صفحة الكاتب : ياسر سمير اللامي

هل تصمد قطر أمام الرياح العاتية
ياسر سمير اللامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

البركان الخليجي الذي كان مستورا عليه قد تفجر وبانت ملامحه، ووساطات الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية في السنوات الماضية في معالجة المشاكل فيما بين شيوخ الدوحة والرياض لم تفلح، ولم تستطع إنهاء الحقد القديم والمتوارث فيما بينهم .
فالازمة الخليجية ليست وليدة اليوم كما يصرح بها البعض وليست وليدة تصريحات تكشف مكانة إيران في المنطقة وتعاكس الموج الخليجي وإعلان قمة الرياض ضد إيران، فاأسباب التوتر كثيرة و متراكمة ومبطنة منذ سنوات، وهذا ما أعلنته بعض الصحف السعودية المشهورة ومنها مانشيت صحيفة عكاظ بعبارة (21 عاما نفد الصبر وطفح الكيل ....فعزلت الدوحة) وهذا يدل على أن الخدوش في العلاقات ما بين الدوحة والرياض ليست حديثة ومبنية على تصريحات أمير قطر التي قد تم نفيها فيما بعد من قبل ذات الوكالة القطرية التي نشرتها سابقا. 
 فالسعودية ومن ينعم بأموالها من الدول قد اتخذوا مواقف دبلوماسية شديدة بحق قطر وهذة المواقف تناغم النغمة الخاصة بحكام الرياض، ولم تكتفي السعودية بذلك فقد أوقفت نشاطات إقتصادية تخص قطر ووصل الحال بها إلى أن تفرض حصار إقتصادي وسياسي وأجتماعي وإعلامي وبصورة ممنهجة بحق الدوحة، وهذا 
الأمر ينتهي إذا مارضخت الدوحة لشروط الرياض وسلمت بها ورجعت لصوابها .
ولكن في ظل كل هذة التطورات الخطيرة وبعيدا عن البحث في أسباب التوتر ومستقبل العلاقه فيما بينهم، نتساءل هل تستطيع الحكومة القطرية مواجهة هذا الموج الدبلوماسي الكاسر؟ وهل يستطيع شعبها تحمل أوزار الحصار المفروض عليها؟
منذ إندلاع الازمة الخليجية والحكومة القطرية تبحث عن منافذ أخرى لتسيير حركتها الاقتصادية والجويه، بإعتبارهن المحركات الأساسية لديمومة وجودها والمحافظة على وضعها في كافة الصعد، ومن ثم ترتيب
 العلاقة مع الدولة التي تعتبر المنفذ الوحيد لها بعد أن تم إغلاق أبواب وأجواء دول الخليج بوجها، وهي إيران والتي بدورها قد أعلنت عن إستعدادها للتعاون والوقوف بجانب قطر في سد إحتياجاتها هذا من جانب.
ومن جانب آخر ستتجة الحكومة القطرية في الفترة المقبلة إلى ترتيب أوضاعها مع دول أخرى تساندها وتقف معها في ظل هذه الأجواء الدبلوماسية القاسية التي تعانيها من دول الخليج ، فالعراق مرشح قوي للدخول في وساطات تساهم في نزع فتيل الازمة الخليجية وأخذ مكانتة الطبيعية في المنطقة، وسيجني العراق من ذلك وقف الدعم القطري للجماعات الارهابية في العراق وتحويل ذلك الدعم الى إستثمارات تصب في نهوض وإعمار البنية التحتية له ، فاذا ما أتخذت الحكومة العراقية هكذا موقف فإنها ستحقق المراد الذي طال إنتظاره وأتت الفرصة الآن لقطفة وهو كسب دعم الدول الداعمة للارهاب ووقف تمويلها للجماعات الارهابية في العراق.
 ومن خلال قراءة بسيطة لمعطيات الشعب القطري نجد أنه شعب لم يتذوق مرارة الضغوط الإقتصادية والسياسية في الخمسين سنة الماضية، والاجيال الحالية لا توجد لديها القدره على التحمل والصبر كماهو حال الشعب الإيراني والعراقي الذي أصبح له صلابة عالية في تحمل المصاعب وتكييف نفسه مع أصعب الظروف،
 فالضغوط الشعبية ستبرز الى السطح في الأيام المقبلة وما يغرد به القطريون في موقع التواصل الإجتماعي  (تويتر) مجرد شعارات، فالازمة ستتوسع والشعب لا يتحمل الضغوط الإقتصادية، واللوبيات السعودية في أروقة الحكومة القطرية سيبدأ مفعولها في تحريض الشعب على الحكومة، وفي ظل كل تلك الظروف والمصاعب التي ستواجة الحكومة القطرية سترضخ للشروط العشرة التي وضعتها الرياض أو لاغلبها وهذا ما نستقرءه في قادم الايام .   
فالجنون السعودي في زعامة الأمة والتحكم بمصيرها ورضوخ الكل لولي الأمر قد وصل لأعلى مراتبه، وقائد ذلك الجنون الشاب المتهور محمد بن سلمان، وبالطبع سيؤدي ذلك الجنون إلى مواقف كارثية ستعصف
 بالمنطقة كونه يستند إلى القوة في حل المشاكل ويبتعد كثيرا عن الركون إلى لغة الحوار وتحكيم العقل في إنهاء المشاكل العالقة بين دول المنطقة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ياسر سمير اللامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/06/14



كتابة تعليق لموضوع : هل تصمد قطر أمام الرياح العاتية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net