صفحة الكاتب : سيف اكثم المظفر

صالح بخاتي.. شهيد وطن
سيف اكثم المظفر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بزته العسكرية لم تفارق جسده، ذاك الملبس المرقط، فصل لرجال أوفياء، ارتداه في ثمانينات القرن الماضي، وهو فتى بعمر الزهور وصلابة القصب وكبرياء البردي، يجري في عروقه حب الوطن، رغب بساطة العيش التي تفرضها الاهوار، واختلاف البيئي بين المدينة والهور، نشاء في بيتٍ جلهم مجاهدون، عن عقيدة ودين وإيمان حقيقي ينبع من القلب والروح.
سيرته الذاتية أشبه بخارطة وطن،  رسمت بدمائه الطاهرة، يبحث بها عن المظلومين لينتصر لهم، تنقل من قصب الاهوار، إلى شمال العراق وهو ينبض بطولة وفداء، نذر عمره للدفاع عن الوطن والمقدسات، كان السيد صالح بخاتي الموسوي، يد السيد محمد باقر الحكيم(قدس) نفذ عدد من العمليات ضد النظام البعثي الصدامي، كانت ضربات موجعة للبعث، لينتقل من مرحلة المقاومة ضد البعث إلى محاربة العدو الناصبي الوهابي في سوريا، دفاعا عن مرقع العقيلة زينب(عليها السلام) أذاق الأعداء ذل الهزيمة، وحرر المناطق المجاورة لمنطقة السيدة، حتى سقوط مدينة الموصل عام ٢٠١٤ والتهديد للعاصمة بغداد وكربلاء والنجف.
يوم الجمعة المصادف ١٤/٦/٢٠١٤ وفي خطبة الجمعة من الحرم الحسيني المطهر، صدرت الفتوى التاريخية بالجهاد الكفائي ضد العدو الداعشي، انتقل على أثرها إلى ملحمة وطن ضد الغزاة الطامعين، توجا قائدا في قلوب الجميع، لا يهدأ له بال وهناك شبر مغتصب من ارض العراق، تقدم مبتسما يرتجز الشهادة، رافع راية النصر، مؤتزرا بندقيته، ينادي هيهات منا الذلة.
زجاج العربة التي يستقلها، استوقفت رصاصة قناص، قبل أن تصل إلى رأسه، لتؤجل ما تمناه، فراح يعاتب تلك الزجاجة بكلمات صادقة، وأحرف باكية، قائلا (بيني وبين الشهادة إلا جزء تبقى من الزجاجة وأنا في صراع وجداني اذ اقول {هل انني غير مستحق لهذه الكرامة ام الذي أبطأ عني خير لي.. لعلم ربي بعاقبة الأمور )!!.
حتى اقبل منتصف شهر رمضان الكريم، وأكرمه بالشهادة بعد صلاة الظهر، لتستقر تلك الرصاصة، وتعلن عروج الروح نحو ربها، ملبية محتسبة صائمة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيف اكثم المظفر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/06/14



كتابة تعليق لموضوع : صالح بخاتي.. شهيد وطن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net