صفحة الكاتب : عبد الحسين بريسم

الحياة بصورة اخرى
عبد الحسين بريسم
 -5-
 
عقيل علي  الشاعر الغامض
شاعر عراقي من مواليد مدينة الناصرية عام 1949 عاش اغلب حياته في العاصمة بغداد وابدع فيها وقدم قصائد مميزة ومغايرة وعلى الرغم من  الاشكالات والاقاويك حول منجزه الشعر ي وشخصيته فانه يبقى الشاعر عقيل علي اخرى طائر يتوارى في جائن ادم ولكوني قد عاصرته لمدة من الزمن قبل وبعد  2003 وجمعتنا المقاهي خاصة مقهى الجماهير في الباب المعظم وايضا في اروقة جريدة الصباح البغدادية فاني اصر على ان عقيل علي شاعر مهم من شعراء العراق ومن اهم واخطر الشعراء الصعاليك ونصة المنشور في هذا الكتاب دليل قاطع على شعريته المتفردة وماتركه في مجموعتين هما جنائن ادم الصادره في الدار البيضاء 1990 وطائر اخر يتوارى باريس 1992ومن الجدير بالذكر ان عقيل علي حنى هذه اللحظة لم يطبع له ديوان في العراق على حد علمي
ان اشتغالات المفردة داخل الصورة الشعرية عند عقيل علي تاخذ مساحات مغايرة في الاسلوب والبناء وهو قادر على اعطى صور شعرية مغايرة ومتفردة في اغلب قصائده   بدا من الدال الاول- العناوين – مثل جنائن ادم وطائر اخر يتوارى
وفي قيدة تهجى اللقيا التي اخترناها كانموذج لاشتغالاته الشعرية والتي تعد من اخر ماكتبه الشاعر وهي من الاعمال التي تنشر اول مرة في هذا الكتاب 
 
 
 
 
 
 
 
نماذج من شعر عقيل علي
 
-1-
قصيدة تهجي اللقيا
 
 
 
وانت
 
ياعتبة السطوع
 
ايها المنطلق بعيدا
 
يادالية تكاشفنا بغسق
 
الجوابة
 
ياقارئ شواهد الملح
 
وسيف الفاتح المخيف
 
ـ ـ ـ ـ ـ
 
يدي على خاصرتك وفمي ينادي
 
فمك الغريب
 
كان ذلك هديرا مستعادا
 
سقط وسط اسلحتنا
 
كان جادا
 
لسانه مصوب نحو التوالد
 
ثم اتى الصهر
 
جامع حليب الالهة صهر النوايا
 
وتشنج القوس
 
حيث تبدأ الغيابات الكبيرة بالانشاد
 
غيابات الاعراس السجينة
 
وظهيرتها اللاذعة
 
على مدىصباح بكامله
 
كنا نزيل الفشور عن لب الفكر
الباذخ العظمة لم يفاجئنا احد
 
بصمته الطري
 
كذا لااحد قد اعد مخبأ لشرنقته
 
النابحة بالعرافة
 
ماكان هذا الا هديرا مستعادا
 
هدير مستعاد
 
لاجل الهادي الاكبر
 
مامن احد قد سهر وحيدا مع الحكمة
 
بامتيازه
 
لاجدوى اذن من مزج التويجات
 
بهبوب الرجاء
 
او شم الرغبة
 
اكلة الزهرة البربرية
 
والمدلية دلوها في ينابيعنا
 
ليل النعيم
 
واختيار الضيف مضيا بعيدا
 
مع الدورة الاخيرة التي تصغي
 
ملائكتها
 
والذكريات التي لااشم لها تلك الدخيلة علي
 
رفقتنا
 
اه يالفاتح الازمنة
 
الازمنة الاليمة التي تنهار مطاياها
 
ظلما
 
وتدحرج خواصرها فوق رمال الاعراس
 
الاكثر حلكة
 
والريح الاكثر توبيخ
 
لقد افتقدناك مرارا فخنتنا
 
ودنونا منك
 
ولكن
 
بخطوتنا صرخ البحر البهي
 
وبالرداء الشاسع لجذل
 
وبالعوسج
 
ليتحدث احدكم الى مهده
 
وليبعد بعيدا
 
 
 
 
 
ويقول في قصيدة من ديوان جنائن ادم
 
 
ولا هاوية لها نافذة يتسرب منها النور
ليلغي كل هذا السام
وسط كل هذا النسيج
ينتصر اللامرئي وسط ضجة الطبيعة
الصمت يخترق ما تعفن من الزمن
ويصهر باب الوجود المترنح تحت غطاء الابدية
ماجدوى كلمة شجرة
ان لم تكن شجرة بحق
اعالي الشواطئ انكبت على ظهرها
وتركتنا
صرخة منزوعة
 
 
 
 قصيدة شتــــــــــــاء النقود
 
 
 لقد جاءوا. 
أعرفك أيها الأكثر انخفاضا من المراقد، والأكثر 
انخفاضا من النظرة المتخفية بالوصايا 
.. أيها المقشعر من أنين الرمال 
ومن الهبوب الذي يلاحق النورس المرابط. 
على مداخل صحراء 
هي سوق للغجر، تقرأ فيه الأحلام ما قد رأته 
كنا نصنع حصنا للوردة المرحبة بأناشيدنا، 
وبأعيادها التي تشهد على المرارة الحية 
.. كانت احشاؤنا أكثر رحابة، والنار على أرصفتها 
تغازل جنون الحدقات التي تحدث عن نعمة القلب 
المصغي 
ثم فرشنا خواصر الحجر 
حين ترك الغروب مفاتيحه لنا 
ومنح الصرخة الصديقة 
للذكرى التي لن تذبل . 
في هجرة الملح
احترقت أجمل الأوراق 
وأمحيت مدن كانت أكثر علوا من الحراب 
ثم أقبل شتاء ممسكا برنين القشة 
كنت أنقش البحر على الركب الطرية 
واصنع غارا من تلاواتي للأصابع الأكثر طراوة من الرحم 
ثم فجأة جاء 
من أنت ؟ 
قل ما تريد قوله 
اني أقطر من لفحك نصيب الوردة ودلالها 
وتلك هي الاكاذيب تطلب المشورة 
قل ما تريد قوله 
عندي لك هذا السر: 
العاشقة أكملت عدتها 
والنهر أهدى لنا مباهجه 
تولهه 
خلجاته 
وأخرج لنا لسان نقائه 
أنا الذي يصفعكم بهذا السناء 
قل ما تريد قوله                     
لك وحدك امتنان النشيد، لك وحدك يا أمين 
صفحاتنا 
ولك ينحني الليل المليء بالحمى 
المجد ، كل المجد لك يا من نلت ضربات الشمس. 
لكن آه 
كان وجعنا مقذوفا صوب البعيد. كان مجيئنا من 
أجل عقاب العقاب 
ومر على أهوائنا أنين رضاب مفخورة 
ما قد رسم يمازح المذاري ، ويمسح أجفانهن بالقبل 
المدماة. 
أكنا بعيدين ، ومن بعدنا ذلك كنا نبتهل ، 
ونحلق ، 
متنعمين تحت ظل أشرعتنا بوصايا ملحك 
لكن دعك 
دعك بعيدا عن الأوراق 
الأوراق مرايا تتهجى وجهها 
ودع يديك بعيدة عن جرح النائم 
دعك بعيدا 
التساؤل لوعة تغوي 
كانت الظهيرة حلما، وكان الحلم صحوة التراب 
كان جوعي عاشقة تأكل ما محوته -جوعي ندم 
الأبرياء - جوعي حوضي ، 
لم تستقر فيه ، بل كتبت على جدرانه فاتحتك ، 
وتأملت في مراياه حلمك النازح الأخير. 
سأصرخ بكم ، 
وأطعنكم بحراب الضوء 
- بهذه اللهفة كنت أتكلم فيما مضى- 
سأصرخ بكم ، 
وآخرون سيتحدثون عما تحدثنا به 
انك تتحدث كما يليق بك يا بحر النعم ، هذا هو 
امتيازك. 
الصامتون يوقدون المشاعل لمدن أكثر من الحراب 
ثم جاء الظل.     
ظل امرأة ، ليروي لنا شيئا آخر
عالية صرخة أيتها المرأة، . . عالية صرختك ، يا حواء 
كنا نبكي تحت ابطيه 
"لا أحد قد سمع بهذه المكاشفة، حين كنا نرسم 
أفواها ، فيما مضى كان البحر قد طعمها بزعفران 
الحذر.، 
كنا نبلل ظمأها بماء الجهات كلها، 
ونلوح لها بمناديل نقعها حليب أثداء يافعة" 
وفجأة لاح من بعيد صليل سيوف الغياب، وبان 
وجهه 
أيها الغياب ، يا من يعطينا ظهره ، ليترك لنا كلامه 
أيها الغياب . . 
على أجمل الأوراق التي أمحيت 
كتبنا وصايا الصمت 
وحنطنا الجنون الأكثر حياء 
بلسانه الطاهر 
مر الضاحك ، المتجهم ، عطس على تخاريم العظماء، 
وقلم اظافرهم الحيوانية 
الرمال العارية ، تنهب ثمرة الاعتراف المستحمة في 
الظل الذي يتقدم ذكراهم 
هو ذا عصركم. 
لشبيهي 
آه شبيهي ، من يستطيع أن يدوزن قرارات قلبك 
تشبيهي الحر 
سأعطي قوتي 
لنناديهم بأسمائهم 
وننسج منذ الآن خواء خوائهم 
هو ذا سرهم. 
لقد جاءوا 
ها هي ذكرى مديح الوردة تستيقظ 
ها هو يدنو ليطعن الدموع الحبيبة 
ها هو يدنو ليحظي بلسانه 
الموجة الفانية تطعن ، لاهثة ، صراخها 
هوذا شتاء النقود  .....    

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الحسين بريسم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/09/14



كتابة تعليق لموضوع : الحياة بصورة اخرى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net