من جريدة الشرق الأوسط الألكتورونية، لعله يشاطرني الرأي بحكمته ويستنتج مغزى معناها مطبقاً اياه على الشبهة التي نحن بصددها؟
القاهرة: بقلم محمد مصطفى ابو شامة (عن جريدة الشرق الأوسط)
((جاهل بدينه أو منتفع بدنياه، فجهلهم بالدين جعلهم لا يتفطنون لما في أعماله من مخالفات شرعية، والشبهة جعلتهم يعجبون بها. فما الشبهة؟
والجواب: الشبهة باطل يشبه الحق أو باطل مخلوط بشيء من الحق. وذلك لأن (الباطل لا يروج عند الناس إلا بخلطه بشيء من الحق)، فيصير الأمر ملتبسا ومشتبها. ومن ذلك ما روته السيدة عائشة (رضي الله عنها) قالت: سأل أناسٌ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن الكُهان، فقال (ليسوا بشيء)، فقالوا: يا رسول الله إنهم يحدثوننا أحيانا بشيء فيكون حقا؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقُرُها في أذن وليّه فيخلطون معها مائة كذبة) الحديث متفق عليه. فسبب رواج أمر الكهان - مَن يدّعون معرفة الغيب - عند بعض الناس أنهم يخبرون بشيء من الحق يعرفونه من أوليائهم من الجن فيخلطون الحق بكذب كثير، فيصدقهم الناس بالحق القليل في كلامهم. وقد وردت الأحاديث بالنهي عن إتيانهم أو تصديقهم.
وهذا المسلك إن جاز على مذهب (روبن هود) والصعاليك فإنه لا يجوز في دين الإسلام، فهو لص مستحق للعقوبة مهما تصدق، وصدقته غير مقبولة عند الله وإن فرح بها الجياع، لقول النبي (صلى الله عليه وسلم) (إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا) الحديث رواه مسلم.
ولكن الانتقام منها أو من غيرها من الأعداء بما حرّمته الشريعة من الوسائل: حرام ولا يجوز، بل إن هذا مما يجلب سخط الله ويسبب الهزيمة للمسلمين. وفي تفسير قول الله تعالى: «وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ المُعْتَدِينَ» (البقرة 190)، ذكر ابن كثير ما رواه الإمام أحمد عن حذيفة (رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال (إن قوما كانوا أهل ضعف ومسكنة، قاتلهم أهل تجبر وعداوة، فأظهر الله أهل الضعف عليهم فعمدوا إلى عدوهم فاستعملوهم وسلّطوهم، فأسخطوا الله عليهم إلى يوم القيامة) قال ابن كثير رحمه الله (هذا حديث حسن الإسناد، ومعناه أن هؤلاء الضعفاء لما قدروا على الأقوياء اعتدوا عليهم فاستعملوهم فيما لا يليق بهم أسخطوا الله عليهم بسبب هذا الاعتداء، والأحاديث والآثار في هذا كثير جدا) أ.هـ.))
فائدة أخرى (لا يجوز اغتنام الفرصة للانتقام من العدو مع وجود المانع الشرعي) أرسل النبي (صلى الله عليه وسلم) حذيفة بن اليمان (رضي الله عنه) إلى معسكر أحزاب الكفار المحاصرين للمدينة في غزوة الخندق (الأحزاب) ليأتيه بخبرهم وقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) (ائتني بخبر القوم ولا تذعّرهم عَلَي)، فلما ذهب إليهم حذيفة قال (فرأيت أبا سفيان يَصلي ظهره بالنار، فوضعت سهما في كبد القوس، فأردت أن أرميه، فذكرت قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) «ولا تذعّرهم علي»، لو رميته لأصبته) الحديث رواه مسلم (4658). وكان أبو سفيان هو زعيم جيوش الكفار في تلك الغزوة، ومعنى (يصلي) أي يدفئ، ومعنى (لا تذعرهم) أي لا تهيّجهم ولا تثرهم. فهنا جاءت الفرصة لحذيفة لقتل زعيم الكفار المحاصرين للمدينة، ولم يغتنم الفرصة - بالرغم من أنهم في حرب دفاعية مصيرية - فلم ينتهز الفرصة لوجود المانع الشرعي وهو نهي النبي (صلى الله عليه وسلم) له عن تهييج الكفار واستفزازهم. فلم ينتهز حذيفة الفرصة خشية العواقب.))
فانتهاز الفرصة للانتقام من العدو لا يجوز عند وجود المانع الشرعي فإنه لا يجوز في دين الإسلام، فالغاية لا تبرر الوسيلة.)) (انتهى)

أليس هذا كافيا أيضاً للرد على هذا الاعتراض؟ وكل من ينتهز الفرصة للتعدي على بعض الناس الجهلة بدينهم، من قبل اناس جاهلين بدينهم أو منتفعين بدنياهم ببث روح الباطل وخلطه بشيء من الحقيقة ليروج عند الناس " ويصير ملتبسًا ومشتبهًا " وهنا أستطيع أن أقول لقاتل نفس الإنسان بجرفه عن الحقيقة وتصير ملتبسة ومشتبهة فيطبق فيه كلام الرب في كتابه المقدس "قاتل النفس مجرم عند الله". ولكن أية حقيقة هذه ما دام قصد القرآن بعيد كل البعد عن هذه التأويلات المضللة.
* واليك ما جاء في القرآن محذراً عن قتل النفس البريئة والإنسان المؤمن:
"وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا"

فكيف انت ايها الإنسان تتجرأ وتنسب جريمة القتل هذه إلى ،الله تعالى كل العلو والسمو، قائلاً بان الله القى شبه المسيح على شخص آخر ويقتله. حذارك يا إنسان منذ الآن تعقل واتقي الله قبل ان يفوتك الأوان .
ثانياً
هل كان الله محتاجا أن يقوم
بهذه التمثيلية؟

وما الذي يضطره إلى ذلك؟ ألم يكن الله قادرا أن يرفع المسيح دون بديل وكفى؟

أم أنهم يريدون تأكيد مبدأ الفداء (الذي ينكرونه) وذلك بصلب بديل عن المسيح، ولكن بطريق الغش والخداع؟!!!
وهل جاء المسيح كفادٍ للبشرية؟ أم أنه احتاج إلى من يفديه ويصلب بدلا منه؟!!

هذه الأسئلة وغيرها تفرض نفسَها على الساحة، ليستبين الحق من الباطل. وإني أترك الإجابة لعقول المفكرين المخلصين، ولسوف يدركون يقينا أن الله لم يكن في حاجة إلى مثل هذه التمثيلية الخادعة التي اخترعها بعض المفسرين. ثم نأتي إلى جانب ثالث هو:

ثالثاً
هل هذا الكذب والخداع من أخلاقيات الله
الحق والصادق والأمين؟

ألا يدري هؤلاء المفسرون ما قاله القرآن الكريم بخصوص الخداع والكذب، والصدق والحق:
سورة البقرة (8ـ10): "ومن الناس من يقول: آمنا بالله وباليومِ الآخِر، وما هم بمؤمنين، يخادعون الله، وما يخدعون إلا أنفسَهُم وما يشعرون. في قلوبهم مرض، فزادهم الله مرضا. ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون" أفبعد هذا كله ينسبون إلى الله الخداع وهو مرض له عذاب أليم؟!! حاشا.
سورة الأنعام (57): "…إن الحكم إلا لله يقص الحق" وأيضا في:
سورة النور (25): "ويعلمون أن الله هو الحق المبين" الله هو الحق فكيف ينسبون إليه الباطل؟؟؟
سورة الأنعام (115): "وتمت كلمات ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته" كلمات الله صادقة وأيضافي:
سورة آل عمران (61): "… لعنة الله على الكاذبين" يلعن الله الكاذبين فكيف ينسبون إليه الكذب؟؟
الواقع أننا نربأ بأن تكون هذه من أخلاقيات الله سبحانه، فلا يصح تفسير الآيات بما ينسب لله أمراض البشر من خداع، وباطل، وكذب، التي تستحق العقاب والعذاب الأليم!!!
ولننتقل الآن إلى مناقشة جزئية أخرى وهي:


رابعاً
ما المقصود بتعبير شبه لهم؟؟

(1) ربما أراد القرآن أن يقول أن معنى " شُبِّه لهم" هو أنهم بصلبهم للمسيح قد شبه لهم أنهم قد قضوا على المسيح ورسالته، ولكن هيهات أن يقضوا عليه أو على رسالته، بل شبه لهم ذلك.
(2) وهناك معنى آخر هو أنه شبه لهم أنهم هم الذين قتلوه والواقع أن الله هو الذي سمح بذلك وفعل كما جاء في:
سورة الأنفال (17): "فَلَمْ تقتلوهم ولكن الله قتلهم، وما رميت إذا رميت، ولكن الله رمى …"

(3) كما أنه يوجد معنى آخر هو أن من قتل في سبيل الله ليس ميتا، فيكون معنى الآية أنه شبه لهم أن المسيح قد مات، والواقع أنه حي عند ربه كما جاء في القرآن في هذا المعنى قوله في:
أ. سورة آل عمران (169): "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل هم أحياء عند ربهم يرزقون"
ب . سورة البقرة (154): "ولا تقولوا لمن يـُقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون"

(4) وقد يكون المقصود هو صلب الناسوت وعدم إمكان صلب اللاهوت، وهذا ما أشار إليه الأمام البيضاوى بقوله: "… صلب الناسوت وصعد اللاهوت" ( تفسير البيضاوى جزء 2 صفحة 128 ).

والواقع أن قول البيضاوي هذا صحيح من جهة صلب الناسوت ولكنه غير صحيح من جهة ما يقوله عن صعود اللاهوت، لأننا نؤمن أن الصلب حدث للناسوت فعلا وهو الذي تأثر بعملية الصلب أما اللاهوت فلم يفارق الناسوت لحظة واحدة ولا طرفة عين، وإن كان اللاهوت لم يتأثر بعملية الصلب. ويمكن فهم هذه الحقيقة عندما ننظر إلى قطعة من الحديد المُحمّاة بالنار، عندما نطرقها بمطرقة نجد أن الحديد فقط هو الذي يتأثر بالطرق، أما النار فلا تتأثر.
عموما إن هذا القول الذي ذكره الإمام البيضاوى سابقا وإن كان غير صحيح من جهة ما قاله عن صعود اللاهوت، لكننا نرى فيه إشارة جلية بأن المسيح قد صُلب فعلاً بالناسوت دون أن يتأثر اللاهوت.

إبداء رأينا : أليس إكراماً للقرآن الذي لم يقول أي شيئ عن الشبيه، الإكتفاء بهذا المقصود الجليل "ربما أراد القرآن أن يقول أن معنى"شُبِّه لهم" هو أنهم بصلبهم للمسيح قد شبه لهم أنهم قد قضوا على المسيح ورسالته، ولكن هيهات أن يقضوا عليه أو على رسالته، بل شبه لهم ذلك" من التأ ويلات والتفاسير المشوشة والمُضِللة التي هي ليست إلّا الطعن والشك في صدق كلام الله جلّ جلاله، الذي جاء في إنجيلهِ المقدس العديم الغش :

" هكذا الله أحب العالم حتى بذل إبنه الوحيد وكل من يؤمن به لايهلك ولكن له الحياة الأبديّة" (إنجيل يوحنا 3: 16).

وهذا ما جاء في القرآن الكريم عن الفداء في سورة المائدة 32 " مِنْ أجلِ ذلكَ كتبْنَا عَلى بَنِىَ إِسْرائيلَ أنَّهُ, مَنْ قتلَ نفسَا بِغيرِ نفسٍ أو فسَادٍ في الأرضِ فكأنَمَا قتلَ الناسَ جمعيًا ومَنْ أحْيَاهَا فَكَأنْما أحْيَا النّاسَ جَمِيعًا..". هذه الآية الرائعة التي تبيّن كيف تؤخذ نفس طاهرة وتمتص غضب الله، وتُقتل؟ وهي مطابقة لمحبة الله التي تجسّدت في فِداءِ المسيح المُعلن في الآية التي ذكرناها أعلاه، وفي هذه الاية أيضًا:
" كذلك المَسِيحُ أيضًا: مات مرّةً واحِدةً حَامِلاً خَطايَا كثيرينَ ، مُقَرِّبَا نفْسَهُ (لِلهِ) عِوَضًا عَنْهُمْ. ولا بُدَّ انْ يَعُودَ إلى الظهُورِ . لا ليُعالِجَ الْخَطَايا ، بَلْ لِيُحَقِقَ الخَلاصَ النِهائيّ لِجَمِيعِ مُنْتَظِرِيهِ!" (ألإنجيل الرسالة إلى العبرانيين 9: 28).
كانت ذبيحة المسيح الفداء الذي يختلف كليًا، اعطى حياته عن كثيرين وأخذها، أي امات الموت بالموت، الذي لم يَمْلك عليه قائمًا من بين الأموات، اعطانا حياة ابديّة وصعد إلى السماء مُنتصِرا، وهو حيّ إلى الأبد وسيأتي بمجدٍ عظيم لِيدين الأحياء و الأموات. ولِنطابق هذا مع ما جاء في القرآن نجد آيات تذكر الموت وتعلن الوفاة عن المسيح:


ولكن دعنا نعطي أيضاً أجوبة أخرى منطقية كما تعودنا.
لقد تكلمنا في النقطة السابقة عن تضارب أقوال المفسرين لتعبير "شبه لهم" ونناقش جانب آخر وهو:

خامساً
تفسيرات أكثر حِكْمَة لِعلماء
الإسلام الأفاضل

بخصوص تعبير "شبِّه لهم"

(1) يقول الفقيه الكبير الإمام الرازي في كتابه (تفسير الرازى جزء3 ص 350):
"إن جاز أن يقال إن الله تعالى يلقى شبه إنسان على آخر فهذا يفتح باب السفسطة. فلربما إذا رأينا (زيداً) فلعله ليس (بزيد) ولكن ألقى شبه "زيد" على شخص آخر!! وإذا تزوج رجل (فاطمة)، فلعله لم يتزوج (فاطمة) ولكن ألقي على (خديجة) شبه (فاطمة) فيتزوج خديجة وهو يظن أنها فاطمة".
وخلص الإمام الرازي إلى حقيقة خطيرة فقال:
"لو جاز إلقاء شبه أحد على شخص آخر فعندئذ لا يبقى الزواج ولا الطلاق ولا التملك موثوقاً به".
فالإمام الرازي يستبعد أن يكون المقصود من هذا التعبير "شبه لهم" هو إلقاء شبه المسيح على إنسان آخر!!

(2) ويقول الإمام البيضاوي: "يمكن أن يكون المراد من ذلك هو أنه قد صلب الناسوت وصعد اللاهوت".
( تفسير البيضاوى جزء 2 صفحة 128 ).

سادساً

لماذا ينكر الإسلام أن اليهود قد قتلوا المسيح؟
ألم ينسب القرآن لليهود أنهم قتلة الأنبياء؟

في سورة البقرة (87) "…أفـَكُلَّما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون"
سورة البقرة (61) "… كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق"
سورة البقرة (91) "قل فلِمَ تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين"
سورة آل عمران (112) "… ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق …"

يتفق هذا مع ما جاء في الكتاب المقدس عن قتل اليهود للأنبياء ورجال الله، فقد قيل في:
سفر نحميا (9: 26) "وعصوا وتمردوا عليك … وقتلوا أنبياءك …"
لوقا (11: 49) "إني أرسل إليهم أنبياء ورسلا فيقتلون منهم ويطردون"
رومية (11: 2و3) "إيليا يتوسل إلى الله ضد إسرائيل قائلا: يارب قتلوا أنبياءك وهدموا مذابحك وبقيت أنا وحدي وهم يطلبون نفسي"

والواقع أنا لست أدري لماذا يصر بعض مفسري القرآن على نفي وقوع الصلب على المسيح؟!

سابعاً
السبب وراء هذا الإنكار

يرجع سبب إنكار البعض لصلب المسيح على الأرجح للأسباب الآتية:

(1) من الثابت تاريخيا وبشهادة كتب التاريخ وكتب الدين أن محمدا قد تعرف على راهب يدعى بحيرا في دير على طريق القوافل من مكة إلى الشام (الموسوعة العربية الميسرة ص330)

(2) ومن الثابت أن هذا الراهب بحيرا كان نسطوريا (ابن هشام الجزء الأول ص166) له إعتقادات خاطئة عن السيد المسيح.
(3) كما كان أيضا ورقة ابن نوفل ابن عم السيدة خديجة زوجة النبي قِسَّاً في مكة تابعا للبدعة الأبيونية وهي فرقة نصرانية اعتقدت بتعاليم تخالف تعاليم المسيحية ومن تعاليمها أن لاهوت المسيح قد فارق ناسوته على الصليب (تاريخ اليعقوبي الجزء1 ص254ـ257). ولعل هذا ما قصدته الآية القرآنية في سورة النساء 157 القائلة بأنهم لم يصلبوه يقينا. وهذا ما فسره الإمام البيضاوي بقوله: "قال قوم صُلِب الناسوت وصعد اللاهوت"
( تفسير البيضاوى جزء 2 صفحة 128 ).
وتنبئنا المصادر التاريخية أن أسطورة الشبه هذه كما أشار إليها القرآن لم تكن أمراً مستحدثاً، بل سبق لهراطقة المسيحية في القرون الستة الأولى الميلادية أن نادوا بمثل هذه البدعة. فهذه فرقة البازيليديسيين الغنوسية تدّعي أن سمعان القيرواني الذي حمل الصليب عن المسيح عندما أعيا، رضي أن يُصلب عوضاً عن المسيح، فألقى الله عليه شبهه، فصارت هيئته مثل هيئة المسيح وتمَّ صلبه.
وكذلك قال الدوكيتيون إن المسيح لم يُصلب مطلقاً إنما بدا أو تراءى لليهود أنهم صلبوه. والواقع أن اسم الدوكيتيين مشتق من فعل يوناني معناه 'يظهر' أو 'يتراءى'، وهو رمز لمجمل عقيدتهم في الصلب.
ولم تندثر بدعة عدم صلب المسيح في سياق تاريخ الكنيسة بل ظلت تطل برأسها بين الفينة والفينة بين الأوساط المسيحية على أيدي أفراد أو جماعات متفرقة من دعاة المعرفة. ففي سنة 185 م ادّعت طائفة هرطوقية من نسل كهنة طيبة الذين اعتنقوا المسيحية أنه 'حاشا للمسيح أن يُصلب، بل رُفع إلى السماء سالماً'. وفي سنة 370 م ظهرت إحدى الفرق الغنوسية الهرموسية التي أنكرت صلب المسيح وقالت: 'إنه لم يُصلب بل شُبه للناظرين أنهم صلبوه'. وفي سنة 520 م فرّ ساويرس أسقف سوريا إلى الإسكندرية فوجد فيها فئة من الفلاسفة يعلّمون أن المسيح لم يُصلب بل شُبه للناس أنهم صلبوه. وفي سنة 560 م أنكر الراهب تيودورس طبيعة المسيح البشرية وبالتالي أنكر صلبه. وفي سنة 610 م شرع الأسقف يوحنا ابن حاكم قبرص ينادي مدعياً بأن المسيح لم يصلب بل شُبه للناظرين أنهم صلبوه .
ومن جملة الذين نادوا بنظرية الشبيه أيضاً ماني المتنبّئ الفارسي (27 م) فقد ادّعى أن يسوع هو ابن أرملة، وأن الذي صُلب هو ابن أرملة نايين الذي كان المسيح قد أقامه من بين الأموات. ونقرأ في تقليد مَانَوِي آخر أن الشيطان الذي سعى في صلب المسيح وقع في حفرة مؤامرته وصُلب مكانه.
يتضح من هذا العرض التاريخي الموجز أن بدعتي الشبه وإنكار صلب المسيح، قد أخذهما الإسلام عن الهرطقات المسيحية، ولا سيما أن هذه الهرطقات كانت شائعة في عصر ظهور الإسلام، وفي شبه الجزيرة العربية بالذات، بين الفرق الغنوسية التي لم تقم حجتها على الوقائع التاريخية أو المستندات الرسمية، بل كانت وليدة تصورات شخصية تدور في جوهرها حول طبيعة جسد المسيح. بل إننا نجد أن مجمع القسطنطينية الذي انعقد في سنة 381 م قد أرسل المطران غريغوري النيقي لزيارة الكنائس في العربية والقدس التي انفجرت فيها النزاعات وهددتها الانقسامات.
خامساً: ولو فرضنا جدلاً أن قصّة الشَّبيه قد حدثت فعلاً فإن ذلك يضفي على الله صفتي الخداع والاحتيال. فالحواريون الذين بشروا بموت المسيح وقيامته يكونون في الواقع قد كرزوا بموت الشبيه وقيامته، وتبعتهم الكنيسة في ذلك على مدى ستة قرون. هذا الموقف يثير طائفة من الأسئلة التي لا بد من الإجابة عنها، أهمها: من هو مصدر هذا الخداع؟ لماذا لم يكشف الله الحقيقة لحواريي نبيّه ورسوله وتركهم مضَلّين ومضِلّين؟ لماذا سمح الله للبشر أن يستمروا في ضلالهم طوال العصور السابقة للإسلام، ولم يعلن لهم حقيقة المصلوب؟ من هو المسؤول عن ضلال ملايين من النفوس التي آمنت بأكذوبة؟ وما هو ذنب هؤلاء الذين آمنوا بنيّة صادقة بناء على تعاليم الإنجيل الذي بشر به الرسل؟ إن إصبع الاتهام في هذه الحالة يتجه نحو الله عزّ وجلّ. الواقع أن الذين ينادون بقصة الشبيه يجعلون من الله إلهاً مشابهاً في صفاته لآلهة الأساطير اليونانية كزوس وهيرا وأبولو الذين كانوا يتآمرون ويحتالون على بعضهم البعض وعلى الناس أيضاً. ولكننا نعلم يقيناً أن الله القدوس لا يمكن أن يكون مخادعاً محتالاً، لأن ذلك يتناقض مع طبيعته الإلهية. حاشا لله أن يكون محتالاً.
وهنا أود أن أقتطف مقطعاً من كتيّب جليل هو كتاب 'القول الصريح باتّباع دين المسيح' حيث جاء فيه:

'فالقول إن الذي صُلب هو غيره، هو شبيه به، مخالف للعقل والنقل. أما كونه مخالفاً للعقل فإن إلقاء شبه المسيح على يهوذا أو تهريب المسيح من اليهود يدل على عجز فاعل هذا، والله ليس بعاجز. بل لو أراد الله أن يمنع قصد اليهود لأعجزهم وضربهم بالفشل والهلاك كما ضرب المصريين ومنعهم من أذى موسى وقومه فعبر هؤلاء البحر الأحمر سالمين وأغرق أولئك هم وملكهم كما في (خروج 15: 1)... وأما مسألة التهريب فهي من حيل المجرمين واللصوص لا من فعل الإله العظيم الذي هو على كل شيء قدير. وكذلك في مسألة التهريب تضليل للحكومة التي قامت بالتنفيذ، ولليهود الذين اشتكوا عليه، وللحواريين الذين آمنوا به واتبعوه وعززوه ونصروه بإيمانهم وشهاداتهم، ولأمه مريم وبقية أقربائها الذين حزنوا عليه حزناً شديداً. وحاشا لله أن يكون مخادعاً مضللاً للملايين من أتباع المسيح في كل أجيال الكنيسة. أما كونه مخالفاً للنقل فالتاريخ الروماني سجل الحكم على المسيح وتنفيذه في سجلات الحكومة الرومانية القائمة يومئذ، والتاريخ اليهودي أثبت هذه الحادثة بشهادة رؤساء الكهنة الذين كانوا من ضمن المشتكين عليه. والإنجيل نفسه قرر هذه الحقيقة بالتفصيل الكافي الوافي'.

ثامناً
حقيقة صلب المسيح


دعنا الآن نستوضح حقيقة صلب المسيح من الكتاب المقدس، ومن القرآن الكريم، ومن علم الآثار والتاريخ.

أولاً: الصلب في الكتاب المقدس:
1ـ "ولما مضوا به إلى الموضع الذي يدعى جُمْجمة صلبوه هناك …" (لوقا23: 23)، (متّى27)، (مرقس15)، (يوحنا19)

2ـ يشهد كلام بيلاطس الحاكم الذي كان يستجوب المسيح قبل الحكم بصلبه بشهادة لا تنطبق إلا على المسيح شخصيا، وليس على سواه، إذ قال: "ها أنا قد فحصت قدامكم ولم أجد في هذا الإنسان علة مما تشتكون به عليه ولا هيرودس أيضا لأني أرسلتكم إليه. … فصرخوا قائلين: اصلبه اصلبه … فحكم بيلاطس أن تكون طلبتهم" (لوقا23: 13ـ24)

3ـ ومن كلمات المصلوب على الصليب نجد أنها تدل على أن الذي صلب ليس شخص آخر غير المسيح. فهو يطلب الغفران لصالبيه قائلا: "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون"، ويقول للص المصلوب معه "اليوم تكون معي في الفردوس" [في حين أن إحدى روايات " شبه لهم" تقول أن الذي ألقي عليه الشبه كان يصرخ ويقول: أنا لست بعيسى].

من هذا يتضح أن الذي صلب هو المسيح وليس شخصا آخر أيا كان.

ملاحظة هامة:
كان في إمكان المسيح قبل القبض عليه أن يستدعي اثني عشر جيشاً من الملائكة لإنقاذه في الحال، وكان في إمكانهم أن يُبيدوا كل سكان الكرة الأرضية مضاعفاً 22 مرة ولكنه لم يفعل. راجع (إنجيل متّى 26: 53).

ثانياً: الصلب في القرآن:
(نجد في آيات القرآن الكريم تلميح بالقتل وتصريح بالوفاة) ففي:

1ـ سورة البقرة (87): "ولقد آتينا موسى الكتاب … وآتينا عيسى ابن مريم البينات، وأيدناه بروح القدس، أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم، ففريقا كذبتم، وفريقا تقتلون"
لاحظ المقابلة بين موسى وعيسى في هذه الآية، فاليهود قد كذبوا موسى ولكنهم قتلوا عيسى.

2ـ سورة آل عمران (55): "مكروا (أي اليهود) ومكر الله والله خير الماكرين. إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إليّ ومطهرك من الذين كفروا". فمن هذه الآية يتضح أن المسيح قد توفي قبل أن يُرفع للسماء.
3ـ سورة مريم (33): "والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيّا) ومن هذه الآية يتضح أن المسيح مات قبل أن يبعث حيا.

4ـ سورة المائدة (120): ( فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم) من هذا أيضا يتضح أن المسيح توفي على أيدي اليهود وكان الله رقيبا عليهم.

حديث صحيح : كان مُحمد رسول الإسلام يعرف جيداً عن حادثة الصلب ؛ جاء في حديث صحيح البخاري: عن عمر بن حفظ قال الأعمش عن عم قال عبد الله يحكي : " كأني أنظر نبيّاً من الأنبياء ضربه قومه فأدموه وهو يمسح دمه عن وجهه يقول اغفر لأنهم لا يعلمون".

ثالثاً: شهادة علم الآثار والتاريخ:
لنبحث أيها الأحباء في العلوم التي لا تكذب لنستجلي حقيقة الأمر، فهيا بنا لنقلب صفحات التاريخ وننقب أعماق الآثار:
1ـ لقد عثر علماء الآثار على أصل الحكم الذي أصدره بيلاطس البنطي والي اليهودية بصلب المسيح:
وهو عبارة عن لوح من النحاس الأصفر منقوش عليه باللغة العبرية.
وتم الكشف في عام 1280 بمدينة أكويلا من أعمال نابولي أثناء البحث عن الآثار الرومانية.

[نص الحكم الذي أصدره بيلاطس البنطي على يسوع الناصري بالموت صلباً:
في السنة السابعة عشرة من حكم الامبراطور طيباريوس قيصر الموافق اليوم الخامس والعشرين من شهر أزار بمدينة أورشليم المقدسة في عهد الحبرين حنان وقيافا وحكم بيلاطس الوالي الجالس للقضاء في دار مجمع البروتورين على يسوع الناصري بالموت صلبا بناء على الشهادات الكثيرة البينة المقدمة من الشعب أن يسوع الناصري:
أولا: مُضل يسوق الناس إلى الضلال.
ثانيا: إنه يُحرّض الناس على الشغب والهياج.
ثالثا: أنه عدو الناموس.
رابعا: أنه يدعو نفسه ابن الله.
خامسا: أنه يدعو نفسه ملك اليهود.
سادسا: أنه دخل الهيكل ومعه جمع غفير من الناس حاملين سعف النخل.

فلهذا يأمر بيلاطس البنطي كونينيوس كرنيليوس قائد المئة الأولى أن يأتي بيسوع إلى المحل المعد لقتله وعليه أيضا أن يمنع كل من يتعدى لتنفيذ هذا الحكم فقيرا كان أم غنيا.]

2ـ يؤيد هذا ما جاء في التلمود المطبوع في أمستردام سنة 1643 في فصل: السنهدريم ص43 حيث قيل:

[إن يسوع قد صُلب قبل الفصح بيوم واحد وأنه قتِلَ لأنه ساحر وقصد أن يخدع إسرائيل]

3ـ ودوّن يوسيفوس المؤرخ اليهودي الذي عاصر الرسل في الفصل الثالث: [قد نشأ يسوع إنسانا حكيما .. وادّعى أنه المسيح، وعندما حكم عليه بيلاطس البنطي بالصلب بسبب شكاية وجوه أمتنا بقي الذين كانوا قبلا يعتبرونه يفعلون هكذا لأنه عاد فظهر حيّا في اليوم الثالث. وشيعة المسيحيين الذين أخذوا اسمهم منه باقون إلى نفس هذا اليوم].

4ـ شهادة تاسيتوس المؤرخ الروماني الذي دون حوادث المملكة الرومانية من موت أوغسطس قيصر سنة 14 م إلى موت نيرون سنة 68م قال عن المسيح: [كانت هناك فئة من الشعب اسمهم عند العامة مسيحيين وقد اتخذوا إسمهم من المسيح رئيسهم الذي قتل كمذنب في ملك طيباريوس عند ما كان بنطيوس بيلاطس واليا]

5ـ كتابات الفيلسوف الوثني سلسوس الذي كتب ضد عقيدة المسيحيين بخصوص لاهوت المسيح قال: [لو كان اعتقاد دُعاة المسيح صحيحا فكيف أنكره أحدهم وكيف خانه الآخر حتى دفعه للموت. وكيف يعبدون مسيحًا مصلوبًا].
6ـ كتب الفيلسوف الشهيد يوستينوس والعلامة ترتليانوس من آباء الكنيسة في القرن الثاني الميلادي إن حكم بيلاطس البنطي بصلب المسيح محفوظ في سجلات الإمبراطورية الرومانية بروما.
[Ante Nicene Fathers Vol. 1 P160 ]

تاسعاً
إلقاء شبه المسيح على آخر يوقع البشرية في ضلالة كبرى :‏

إنَّ القول بإلقاء شبه المسيح على آخر وصلبه بدلاً عنه واعتقاد كل من اليهود ‏والرومان وتلاميذ المسيح ورسله وأمّه العذراء القدّيسة مريم بأنَّ الذي صُلِبَ هو ‏المسيح ثم كرّزوا في العالم أجمع بأنَّ الذي صُلِبَ هو المسيح وآمن الملايين، بل ‏المليارات، عبر التاريخ أنَّ المسيح هو الذي صُلِبَ، في حين أنَّ الذي صُلِبَ، ‏حسب نظرية الشبه، هو آخر غير المسيح فماذا تكون النتيجة ؟؟!! والإجابة هي ‏ضلالة كبرى وكارثة لا مثيل لها في تاريخ الكون !!!!‏
ــــــــــ

‏ فقد اعتقد اليهود أنَّهم قتلوا المسيح، وهذا ما شهد به القرآن " وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ 000"، وشاع ذلك بين الأمم ، وهذا ما حدث أيضًا وسجّله المؤرّخون، ‏ولكن الأهم والأخطر هو أنَّ تلاميذ المسيح ورسله الذين أعدّهم للكرازة بإنجيله في ‏العالم كله، قد شاهدوا المصلوب وآمنوا أنَّه المسيح وبشّروا في كل مكان أنَّ الذي ‏صُلِبَ هو المسيح !!! بل وجمعوا الإنجيل، بالروح القدس، ودوّنوا فيه حادثة ‏الصلب تفصيليًا لدرجة أنَّها تكوّن ثلث الإنجيل، بل وهي محور كرازة الرسل " ‏ نَحْنُ نَكْرِزُ بِالْمَسِيحِ مَصْلُوباً " (1كو1/23)، وبسبب كرازتهم وبشارتهم بالمسيح ‏مصلوبا آمن الملايين ، بل والمليارات منذ القرن الأول وحتى الآن، بل وقد يصل ‏الذين يؤمنون بذلك منذ القرن الأول وحتى نهاية العالم مليارات المليارات، ولو ‏افترضنا صحّة نظرية إلقاء شبه المسيح على آخر تكون هذه المليارات من البشر قد ‏آمنت بخدعة وضلالة كبرى !!!‏


والسؤال هنا هو من الذي أوقع هذه المليارات في هذه الخدعة وهذه الضلالة ‏الكبرى ؟؟!! وبمعني آخر؛ من هو الذي خدع البشريّة وأوقعها في هذه الضلالة ‏الكبرى، المزعومة ؟؟!! ولو سرنا مع أصحاب نظرية الشبه فستكون النتيجة ‏مريعة وغير منطقيّة وغير معقولة، فلو افترضنا، معهم، أنَّ الذي ألقى شبه ‏المسيح على آخر هو الله !! فستكون النتيجة، بحسب هذه النظرية، أنَّ الله هو ‏الذي خدع البشرية وأوقعها في هذه الضلالة الكبرى، فهل يقبل العقل ذلك ؟؟!! ‏وحاشا لله من ذلك وتعالى عنه علوًا كبيرًا!! فهذا يعني عدّة أمورلا يقبلها عقل ولا ‏منطق ؛ وهي أنَّها تنسب لله الجهل والعجز والخداع والغش وعدم تقدير الأمور، ‏بل والظلم 000 إلخ .‏

وحاشا لله من ذلك وتعالى عنه فلم يكن الله في حاجة إلى مثل هذه الوسيلة التي لا ‏تعني إلا الغش والتضليل والخداع، لأنَّه لو فرضنا صحّة هذه النظرية فماذا كانت ‏النتيجة، نقول هي سقوط الملايين بل والمليارات عبر مئات وآلاف السنين من الذين آمنوا بذلك في الضلال !!! ومن الذي أضلّ هذه الملايين بهذه الخدعة، هل ‏نقول أنَّه هو الله، ونقول؛ حاشا وكلا وتنزّه الله عن ذلك ؟؟!!!‎‏ وهل يجرؤ ‏أحد أنْ يقول أنَّ الله هو الذي ألقى شبه المسيح على غيره وترك الناس تسقط في ‏هذه الضلالة الكبرى ؟؟؟ !!! ونقول حاشا لله وتعالى عن ذلك علوا كبيرا ً !!! فهذا ‏لا يتفق مع العقل والمنطق ولا مع قداسة الله وعظمته وجلاله وقدرته الكليّة !!!‏

كما أنَّ هذه النظريّة تصوّر لنا الله بالطريقة التي يتصوّر بها الذين يؤمنون بتعدّد ‏الآلهة آلهتهم الذين يتآمرون ويغشون ويخدعون، فالله، بحسب هذه النظرية ‏يبدو وكأنَّه قد فوجئ باليهود وهم يقبضون على المسيح وقد عجزت حيلته وقدرته ‏علي إنقاذ مسيحه ولم يستطع أنْ يُنقذه من أيديهم إلا بإلقاء شبهه علي آخر، لكي ‏يُنقذه من أيديهم بهذه الوسيلة مهما كانت نتيجتها !!!!!!!!! ونتيجتها هي إنقاذ شخص ‏واحد، فرْد مهما كانت مكانته على حساب المليارات من البشر ؟؟؟!! وأكرّر حاشا ‏لله من ذلك وتعالى عنه علوًا كبيرًا !!!!‏
وكما أن القرآن يقول " وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ " ، فهل من الهدى والنور ‏أنْ يقع كل من يؤمن به، بحسب هذه النظرية في الضلالة ؟؟؟!!! هل يرسل الله ‏المسيح لهداية البشر ثم ينقذه من اليهود بوسيلة تكون هي السبب في ضلال البشر‏؟؟!! وهل يتفق الهُدى مع الضلال ؟؟؟!!! وهل يتفق هذا مع حبّ الله غير المحدود ‏للبشرية ؟؟؟!!! ونكرّر حاشا لله من ذلك وتعالى عنه علوًا كبيرًا !!!!‏

يقول الكتاب المقدس " مَعْلُومَةٌ عِنْدَ الرَّبِّ مُنْذُ الأَزَلِ جَمِيعُ أَعْمَالِهِ." (أعمال 15/18) ، ‏ويؤكّد لنا الإنجيل بأوجهه الأربعة أنَّ المسيح لم يكنْ يعمل شيئًا بالمصادفة أو حسب ‏الظروف، إنما كان كل ما يعمله مرتبًا ترتيبًا سابقًا قبل خليقة العالم، بحسب ‏ترتيب أزليّ سابق، لم يكن بدون ‏ترتيب سابق، لهذا لم يناقض نفسه أبدًا .‏
وهكذا لا يتم عمل الله بالمصادفة أو بحسب الظروف إنما بترتيب إلهيّ سابق . ‏ولا يمكن بل ومن المستحيل أنْ يكون الله قد رتّب لخديعة البشر وغشّهم وإيقاع ‏مليارات الناس في هذه الضلالة الكبرى !!! ونكرّر حاشا لله من ذلك !!!
دعنا أيها القارئ العزيز نناقش هذا الأمر من عدة جوانب بحكمة وروية دون انفعال أو تسرع، حتى نستكشف بواطن الأمور.

عاشراً
تفسير معنى الوفاة تفسيرا حقيقيّاً

ومنهم الأمام الرازى الذي قال: "روى ابن عباس ومحمد ابن اسحق أن معنى متوفيك أى مميتك".
(تفسير الرازى جزء 2 ص 457 )

ومنهم أيضا السيوطي الذي قال: في كتاب (الإتقان جزء1 ص 116) "متوفيك: مميتك"
+++ والواقع أن أصحاب هذا الرأي قد اختلفوا في تقدير مدة موت المسيح والتي رفع بعدها للسماء حيا، فقد جاء في كتاب (جامع البيان ص 289 ـ 292) ما يلي:

1ـ عن ابن حميد … عن ابن إسحق عن وهب ابن منبه أنه قال: "توفي المسيح ثلاثة ساعات حتى رفعه" (جامع البيان)

2ـ وقال محمد ابن اسحق: "توفي سبع ساعات ثم أحيا الله ورفعه"

3ـ والإمام البضاوي: ذكر خمسة آراء في تفسير هذه الوفاة هي:
+ "إني متوفيك أي مستوفي أجلك … عاصما إياك من قتلهم.
+ أو قابضك من الأرض،
+ أو متوفيك نائما.
+ أو مميتك عن الشهوات العائقة عن العروج إلى عالم الملكوت.

(وقد سبق أن أوردت رأيه هذا في صدد الحديث عن التفسير المجازي ولكن أضاف قائلا:)
+ وقيل أماته الله سبع ساعات ثم رفعه إلى السماء وإليه ذهب النصارى"

ومن آراء علماء المفسرين المسلمين الأفاضل ما جاء في:

4ـ في تفسير ابن كثيرعن إدريس أنه قا ل: "مات المسيح ثلاثة أيام ثم بعثه الله ورفعه"

الــــــرد
والآن أتناول هذا الكلام بالتحليل والرد:

أولا: تضارب الأقوال:
لعلك قد لاحظت يا عزيزي القارئ مدى التضارب والتخبط في الأقوال بخصوص موت المسيح، فبين منكر للموت تماما ويفسرونه على أنه: نوم، أو وفاء الأجل، أوموت الشهوات.

وبين من يقبل الموت ولكنهم يختلفون في مدته: ثلاث ساعات أو سبعة ساعات أو ثلاثة أيام.

وفي هذا السياق أذكّرُ بالقاعدة القانونية التي تقول أنه:

"إذا تضاربت أقوال الشهود كان ذلك برهانا على بطلان الادعاء أساساً"!!!

فالادعاءات الخاصة بنفي حقيقة صلب المسيح وموته، لا تتفق فيما بينها، وهذا دليل قاطع على بطلانها. وتبقى حقيقة صلب المسيح وموته فوق كل الشبهات وأقوى من أدلة نفيها.

ثانيا: الرد على التفسير المجازي:

على أنه للرد على الفريق الذي يفسر وفاة المسيح بالمعنى المجازي نوضح قاعدة لغوية هامة لا ينبغي أن تفوت على هؤلاء المفسرين الكبار، وهي أنه إذا استخدمت "كلمةٌ" (أيةُ كلمةٍ) في غير معناها الحقيقي لتفيد معنى مجازيا ينبغي أن تكون معها قرينة في نفس الجملة. كما ورد في الآيتين التاليتين بخصوص النوم:

+ سورة الزمَر (42): "الله يتوفى الأنفس حين موتها، والتي لم تمت في منامها، فيمسك التي قضى عليها الموت، ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى" حيث يذكر القرينة وهي "التي لم تمت في منامها" التي تخرج الوفاة من معناها الحقيقي وهو الموت إلى معنى النوم.

وهكذا أيضا في: + سورة الأنعام (60) "وهو الذي يتوفاكم بالليل" حيث يذكر القرينة وهي الليل التي تخرج الوفاة من معناها الحقيقي وهو الموت إلى معنى النوم بالليل.

والواقع أنه في كل سور القرآن الكريم لم ترد كلمة الوفاة بالمعنى المجازي إلا في هاتين الآيتين، في حين أنها وردت 25 مرة في القرآن الكريم بمعنى الموت الحقيقي، أورد هنا بعضها على سبيل المثال لا الحصر:
1ـ سورة الزمر (42) "الله يتوفى الأنفس حين موتها"
2ـ سورة النساء (14) "حتى يتوفاهن الموت"
3ـ سورة السجدة (11) "يتوفاكم ملاك الموت"
وهناك العديد من الآيات القرآنية بهذه الصورة التي توضح أن معنى الوفاة هو الموت الحقيقي ما لم ترد معها قرينة تخرجها عن معناها الحقيقي لتفيد معنى مجازيا. ولم يرد بخصوص وفاة المسيح بالآيات القرآنية أية قرائن تخرجها عن المعنى الحقيقي وهو الموت لتفيد المعنى المجازي على الإطلاق.

ثالثا: تعارض تفسير البيضاوي مع آيات القرآن الكريم:

إن قول البيضاوي في تفسيره المجازي للوفاة قال: "أي مميتك عن الشهوات العائقة عن العروج إلى عالم الملكوت"

نقول للإمام البضاوي مع احترامنا لك ولرأيك، ما رأيك أيها الفقيه الجليل في قول القرآن والمفسرين عن المسيح أنه دُعي مسيحًا لأنه ممسوح من الأوزار، كما سبق أن أوضحنا ونعود نذكّر بما قلناه ففي:

+ سورة مريم، يقول فيها الملاك:" قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا (أي طاهرا)" فالمسيح بشر طاهر.
+ سورة آل عمران "وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها (أي المسيح) من الشيطان الرجيم".
+ وقال الامام الرازى في تفسير كلمة (المسيح) "أنه مسح من الأوزار والآثام … مسحه جبريل بجناحه وقت ولادته ليكون ذلك صوناً من مس الشيطان ] (تفسير الرازي جزء 3 ص 676. )
+ وعن أبى هريرة قال [ سمعت رسول الله (ص) يقول ما من مولود من بنى آدم إلا نخسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخا من لمسه إياه، إلا مريم وابنها ]
+ وجاء في صحيح البخاري " ابن آدم يطعنه الشيطان في جنبه بإصبعه حين يولد غير عيسى ابن مريم ذهب (الشيطان) ليطعن فطعن في الحجاب. أي لم يمسه بشيء".

من هذا يتضح لنا جلياً أن المسيح هو وحده الطاهر الذي لم يستطيع الشيطان مسه. فكيف يتجرأ الإمام البيضاوي ويقول "مميتك عن الشهوات العائقة عن العروج إلى عالم الملكوت".

إذاً فالمعنى المجازي الذي ذهب إليه الإمام الجليل البيضاوي هو عارٍ من الصحة، ولا يبقى أمامه إلا قوله الذي رجّحهُ عن موت المسيح الحقيقي بقوله: "أماته الله سبع ساعات ثم رفعه إلى السماء وهذا ما ذهب إليه النصارى"

رابعا: حقيقة الأمر في موت المسيح:
الواقع أنه رغم اختلاف مفسري الإسلام في تحديد مدة موت المسيح، لكنهم قد اقتربوا من الحقيقة وخاصة ما جاء بتفسير إبن كثير عن إدريس الذي قال: "مات المسيح ثلاثة أيام ثم بعثه الله ورفعه"

ولكي نعرف حقيقة موت المسيح كاملة بعيدا عن تخبط مفسري الإسلام وشكوكهم علينا أن نرجع للكتاب المقدس كأمر القرآن الكريم نفسه، إذ يقول:
+ في سورة يونس (94): "إن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك …"
+ وفي سورة النحل (43): "وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"
وقد وردت نفس هذه الآية في سورة الأنبياء (7)
+ وقد جاء بتفسير الجلالين (ص357): "أهل الذكر هم العلماء بالتوراة والإنجيل وفي قوله (إن كنتم لا تعلمون) "يقصد أن أهل الذكر يعلمونه"

وبناء على وصية القرآن الكريم نحن نوضح حقيقة صلب المسيح وموته لغير العارفين، وللذين هم في شك أيضا من جهة هذا الأمر. فدعنا نوضح ذلك من الكتاب المقدس، ومن التاريخ:

أولاً: من الكتاب المقدس:
تكلمنا سابقاً عن شهادة الكتاب المقدس عن صلب المسيح والآن نقدم شهادة الكتاب المقدس عن:
موت المسيح:
1ـ (يوحنا 19: 33) "وأما يسوع فلما جاءوا إليه لم يكسروا ساقيه (كاللصين) لأنهم رأوه قد مات، ولكن واحدا من العسكر طعن جنبه بحربة وللوقت خرج دم وماء، والذي عاين شهد وشهادته حق وهويعلم أنه يقول الحق لتؤمنوا أنتم"
2ـ (رومية 5: 6 و8) "لأن المسيح إذ كنا بعد ضعفاء مات في الوقت المعين لأجل الفجار … ولكن الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا"
3ـ (رومية 8: 34) "من هو الذي يدين؟ هو المسيح الذي مات، بل بالحري قام أيضا"
وهناك آيات عديدة توضح أن المسيح قد مات من أجل الخطاة.
ويشهد الكتاب المقدس أيضا عن:

قيامة المسيح:
1ـ (أعمال الرسل 2 : 32) " فيسوع هذا أقامه الله ونحن جميعا شهود لذلك "

2ـ (مرقس 16: 6) " وبعد ما مضى السبت اشترت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة حنوطا ليأتين ويدهنه. وباكرا جدا في أول الأسبوع أتين إلى القبر إذ طلعت الشمس. وكن يقلن فيما بينهن من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر. فتطلعن ورأين أن الحجر قد دُحْرِج. لأنه كان عظيما. ولما دخلن القبر رأين شابا جالسا عن اليمين لابسا حلة بيضاء فاندهشن، فقال لهن لا تندهشن أنتنّ تطلبنّ يسوع الناصري المصلوب. قد قام. ليس هو ههنا . هوذا الموضع الذي وضعوه فيه"

3ـ (1كورونثوس 15: 3 -) " فإنني سلمت إليكم في الأول ما قبلته أنا أيضا أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب، وأنه دفن وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب وأنه ظهر لصفا (بطرس) ثم للإثني عشر، وبعد ذلك دفعة واحدة لأكثر من خمسمائة أخ أكثرهم باق إلى الآن ومنهم من قد رقدوا وبعد ذلك ظهر ليعقوب ثم للرسل أجمعين وآخر الجميع، ظهر لي أنا أيضًا.."

هذه هي خلاصة ما قدمناه المعلن من الله في كتابه المقدس عن يسوع المسيح : " عظيمٌ هو سرُّ التقوَى: اللهُ ظهَرَ في الجَسَدِ شَهِدَ الرُّوحُ لِبِرِّهِ ، شَاهَدَتْهُ المَلائِكةُ، بُشّرَ به بيْنَ الْأمَمِ ، أومِنَ به في العّالمِ، ثمّ رُفِعَ في المَجْدِ " (تيموثاوس الأولى 3: 16). إنني على يقين بأن القارئ اللبيب عرف مَنْ هو هذا الذي ظهر في الجسد شَهِدَ له الروح ("وأيدناه بروحِ القدس" حسب القرآن) شاهدته الملائكة، بُشرَ وأمِنَ به في العالم ، ثمّ رُفِعَ في المجد. نعم، ليس هو إلّا شخص السيد المسيح. الذي قال عن نفسه : " أنا نورُ العَالمِ. مَنْ يَتْبَعني فلا يتَخبّط في الظَلامِ بلْ يكونُ لهُ نورُ الحياةِ" (إنجيل يوحنا 8: 12). وهذا ما ايّده القرآن الكريم " إِذْ قالَ اللهُ يا عيسَى إنّي مُتَوَفِيكَ وَرَافِعُكَ إلَىّ وَمُطَهِرُكَ مِنَ الذِينَ كَفَرُوا وَجاعِلُ الذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الّذينَ كَفَرُوا إلى يَوْمِ القِيامَةِ.." (آل عمران 55).
وخَتَمَهَا الله القدّوس بكلامِه القاطع المُبارك " الذي يُرِيدُ أنّ جَميعَ النَّاسُ يَخْلُصُون ، وإلى معْرِفَةِ الحَقِّ يقْبَلون. لِأنّهُ يوجدُ إلهٌ واحِدٌ ، ووسيطٌ واحِدٌ بيْنَ اللهِ والنّاسِ وَهُوَ الإنسَانُ ألمَسِيحُ يَسُوعُ. الذي بَذَلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عِوَضاً عَنِ الجَمِيعِ" (الرسالة الأولى إلى تيموثاوس 2: 4-6).
هذا هو الذي ظهر في الجسد كلمة الله "الإبن" هو نفسه الوسيط والشفيع و" وجيهٌ في الدُنيا والآخرة من المقرّبين" والمُخلص الفردي لكل إنسان في كل عصرٍ واوآن السيد يسوع المسيح "الإنسان". حيٌّ هو الرب الذي قال : " اطلبوني تجدوني إقرعوا يُفتح لكم" " أنا هو القيامة والحياة , ومن آمن بي ولو مات فسيحيا " (يوحنا 11: 25) .
بارككم الله يا أخ مصطفى وهداكم الى الصراط المستقيم..

جورج مراد






• (6) - كتب : مصطفى الهادي ، في 2011/09/27 .

والله عجيب امرك غريب وضعك مُريبٌ عقلك .
فإذا كان كما تقول بأن المفسرين لم يفهموا القرآن واختلفوا في تفسيرة وأنهم يوكلون امره إلى الله ويقولون الله اعلم . وأنك تقول ويختلف المفسرون في تفسير الآية وأن الامام علي عليه السلام يقول بأنه حمّال وجوه .

ثم تقول : ثم لماذا تسكت وتصمت عن دعوتي لك لمناقشة آيات القرآن و التاريخ الاسلامي امام القراء ؟ اين شجاعتك ؟

يعني تريد تناقشني على كتاب اختلف اهله في فهمه وانت فهمته ؟؟ وتضيف إليه التاريخ الإسلامي كمان !! يا سلام على المكابرة يا سلام .

هو أنت لا زلت تكابر على آيتين مختلفين في ترجمات كتابكم المقدس . نص يقول بأن اليهود اشتروا الحقل واسموه حقل الدم نسبة إلى قطع النقود التي هي ثمن دم المسيح.

ونص آخر يقول بأن المجرم يهوذا الذي سلّم السيد المسيح اشترى بثمن خيانته حقلا ووقع على ارضه وانشق بطنه واندلعت أمعاءه وساح دمه على الأرض فعرفه الناس بأنه حقل الدم .

لا زلت تنكر هذين النصين وتتمسك بما قلته انت . ثم تأت لتناقشني في كتاب وتاريخ اختلف علماءه واربابه طيلة قرون كما تزعم .
والله لا أدري أأحسدك على علمك بالتاريخ أو علمك بالكتاب أو علمك بالسنة .

صحيح ما قاله نبينا الأكرم عليه وعلى عيسى افضل التحية والسلام . كلموا الناس على قدر عقولهم .
تحياتي

• (7) - كتب : صباح ابراهيم ، في 2011/09/27 .

الان يصح ان اقول لك ، وفسر الماء بعد الجهد بالماء . فهو ينطبق عليك تماما .
من قال ان اسم حقل الدم جاء نسبة لدم يهوذا ؟ لماذا هذا التلفيق والكذب وتتهمنا بالكذب وانتم رواده ؟
وانت لاتضيف شيئا اذا قلت ان اسم الحقل له علاقة بدم المسيح فهذا معروف لنا .
ما قلته انا عن شراء الحقل من قبل اليهود وشيوخهم هو نفسه الذي استشهدت انت به . فما هو الغريب ؟

ثم لماذا تسكت وتصمت عن دعوتي لك لمناقشة آيات القرآن و التاريخ الاسلامي امام القراء ؟ اين شجاعتك ؟
نحن لا نفسر كتابنا على هوانا ، بل ارجع لمفسري القرآن وكيف يفسرون كتابهم على هواهم وكل منهم يخالف الاخر ثم يختموها ب ( الله اعلم ) وذلك لأنهم لا يعلمون شيئا سوى اهوائهم الشخصية ، وكلكم قرأتم العبارة التالية ( واختلف المفسرون في تفسير الاية ) لأنهم لم يتفقوا على تفسير واحد . ولاتنسى قول الامام على ان القرآن حمال اوجه ، اي لا تفسير محدد له ، وعلى كل واحد ان يختار التفسير الذي يعجبه ، والله اعلم .

• (8) - كتب : مصطفى الهادي ، في 2011/09/26 .

والله أني لأعجب من هذه الجرأة على تفسير كتابهم وفق هواهم .
حيث يقول صباح ابراهيم : ( المعنى واضح اخي مصطفى ، فكل الكلمات لها مدلول واحد ، انه انتحر شنقا او خنقا بالحبل ، ثم سقط من علو على ارض صخرية صلبة انشقت بطنه واندلقت احشاءه وسدد بهذا ثمن خيانته . )
فلا أدري إذا شنق نفسه كيف وقع على الأرض وانشق بطنه ؟ هل انقطع الحبل تعالوا لنرى هذا الكذب البواح .
يقول صباح ابراهيم بأن يهوذا ارجع الدراهم الفضة إلى الكهنة ، وأن الكهنة ا شتروا بهذه الدراهم حقلا . فلننظر هل ما يقوله صباح صحيح أم أن قوله يخالف الإنجيل ويحرف معناه .
في إنجيل متى الاصحاج 27 : ((حينئذ لما راى يهوذا الذي اسلمه انه قد دين ندم ورد الثلاثين من الفضة الى رؤساء الكهنة والشيوخ 4قائلا قد اخطات اذ سلمت دما بريئا.فقالوا ماذا علينا.انت ابصر. 5فطرح الفضة في الهيكل وانصرف.ثم مضى وخنق نفسه. 6فاخذ رؤساء الكهنة الفضة وقالوا لا يحل ان نلقيها في الخزانة لانها ثمن دم. 7فتشاوروا واشتروا بها حقل الفخاري مقبرة للغرباء.8لهذا سمي ذلك الحقل حقل الدم الى هذا اليوم.))
إذن في هذا النص أن يهوذا ندم وارجع الفضة إلى اليهود , وهؤلاء اشتروا أرضا بها واسموها حقل الدم . ثم أن يهوذا ذهب وخنق نفسه .
ــــــــــــــــــ
ولكننا في سفر أعمال الرسل نرى أنه لا وجود للشنق ولا الخنق ، ونرى أيضا أن يهوذا لم يرجع الفضة إلى اليهود ولم يلقيها في الهيكل وأن الذي اشترى الحقل ليس اليهود إنما يهوذا نفسه وانه وقع وانشق بطنه وهذا هو النص :
(( فان هذا اقتنى حقلا من اجرة الظلم واذ سقط على وجهه انشق من الوسط فانسكبت احشاؤه كلها. 19وصار ذلك معلوما عند جميع سكان اورشليم حتى دعي ذلك الحقل في لغتهم حقل دما اي حقل دم.))
ففي هذا النص إن الذي أطلق على الحقل إسم حقل الدم هم الناس لأن يهوذا انشق بطنه وانسكب دمه على ارض الحقل .
بينما في النص الأول نرى أن الذي اطلق على الحقل إسم حقل الدم هم اليهود وأن اسباب تسميته بحقل الدم ليس وقوع يهوذا وانسكاب دمه هنا لا لا . بل لأن ثمن الحقل كان من ثمن دم المسيح ((لا يحل ان نلقيها في الخزانة لانها ثمن دم. 7فتشاوروا واشتروا بها حقل لهذا سمي ذلك الحقل حقل الدم )) لأن الأموال التي اشتروا بها الحقل هي ثمن دم المسيح وخيانة يهوذا . وليس حقل الدم ناشئ من انسكاب دم يهوذا عليه فتمعن .
فهل رأيت اخي القارئ الكريم كيف أن هؤلاء لازالوا يُفسرون كتابهم برأيهم ويقلبون المعنى ويختارون ما يناسب هواهم

• (9) - كتب : صباح ابراهيم ، في 2011/09/26 .


الاخ مصطفى
شكرا لردودك المفحمة والاكاديمية ، انك فعلا تستاهل ان تحصل على شهادة الدكتوراة في مقارنة الاديان ونقدها وتكذيبها ، فأنتم دائما الاعلون .
1 - اما قولك : (عندما تحرج النصراني يشتمك ويسفح دمك لو تمكن )
فأنت تعرف جيدا ان المسيحية لا تدعو للعنف ولا للقتل والشتم . والمسيحي يتبع هذا الاسلوب ولكل قاعدة اسثناء . فالبشر ليسوا سواء .
• وانت تعرف من يدعو للقتل
• (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون (التوبة 9-29).
• فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ( النساء 89)
• واقتلوهم حيث ثقفتموهم ( النساء 91)
• فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا اذخنتموهم فشدوا الوثاق
• فأضربوهم فوق الاعناق واضربوا منهم كل بنان. (الانفال12).
• وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله(الانفال39).
• وانت تعرف من هو النبي السباب اللعان . فلا حاجة للتذكير .

أن كان كتابنا محرفا ولا تؤمنون به ، فأنتم احرار بأفكاركم البدوية ، ونحن فخورون بكتابنا وديننا وعقائدنا ، وقافلتنا تسير ولا يهمها ....... .
هل تريدنا نناقش كتابكم الذي لا يأتيه الباطل لا من امامه ولا من خلفه . ونرى كم يحتوي من الاخطاء اللغوية والتناقضات واحاديث الجن وسجع الكهان. ام نناقش نهاية الخلفاء الراشدين والخلفاء التابعين الذين ماتوا قتلا بالسيوف وتسميما بأيدي المسلمين واقرب الناس لهم ، وحتى رفض ان يدفن احدهم في مقبرة المسلمين وتركت جثته ننعفن في الطريق ثلاثة ايام ثم دفن بمقبرة اليهود . ام تريدنا ان نناقش كرامة المراءة في الاسلام وكم تعادل كقيمة مساوية للكلب والحمار عندكم وتبطل الوضوء .
ام نناقش نبي له قرين من الجن استطاع صاحبه ان يهديه للاسلام فأسلم . ولا ندري هل يتوظأ هذا الجني المسلم بالماء ويسجد ويصلي لربه كي يدخل جنة الحوريات مع الداخلين ام ماذا يفعل .ام نناقش احاديث الجنس المخزية في الصحيحين ، ام احاديث ام المسلمين التي نشرت غسيل الجنس على الحبال وكيف كان يجامعها زوجها وهي حائض ، ام نناقش الدين الذين تأخذونه نصفه من امراءة هي بالاصل ناقصة عقل ودين ؟
انا مستعد للمناقشة في اي موضوع تختار كي يظهر المستور الى العلن .
ان كان لديك شجاعة قل لنبدا الحوار .
تحياتي لك ولأدبك الجم .
صباح ابراهيم


• (10) - كتب : مصطفى الهادي ، في 2011/09/26 .

عندما تحرج النصراني يشتمك ويسفح دمك لو تمكن ، ولو احرجت اليهودي قتلك من دون شتم . ولو احرجت الوثني ، ناقشك واستفهمك . هم الآن فرحون لأني لم ارد عليهم , ما عدم ردي إلا إيمانهم بتلك الخرافات التي لا يقرها عقل ولا يقبلها وجدان . وهم بارعون في قلب الحقائق . ومنها تفسيرهم لقلولي يأكلون لحم المسيح ويشربون دمه ، بأني اقصد اللحم اللحي والدم السائل , وهذا من السفاهات التي يأتون بها دائما . وهم يعلمون أن قصدي هو قول المسيح بزعمهم (( خذوا كلوا.هذا هو جسدي. 27واخذ الكاس وشكر واعطاهم قائلا اشربوا منها كلكم.28لان هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من اجل كثيرين لمغفرة الخطايا.)) فهم يُريدون أن يشوشوا على القارئ الكريم بأني اقصد اللحم والدم ، وهم يعلمون جيدا أن ذلك مستحيل ولكنهم لما لم يجدوا تبريرا لقوا وردل المسيح هذا عمدوا إلى تفسير قولي بما فسروه .
الأخ صباح أورد حديثا هو عند الجماعة ضعيف وليس صحيح وهو حديث وضع الذنوب على عاتق اليهود النصارى ، وهم بتروا بقية الحديث كعادتهم في التشويش حيث أن نهاية الحدي هي كالآتي : (( فقد جاءت في رواية مسلم الأخيرة قول أحد رواة الحديث: ( ويضعها على اليهود والنصارى فيما أحسب أنا )) فهذه الزيادة ا لأخيرة حذفها الأخ لأنه فقط يُريد أن يُسيء ولا يُريد أن يناقش نقاشا علميا جادا .
الثاني : أن لدى المسلمين قاعدة وهو عرض الحديث على القرآن ، فما وافق القرآن نأخذ به وما عارضه نضرب به عرض الجدار . حتى لو ورد في أصح الكتب . ومن هنا فإن هذا الحديث إضافة إلى ضعفه فإنه حديث لا يعمل به أحد .
ولكن المصيبة هي إذا وردت آية في الإنجيل تقول بأن كل من أكل لحمي ودمي ـ طبعا واقصد كسرة ا لخبز والخمر ـ فسوف يُغفر له خطاياه كما في ذيل قول المسيح (( لمغفرة الخطايا)) وهذا اطلاق عام يشمل جميع الخطايا والرذئل . ولا ندري إلى أين نذهب لنرى صحة هذا القول ؟؟ فالمسلمون يعرضون الحديث على القرآن فإن وافقه يعملوا به وإن خالفه لا يعملون به . ولكن النصارى أين يذهبون . طبعا لا يذهبون لأي مكان لأنهم يؤمنون بأن (( الكتاب المقدس أعظم كتاب ظهر على الأطلاق منذ ألفين عام)) كما تفضل الاخ صباح وتبعه بذلك عرّابه الأخ أياد فادي . وكان المفروض بالأخ صباح أن يقول : (( ترجمات الكتاب المقدس )) وأن لا يضلننا ويستغفلنا فيقول ((الكتاب المقدس)) اضافة إلى كذبته الأخيرة بقوله الكتاب المقدس أو الإنجيل وهو يعلم أن هذه الكتب الموجودة هي كتب مذكرات كتبها الناس بعضهم لبعض وحتى هذه الترجمات دارت حولها شبهات كثيرة مريعة تجدها حتى بين بحوث النصارى انفسهم .
يا أخي والله أن لا اناقشكم لأنكم مفلسون ، وإنما أنا اعمد إلى هذا الموجود من ترجمات ، فأنقد وافند الكثير مما جاء فيه . ثم يأتينين الاخ صباح فيقول جوهر الكتاب المقدس وروح الكتاب المقدس . وأن موت المسيج في الجسد هو الموت الأول . ثم يورد لي قول بولص : (( فأنكم كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخبرون بموت الرب إلى أن يجئ ))
ويتجاهل قول المسيح بأن من اكل من لحمه وشرب من الخمر دمه . فإن هذا لغفران الخطايا . هل رأيتم الآمانة كيف يهرب من هذا القول ، ثم يأتيني بحديث ضعيف قال اغلب علماء الحديث بضعفه .
لا تهربوا من الواقع فأنتم إلى هذا اليوم تكلون تلك القطعة ا ليابسة على انها جسد المسيح وتشربون هذه الكأس من العرق الخمر على انها دمه لغفران الخطايا ، وتذهبون إلى الكاهن لتجلسوا على كرسي الاعتراف لمحوا الكاهن لكم كل الخطايا .
طبعا لما رأى مرقص عدم صحة هذه الجملة وانها مبالغ فيها وتبرر للمجرمين وسفاكين الدماء جرائمهم قام بحذفها ولذلك لم يرودها في إنجيله ورفعها برمتها من النص وهي قول المسيح ( لمغفرة الخطايا) وهكذا حذا حذوه بقية كتبة مذكرات المسيح فقاموا بحذف هذه الفقرة ولا ندري اين الصحيح وعند من نجد الحقيقة . راجع مرقص الاصحاح 41 : 24. وانظر كيف حذفها مرقص ؟؟؟
ملاحظة مهمة : وهي أن النصارى قد اختاروا هذه الكتب الأربعة من بين اطنان من الكتب الأخرى زاعمين انها الأصح . وما يدرينا لعل الذي رفضوه واحرقوه هو الصح وما ا قوا عليه هو الخطأ فتمعن .
أما القول بأني كنت أعني لحم المسيح ودمه فهذا من الكذب البواح الصراح ، حيث ان كل المعاصرين للمسيح لم يفهموا قوله اطلاقا ومنهم اليهود الذين هم علماء الكتاب حيث جاء : ((فخاصم اليهود بعضهم بعضا قائلين كيف يقدر هذا ان يعطينا جسده لناكل. 53فقال لهم يسوع الحق الحق اقول لكم ان لم تاكلوا جسد ابن الانسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم.54من ياكل جسدي ويشرب دمي فله حياة ابدية وانا اقيمه في اليوم الاخير. 5)) ، وأنا لم آتي ببدع فقد قلت كما قال المسيح (إن لم تأكلوا جسد ابن الانسان وتشربوا دمه ) فهنا عملية أكل وشرب فلا تتقيأوا سفاهاتكم عندما لم تجدوا جوابا فتقولوا بأني اقصد لحم المسيح ودمه الحاليين يعني في هذه الأيام . كيف فهمتم ذلك والله أنا لا أعرف .
غفران خطايا بالجملة (( اكتب اليكم ايها الاولاد لانه قد غفرت لكم الخطايا من اجل اسمه))
الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر.الذي بجلدته شفيتم
وليس هذا فقط لا . بل أن هناك الأدهى والأمر وهو أن يعمد الكاهن إلى (تيس) يعني صخلة . فيضع يده على رأسه او ظهره ويقر عليه بكل الذنوب ويرسله إلى البرية والله ما افهم من النص شيء لعله انتم تفهمون : (( ويضع هرون يديه على راس التيس الحي ويقر عليه بكل ذنوب بني اسرائيل وكل سياتهم مع كل خطاياهم ويجعلها على راس التيس ويرسله بيد من يلاقيه الى البرية. 22ليحمل التيس عليه كل ذنوبهم الى ارض مقفرة فيطلق التيس في البرية.))
فاليهود عندهم تيس يحمل عنهم خطاياهم !!! النصارى عندهم خروف ضحى بنفسه من اجل خطاياهم . !!!
ثم لماذا تغافلتم عن قول المسيح : ((من ياكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير)) أليس في ذلك دخول الجنة بغير حساب . أليس الحياة الأبدية التي يعطيها المسيح لمن يشر دمه ويأكل جسده أليست هذه الحياة في الفردوس ؟؟؟ هذا نص مقدس عندكم جاء في أعظم كتاب على الاطلاق في في الفين سنة وهو جوهر الكتاب المقدس وروحه الذي لا نفهمه وانتم فهمتهم ديننا وتفسرون لنا الاحاديث والآيات تم تقولون باننا لم نفهم جوهر الكتاب المقدس وروحه التي بين جنبيه .
يا أخي بيوتكم من حجر والله أنا لست فارغا لكلامكم الفارغ وارثي لكم والله .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجديد الذي أسمعه
(( النصارى هم ليسوا المسيحيين)) وإنما يهود آمنوا بالمسيح... لذلك نحن نستنكر كل من يدعونا بالنصارى والاخ كنعان ايضا لذلك اسماهم شرزمة
سيد مصطفى ، أرأيت أنك حرْفي المعتقد ..المفروض بحضرتك كما تحب أن تُري نفسك باحث بالدين المسيحي..أن لا تجهل أن المسيحيٌين هم غير النصارى
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمناسبة تحية كبيرة للأخ صباح إبراهيم لثقافته العلية ولحججه المنطقية
ــــــــــــــــــــت
طبعا ثقافة عالية باين عليه .

• (11) - كتب : صباح ابراهيم ، في 2011/09/26 .

الاخ مصطفى
تعليقا على قولك : ( وما دام النصارى يأكلون لحم السيد المسيح ويشربون دمه في كل قداس فهم معفيون من ضرائب الجرائم التي اقترفوها في حياتهم الأرضية )

اود ان اذكرك من هو المعفي من الجرائم التي يقتفرها ويدخل الجنة ، لمجرد ان اتباع محمد من يؤمن برسول الاسلام ولا يشرك بالله شيئا ، يدخل جنة الحوريات ، اليك هذا الحديث الصحيح .
- روى البخاري والترمذي عن أبي ذر عن الرسول قال: ( قال لي جبريل: بشِّر أمتك أنه من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة قلت يا جبريل: وإن سرق وإن زنى..؟ قال: نعم وإن سرق وإن زنى ).*

حتى السراق والزناة يدخلون جنتكم الموعودة دون حساب . وليس المسيحيون .

شكرا للسيد اياد فادي على التعليق ، وننتظر المزيد من الاخوة القراء .


واليك حديث آخر يظهر الحقد على اهل الكتاب
عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال فيغفرها الله لهم ويضعها على ‏ ‏اليهود ‏ ‏والنصارى ( صحيح مسلم بشرح النووي حديث رقم 4971 )

هل عرفت لمن جنة الحوريات محجوزة ؟ لكم استمتعوا بها وبحورياتها الابكار .




• (12) - كتب : إياد فادي ، في 2011/09/25 .

السيد مصطفى ، إن ردود الأخ صباح على إقتراءات يرفضها المنطق كانت وافية لا أستطيع إضافة أي شيء عليها..لكن إسمح لي في رد بسيط قلت ((أننا كمسحيٌين بمجرد أكلنا للحم المسيح (( كما قال الكاتب صباح نحن لسنا أكلة لحوم لذلك يجب الإنتباه للألفاظ نأكل قطعة خبز كرمز لجسد يسوع)) لو كنت مكانك قبل أن أتكلم أذهب لأي كنيسة وأراقب ما يجري وأرى بنفسي هل هناك لحم يٌقدم أم قطعة خبز..
أقول لك حتى لو أكلنا رمز جسد المسيح وشربنا رمز دمه ..لن ندخل الجنة إن كنا مخطئين ..لقد قال يسوع كثير من الناس سيقولون أثناء الدينونة : يارب يارب نحن من المؤمنين بك..لكن إن كانوا مخطئين سيقول لهم ""إبتعدوا عني لأنكم خطاة ..من فعل بأقوالي هو الذي سينال الحياة الأبدية...لكني الذي عرفته أن في الإسلام من يقتل (أبو بريص ) من أول ضربة تُغْفر له ميت خطيئة مهما كانت الخطيئة فظيعة..قتل سرقة ...إلخ

• (13) - كتب : إياد فادي ، في 2011/09/25 .

السيد مصطفى ، الإفتراء والتلاعب بالألفاظ لن توصلك وتوصل القرأء وخاصة المسلمين إلى بٌر الحقيقة وهذا يضرك ولا ينفعك أما قول الأخ كنعان بما يلي:ه
---------------------------
تحية للاخ الكاتب اوضح مايلي : 1. النصارى شــرذمة من بدو الحجاز المطرودين والمحرومين من المسيحية الرسمة مثلهم مثل شرذمة الزنادقة او فقرقة القرامــــطة في الاسلام
-------------------------
يقصد الأخ شماس بالنصارى (( النصارى هم ليسوا المسيحيين)) وإنما يهود آمنوا بالمسيح... لذلك نحن نستنكر كل من يدعونا بالنصارى والاخ كنعان ايضا لذلك اسماهم شرزمة
سيد مصطفى ، أرأيت أنك حرْفي المعتقد ..المفروض بحضرتك كما تحب أن تُري نفسك باحث بالدين المسيحي..أن لا تجهل أن المسيحيٌين هم غير النصارى
بالمناسبة تحية كبيرة للأخ صباح إبراهيم لثقافته العلية ولحججه المنطقية
ج.ح

• (14) - كتب : صباح ابراهيم ، في 2011/09/25 .

الافضل لك ان تقول شكرا على المعلومات والاجابات الواضحة ، وتقول ان لا جواب شاف لديك ، والاعتراف بالخطأ فضيلة لك ، وانك تفضل السكوت لعدم استطاعتك الاجابة ولأني فندت كل ما طرحت من استفسارات وشبهات نقطة بنقطة .
جوابك الاخير خير دليل على الهزيمة ، واجابتي على حق .
ما الذي يضحكك ؟ لماذا لم ترد على النكات التي اضحكتك كي يشاركك القراء الضحك .
ان كنت غير مقتدر على النقد العلمي ، فنصيحتي لك ان لا تكتب ضد الاديان وتتهم كتبهم بالتحريف .
واخيرا اقول لك : ان كان بيتك من زجاج فلا ترم الناس بالحجارة .

• (15) - كتب : مصطفى الهادي ، في 2011/09/25 .



والله هذه يضحك الثكلى .
وفسر الماء بعد الجهد بالماء .

• (16) - كتب : صباح ابراهيم ، في 2011/09/25 .

الاخ مصطفى، السلام عليكم
المقدمة
صحيح ما قاله كاتب القرآن ( ان كنت يا مسلم او يا محمد ) في شك مما انزلنا عليك فأسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك ) وعليك ايها المسلم وانت منهم يا مصطفى ان تسال اهل الكتاب ليعلموك ما انت جاهل به . فأن كنت لا تفهم كتابك الا عن طريق المفسرين فكيف تفهم كتاب الاخرين وانتم عبدة الحرف والنص دون المعنى .يهمكم حفض النصوص وقرائتها مع هز الرؤوس والبدن ، وتعملون مسابقات لحفظ القرآن دون التفسير والفهم لأنه خليط من الغاز وكلمات غير مفهومة المعنى وحروف مقطعة في اوائل السور لم تفهموا معناها لحد الان . لأن السؤال محرم عليكم
(يا ايها الذين آمنوا لا تسالوا عن اشياء ان تبد لكم تسؤكم) سورة المائدة - سورة 5 . وساشرح لك ما بدى عصيا على فهمك حيث كررت كلمة ( لا افهم ) عدة مرات .
1. الكتاب المقدس الموجود الان بين يديك وبين ايدي اكثر من ملياري انسان هو نفسه الكتاب الذي كتبه الرسل منذ القرن الاول الميلادي ومخطوطاته القديمة المحفوظة في المتاحف منذ القرن الثالث وما بعده . ان اعترفتم بالكتاب المقدس ام انكرتموه ، فهذا لا يقدم ولا يؤخر . ولكن يهمنا افهامكم الحقيقة التي دوختكم .
2. جوهر الكتاب معناه جوهر المعنى للنصوص دون التمسك الاعمى بالحرف . فأن ترجم احدا سأذهب الى امريكا للدراسة ، وقال الاخر سأسافر الصيف القادم لاكمال تعليمي في نيويورك ، وآخر قال : انى مقدم على الرحيل للدرس في الولايات المتحدة . هنا الكلمات والحروف مختلفة ، لكن جوهر المعنى واحد .
3. وهذا ما نفهمه عند قراءة الترجمات المختلفة للكتاب ، ولكنها لا تغير جوهر المعنى . وانتم تعبدون النص وتتمسكون بالحرف ، رغم ان القرآن كتب على سبعة احرف مختلفة .
الموت الاول يعني لنا نحن المسيحيين الموت الجسدي على الارض ، وانفصال الروح عن الجسد ، والموت الثاني هو بعد ان يذهب الخاطي الى جهنم بعد الحساب من قبل الديان ، هناك يكون الموت الثاني الابدي وهو موت الروح وانفصالها عن الله وعذابها بنار البحيرة المتقدة بالكبريت .
(سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 21: 8 ( وَأَمَّا الْخَائِفُونَ وَغَيْرُ الْمُؤْمِنِينَ وَالرَّجِسُونَ وَالْقَاتِلُونَ وَالزُّنَاةُ وَالسَّحَرَةُ وَعَبَدَةُ الأَوْثَانِ وَجَمِيعُ الْكَذَبَةِ، فَنَصِيبُهُمْ فِي الْبُحَيْرَةِ الْمُتَّقِدَةِ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ، الَّذِي هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي)
اما الابرار فسيحيون بالروح ولن يشهدوا الموت الثاني ( موت الروح ).
(رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 13 ( لأَنَّهُ إِنْ عِشْتُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَسَتَمُوتُونَ [ بالجسد]، وَلكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِالرُّوحِ تُمِيتُونَ أَعْمَالَ الْجَسَدِ فَسَتَحْيَوْنَ [ بالروح] ) .
ارجو ان تكون قد فهمت الان ماهو الموت الاول (موت الجسد) والموت الثاني (موت الروح ).
الم اقل لك ان الروحانيات لا يفهمها المسلمون ، بل الماديات فقط . ( ويسالونك عن الروح ، فقل هي من امر ربي وما اؤتيتم من العلم الا قليلا ) . الروحانيات تفوق على فهمكم .
تقول : " المسيح سوف يموت الموت الثاني كما يقول القرآن " .
4. الرد : المسيح حي لا يموت لأنه روح الله وكلمته وهي ازلية ابدية . المخلوق يموت كما مات كل الانبياء حتى من تقولون عنه اشرفهم وتحول الى تراب ، عدا السيد المسيح الذي تسمونه انتم ( عيسى الحي ) فهو حي لا يموت ، واتمنى ان تعرف لماذا .
5. تقول : ( بل يأكلون الخبز ويشربون قطرات من النبيذ وهما يمثلان جسد ودم السيد المسيح /// وهذا ما قلناه ) .
الرد : لا يا سيد مصطفى لا تنكر كلامك ارجع للنص ستجد انك قلت : " وما دام النصارى يأكلون لحم السيد المسيح ويشربون دمه في كل قداس فهم معفيون من ضرائب الجرائم التي اقترفوها في حياتهم الأرضية". ...... الاعتراف بالخطأ فضيلة يا اخ مصطفى .

6. تقول : (لم أفهم ؟؟ وحدة جسد المسيح!! )
الرد : انا من يفهمك ان كنت لا تفهم : رغم ان المسيحيين يعدون بآلاف الملايين في الارض ، الا انهم واحد في جسد المسيح ، فهو يوحدنا جميعا حين نتناول الخيز والخمر الذي يمثل جسده ودمه المقدسين . ارجو ان تكون قد فهمت الان ما معنى وحدة جسد المسيح .

7. تقول : (ثم مضى وخنق نفسه /// هل خنق نفسه ، أو شنق نفسه / أو وقع على الأرض وانشق بطنه واندلعت أمعاءه . ؟؟!! أين الصحيح؟ )

الرد : المعنى واضح اخي مصطفى ، فكل الكلمات لها مدلول واحد ، انه انتحر شنقا او خنقا بالحبل ، ثم سقط من علو على ارض صخرية صلبة انشقت بطنه واندلقت احشاءه وسدد بهذا ثمن خيانته .
فهل هذا ايضا صعب عليك فهمه ؟ ..... لا باس فنحن من يشرح لك الامور التي تعصى على فهمك .
الم اقل لك انكم تتمسكون بالحرف دون المعنى ؟


8. تقول : ( ولا أدري هل أرجع يهوذا دراهم الفضة إلى ا لكهنة / أم اشترى بها أرض ؟؟ أنا الذي قرأته في ترجمات الإنجيل عدة أقوال ، الأول يقول بأن يهوذا ارجع الدراهم إلى اليهود بعد أن ندم / والرواية الثاني تقول بأنه اشترى بها حقلا ووقع على ارضه وانشق بطنه . والرواية الأخرى تقول بأنه ذهب وشنق نفسه . وانت تقول بأنه خنق نفسه . يا اخي روح اضبط شغلك ويه كتابك المقدس أعظم كتاب ظهر إلى الوجود , وبعدين تعال ناقش )

الرد : اكيد لا تدري ، والسبب واضح للقراء ، فقد عرف الجميع سعة افق تفكيرك بعد تكرار الاسئلة الساذجة .
والجواب كي تدري الصحيح ، فهو ما يلي : بعد ان صُلبَ رب المجد ، ورب يهوذا ومعلمه ، وخزالخائنَ ضميرُه وفاق من فعلته الشنعاء ، فذهب الى رؤساء الكهنة واعاد لهم نادما ثمن الخيانة ، فلم يقبلوا ان يعيدوا ادخال نقود الخيانة في خزينة الهيكل لأنها ثمن الدم البرئ المسفوك ، واتفقوا على ان يشتري رؤساء الكهنة بهذا المبلغ حقلا لبناء مقبرة للغرباء وسمي حقل الدم او حقل الفخاري ، واليك الشاهد :
إنجيل متى 27: 7( فَتَشَاوَرُوا وَاشْتَرَوْا بِهَا حَقْلَ الْفَخَّارِيِّ مَقْبَرَةً لِلْغُرَبَاءِ )
اتمنى ان تكون قد فهمت الان ودريت . ليس من يشنق نفسه هو من يشتري الحقل ، بل كهنة الهيكل هم من اشترى الحقل بعد الحادث .
اعتقد ان من يحتاج ان يضبط شغله وبعدين يناقش هو انت وليس انا .

تحياتي


• (17) - كتب : مصطفى الهادي ، في 2011/09/25 .

السلام عليكم
هذا الأخ مسيحي ولكن انظروا ماذا كتب ، لقد ذكر الحقيقة حول ترجمات الإنجيل ولم يُكابر ابدا
وهذا ما كتبه نصا ، وللمزيد يمكنك الرجوع إلى الرابط المرفق ففيه المقال مع التعليق .
كتب كنعــان شـــماس من المانيا

تحية للاخ الكاتب اوضح مايلي : 1. النصارى شــرذمة من بدو الحجاز المطرودين والمحرومين من المسيحية الرسمة مثلهم مثل شرذمة الزنادقة او فقرقة القرامــــطة في الاسلام . الناموس الذي اشار اليه السيد المسيح هو الوصايا العشرة . ثالثا المسيحيون لايعبدون حروف ونصوص الانجيل فهو مكتوب باكثر من الف لغة وكتاب الاناجيل الاربعة هي مجرد شهادات اربعة رجال اختيرت سنة 325 لتكون الانجيل او الشهادات الاصح عن سيرة حياة و اقوال السيد المسيح من بين الاف الشهادات والكتابات الاخرى التي اهملت ولايعتد بها وكما تلاحظ فان احد الاناجيل هو رسالة شخصية من صديق الى صديقة انجيل لوقا وازيدك علما انا مسيحي كاثوليكي وهناك اكثر من مليار كاثوليكي في العالم مثلي وعندي انجيل لايتضمن كلمة انجيل وانما( الكتاب الشريف ) وتلاحظ فيه تسمية السيد المسيح عيسى وليس يسوع او المسيح فنحن يهمنا من كلام السيد المسيح المعاني وليس البلاغة الشعرية او كلام طنان واذا كنت تجاهد لمعرفة الحقيقة وليس المهاترات او الثرثرة فانصحك ان لاتخاف وتستطيع ان تطلبه من دار الكتاب الشريف ص ب 50628 ولسوف تجد في مكان يقول فيه عيسى عليه السلام لو طلب صاحبك ان تمشي معه كيلو متر واحد فامشي معه كيلوميتران اثنين وربما في مثل استحاله دخول الاغنياء الى الجنة ستجد من يقول ان دخول الفيل في ثقب المخيط اسهل من دخول غني الى الجنة وكيف نسيت ان السيد المسيح قد قال في الانجيل قيل للاولين كذا وكذا اما انا فاقول ... فالمسيحيون يومنون ان السيد المسيح هو صورة من صور الله وباللغة القرانية هو كلمة الله وروح منـــــــــــــــــــــــــه ))
فلم يقل هذا الأخ ان هذه الترجمات هي اعظم كتاب ظهر في الوجود منذ الفي عام !! فلم يُكابر حتى انه اعترف بان لديهم انجيلا آخر لا يشبه من حيث الاسم او المعنى هذه الترجمات .
تحياتي وهذا ا لرابط .
http://www.shia-today.com/index.php?show=news&action=article&id=2875



• (18) - كتب : مصطفى الهادي ، في 2011/09/24 .

الكتاب المقدس ، اعظم كتاب ظهر في الوجود منذ الفي عام /// وأين هو هذا الكتاب الآن .
في تفسير جوهر الكتاب /// هل الجوهر غير الكتاب ؟
الذي هو الموت الثاني" /// هل هناك موت أول . لم أفهم . فإذا كان يوجد موت ثاني فإن المسيح سوف يموت الموت الثاني كما يقول القرآن والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت وهذا حسب قولك هو الموت الثاني إن لم يكن مات في الموت الأول ؟؟!! والله لم افهم موت اول موت ثاني ...
بل يأكلون الخبز ويشربون قطرات من النبيذ وهما يمثلان جسد ودم السيد المسيح /// وهذا ما قلناه .
وهو علامة على اتحادنا بالمسيح وعلامة على الوحدة، وحدة الكنيسة، ووحدة جسد المسيح. /// لم أفهم ؟؟ وحدة جسد المسيح!!
وصلب عنا . تألم وقبر وقام /// لم أفهم
ثم مضى وخنق نفسه /// هل خنق نفسه ، أو شنق نفسه / أو وقع على الأرض وانشق بطنه واندلعت أمعاءه . ؟؟!! أين الصحيح؟
ولا أدري هل أرجع يهوذا دراهم الفضة إلى ا لكهنة / أم اشترى بها أرض ؟؟ أنا الذي قرأته في ترجمات الإنجيل عدة أقوال ، الأول يقول بأن يهوذا ارجع الدراهم إلى اليهود بعد أن ندم / والرواية الثاني تقول بأنه اشترى بها حقلا ووقع على ارضه وانشق بطنه . والرواية الأخرى تقول بأنه ذهب وشنق نفسه . وانت تقول بأنه خنق نفسه . يا اخي روح اضبط شغلك ويه كتابك المقدس أعظم كتاب ظهر إلى الوجود , وبعدين تعال ناقش .
والله ما ادري كيف يسمح خالق رحيم عطوف عادل بأن / يُبصق يتفلون بوجه نبيه ويضربونه ويجرحونه ويتألم ويُسقى الخل ثم يجلدونه ثم يستهزأون به ويضحكون عليه ثم يُصلب // لماذا من أجل ماذا / من أجل أن يغفر الله ذنبا لم يرتكبه المسيح نفسه كما تزعمون انه خُلق من دون خطية / أم من اجل ماذا تحمل كل ذلك من اجل أن يغفر خطايا البشر ؟؟ وماذا عن الذين ماتوا قبل أن يأتي المسيح ؟؟؟ظ خصوصا الأنبياء الذين سبقوا المسيح هل كلهم ماتوا على الخطية .. ولماذا أخر الله مجيء المسيح إلى ذلك اليوم وسمح للكثيرين أن يموتوا على الخطية . وماذا عن الذين يخطأون الآن وماذا عن هتلر وموسوليني وغيرهم من طقاة التاريخ هل مات المسيج من اجلهم .. ولماذا نرى الناس تموت ؟ وقد فداهم المسيح من خطية الموت .
والله هاي معامع ما اخرج منها براس خيط .











• (19) - كتب : صباح ابراهيم ، في 2011/09/24 .

الرد على شبهات السيد مصطفى الهادي (من الذي أعدم السيد المسيح ؟!)
المقدمة
المثل العروف ( من شابه اباه فما ظلم ) ينطبق عليك سيد مصطفى ، فانت تشابه شيوخ المسلمين في الافتراء على الكتاب المقدس ، اعظم كتاب ظهر في الوجود منذ الفي عام ، لمجرد انكم تريدون ان ترسخوا في اذهان الاجيال ان الانجيل والتوراة كتاب محرف ، وليس لكم اي دليل على ذلك .
انك يا اخ مصطفى تتشبث بقشور وهمية وبغير علم في تفسير جوهر الكتاب لتخلق منها نظرية التحريف والتناقضات المزعومة . فتستغل الاختلافات في الترجمة للكتاب وورود آيات في انجيل ما دون الاخر لتدعي انها نقائص تدل على التحريف وعدم التكامل في كتاب مقدس لتنفذ منها معتقدا انك الفارس الاوحد في الساحة وليس من يرد عليك.

سارد على شبهاتك الواحدة بعد الاخرى حسب تسلسل ورودها في المقال ، واطلب من القارئ المنصف والغير منحاز ان يحكم بيننا .
• تقول :" فإن هذه التضحية هي التي أعادت البشر إلى الجنة مهما فعلوا في حياتهم الأرضية من جرائم وموبقات ومحرمات ، فقد تحمل عنهم ذلك السيد المسيح ، وما دام النصارى يأكلون لحم السيد المسيح ويشربون دمه في كل قداس فهم معفيون من ضرائب الجرائم التي اقترفوها في حياتهم الأرضية . " .
الرد : ارجع الى الكتاب المقدس - لرؤيا يوحنا21 : 8 القائلة :
" واما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الاوثان وجميع الكذبة فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت الذي هو الموت الثاني"
هل يكفي هذا للرد على افتراءاتك ؟
• تقول : " وما دام النصارى يأكلون لحم السيد المسيح ويشربون دمه في كل قداس فهم معفيون من ضرائب الجرائم التي اقترفوها في حياتهم الأرضية ".
• الرد : وهذا تدليس جديد لا يدل على الفهم الصحيح وتلاعب بالكلمات .
• المسيحيون لا يأكلون لحم المسيح ويشربون دمه يا سيد مصطفى ، بل يأكلون الخبز ويشربون قطرات من النبيذ وهما يمثلان جسد ودم السيد المسيح لاعادة ذكراه كما اوصانا السيد بنفسه في العشاء الاخير . فلتكن دقيقا في تعبيراتك ايها الكاتب الفطن . فالمسيحيون ليسوا من اكلة لحوم البشر كما تصور لقراءك .
فالكتاب يقول : ) فأنكم كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخبرون بموت الرب إلى أن يجئ (كو26 : 11 . وهو علامة على اتحادنا بالمسيح وعلامة على الوحدة، وحدة الكنيسة، ووحدة جسد المسيح.
• تقول : " شخصية بيلاطس خيالية حالها حال الأمثال الكثيرة التي توجد في الإنجيل ". وتكمل الوصف " وأما بيلاطس المتهم بقتل السيد المسيح ، فهو آمر كتيبة في الجيش متدني الرتبة كان مأمورا بجمع الضرائب" .
• الرد : لاتوجد شخصيات خيالية الا في خيالك انت . فبيلاطس شخصية تاريخية معروفه في زمن السيد المسيح ، ويعرّفه قاموس الكتاب المقدس بما يلي : ٍ[ ويلقّب بالبنطي Pontius Pilate، باللاتينية بنطيوس (مت 27: 2) وهو والي أقامته الحكومة الرومانية نائباً أو حاكماً على اليهودّية في سنة 29 مسيحية. واستمرّ حكمه بضع سنين إلى ما بعد صعود مخلصنا، وكانت قيصرية مركز ولايته. وكان يصعد إلى أورشليم إلى دار الولاية فيقضي للشعب هناك (يو 18: 28). وأما أيام حكومته فلم تكن مرضية لليهود لأنه كان قاسياً جدّاً غير مهتم إلا لمنافعه الشخصية. وفضلاً عن ذلك فهو الذي سلم المسيح لليهود مع أنه اعترف ببراءته وعدم اقترافه جرماً يوجب تسليمه لهم. وما ذلك إلا لعدم اكتراثه بصالح المسكين والغريب. ويرّجح أن إجابة بيلاطس طلب اليهود كان لغاية المحافظة على مركزه ]
فمن اين جئت بالشخصية الوهمية بكلامك وانه آمر كتيبة متدني الرتبة كان مأمورا بجمع الضرائب غير المباشرة فهل آمر الكتيبة وجامع الضرائب يقضي ويحكم بين الناس في ديوان الولاية ؟
وتدلس بكذبة مفضوحة قائلا : ولم يكن بيلاطس يهوديا أبدا كما يذكر الإنجيل نفسه بل كان (وثنيا ).
الرد : اين ذكر الانجيل ان بيلاطس كان يهوديا ؟ لما لم تذكر رقم الاصحاح والاية ؟
انه كان واليا رومانيا . وللرد على الاكاذيب يقول الانجيل ما يلي
إنجيل لوقا 3: 1
وَفِي السَّنَةِ الْخَامِسَةِ عَشْرَةَ مِنْ سَلْطَنَةِ طِيبَارِيُوسَ قَيْصَرَ، إِذْ كَانَ بِيلاَطُسُ الْبُنْطِيُّ وَالِيًا عَلَى الْيَهُودِيَّةِ، وَهِيرُودُسُ رَئِيسَ رُبْعٍ عَلَى الْجَلِيلِ.
• وتضيف : " ولكن المهم أن اليهود في زمنه الصقوا به اي (بنطيوس بيلاطس) تلك التهمة التي لم يرتكبها على الإطلاق"
الرد : ما هو دليلك على هذا القول ؟ لا تلق الكلام من مخيلتك دون دليل .
ان قانون الايمان المسيحي الذي يؤمن به كل مسيحي على الارض يقول عن المسيح : [ وصلب عنا على عهد بيلاطس البنطي. تألم وقبر وقام ...الخ ٍ] اضافة الى ما ذكره المؤرخون ، ولازال طريق الالام موجودا لحد الان ومعروفا في القدس فهل تاتي انت لتغير التاريخ والكتب المقدسة ؟

• تدعي في المقال : " فإن أغلب الروايات تقول بأنه (بيلاطس البنطي) أصبح نصرانيا ...ورسمه النصارى قديسا "
• الرد : اليس الاجدر بكونك كاتبا ناقدا ان تذكر لنا اسم هذه الروايات ليكون كلامك صادقا امام القراء، ام تقول فقط كلاما عاما دون دليل .
• جاء على لسانك ما يلي : " أن أكثر المؤرخين في ذلك الزمان كانوا من اليهود أمثال يوسيفوس الذي نسب إلى بيلاطس مسألة إعدام السيد المسيح في حين نرى أن الأناجيل تبرئ بيلاطس من ذلك حيث ثبت بالنص أن بيلاطس كان يرى يسوع بريئا من التهمة ولذلك اعدم يشوع باراباس الذي كان حكم إعدامه قد وصل من سوريا "
• الرد : كلامك هذا ملئ بالمغالطات والتناقضات . في حين تؤيد قول المؤرخ اليهودي يوسيفوس الذي عاصر السيح ( 36-100) م ان المسيح اعدِمَ من قبل بيلاطس ، ثم تعود لتغير الحقيقة وتخلط الامور في قضية البراءة والاعدام حسب الاناجيل . ان الاناجيل قالت ان بيلاطس لم يجد في المسيح ذنبا يستوجب الحكم عليه بالموت ، واعترف ببرائته ، لكنه تحت ضغط كبار رجال الدين اليهودي والشعب الذي كان يصرخ اصلبه اصلبه ، وتهديد الشيوخ برفع شكوى للقيصر بعدم تنفيذه القوانين ، رضخ لطلبهم حفاضا على مركزه كحاكم ، واصدر امر الاعدام صلبا برغم عدم قناعته بتجريمه . واطلق سراح باراباس المجرم ولم يتم اعدام الاخير كما تزعم .

• تقول : " هذا التاريخ الأسود الذي تمتع به بيلاطس مع اليهود كان حفيا بهم أن يلصقوا به أشنع التهم على الإطلاق وهي مسألة قتل السيد المسيح" .

• الرد : هذا الكلام لم يلصقه اليهود ببيلاطس انما كتبه المؤرخون كحقيقة تاريخية وقعت وشهد عليه الشعب في ذلك الزمان .وكان اليهود يفتخرون انهم طالبوا الحاكم بموت المسيح ، لأنهم كانوا يعتبروه مجدفا على الله بقوله انه ابن الله ومعادلا لله وانه سيجلس عن يمين القدرة في الملكوت
اليهود طالبوا بصلبه و الحاكم الروماني اصدر الحكم مرغما والجند الرومان نفذوا حكم الوالي .والكتاب المقدس متى 26: 63 يقول :
[ واما يسوع فكان ساكتا.فاجاب رئيس الكهنة وقال له استحلفك بالله الحي ان تقول لنا هل انت المسيح ابن الله ، قال له يسوع : انت قلت وايضا اقول لكم من الان تبصرون ابن الانسان جالسا عن يمين القوة واتيا على سحاب السماء فمزق رئيس الكهنة حينئذ ثيابه قائلا قد جدف ما حاجتنا بعد الى شهود.ها قد سمعتم تجديفه. ماذا ترون. فاجابوا وقالوا انه مستوجب الموت.]

تقول في المقال :
• الإنجيل نفسه ينفي فكرة الصلب من الأساس وعلى لسان السيد المسيح حيث يقول المسيح مخاطبا جموع اليهود الذين كانوا يتآمرون على قتله : ((أنا معكم زمانا يسيرا بعد ثم أمضي للذي أرسلني . ستطلبونني ولا تجدونني وحيث أكون أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا") .
• الرد : هذا دليل آخر على اما قيامك بالتحريف المتعمد او عدم الفهم لنصوص الانجيل .
فالمسيح ذكر لتلاميذه في اكثر من مناسبة بعلمه بالصلب وطريقة تنفيذه وزمانه ومكانه ، اقرأ الايات التالية :
مت 16: 21
من ذلك الوقت ابتدأ يسوع يظهر لتلاميذه انه ينبغي ان يذهب الى اورشليم ويتألم كثيرا من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم.
مت 17: 23
فيقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم.فحزنوا جدا
مت 20: 19
ويسلمونه الى الامم لكي يهزأوا به ويجلدوه ويصلبوه.وفي اليوم الثالث يقوم
مر 10: 34
فيهزأون به ويجلدونه ويتفلون عليه ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم
لو 9: 22
قائلا انه ينبغي ان ابن الانسان يتألم كثيرا ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم
لو 13: 32
فقال لهم امضوا وقولوا لهذا الثعلب ها انا اخرج شياطين واشفي اليوم وغدا وفي اليوم الثالث اكمل.
لو 18: 33
ويجلدونه ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم.

هل تكفي هذه الايات لتثبت عدم مصداقيتك امام القراء ؟ وان المسيح صرح بموته صلبا قبل وقت التنفيذ .
اما معنى " أنا معكم زمانا يسيرا بعد ثم أمضي للذي أرسلني . ستطلبونني ولا تجدونني وحيث أكون أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا" .
فالسيد المسيح له المجد يقصد انه سينتقل بعد وقت قصير اي بعد الفداء والقيامة لمجده العظيم في الملكوت السماوي حيث لا يستطيع التلاميذ ان يجدوه بالجسد فيما بينهم بعد ان يرتفع الى السماء .
• وهذه مزاعم اخرى تجعلنا نضحك من سذاجتها . حيث تقول في مقالك :
" [ وفي قوله تعالى : أن النصارى سكتوا على أمر هام جدا وهو مسألة اختفاء يهوذا الاسخريوطي الذي دل على السيد المسيح .....خصوصا إذا علمنا أن يهوذا يشبه السيد الميسح من حيث الشكل ]"
وردي على هكذا ادعات اقول :
ان كنت قد قرات الانجيل كي تنقده بلا أمانة علمية، فلابد انك قرات الاية التالية التي تكذب ادعائك هذا .
(حينئذ لما راى يهوذا الذي اسلمه انه قد دين ندم ورد الثلاثين من الفضة الى رؤساء الكهنة والشيوخ قائلا قد اخطات اذ سلمت دما بريئا، فقالوا ماذا علينا، انت ابصر، فطرح الفضة في الهيكل وانصرف.ثم مضى وخنق نفسه).
بعد ان شنق يهوذا نفسه ندما على خيانته ، فماذا تريد ان يذكر الانجيل بعد موته ؟ الا يكفيك انه اخبر بنهايته شنقا .
• ثم تخترع اقوالا من عندك وهي : ( خصوصا إذا علمنا أن يهوذا يشبه السيد الميسح من حيث الشكل)
اخي مصطفى ، من اين علمت ان يهوذا يشبه السيد المسيح ، من اعلمك بذلك ؟ هل تعطينا مصدر معلوماتك الرائعة هذه لنستفيد منها . ان قلت القرآن ، فما ذكر القرآن اسم الشبيه المزعوم ، فمن اين اتيت انت به ؟
وان كان من كتب المفسرين ، فما قالوه كله مزاعم لا اساس لها من الصحة لأنهم لم يستندوا الى مصدر بل الى اوهامهم وانهم لم يعاصروه .
• وتقول : ( لأن المعدوم حوكم وأعدم على ضوء المشاعل )
الرد : وهذه مغالطة مفضوحة اخرى يا سيد مصطفى . صحيح ان القاء القبض على السيد المسيح كان في مساء الخميس وتحت اضواء المشاعل ، اما المحاكمة والاعدام فتمت نهار الجمعة وصلب ظهرا ولم تكن هناك اضواء للمشاعل ، فاين مصداقيتك ايها الكاتب امام القراء ؟ واليك الادلة التي تكذبك من انجيل مرقس اصحاح 15
24 وَلَمَّا صَلَبُوهُ اقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ مُقْتَرِعِينَ عَلَيْهَا: مَاذَا يَأْخُذُ كُلُّ وَاحِدٍ؟
25 وَكَانَتِ السَّاعَةُ الثَّالِثَةُ فَصَلَبُوهُ.
33 وَلَمَّا كَانَتِ السَّاعَةُ السَّادِسَةُ، كَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا إِلَى السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ.
34 وَفِي السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِلُوِي، إِلُوِي، لِمَا شَبَقْتَنِي؟» اَلَّذِي تَفْسِيرُهُ: إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟
وجاء في كتاب التفسير يقول :[ يقول القديس كيرلس الكبير: [جعلوا عملهم تسليم رئيس الحياة للموت، فصلبوا رب المجد. لكنهم إذ سمروا رب الكل على الصليب انسحبت الشمس من فوق رؤوسهم والتحف النور في وسط النهار بالظلمة ] .
فهل كانوا يصلبون المسيح بالظلمة على ضوء المشاعل ام تحت نور الشمس التي انسحبت فيما بعد ؟ ولعلمك ان الساعة الثالثة عندهم تعني التاسعة صباحا ، لأن اليوم كان يُحسب من شروق الشمس اي السادسة صباحا وهو الساعة الواحدة لبدء النهار . والساعة الثالثة حسب الانجيل تعادل التاسعة حسب توقيتنا الحالي .
• وتقول : " حتى الرسامون ممن يحملون ثقافة دينية صحيحة رسموا صور السيد المسيح وهو يرتفع إلى السماء من بين أصحابه بعد ليلة العشاء الأخير " .
• الرد : وهذا الكلام لا يعتد به بعد ان اوضحنا ذلك اعلاه .ويبدو ان مصدر معلومات كاتب المقال هو من هذه الصورة الغريبة .الصعود للسماء حدث بعد اربعة و اربعين يوما من بعد العشاء الاخير .
• تقول : " وهنا يتدخل القرآن فيثبت القول الصحيح وينفي ما دونه من أقوال فيقول: وما قتلوه وما صلبوه بل رفعهُ الله إليه.. وما قتلوه يقينا "
• الرد : ارجو ان تشرح لي ما سبب قول كاتب القرآن على لسان السيد المسيح : " وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ" سورة مريم - سورة 19 - آية 15
• فهل القرآن يذكر موت المسيح هنا عبثا ً. ام ان كاتب القرآن وقع في تناقضات كثيرة بسبب تقادم الزمن على تاليف القرآن وجمعه .الايمان المسيحي يستند الى الصلب والموت فداءً والقيامة كما تعلم . ونحن لا نؤمن حسب القرآن بل حسب انجيلنا المقدس .
• وفي كلام آخر تقول : "وأما الأحد عشر تلميذا فانطلقوا إلى الجليل ، إلى الجبل حيث أمرهم يسوع ...." هذا ما رواه متى فأين التلميذ الثاني عشر ؟؟ أليس اختفاءه يدل على أنه المعدوم الذي شُبه لليهود فقتلوه بدلا من السيد المسيح ؟ .
• ومن هنا نرى عدم حضوره على الجبل وفي أماكن أخرى بل حضر فقط احد عشر تلميذا .
• وهنا يأت القرآن الكريم مصححا فيبين أن الذي قتل ليس السيد المسيح بل شخص آخر ألقى الله تعالى عليه الشبه فقال بصريح العبارة (بل شُبه لهم).
الرد : لماذا لم يوضح القرآن من هو الشخص الاخر المشبّه به ويعطي تفاصيل وادلّة عليه ؟ وتصر هنا على انه يهوذا .
بعد ان شنق يهوذا نفسه ومات ندما على خيانته ، كم تلميذا بقى من الاثنى عشر ؟ اليس احد عشر فما الخطأ اذا ؟ هل عدم حضوره على الجبل يعني ان المسيح شبه به واعدم بدله ؟ هل هذا هو دليلكم على التشبيه ؟ يا لقوة الدليل !! والانجيل يخبركم انه انتحر ندما على خيانته .
هل يقتل الله شخصا بريئا بدل السيد المسيح الذي اخبر بموته مسبقا ، لينقذ المسيح من الموت ، فأين عدالة الله اذا ؟
ارجو ان لا يصيبكم التعصب بعمى الفهم وتحرفون كتاب الله بافواهكم وانتم تعلمون .
تحياتي
صباح ابراهيم





حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net