الإمام جعفر الصادق(عليه السلام) في سطور
امامة حميد حسون
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
امامة حميد حسون

هو الإمام جعفر بن محمد الصادق(ع) والده الإمام محمد الباقر(ع) وجده الإمام السجاد(ع). ولد الإمام الصادق(ع) في 17ربيع الأول سنة 80هجرية في المدينة المنورة. وأمه (أم فروة) بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر وقال الإمام الصادق عن والدته: (كانت أمي ممن آمنت واتقت وأحسنت والله يحب المحسنين). عاش الإمام الصادق مع جده السجاد(ع) 15سنة ومع أبيه الباقر(ع) 34سنة.
ومن أشهر ألقابه (ع) الصابر،الفاضل،الطاهر،الصادق. واشتهر بالصفة الأخيرة "لأنه لم يعرف عنه الكذب قط"(الأعلام ج2، 2007: 126). وهذه الألقاب تدل على سمو أخلاقه وحسن سيرته. عاصر الإمام (ع) ظلم بني أمية أكثر من أربعين سنة، وعاش في زمن بني العباس أكثر من عشرين سنة. وكان جريئا على خلفاء بني العباس صداعا بالحق. وظل بعيدا عن السياسة منصرفا إلى تثبيت دعائم الدين في نفوس الناس ونشر أخلاق الإسلام وعقائده في زمن راجت فيه العقائد الإلحادية والمنحرفة، إذ تصدى الإمام إلى محاربة الإلحاد والزندقة، وفي عهده انتشر مذهب أهل البيت(ع). ويروي لنا المؤرخون حكايات كثيرة عن تصديه لأولئك الزنادقة والملحدين، وكيف أن منهم من اعتنق الإسلام بعد أن ألزمه الأمام(ع) الحجة. فقد استفاد الإمام(ع) من فترة الهدوء النسبي التي شهدت ضعف الخلافة الأموية وحداثة عهد الخلافة العباسية، فرسخ دعائم مدرسته الفقهية والعلمية، فكان له الآلاف من الأتباع والمريدين، والعديد من العلماء من قبيل جابر بن حيان وأمثاله.
والأمام الصادق(ع) هو أبرز من تصدى للقائلين بنظرية الجبر التي كان يحكم بموجبها بنو أمية ومن بعدهم بنو العباس، والتي تنص على أن الإنسان مجبور في أفعاله، وليس له الاختيار في ذلك. وكذلك تصدى لنظرية أخرى على عكس نظرية الجبر تماما، ألا وهي نظرية التفويض التي تعود في أساسها للفكر اليهودي، وهي تنص على أن الله فوض الإنسان في اختيار أفعاله. والنظريتان تعبران عن وجهتي نظر على طرفي نقيض: إفراط وتفريط. وكان الإمام(ع) يقول أنه أمر بين أمرين. فبعض الأمور يكون الإنسان فيها مجبرا، مثل مولده وزمانه وموته وميقاته وما إلى غير ذلك.
أما أفعال الإنسان فهو فيها حر، لذلك فالله يحاسبه على أفعاله. وإلا فكيف يحاسبه على أفعال لم يكن له يد فيها. كما أن هذه الأفعال لا تجري دون معرفة الخالق.
ومن خصائصه الخلقية(ع) قول عمه زيد الشهيد بن علي الثائر المعروف بحقه: في كل زمان رجل منا أهل البيت يحتج الله به على خلقه، وحجة زماننا ابن أخي جعفر بن محمد..لايضل من تبعه ولا يهتدي من خالفه.
وكان(ع) بعد أن يهبط الظلام يحمل على عاتقه جرابا فيه خبز ولحم ودراهم فيوزعه على المحتاجين من أهل المدينة دون أن يعرفوه، كما كان يفعل الأئمة من آبائه وأجداده.
وقد المّ الإمام(ع) بمسائل الطب ووضع أدوية لكثير من الأدواء، فقد اكتشف الإمام (ع) علاجات لكثير من الأمراض التي يعجز الطب، حتى في وقتنا الحاضر، عن علاجها. وقدم الكثير من نصائحه الوقائية. ومما روي عنه انه قال: (ما وجدنا للحمى مثل الماء البارد). و قال أيضا: (الحمى فيح جهنم فاطفئوها بالماء البارد). وقال(ع)مما يعلمنا عنه العلم الحديث: (ان لكل ثمرة سما، فإذا أتيتم بها فامسكوها واغسلوها بالماء).
استشهد الإمام(ع) عام 148هـ اثر سم دسه له المنصور الدوانيقي، وبذا قضا على حياة كان ملؤها العلم والعطاء والتقوى.
أمامة حميد حسون
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat